علاج المس من الجن والسحر والحسد

                                                                            القراءة الجماعية
                                                                          إيجابيـــات وسلبيــات

المقصود بالقراءة الجماعية أن يجمع الراقي مجموعة من المراجعين في مكان واحد، الأطفال والشباب والكبار في السن ، الذي يصرع والذي لا يصرع ، السليم والمريض . وتستخدم مكبرات الصوت في غالب الأحيان حتى يسمع الجميع الراقي وهو يرتل القرآن ، عندها يبدأ بعض من به مس بالصرع والصراخ والتخبط على مشهد من جميع المراجعين ولهذه الطريقة إيجابيات وسلبيات ، فمن هذه الإيجابيات:

1. وضوح الطريقة الشرعية من خلال الإطلاع المباشر .

2. اغتنام الوقت ومعالجة أكبر عدد ممكن من المرضى .

3. يعظم الأجر من الله سبحانه وتعالى بكثرة التنفيس عن أكبر عدد من المكروبين .

4. يتأسى المريض بمشاهدة غيره من المرضى فتطيب نفسه حيث أنه سوف يشعر بأنه ليس الوحيد المبتلي ، وربما شاهد من هو أسوا حالا منه ، فيحمد الله على ذلك.

5. تفاعل الراقي والمرقي في القراءة الجماعية أكثر من القراءة الفردية .

6. القراءة الجماعية مجال رحب للدعوة إلى الله .

7. إتاحة الفرصة للمرضى والمساعدين ومن يهتم بهذا الجانب لتعلم الرقية الشرعية الصحيحة عن طريق الإطلاع المباشر .

8. كثيرٌ من المرضى لا تساعدة ظروفه الإجتماعية للرقية في بيته ، وهذه المقرات هي الحل الوحيد لهذه المشكلة .

9. القراءة الفردية تقتضي تفرغ المريض والراقي في أوقات معينة وفي ذلك حرج على الراقي والمرقي ، بينما الذهاب إلى المقرات ( الرقية الجماعية ) لا يقتضي التزام المريض الحضور في نفس الوقت أو اليوم .



الحكمة من استخدام مكبرات الصوت في الرقية
إن استخدام مكبرات الصوت خصوصاً في القراءات الجماعية هي في الحقيقة في حكم القراءة في الأذن ، عن عُبَيْدِ الله بن أبي رافعٍ عن أبيه قال: رَأَيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أذّنَ في أُذُنِ الحَسنِ بن علي حينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمةُ. رواه الترمذي، وعند ابن كثير في تفسيره عن أبي هبيرة عن حسن بن عبدالله أن رجلا مصاباً مُر به على عبدالله بن مسعود فقرأ في أذنه هذه الآية }أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق{ حتى ختم السورة فبرأ فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بماذا قرأت في أذنه ؟" فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال" ويقول ابن القيم في الزاد: كان شيخ الإسلام كثيراً ما يقرأ في أذن المصروع} أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون { ، وقد جُربت المكبرات وثبت نفعها بالتواتر عند معظم الرقاة خصوصا في القراءات الجماعية ، ومن فوائد المكبرات أنها توصل صوت الراقي بكل وضوح الى أذن المريض كما هو الحال في مكبرات الصوت في المساجد ومن فوائد مكبرات الصوت أنها تطغى على وسوسة الشياطين وتخبطها فيسمعون الرقية لا محالة ، ومن فوائدها أنها تجعل المريض أكثر تركيزا مع الراقي وتصرف عنه النعاس ؛ مر نبينا محمدصلى الله عليه وسلم بثلاثة من أصحابه رضي الله عنهم مختلفي الأحوال فمر على أبي بكر رضي الله عنه وهو يخافت فسأله عن ذلك فقال:إن الذي أناجيه هو يسمعني ، ومر على عمر رضي الله عنه وهو يجهر فسأله عن ذلك فقال: أوقظ الوسنان وأزجر الشيطان ، ومر على بلال وهو يقرأ آيا من هذه السورة وآيا من هذه السورة فسأله عن ذلك فقال: أخلط الطيب بالطيب. فقال صلى الله عليه وسلم: كلكم قد أحسن وأصاب.



أما سلبيات القراءة الجماعية فهي :

1. عدم دراسة حالة المريض وأخذ المعطيات الكافية التي تساعد الراقي في التشخيص الصحيح ، ومن ثم إعطاءه الإرشادات التي تكون سببا في شفاءه من بعد إذن الله تعالى.



تكاثرت الظباء على خراش
                                               فما يدري خراشٌ ما يصيدُ


2. الصرع النفسي ( الوهمي ) ، تتقمص بعض الحالات النفسيه تخبط المصروعين ، ظنا منهم أن بهم مسا من الجان ، وذلك بسبب مخالطة ومشاهدة الممسوسين وقت الصرع، وقد يكون وحياً من الشياطين ، بل وقد يكون هذا الوهم سببا في تلبس الشياطين للمريض .

3. مشاهدة الأطفال للمصروعين وقت التخبط خاصة وما يصدر منهم من صراخ وبكاء وسب وتهديد ، مما يجعلهم يصابون بالهلع والفزع والخوف والأحلام المزعجة ، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح .

4.

5. الجمع بين حالات المس فيه سلبيات كثيرة فمن سلبياته :

1. تتفلت الشياطين عندما تكون مجتمعه أكثر من القراءة منفردة .

2. تتمرد الشياطين وتبرز عضالاتها ، لتظهر شجاعتها وصبرها لغيرها من الشياطين.

3. تحضر الشياطين وتخاطب بعضها البعض بصوت مسموع او غير مفهوم ، فلا يستمعون للرقية ولا ينصتون .

4. معاضدة الشياطين لبعضها ، فلو كان الشيطان ضعيفاً فإن الشياطين تعاضده بالقول أو بالفعل فيرجع أشـد مما كان عليه عنادا .

5. تبادل الخطط بين الشياطين ، عندما يحضر الشيطان ويتحدث إلى غيره من الشياطين فإنه إما يأخذ منه وإما يعلمه ما ينفعه من الكيد والمكر .

6. عناد الشياطين وعدم استجابتهم لدعوة الراقي ، لما يكون الشيطان بين مجموعة من الشياطين غالبا لا يستجيب لمخاطبة ودعوة الراقي ، بل ينقلب الأمر الى الجدال والسباب ، بعكس القراءات الفردية فإنك تجد الشيطان أقل عنادا وأكثر مرونة وأدبا.

7. إيقاع الراقي في المواقف المحرجة إما بالاعتداء عليه أو بالتلفظ عليه بقبيح الكلام ، وهذا غالبا لا يحصل في القراءات الفردية.

8. أحيانا تتفوه الشياطين ببعض الكلمات النابية التي يخشى أن يستخدمها ضعاف النفوس من المراجعين.

9. ومن سلبيات القراءة الجماعية أيضا فضح أسرار المريض عن طريق الشياطين وقت الصرع وحوار الراقي مع الجني على مسمع من المراجعين ، وقد رأيت من يستنطق الجن والميكرفون بيده ، والحوار يسمعه الجميع من خلال مكبرات الصوت ، بل وربما سجلت هذه الحوارات من بعض المراجعين .

10. إذلال شخصية المريض عند تخبط الشياطين له.

11. يتمنع بعض المرضى من الحضور إلى مكان القراءة الجماعية خشية أن يصرع ويصبح حديثا في المجالس .

12. يتمنع بعض المرضى من الحضور إلى مكان القراءة الجماعية خشية أن يخرج الجني من الممسوس ويتلبس بهم على حسب ما يزعمون .

13. قد يدخل العجب في نفس الراقي بسبب كثرة المراجعين وحصول الشفاء عنده من بعد إذن الله تعالى .

14. ومن المؤسف أنه استغل بعض الرقاة القراءة الجماعية لمصالح شخصية وعلى رأسها التجارة وأعني بها بيع الماء والزيت والعسل والحبة السوداء وبعض الأعشاب المركبة بأسعار مبالغ فيها إضافة إلى فتح الملف وتذكرة الدخول ، وهذا منعطف سيئ وأخذ لأموال المسلمين بأساليب غير كريمة ، يقول الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني : واشتط آخرون ؛ فاستغلوا هذه العقيدة الصحيحة وألحقوا بها ما ليس منها مما غير حقيقتها ، وساعدوا بذلك المنكرين لها … وجعلوها مهنة لهم لأكل أموال الناس بالباطـل ا.هـ.



ومثل أولئك الرقاة فتحوا الباب على مصراعية لكل ناعق يريد الطعن بالرقاة سواء من المتفيقهين من طلبة العلم أو من فسقة الأطباء وجهلتهم وغيرهم من المنكرين .

لو أن أهل العلم صانوه صانهمْ
                                                    ولو عظموه في النفوس لعظما

ولكن أهانوه فهونوا ودنسوا
                                                     محياه بالأطماعِ حتى تجهـما


وكم أتمنى أن يتدخل ولاة الأمور ويمنعوا هذا الصنف من الرقاة من المتاجرة باسم الرقية، ولا أعني منعهم من القراءة فلعل الله أن ينفع بهم المسلمين ، وأنا أظن بأن البعض منهم سوف يتوقفون عن الرقية إذا ما منعوا من البيع وأخذ الأموال من المرضى ، وعندها يعلم من يبكى ممن يتباكى.ولا أعني أولئك الذين يضطرون لأخذ مبالغ قليلة ومعقولة لتغطية مصاريف وإحتاجات المقرات المستأجرة .



ويمكن الحد من سلبيات القراءة الجماعية باتباع الضوابط التالية :

1. منع التجارة باسم الرقية والنفث المبارك .

2. تقسيم المكان إلى ثلاثة غرف أو أكثر: غرفة للحالات التي تصرع ، غرفة للأطفال وكبار السن والمعوقين ، غرفة للحالات الجديدة والتي لا تصرع.

3. عدم مخاطبة الشياطين إلا لضرورة كأمره بالخروج وأخذ العهد عليه .

4. المحافظة على شخصية المريض ، وذلك بعدم ضربه أو التسبب بتمزيق ثيابه ، وغير ذلك من الأفعال التي قد تسيء إلى شخصيته وهيبته.

5. ينبغي أن يطلب الراقي من المريض وخصوصاً الحالات التي تصرع تقريراً عن مشكلته وأسباب مرضه ، حتى يميز بين الصرع النفسي والصرع الحقيقي وحتى يتعرف على حقيقة المرض من خلال المتابع والمعطيات .

6. التفريق بين الشياطين وقت الرقية قدر المستطاع ، وعدم ترك الفرصة للشياطين لتحاور مع بعضها.

7. منع الحالات الصعبة المتفلتة ( التي تتخبط وتتفوه بكلمات وقحه ) من الحضور في القراءات الجماعية والقراءة عليها منفردة.





الأعشــــاب
لقد أودع الله سبحانه وتعالى في بعض الأعشاب شفاء لكثير من الأمراض ، وتفنن بعض الموفقين في اختيار بعض الأعشاب ومعرفة خصائصها ومضارها ومنافعها وطرق تركيبها مع بعضها والجرعات التي ينبغي للمريض أن يستخدمها، وجاء الطب الحديث ليجعل كثيراً من هذه الأعشاب بعد تنقيتها وتعقيمها على شكل حبوب أو كبسولات أو شراب أو مراهم بطريقة علمية حديثه ، وفي الغالب تكون محفوظة في أوعية معقمة مرفق معها ما يبين للمريض طريقة استخدامها ، وإذا كانت مكونات هذه الأعشاب لا تناسب كل المرضى فهي لا تصرف إلا من قبل الطبيب المختص ، وقد جاء عن نبينا محمدصلى الله عليه وسلم أنه كان يصف للصحابة رضي الله عنهم بعض الأعشاب ويبين لهم منافعها ومضارها ، وكتب الطب النبوي لموفق الدين البغدادي وابن القيم الجوزي وغيرهم جَمَعَتْ كثيراً من هذه الأحاديث الواردة في هذا الباب ، وتطرق ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى في علاج السحر إلى ما سماه بالاستفراغ ، أي استفراغ مادة السحر ، ومن هذا الباب أقحم كثير من الرقاة أنفسهم في متاهات العلاج بالأعشاب .



والمعالجة بالأعشاب لا يتأتاه المرء إلا بالدراسة والبحث المستفيض لكل عشبة ، أما أن يؤخذ علم الأعشاب من تلك الكتب التجارية التي ملأت رفوف المكتبات أو مما تتكلم به الشياطين فهو من الجهل ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَامِنٌ . أخرجه النسائي ، وعند أبي داود يقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّمَا طَبِيبٍ تَطَبَّبَ عَلَى قَوْمٍ لا يُعْرَفُ لَهُ تَطَبُّبٌ قَبْلَ ذَلِكَ فَأَعْنَتَ فَهُوَ ضَامِنٌ .



وقد بلغت وقاحة المشعوذين وبعض المعالجين بالرقية الشرعية أنهم يأتون بمجموعـة من الأعشاب التي ليس لها أثار جانبية ويجعلون فيها بعض الأعشاب الملينة أو الأعشاب التي تسبب الغثيان والتقيؤ ثم تسحق فلا يعلم ماهيتها ، ويبيعونها على المرضى بأسعار خيالية ، أو أنهم يأتون بأعشاب وردت في بعض الأحاديث أو في كتب التفسير مثل الحبة السوداء والسنا وورق السدر والعود الهندي وغيرها فيسحقونها مع بعض الأعشاب التي لها ألوان ورائحة قوية حتى لا يكتشف سر المهنة ثم تباع على المرضي الذين لو سحق لهم الطباشير وقيل لهم علاجكم في هذا المسحوق العجيب لشروه بأغلى الأثمان ، وعندما يصرف بعض المعالجين هذه العلاجات يظن البعض أنه لا يتم شفاؤه إلا عندما يشتري ويستخدم هذه العلاجات ، وهذا من الجهل ، حتى سمعنا عن من باع ذهب زوجته ليشتري به هذه الأعشاب.



وينبغي أن يسأل المريض نفسه ما هو مرضي ولماذا أشتري هذه الأعشاب ؟.

هل هذه الأعشاب لها آثار جانبية ؟.

هل هذه الأعشاب تنفع من العين ؟.

هل هذه الأعشاب تضعف الجان ؟.

هل هذه الأعشاب تستفز وتستثير الجان ؟.

هل هذه الأعشاب تؤثر على جميع أصناف الجن ؟.

هل هذه الأعشاب له تأثير على مادة السحر الخارجي ؟.

هل استخدام هذه الأعشاب يساعد على استفراغ السحر المأكول والمشروب ؟.

هل يستفيد من هذه الأعشاب كل من يستخدمها أم يستفيد منها البعض من الناس ؟.

هل هذه الأعشاب تؤثر على الجنين في بطن الحامل ؟.

هل هذه الأعشاب تؤثر على الرضيع إذا كانت المرضع تستخدم هذه الأعشاب ؟.

هل يمكن أن يستعاض عن هذه الأعشاب بالعلاجات والأدوية النبوية ( زيت زيتون ، عسل ، الحبة السوداء ، السنا ) أم لا ؟.



ومن مخادعات بعض المعالجين بالأعشاب ما ذكره صاحب كتاب النذير العريان أن أحد هؤلاء كان يدخل بعض المهدئات والأدوية الطيبة بعد سحقها وجعلها على شكل مشروب أو مسحوق أو معجون يعده بنفسه.



وهذا لا يعني ابداً أنه لا فائدة من الأعشاب التي يبيعها بعض الرقاة ، بل من الثابت بالتجربة والمشاهدة أن لبعض هذه الأعشاب التأثير المباشر على الجان وعلى بعض أنواع السحر ؛ وفي بعض الحالات يصل العلاج بالأعشاب إلى ما لا تصل إليه الرقية خصوصا في حالات السحر المأكول والمشروب.



والراقي قد يحتاج إلى استخدام بعض الأدوية المباحة في العلاج
اضغط هنا لمشاهدة صور بعض الأعشاب
الرطل = 450 جرام

أوقية = 37.5 جرام

مثقال = 4.680 جرام ( وزن 65 حبة شعير )

الدرهم = 3.125 جرام ( وزن 48 شعيرة )

الحمصة = ربع مثقال

الجوزة = 4 مثاقيل

الدانق = 0.525 جرام ( وزن 8 شعيرات )

القيراط = 0.198 جرام ( وزن 4 شعيرات )

حبة شعير = 0.049 جرام

ملعقة الطعام الكبـيرة : تعادل وزن مثقال " وزن 65 حبة شعير " تقريباً

ملعقة الطعام وسـط : تعادل نصف مثقال " وزن 33 حبة شعير " تقريباً

ملعقة الطعام صـغيرة : تعادل ربع مثقال " وزن 17 حبة شعير " تقريباً



الماء عموماً
يقول الله تعالى في سورة الأنفال :} إِذْ يُغَشّيكُمُ النّعَاسَ أَمَنَةً مّنْهُ وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن السّمَآءِ مَآءً لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىَ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ الأقْدَامَ{، ويقول تعالى في سورة ص :} وَاذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيّوبَ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ أَنّي مَسّنِيَ الشّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ{، ويقول تعالى في سورة الفرقان :}وَهُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ الرّيَاحَ بُشْرَى بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السّمَآءِ مَآءً طَهُوراً{. وعند أبي داود في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الغضب من الشيطان ، وان الشيطان خلق من نار، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ) .

زيت الزيتون
زيت الزيتون " اضغط هنـا "


عسل النحل
يقول الله تعالى في سورة النحل } وَأَوْحَىَ رَبّكَ إِلَىَ النّحْلِ أَنِ اتّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشّجَرِ وَمِمّا يَعْرِشُونَ * ثُمّ كُلِي مِن كُلّ الثّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنّاسِ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّقَوْمٍ يَتَفَكّرُونَ { [النحل:68_69]



وفي صحيح البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّصلى الله عليه وسلم قَالَ الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ . وفي سنن ابن ماجة عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ الْعَسَلِ وَالْقُرْآنِ. وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْقِهِ عَسَلا فَسَقَاهُ ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ إِنِّي سَقَيْتُهُ عَسَلا فَلَمْ يَزِدْهُ إِلا اسْتِطْلاقًا فَقَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ جَاءَ الرَّابِعَةَ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلا فَقَالَ لَقَدْ سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلا اسْتِطْلاقًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ فَسَقَاهُ فَبَرَأَ .



صفات العسل الأصلي

1. العسل الصافي له رائحة قوية تدخل في الرأس

2. عندما تصب العسل عل الأرض فالعسل الصافي لا يعلق فيه التراب

3. أما العسل المغشوش فانه ينتشر في الأرض

4. العسل الأصلي لا يجمد في الثلاجة ( الفريزر )



للمزيد حول العسل ومشتقاته "الصفحة الأولى" ، " الصفحة الثانية "، " الصفحة الثالثة "

تمر العجوة
عن عَامِر بْن سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرُّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سُمٌّ وَلا سِحْرٌ . رواه البخاري ، وأخرج مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً أَوْ إِنَّهَا تِرْيَاقٌ أَوَّلَ الْبُكْرَةِ ( أول النهار ) . وعند الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ وَالْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ . وعن فليح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنَّ سَعْدًا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ مَا بَيْنَ لابَتَيِ الْمَدِينَةِ حِينَ يُصْبِحُ لَمْ يَضُرَّهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ شَيْءٌ حَتَّى يُمْسِيَ قَالَ فُلَيْحٌ وَأَظُنُّهُ قَدْ قَالَ وَإِنْ أَكَلَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يُصْبِحَ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ يَا عَامِرُ انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عَامِرٌ وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى سَعْدٍ وَمَا كَذَبَ سَعْدٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رواه أحمد في مسنده . وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ أَوَّلَ الْبُكْرَةِ عَلَى رِيقِ النَّفْسِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ سِحرٍ أَوْ سُمٍّ رواه أحمد .

ألبان البقر
عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ النَّبِيَّصلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً فَعَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ . رواه أحمد في مسنده ، وبالمتابعة نجد أن بعض من بهم مس يكرهون شرب الحليب الطازج .

الحبة السوداء
( الشونيز ، حبة البركة ، الكمون الأسود ، القحطة ): جاء عند البخاري عن أبي سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَالسَّامُ الْمَوْتُ وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ الشُّونِيزُ . وفي رواية أخرى عند مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا مِنْ دَاءٍ إِلا فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ مِنْهُ شِفَاءٌ إِلا السَّامَ. وفي رواية عند أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِلشُّونِيزِ عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلا السَّامَ يُرِيدُ الْمَوْت. وأخرج البخاري عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ خَرَجْنَا وَمَعَنَا غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ فَمَرِضَ فِي الطَّرِيقِ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ فَعَادَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ فَقَالَ لَنَا عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحُبَيْبَةِ السَّوْدَاءِ فَخُذُوا مِنْهَا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا فَاسْحَقُوهَا ثُمَّ اقْطُرُوهَا فِي أَنْفِهِ بِقَطَرَاتِ زَيْتٍ فِي هَذَا الْجَانِبِ وَفِي هَذَا الْجَانِبِ فَإِنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا مِنَ السَّامِ قُلْتُ وَمَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ.

تستخدم بذور الحبة السوداء كما هي غير مطحونة أو تطحن وتستخدم في الحال حتى لا تفقد مفعولها الدوائي بفقدان الزيوت الطيارة منها بعد الطحن .

سدر
( شجر النبق) : يقول الله تعالى في سورة الواقعة :}وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ الْيَمِينِ*فِي سِدْرٍ مّخْضُودٍ { ، وفي سورة النجم } عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىَ* عِندَهَا جَنّةُ الْمَأْوَىَ * إِذْ يَغْشَىَ السّدْرَةَ مَا يَغْشَىَ{ . وقد ذكره ابن كثير عند تفسيره لآية " 103" من سورة البقرة فقال : وحكى القرطبي عن وهب: أنه قال يؤخذ سبع ورقات من سدر فتدق بين حجرين ( يمكن أن تستخدم أي آلة لتقطيع ورق السدر كخلاط الطماط والعصير وغيرها) ثم تضرب بالماء ويقرأ عليها آية الكرسي ويشرب منها المسحور ثلاث حسوات ثم يغتسل بباقيه فإنه يذهب ما به وهو جيد للرجل الذي يؤخذ عن امرأته ، " قلت" أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل الله على رسوله في إذهاب ذلك وهما المعوذتان وفي الحديث " لم يتعوذ المتعوذ بمثلهما " وكذلك قراءة الكرسي فإنها مطردة للشيطان أ.هـ. ، وقد ثبت بالتجربة أن لورق السدر خاصية عجيبة مؤثرة على الجن والسحر وفك المربوط خاصة .

* لاتستخدم السدر المطحون الذي يباع عند العطارين في الأكل والشرب لأنه في الغالب يكون غير نظيف بسبب اختلاطه بالأتربه والشوائب حال تجميعه وتجفيفه .

الســنا
عن عُتْبَة بْن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَهَا بِمَ تَسْتَمْشِينَ قَالَتْ بِالشُّبْرُمِ قَالَ حَارٌّ جَارٌّ قَالَتْ ثُمَّ اسْتَمْشَيْتُ بِالسَّنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَوْ أَنَّ شَيْئًا كَانَ فِيهِ شِفَاءٌ مِنَ الْمَوْتِ لَكَانَ فِي السَّنَا . روه الترمذي وابن ماجة وأحمد. وفي رواية : "عليكم بالسنا و السنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام و هو الموت " (حديث حسن) انظر حديث رقم: 4067 في صحيح الجامع.‌

والسنا عشبة معروفة عند الأطباء والعطارين وتستخدم كعلاج ملين ، وقال عنه أهل المعرفة بأنه مأمون الغائلة يقوي القلب، وينفع من الوسواس السوداوي والصداع العتيق والبثور والحكة والصرْع ويسهل بلا عنف .

وطريقة استخدام السنا: تكون بوضع مقدار من السنا حوالي "20 غم" في لتر من الماء ويفضل أن يضاف إليه قليل من الزنجبيل والتمر الهندي والحبة السوداء وزهرة البنفسج ، ثم يوضع على نار هادئة حتى يغلي ، وبمجرد أن يغلي أنزله من النار ، واتركه حتى يبرد ومن ثم يصفى من الورق والتفل ( الرغوة) ، ويشرب منه المريض في أول مرة كأساً واحداً ، وبعد أسبوع كأسين ، وعندما يعتاد عليه يشرب منه الكمية التي تتناسب مع عمره وجسمه على الريق يضاف إلى كل كأس ملعقة من العسل " إن وجد " ، وبعد بضع ساعات يبدأ مفعول السنا في استفراغ جميع ما في البطن من فضلات ، وبإذن الله تعالى تخرج مادة السحر أو بعضها إذا كان السحر مأكولا أو مشروبا ومستقراً في المعدة أو الأمعاء ، وحبذا لو تكرر هذه الطريقة في كل أسبوع مرة لمدة شهر وفي كل أسبوعين مرة في الشهر الثاني وفي كل ثلاثة أسابع مرة في الشهر الثالث .



مسهلات أخرى :

زيت الخروع " معروف "

حبة الملوك " بذور الخروع يوجد عند العطار"

الملح الإنجليزي " معروف يوجد في الصيدلية "

صمغ الأقفال .



صمغ الأقفال :

مادة صمغية مثل اللبان المر ولكن يختلف عنه باختلاف طعمه ومفعوله ، يؤخذ منه حجم الحمصة الصغيرة على الريق يسهل البطن وقد يجعل الإنسان يستفرغ من فمه ، ولكنها تسبب مغصاً شديداً ، ومفعولها في الغالب يبدأ بعد حوالي ساعتين ولا ينصح باستعمالها .



نصائح في المسهل

هذه بعض النصائح التي يذكر أهلها العلم

· من الخطأ أن يشرب المسهل وفي الأمعاء ثقل يابس " إمساك شديد متحجر " بل يجب أن يخرجه ولو بحقنة أو بمرقة مزلقة.

· وإذا شرب إنسان المسهل فالأولى به إن كان دواؤه قوياً أن ينام عليه قبل عمله فإنه يعمل أجود ، وإن كان ضعيفاً فالأولى به أن لا ينام عليه فإن الطبيعة تهضم الدواء.

· وإذا أخذ الدواء " المسهل " يعمل فالأولى أن لا ينام عليه كيف ما كان .

· وينبغي أن لا يتحرك كثيراً على الدواء بل يسكن عليه لتشتمل عليه الطبيعة فتعمل فيه فإن الطبيعة ما لم تعمل فيه لم يعمل هو في الطبيعة .

· وينبغي أن يتشمم الروائح الطيبة المانعة للغثيان مثل روائح النعناع والسذاب والكرفس والسفرجل والورد.

· ويجب أن يتجنب المشروبات الباردة ، ويتجرع وقتاً بعد وقت من الماء الحار بقدر ما يسهّل الدواء ويخرجه . و لا يكسر قوته " المسهل " إلا في وقت الحاجة إلى قطع الإسهال وفي تجرع الماء الحار أيضاً كسر من عادية الدواء.

· ويجب على شارب الدواء أن لا يأكل ولا يشرب حتى يفرغ الدواء من عمله.

· وأن لا ينام على إسهاله أيضاً .

· ويجب أن لا يغسل المقعدة بماء بارد بل بماء حار.

· وشرب ماء الشعير بعد الإسهال يدفع غائلة المسهل ويغسل ماء النزل بالممازجة.

· ويفضل شرب الدواء " المسهل " ربيعاً أو خريفاً.

· عدم المبالغة في استخدام المسهلات ، بل للحاجة وعند الضرورة يمكن استخدام الدواء في كل أسبوع مرة واحدة وذلك في حالات السحر المأكول والمشروب .



القسط الهندي
( الكست ): عن عبيدالله عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ يُسْتَعَطُ بِهِ مِنَ الْعُذْرَةِ وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ . رواه الشيخان ، وعند الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ خَيْرَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ السَّعُوطُ وَاللَّدُودُ وَالْحِجَامَةُ وَالْمَشِيُّ. وعند أحمد عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ وَلا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ.

والقسط عبارة عن عود يقرب شكله إلى شكل المسواك تجده عند العطار ، يسحق ويستعط به عن طريق استنشاقه بنفس عميق عن طريق الأنف حتى يصل إلى الدماغ ، أو بمزجه مع الزيت ويقطر بالأنف والمصاب مستلق على ظهره ، وبين كتفيه ما يرفعهما لتخفظ رأسه وحتى يصل إلى الدماغ لإستخراج ما فيه من الداء بالعطاس ، والجني لا يتحمله وفي الغالب يهرب أو ينزل من الرأس إذا ما استعط به، وكذلك يجعل مع مع زيت الأعشاب واللبخة التي توضع على الرأس، ويسف منه مقدار ملعقة صغيرة يومياً للسحر المطعوم وإزعاج الشيطان المتلبس .

حبوب اللقاح ( الطلع )
وهي تلك الحبوب التي تتكون في عضو التذكير للزهرة ، والتي تقوم شغالة النحل في تجميعها في سلة في أرجلها الخلفية ، وتعد من مكونات العسل ، وله فوائد عظيمة ، واحب أن أنبه بأن حبوب اللقاح ليست بغذاء الملكة ، والجرعة منه ملعقة طعام يوميا . راجع ما ذكر في باب العسل والصفحات المرفقة .

الحلتيت ( صمغ الانجدان ، الكبير)
الحلتيت صمغ نبات كريه الرائحة والطعم ، مر المذاق ، أحسنه الرائق المائل للاحمـرار الذي إذا حل في الماء ذاب سريعا وجعله كالبن . وقيل أجود ما يكون منه ما كان إلى الحمرة ما هو صافياً شبيهاً بالمر قوي الرائحة ، وإذا ديف كان لونه إلى البياض ، هذا الصمغ عرفه الأباء والأجداد بأنه من العلاجات التي تزعج الجن ، وكانوا يجعلونه في البخور لطرد الشياطين ، وهو ثابت بالتجربة أنه يزعج الجان المتلبس بالإنسـان مسلما كان أو كافرا إلا أنه كريه الرائحة ، ويمكن أن يستخدم مع البخور والزيت والشراب ، بل أحيانا يكون سببا بـإذن الله تعالى في خروج السحر المأكول والمشروب.

وعند ابن البيطار في كتابه الجامع لمفردات الأدوية والأغذية

وله قوة تجنب جذباً بليغاً ولهذا السبب هو ينقص اللحم ويذيبه ، ومن فوائده أنه ينفع ورم اللهاة كنفع ألفاوانيا " عود صليب " من الصرع ، وإذا ديف بالماء وتجرع على المكان صفي الصوت الذي عرض له البحوحة دفعة ، وإذا شرب بالمرّ والفلفل أدر الطمث ، ويقول الرازي: رأيته بليغاً في علل العصب لا يعدله شيء من الأدوية في الإسخان وجلب الحمى، فليعط منه العليل كالباقلاة غدوة ومثلها عشية يسقى بشراب جيد قليل، فإنه يلهب البدن من ساعته ، وقال في الحاوي: رأيت في كتاب الهند أنهم يعتمدون في الباه على الحلتيت وهو عندي قوي لأنه حار جداً .أ.هـ.

وهو فاتح للشهية ، مسهل قوي ، مسكن للألم ، طارد للديدان ، طارد للغازات، جيد لعلاج القلب ، يستعمل في الأمراض الباطنية والجنون واليرقان ، مفيد لعلاج الهستيريا ، والأمراض التشنجية ، والذبحة الصدرية ، والمغص الانتفاخي ، ومن شأنه إسهال البلغم والخام والأخلاط الغليظة إسهالا قويا .

الجرعـة : 1 جم في اليوم ( حوالي ربع حجم الحمصـة ).

(انظر كتاب النباتات السعودية المستعملة في الطب الشعبي / كلية الصيدلة جامعة الملك سعود / الرياض / الناشرون إدارة البحث العلمي والتقنية . وانظر تذكرة داود الأنطاكي ، مادة حلتيت.).

السـذاب ( الفيجن )
عشبة معروفة توجد في كثير من المناطق خصوصا في جنوب المملكة العربية السعودية .أجود السذاب الناشف: ما كان أخضرَ اللون ، ذو رائحـة عطرية نفاثة ، حيث أنه يوجد عند بعض العطارين سذاب قديم لا لون له ولا رائحة فهذا ليس بجيد ولا فائدة منه ، وعند شراء الأعشــاب يجب ملاحظة أن تكون نظيفة وخالية من الشوائب .

والسذاب عشبة معروفة تستخدم منذ القدم في علاج من به مس من الجن ، يقول داود الأنطاكي في التذكرة : السذاب ينفع من الصرع ، وأنواع الجنون كيف استعمل أ.هـ. ، وتأثير السذاب ثابت بالتجربة أنه يزعج الجان المتلبس بالإنسـان مسلما كان أو كافرا ، وذلك باستخدامه مع البخور والزيت والسعوط، بل أحيانا يكون سببا بـإذن الله تعالى في خروج والسحر المأكول والمشروب الذي في الرأس والصدر.

الصـبر
هو عصارة شجرة الصبار بعد أن تجمد وأجوده ما كان أحمر مائل إلى الصفرة ( أشقر).

يحل بماء فاتر وشرب فإنه يسهل البطن وينقي المعدة . بل هو من أنفع الأدوية للمعدة من كل دواء آخر ، وينفع للملانخوليا (كآبة شديدة ) والجنون والوسواس ويقع في الحبوب النفسية ، وينقي الفضول الصفراوية التي في الدماغ وأعصاب البصر ، وينفع من قروح الأنف والفم ، ويسهل السوداء.



ومن منافع الصبر التي ذكرت في كتب الطب :

أن الصبر من الأدوية الدابغة للمعدة . ويذهب اليرقان ، وقيل أنه يدخل في علاج السرطان ، والصبر مع السذاب يطول الشعر ويقويه ، و يوقف القئ وله تأثير علاجي جيد لقرحة المعدة ولإدرار الطمث ، وهو جيد للصدفية والأكزيما . وينقي الفضول الصفراوية التي في الدماغ ، وأعصاب البصر ، وينفع من قروح الأنف والفم ، ويسهل السوداء . وإذا طلي به على الجبهة والصدغين بدهن الورد نفع من الصداع . وقيل أن أكل الصبر الأخضر دائما على الريق يقطع علة مرض القولنج ( مرض معوي).



وقيل أن قوته تبقى في صفاقات المعدة من يوم إلى يومين وقيل لمدة أسبوع . وشرب الصبر في أيام البرد خطر مثل غيره من المسهلات . ومن فوائد الصبر انه يمنع الالتهابات ، كما أن للصبر مادة مهيجة لغشاء المعدة فإنه يؤدي إلى إفراز كمية كبيرة من المواد المخاطية الواقية من القرحــة.

ويذكر أحد المرضى وكان يشتكي من آلام في البطن وخوف وضيق بالصدر أنه ذهب إلى عجوز فقالت له لا أعلم لك علاجا غير الصبر تشرب منه ثلاثة أيام .يقول بعدها خرج مني قرابة أربعين دودة واحدة منها رأسها كبير .

الجرعة :من 3 – 5 جرام .

الكندر
( اللبان الذكر ، ويسمى الشحري" نسبة لمدينة شحر في حضرموت " ) :

أذهب إلى الشحر ودع عُماناً إن لم تجد تمراً تجد لبُاناً

من فوائده أنه مقوي للقلب والدماغ ونافع من البلادة والنسيان وسوء الفهم ، نافع من نفث وإسهال الدم إذا شرب أو سف منه نصف درهم " ملعقة صغيرة " ، وكان أطباء الفراعنة يستخدمونه في علاج المس وطرد الأرواح الشريرة . وله فوائد أخرى كثيرة .

اضغط هنا للمزيد حول الكندر >>>

دم الأخوين
قيل أنه صمغ شجر الشيان ، شكله حجر كلسي مثل المرجان أو الإسفنج ، أجود الخالص الحمرة الإسفنجي الجسم الخفيف ؛ من منافعه أن يزعج الجن أكلاً أو شرباً ، كما هو مذكور في باب الجمع بين الأدوية ؛ وهو من الأدوية الدابغة النافعة للجروح ومانع للنزيف والإستحاضة ، ودم الأخوين يحبس الطبيعة ومقوي للمعدة شرباً ؛ الجرعة ملعقة صغيرة .

عاقر قرحاً " عود قرح "
نبات يمتد على الأرض وتتفرع منه قضبان كثيرة في رؤوسها أكاليل شبتية وزهر أصفر كالبابونج ، كثير المنافع ، مزعج للجن ، ونافع من استرخاء العصب والصرع والعقم . وإذا سحق وغلي في الزيت وتمسح به نفع من الفالج والإسترخاء ، وإسترخاء العصب المزمن. وإذا دق العاقر قرحـا وعجن بعسل وأخذ منه صاحب الصرع كل يوم على الريق نفع من الصرع نفعـا بليغا ، يتناول منه كل يوم ملعقة .

جوز القيء "حبة المنفل"
NUX VOMICA “ POISON NUT- VOMITING NUT ”
شكلها : حبة شبه كروية توجد عند العطار وهي من النباتات السامة الخطيرة ، والجرعة الكبيرة منها تقتل . وهي جيدة للاستفراغ الفوري حيث أن من يتعاطاها يستفرغ خلال ربع ساعة أو أقل .

طريقة استخدامها : يؤخذ اللب والذي هو عبارة عن حبيبات متلاصقة في على شكل فصين ، يطحن اللب ويسف مع ماء أو حليب ، وأفضل من ذلك : نصف حبة جوز القيء مع نصف لتر ماء دافئ مع ملعقة عسل مع ملعقة من ملح الطعام مع فنجان زيت زيتون ، وهذه الطريقة أفضل من سف الحبة كاملة مع الماء فقط . وهي جيده لتقيئ السحر المتحرك وقت الرقية أو على إثرها . ولا أنصح باستخدامها خصوصاً لكبار السن والأطفال وضعاف البنية.

وينبغي أن يؤخذ كأس من الليمون مع ماء بارد وعسل بعد الاستفراغ حتى يخف الغثيان وبعد ساعة أو نحوها كاس حليب طازج بارد . ويمكن استخدامه مع ماء وملح وعسل.

ورق الغـار
ورق شجرة من فصيلة الغارية ، من فوائده أنه يذهب الوسواس والصرع مطلقا وأوجاع الظهر والمفاصل وقيل أن الاغتسال به يبطل السحر .

العنــبر
" العنبر " مادة تخرج من بطن الحوت ، قيل أنها من تجمد مرضي في قوام الشمع بأمعاء حيوان بحري يسمى " قشلوب مكروسيفال " ويوجد سائحا على سطح البحر قرب شواطئء الهند والصين واليابان وأفريقيا والبرازيل .

وهذه المادة تكون رخوة أثناء خروجها من بطن الحوت ولونها سنجابي مسود ، ويكون حجمها كبير ويصل وزنه الى 100 رطل . وفي تذكرة أبي داود أجوده الأشهب العطر الذي يمضغ ويمط ولم يتقتطع فهو خالص، ويليه الأزرق فالأصفر فالفستقي .

استخدامه :تولة عنبر خام أصلي " حوالي 11.6 جرام" لكل كيلو عسل ، ملعقة طعام على الريق.

من خواصه أنه شديد التفريح ويقوي الباه وينفع سائر أمراض الدماغ خصوصا الجنون والشقيقة ، ويستخدم في ابطال السحر المأكول والمشروب .ينبغي على أصحاب ضغط الدم العالي أن يقللوا من الجرعات .

المســك
" المسك " تستخرج مادة المسك من إفراز كيس خاص يحمله الظبي المسكي ، الذي يعيش وحيدا ، في جبال التبت وبلاد التتار والسواحل مابين سيبريا والصين ، ومن أجود أنواعه " مسك تونكين " وهو الصيني وكذلك " مسك كبردان " هذه المعلومات من مجلة الأسواق العدد 59 ، اكتوبر 99 ، وبالاستحالة يصبح المسك طاهراً طيّباً، وهو في الأصل دم الغزال يستحيل طيباً فيصبح طاهرا ، والمقصود هو سائل المسك الأحمر طيب المسك .

يقول نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :"أطيب الطيب المسك"



هذه معظم الأدوية التي يعالج بها الرقاة من أمراض السحر والمس والعين وبعض الأمراض العضوية والنفسية ، والتي من شانها من بعد إذن الله تعالى أن تعين في إبطال السحر وفك العين وتعذيب الشياطين ، والجمع بين طريقة وأخرى أمر ثابت نفعه بالتجربة ، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الاستمرار على العلاج أمر مهم حتى يرفع الله البلاء ، مع الحذر من استخدام الملح لمن يعاني من أمراض الكلى والضغط ومن يعاني من القرحة ، وعدم الإفراط في استخدام العسل وحبوب اللقاح لمن يعاني من مرض السكري ، وأعلم أن أعظمها نفعا الرقية الشرعية ، ولذلك ينبغي النفث على كل ما يستخدم في العلاج ، ومعظم هذه العلاجات نافعة بإذن الله تعالى في إبطال السحر المأكول والمشروب وصرف العين وإضعاف الشياطين خصوصاً إذا كانت منفوثاً على بعد الرقية ، ومن خلال المتابعة نجد أن بعض المرضى لا يستسيغون طعم العلاجات والأعشاب فينبغي على المريض أن يرغم نفسه ويصبر على مرارة الأدوية ، يقول الشاعر :

بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ
                                             لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ




الـجمع بين الأدوية والرقية
روى ابن أبي شيبة في مسنده من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إذ سجد فلدغته عقرب في إصبعه فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( لعن الله العقرب ما تدع نبيا ولا غيره ) قال ثم دعا بإناء فيه ماء وملح فجعل يضع موضع اللدغة في الماء والملح ويقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حتى سكنت. ففي هذا الحديث العلاج المركب من الأمرين الطبيعي والإلهي ففيه الجمع بين الماء والملح والرقية .



ومن بعض طرق الجمع واستخدام هذه العلاجات ما يلي :

1. ماء زمزم ، ماء مطر ، ماء عادي : يقرأ عليه الرقية يشرب منه في أي وقت وأي كمية ، وكلما شرب على العطش أو عند الإفطار من الصوم أو على الريق كان تأثره أقوى ، وكذلك يغتسل به في أي وقت.



2. سبع ورقات من سدر أخضر تسحق بخلاط العصير أو أية آلة أخرى ويجعلها في ماء يكفي للشرب والاغتسال ، ثم يقرأ عليه الرقية الشرعية ثم يحسو منه ثلاث حسوات ويغتسل بالباقي . يكرر هذه الطريقة حتى يرفع الله البلاء .



3. طريقة أخرى : كاس ماء محو أو مقروء عليه الرقية مع ملعقة كبيرة عسل .



4. طريقة أخرى : كاس حليب طازج مع قليل من الحبة السوداء ، في أي وقت وعلى الريق أفضل .



5. طريقة أخرى : كاس حليب طازج مع ملعقة من حبوب اللقاح مع ملعقة من العسل يشرب على الريق.



6. طريقة أخرى : كوب زبادي مع ثلاث ملاعق زيت زيتون مع ملعقة صغيرة حبة سوداء في أي وقت يومياً " جيده ومجربة وينصح بها " .

7. طريقة أخرى : كمية من ماء الورد يمزج بماء عادي فتكون الكمية كافية للشرب والاغتسال ، ثم يقرأ عليه الرقية ، ثم يحـسو منه ثلاث حسوات ويغتسل بالباقي ، يكرر هذه الطريقة حتى يرفع الله عنه البلاء .



8. طريقة أخرى : كأس ماء محو مع فنجال زيت زيتون مع ملعقة وسط حبوب اللقاح.



9. طريقة أخرى : كأس ماء محو مع فنجال زيت زيتون مع ثلاث ملاعق كبيرة من ملح الطعام ، جيده للاستفراغ الفوري.



10. طريقة أخرى : كأس ماء محو مع ملعقة عسل مع ملعقة صغيرة عنبر محلول مع ربع كاس ماء ورد مع قليل من الزعفران .

11. طريقة أخرى : ملعقة وسط زيت حبة سوداء قبل النوم ، وملعقتين طعام زيت زيتون على الريق في كل يوم حتى أن يرفع الله البلاء " أنصح بهذه الطريقة ".



12. طريقة أخرى : كأس ماء محو أو رقية ، مع ربع حجم الحمصة حلتيت ، مع نصف حجم الحمصة صبر ، مع ربع حجم الحمصة مر ، مع ملعقة كبيرة عسل، مع ملعقة صغيرة عنبر محلول ، مع قليل من الزعفران ، مع سبع ورقات سدر أخضر ، مع ملعقة وسط حبوب اللقاح ؛ هذه الطريقة تساعد على استفراغ وإتلاف السحر وتعذيب الجن بإذن الله تعالى ، مجربة إذا استمر عليها المريض ، مع أخذ الحيطة وملاحظة المريض وعدم الزيادة في المقادير خصوصا الحلتيت والمر.


بـخــور
طرح سؤال على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله تعالى في محاضرة بعنوان الرقى المشروع منها والممنوع للشيخ ابراهيم الغيث وعبد الرحمن الحمود وصالح ال الشيخ " الشريط من إصدارات تسجيلات العصر الإسلامية / الرياض . الروضة . شارع عبد الرحمن الغافقي . مخرج 11/ ص . ب 9420
رقم الشريط : 8064 " الفتوى تجدها في الشريط الثاني الوجه الثاني .

السؤال نصاً :
بعض القراء يصفون أدوية تباع عند العطارين توضع على الجمر ثم يتبخر به المريض ويبخر به غرف البيت كالشب ونحوه فما الحكم في ذلك ؟.

الجواب نصاً :
إذا نفع لا بأس ، فأكثر الطب بالتجارب ، إذا وجدت أشياء تنفع الناس بالتجارب بخوراً أو دهوناً أو نشوقاً أو غير ذلك إذا جربت ونفعت لا بأس . الطب ما هو توقيفي أكثر الطب بالتجارب ، بشرط أن لا يكون نجساً ، بشرط أن لا يكون محرماً من الشرع ، إذا كان شيئاً مباحا يستعمل ونفع من من الحبوب المباحة فلا بأس أو من الثمار المباحة أو من أوراق وأشباه ذلك الذي ليس فيه محضور شرعا .



إن أحسن ما يتبخر به من أجل علاج السحر والعين وتعذيب وطرد الشياطين :

" الحبة السوداء ، والسذاب ، والشب ، واللبان الذكر ، القسط الهندي ، والفاصوخ المغربي"
يخلط الجميع ويوضع على الجمر ويتبخر به ، وحبذا لو نفث عليه بعد قراءة الرقية " الفاتحه ، آية الكرسي ، المعوذتين ".



لبخــة
لبخة توضع على الرأس لمدة ثلاثة ساعات أو نحوها وهي نافعة بإذن الله تعالى لمعظم عوارض الرأس وتساقط الشعر خصوصا عندما يكون الصداع بسبب السحر أو المس .

مكونــات اللبخـة ملعقة وســط

1. رشاد .. 2

2. سدر .. 1

3. ورق سذاب .." اختياري " 1

4. صبر .. 2

5. حبة سوداء .. 1

6. حنا.. 2

7. فكس 1

8. قسط هندي 1

9. زيت زيتون 2

السذاب لا يمكن الحصول عليه في كل مكان ، فإن لم يوجد فتستخدم اللبخة بدون ورق السذاب .

يطحن ويخلط الجميع مع حوالي كاس ماء مقروء عليه الرقية ويوضع على نار هادئة حتى ينعقد ويصبح مثل العجينة اللينة ثم يوضع على الرأس مثل طريقة الحناء . تكرر هذه الطريقة إلى سبع مرات وعند الحاجة .



الادهـان بالـزيت
أفضل ما جرب من الزيوت للادهان زيت الزيتون خصوصا إذا كان مقروء عليه آيات من كتاب الله . ويجتهد البعض في إضافة بعض الأعشاب والزهور لهذا الزيت من أجل زيادة المنفعة أو لأجل تعذيب الجن وأفضل ما جرب في ذلك إضافة الحبة السوداء والسذاب والقسط على النحو التالي :

1. لتر زيت زيتون

2. ثلاث ملاعق حبة سوداء مطحونة .

3. ثلاث ملاعق ورق سذاب مطحونة .

4. ثلاث ملاعق قسط مطحونة .

يسحق ويمزج الجميع على نار هادئة ، وبعد أن يبرد يضاف إليه طيب الريحان أو المسك الأسود ( الأحمر السائل) ، ومن ثم تقرأ عليه الرقية الشرعية ويدهن به.

يدهن بزيت الزيتون مرة واحدة في اليوم وذلك عند النوم ويغتسل منه في الصباح حتى تتفتح مسامات الجلد :

1. يدهن الرأس إذا كان يعاني المصاب من :

صداع ، تساقط شعر الرأس ، قلق صرع ، ضعف في الذاكرة .

2. يدهن الصدر والجبهة إذا كان المصاب يعاني من :

ضيق في الصدر وسوسه خفقان في القلب خوف.

كراهية للزوجة ، للمجتمع ، للعمل ، للعبادة ، للبيت ، للمدرسة.

3. يدهن البطن والظهر إذا كان يعاني المصاب من :

آلام في البطن آلام في الظهر عقم إجهاض متكرر ربط.



4. يدهن مؤخرة الرأس والعمود الفقري والعضو المصاب في حالة :

الشلل تشنجات في الأعصاب تشنجات في الأطراف.

5. يدهن موضع الألم في الحالات الأخرى .

ويرى بعض الرقاة أن يدهن الجسد كاملا في جميع الحالات وهذا الذي أظنه الصواب ، بل يرى البعض أن يدهن الجسم أكثر من مرة في اليوم الواحد وهذا في الحالات المستعصية .


الاغتســال
وهو تعميم الجسد بالماء ، ويمكن تعميم الجسد بالماء ، إما بصب الماء من فوق الرأس حتى يعم الجسد كله أو وضع الماء في حوض أو مغطس وما هو في حكمه والجلوس فيه لمدة من الزمن ، أخرج أحمد في مسنده أن امْرَأة أتت الرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لَهَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي هذَا ذَاهِبُ الْعَقْلِ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ قَالَ لَهَا ائْتِينِي بِمَاءٍ فَأَتَتْهُ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ فَتَفَلَ فِيهِ وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثُمَّ دَعَا فِيهِ ثُمَّ قَالَ اذْهَبِي فَاغْسِلِيهِ بِهِ وَاسْتَشْفِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.



ومن خلال التجربة والمتابعة لكثير من الحالات التي تشتكي من العين خاصة ومن السحر والمس عموما تبين أن للاغتسال بالماء الذي قرئ عليه الرقية أو الماء الذي محيت فيه آيات من كتاب الله تعالى أثراً عجيباً في صرف العين وإتلاف السحر المنتشر في العروق ، وكذلك يساعد على إنهاك وتعذيب الشياطين خصوصا إذا كان الاغتسال في المغطس والجلوس فيه لمدة نصف ساعة أو نحوها يوميا بمعنى أن تخمر الأعشاب لمدة ربع ساعة أو نحوها في الماء المنفوث عليه ويضاف الى الماء في المغطس حتى يغطي كافة الجسد ويصب المريض منه على رأسه وهو جالس في المغطس فيكون تأثيره أقوى ، ويمكن أن يضاف إلى الماء زيت الزيتون والملح والشب وورق السدر الأخضر المدقوق أو ورق السدر الناشف المطحون ؛ ويمكن إضافة الحلتيت والمرة وورق الغار والسذاب بعد طحنه.

ومن طرق الإغتسال ما ذكره الشيخ محمد الرومي " متخصص في تاويل الرؤى "

وصفة علاجية من السحر والعين والعقم


مكونات الوصفة : كيلو سدر مطحون + كيلو شبة مطحونة + كيلو ملح مطحون .

تخلط وتقسم سبعة أقسام متساوية من أجل استخدامها في سبعة أيام.

كل قسم يذاب في خمس ليترات ماء ويستحم به المريض بعد صلاة العصر بنصف ساعة أو ساعة ويتركه على جسمه لمدة ساعتين أو ساعة ونصف يذكر خلالها أذكار المساء ويدعو الله تعالى .. بعدها يستحم عادي ، إضافة بسيطة وهذه لم تذكر في الشريط وإنما طبقها من استخدمها وهي يفضل تكون الخلطة مقروء عليها أو الماء أو كلاهما.. سابع يوم يدعو الله بأن يريه رؤياً صالحة وخاصة المسحور لأن من جرب ذلك رأى في منامه من دله على مكان السحر وبعضهم حصل له ذلك بعد ثالث يوم من استعمال الوصفة. أ.هـ

أنا أوافق الأخت والشيخ الرومي على هذه الطريقة ولكن أحب أن أنبه إلى عدم تقيد العلاج بهذه الطريقة بسبعة أيام فلا حرج من استخدامها لمدة شهر أكثر أو أقل ما المانع إذا كان المريض محتاجاً لذلك ، وكذلك عدم تقيدها بالوقت بل يمكن للمريض أن يغتسل في أي وقت ، وحبذا لو استخدم المغطس " البانيو " والجلوس فيه لمدة نصف ساعة أو نحوها عوضا عن الاغتسال وهو الأفضل فيما أرى والله تعالى اعلم .

ولا مانع من الاغتسال بالماء الذي قريء عليه شيء من القرآن في دورات المياه، هذا على وجه الإباحة لا على وجه الاستحباب والوجوب . ومن المعلوم أن ماء زمزم أعظم بركة منه ويغتسل به .







الـمحـــــو

المحو : كتابة شيء من كتاب الله عز وجل أو ما ورد من أدعية نبوية بالمداد المباح كالزعفران أو نحوه على ورقة أو صحن أو غيره ومحوها بماء أو زيت وشربه أو الاغتسال به أو الادهان به على حسب الحال ورخص جماعة من السلف في كتابة القرآن وشربه ، وجعل ذلك من الشفاء الذي جعل فيه . يقول ابن القيم في الطب النبوي : ورأى جماعة من السلف أن تكتب له (المريض) الآيات من القرآن ، ثم يشربها . قال مجاهد : لا بأس ان يكتب القرآن ويغسله ، ويسقيه المريض ، ومثله عن أبي قلابة ، ويُذكر عن ابن عباس: أنه أمر أن يكتب لامرأة تعسر عليها ولادتها أثَر من القرآن ، ثم يُغسل وتُسقى . وقال أيوب : رأيت ابا قلابة كتب كتابا من القرآن ، ثم غسله بماء ، وسقاه رجلا كان به وجع ، وعن عبدالله بن أحمد قال : رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض، أو شي نظيف، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه : لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله العظيم ، الحمد لله رب العالمين : }كَأَنّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوَاْ إِلاّ سَاعَةً مّن نّهَارٍ بَلاَغ{[الاحقاف:35]، }كَأَنّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوَاْ إِلاّ عَشِيّةً أَوْ ضُحَاهَا{[النازعات:46]. ومن هنا نجد أن أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى قد اختار من الآيات التي في مضمونها ما يتناسب مع حال المريض وطبيعة كربته . واختيار الآيات في كتابة المحو تكون على حسب الحال فلو كان المريض مصابا بسحر مثلا، تكتب آيات إبطال السحر وما يناسبه من الآيات وحبذا الفاتحة وآية الكرسي في أول الكتاب والمعوذات في آخر الكتاب على النحو التالي :



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيم

الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ * الرّحْمنِ الرّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدّينِ * إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضّآلّينَ اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذَا الّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مّنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ ( تكتب الآيات التي تتناسب مع الحال ) قَاتِلُوهُمْ يُعَذّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مّؤْمِنِينَ يَأَيّهَا النّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مّوْعِظَةٌ مّن رّبّكُمْ وَشِفَآءٌ لّمَا فِي الصّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَأَوْحَىَ رَبّكَ إِلَىَ النّحْلِ أَنِ اتّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشّجَرِ وَمِمّا يَعْرِشُونَ * ثُمّ كُلِي مِن كُلّ الثّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنّاسِ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّقَوْمٍ يَتَفَكّرُونَ وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيّ وَعَرَبِيّ قُلْ هُوَ لِلّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيَ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مّكَانٍ بَعِيدٍ قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُواً أَحَدٌ قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ * مِن شَرّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ* مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ اللهم رب الناس أذهب البأس واشف انت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما.









الضغط على الأوداج
الوَدَجُ والوِدَاجُ : عرق في العنق ، وهما ودَجَانِ ، والوَدَجانِ عرقان غليظان في العنق يمتدان من الرأس إلى السَحر .

الأوداج هي العروق المحيطة بالعنق وإن أبرز عروق العنق هي :

- الوريد الوداجي الباطن " INT. JUGULAR V. "

- الوريد الوداجي الظاهر ( الأخدع ) " صلى الله عليه وسلمXT. JUGULAR V. "

- الشريان السباتي الأصلي"COMMON CAROTID A."

- ويتفرع الشريان السباتي إلى سباتي ظاهر "صلى الله عليه وسلمXT. CAROTID A." وسباتي باطن" INT. CAROTID A.".




هذا الشكل يبين الأوداج الداخلية والخارجية


أخرج البخاري في صحيحه عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَجُلانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ فَقَالَ النَّبِيُّصلى الله عليه وسلم إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ فَقَالَ وَهَلْ بِي جُنُونٌ .



وفي الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ألا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ ألا تَرَوْنَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَالأرْضَ الأرْضَ ألا إِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ بَطِيءَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الرِّضَا وَشَرَّ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الرِّضَا . جزء من حديث رواه أحمد في المسند



وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِالْقَاتِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاصِيَتُهُ وَرَأْسُهُ بِيَدِهِ وَأَوْدَاجُهُ تَشْخَبُ دَمًا يَقُولُ يَا رَبِّ هَذَا قَتَلَنِي حَتَّى يُدْنِيَهُ مِنَ الْعَرْشِ قَالَ فَذَكَرُوا لابْنِ عَبَّاسٍ التَّوْبَةَ فَتَلا هَذِهِ الآيَةَ ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ ) قَالَ مَا نُسِخَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَلا بُدِّلَتْ وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرِو بْنَ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ . رواه الترمذي وفي رواية عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلا أَتَاهُ فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلا قَتَلَ رَجُلا مُتَعَمِّدًا قَالَ(جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) قَالَ لَقَدْ أُنْزِلَتْ فِي آخِرِ مَا نَزَلَ مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا نَزَلَ وَحْيٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى قَالَ وَأَنَّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ رَجُلٌ قَتَلَ رَجُلا مُتَعَمِّدًا يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذًا قَاتِلَهُ بِيَمِينِهِ أَوْ بِيَسَارِهِ وَآخِذًا رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ أَوْ شِمَالِهِ تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا فِي قُبُلِ الْعَرْشِ يَقُولُ يَا رَبِّ سَلْ عَبْدَكَ فِيمَ قَتَلَنِي .



إن من أخطر ما يفعله الرقاة في هذه الأيام أسلوب الكشف عن المس عن طريق الضغط على الأوداج ، والبعض منهم إن لم يكن أكثرهم لا يدري ماذا يفعل ولم يفعل هذه الطريقة ، إلا أن أكثرهم يظنون أن الضغط على الأوداج حتى يغمى على المريض فيه دليل على مس الجن للإنس ، وهذه نظرية خاطئة، عارية من الصحة ، فأي شخص يضغط على أوداجة يحبس الدم عن دماغه فيغمى عليه سواء كان به مس من الجن أو لم يكن ، وبعض الناس بمجرد أن يضغط على أوداجه يغمى عليه ، وبعضهم يحتاج إلى فترة طويلة حتى يغمى عليه ، وتتفاوت فترة الإغماء من شخص للآخر ، وبعض الأشخاص يغمى عليه عندما يضغط على أوداجه ولكن تبقى ملامح وجه كما هي لا تتغير فيزيد الراقي في الضغط حتى يكاد أن يموت المريض بين يديه.



وأظن أن هذه الطريق اقتبست من الحديث الذي رواه أحمد في المسند أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فصلى صلاة الصبح ، فقرأ فالتبست عليه القراءة ، فلما فرغ من صلاته قال: لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين: الإبهام والتي تليها ، ومن الأثر الصحيح الذي رواه البخاري عن أيوبَ عن محمدٍ قال:كنا عندَ أبي هريرةَ وعليه ثوبان ممشقانِ من كتّان، فتمخط فقال: بَخٍ بَخٍ، أبو هريرةَ يتَمخط في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخِرّ فيما بينَ مِنبر رَسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى حُجرةِ عائشَةَ مَغشيّاً عليّ فيجيء الجائي فيضَعُ رجلهُ عَلَى عنقي ويُرَى أني مجنون وما بي من جُنون ، ما بي إلاّ الجوع .



هل كل أنواع الجن تتأثر من الضغط على الأوداج ؟ .

ليس كل أنواع الجن تتأثر من الضغط على الأوداج ، بل إن بعض الجن يطلب من الراقي أن يخنق الممسوس حتى ينصرف ، وأكثر ما يتأثر من الجن بالخنق الجان الذي يكون متمركزا بالدماغ فينقطع جريان الدم عنه فيحضر أحيانا ، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح . فينبغي على الراقي مهما كانت خبرته وتجربته الطويلة في الخنق والضغط على الأوداج أن لا يعرض المريض للموت من أجل أن يتحدث مع الجني أو أن يصرفه ، وأن يحتاط لنفسه فما يدري لعل أجل المريض يكون في تلك اللحظة التي يضغط بها على أوداجه .



يذكر الدكتور محمد على البار في كتابه موت القلب أو موت الدماغ : أن القلب يدفع الدم إلى الرأس في ثماني ثواني فقط .. وإلى الرجلين في 18 ثانية ، وإن خلايا الدماغ أقل خلايا الجسم قاطبة تحملا لانقطاع الدم عنها ، وإذا ما توقف الدم عن الدماغ لمدة دقيقتين فإن خلاياه تموت ، وبما أن التنفس لا يتم إلا بناء على أوامر من جذع الدماغ .. تحمله ألاعصاب إلى عضلات التنفس ( الحجاب الحاجز وعضلات القفص الصدري ) فإن موت هذه المنطقة من الدماغ يعني توقف التنفس وبالتالي وفاة الشخص .





الرقيــة
1) تعريف الرقية
2) شـروط الرقية
3) صفـة الرقية
4) تأثير الرقية في المرقي




تعـريف الرقيــة

الرُّقْـية: العوذة، معروفة؛ والـجمع رُقًـى، وتقول: اسْتَرْقَـيْتُه فرقَانـي رُقْـية، فهو راقٍ، ورجل رَقَّاءٌ: صاحبُ رُقًـى. يقال: رَقَـى الراقـي رُقْـيةً و رُقـيّاً إِذا عَوَّذَ ونفث فـي عُوذَتِه ، قال ابن الأَثـير: الرُّقْـية العُوذة التـي يُرْقـى بها صاحبُ الآفةِ كالـحُمَّى والصَّرَع وغير ذلك من الآفات.



يقول الله سبحانه وتعالى:} كَلاّ إِذَا بَلَغَتِ التّرَاقِي* وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ { [ القيامة:27].



وفي سنن ابن ماجة عَنْ أَبِي خزَامَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَأَيْتَ أَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا وَرُقًى نَسْتَرْقِي بِهَا وَتُقًى نَتَّقِيهَا هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا قَالَ هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ .



وفي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرُّقَى فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنَ الْعَقْرَبِ وَإِنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى قَالَ فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ فَقَالَ مَا أَرَى بَأْسًا مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ .



وعند مسلم عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ يَقُول: رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لآلِ حَزْمٍ فِي رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَقَالَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ قَالَتْ لا وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ ارْقِيهِمْ قَالَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ ارْقِيهِمْ.



وفي سنن الترمذي عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَالَ شَهِدْتُ خَيْبَرَ مَعَ سَادَتِي فَكَلَّمُوا فِيَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَلَّمُوهُ أَنِّي مَمْلُوكٌ قَالَ فَأَمَرَ بِي فَقُلِّدْتُ السَّيْفَ فَإِذَا أَنَا أَجُرُّهُ فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ رُقْيَةً كُنْتُ أَرْقِي بِهَا الْمَجَانِينَ فَأَمَرَنِي بِطَرْحِ بَعْضِهَا وَحَبْسِ بَعْضِهَا .





شـروط الرقيـة

يقول ابن حجر العسقلاني :

يستخلص من كلام أهل العلم أن الرقى تكون مشروعة إذا تحقق فيها ثلاثة شروط:

1) أن لا يكون فيها شرك ولا معصية .

2) أن تكون بالعربية أو ما يفقه معناه .

3) أن لا يعتقد كونها مؤثرة بذاتها بل بإذن الله تعالى .



صـفة الرقيـة
أن يقرأ الراقي على محل الألم ، أو على يديه للمسح بهما ، أو في ماء ونحوه ، وينفث إثر القراءة نفثا خاليا من البزاق ، وإنما هو نفس معه بلل من الريق أ.هـ "فتح الباري كتاب المرضى".



تأثير الرقية في المرقي
يقول ابن القيم في الزاد: تعتمد الرقية على أمرين ، أمر من عند المعالج وأمر من جهة المصروع فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبادئها والتعوذ الصحيح الذي تواطأ عليه القلب واللسان . والثاني من جهة المعالج بان يكون فيه هذان الأمران أيضا حتى أن بعض المعالجين من يكتفي بقوله ( اخرج منه ) أو يقول ( بسم الله ) أو يقول ( لاحول ولا قوة إلا بالله ) ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( أخرج عدو الله أنا رسول الله ) .



ويقول في الطب النبوي : ومن انفع علاجات السحر الأدوية الالهية ، بل هي أدويته النافعة بالذات ، فانه من تأثيرات الأرواح الخبيثة السفلية ، ودفع تأثيرها يكون بما يعارضها ويقاومها من الأذكار والآيات والدعوات التي تبطل فعلها وتأثيرها ، وكلما كانت أقوى وأشد ، كانت أبلغ في النشرة ، وذلك بمنزلة التقاء جيشين مع كل واحد منهما عدته وسلاحه ، فأيهما غلب الآخر ، قهره وكان الحكم له ، فالقلب اذا كان ممتلئا من الله مغمورا بذكره ، وله من التوجهات والدعوات والأذكار والتعوذات ورد لا يخل به يطابق فيه قلبه لسانه ، كان هذا أعظم الأسباب التي تمنع اصابة السحر له ، ومن أعظم العلاجات له بعد ما يصيبه.



يقول الدكتور عمر الأشقر: أحب أن انبه هنا إلى أن الرقى ليست مقصورة على إنسان بعينه ، فان المسلم يمكنه أن يرقي نفسه ويمكن أن يرقي غيره ، وان يرقيه غيره ويمكن للرجل أن يرقي امرأته ويمكن للمرأة أن ترقي زوجها، ولا شك أن صلاح الإنسان له أثر في النفع وكلما كان أكثر صلاحا كان أكثر نفعا، لأن الله يقول : }إِنّمَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتّقِينَ{[ المائدة 27] . ولا صحة لما يدعيه بعض الذين يلجأ إليهم الناس من أن لهم خصوصية في نفع رقاهم لأخذهم العهد على الشيخ أو صاحب الطريقة ، فان هذا لا أصل له وهو من الضلال، فالرقية دعاء والتجاء إلى الله والله يجيب دعوة الداعي إذا دعاه }وَقَالَ رَبّكُمْ ادْعُونِيَ أَسْتَجِبْ لَكُمْ{[غافر:60] أ.هـ.



ومن أهم الأمور التي تساعد على تأثير الرقية في المرقي هي تقبل المريض للراقي ، فلو أنك أجبرت المريض على الذهاب إلى الراقي الفلاني والمريض يكره الذهاب إليه فإنه في الغالب لا يستفيد منه ، فإذا فقد المريض الثقة والارتياح والانشراح للمعالج الذي يعالجه فإن ذلك يفقد الرقية كل أثر ، بل قد يشعر المريض بزيادة المرض ، ولو أنه كان في قرارة نفس المريض أنه لن يستفيد ولن يتأثر من رقية الراقي الفلاني فإنه سوف لن يتأثر ولن يستفيد في الغالب ، بعكس من يذهب إلى الراقي وهو منشرح الصدر مقبلا على الراقي ، معتقدا بأنه سوف ينتفع من رقيته بإذن الله تعالى.



ولذلك أنصح إخواني الرقاة بأن يتوددوا للمريض بطيب الكلام وطلاقة الوجه . ويمكن أن يحسن الراقي إلى المريض قبل الرقية حتى يؤثر عليه بأسلوبه وبلاغة كلامه، يقول صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا ، فيكون تأثير الكلام على المريض أقوى من تأثير المرض، وهذا من الإحسان ، والقلوب جبلت على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها، يقول الشاعر :

فطالما استعبد الإنسان إحسان
أحسن إلى الناس تستعبد قُلوبهم


ويقول الآخر :

عدوي وفي أحشائه الضُغن كامُن
وإني لألقى المرءَ أعلم أنه

سليما وقد ماتت لديه الضغائن
فأمنحه بشرى فيرجع قلبهُ




ومنها إقبال الراقي على الرقية ، فالنفس لها إقبال وإدبار ، ولذلك تلاحظ اختلافا بينا في قوة الرقية لنفس الراقي . فربما كان الراقي مجهدا نفسيا وبدنيا منشغل البال فتكون رقيته قليلة النفع ، بعكس لو أنه كان صافي الذهن نشيط البدن مقبلا على الرقية.



يقول ابن قتيبة الدينوري في شرحه لقول الله تعالى } أو ألقى السمع وهو شهيد{ فإذا حصل المؤثر ، وهو القرآن ؛ والمحل القابل وهو القلب الحي ، ووجد الشرط وهو الإصغاء ، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب إلى شيء آخر حصل الأثر والتذكر ا.هـ" أنظر كتاب الفوائد لشمس الدين إبن قيم الجوزية ص 16 ".



ومنها معرفة الراقي وخبرته في مجال الرقية ومعرفته للآيات المناسبة للمرض، وتشخيص الحالة ، وخبرته في استدراج ومجاهدة ومقارعة الشياطين وسحرة الجن .



وصــايا وإرشـادات للمريض

الإرادة :

إن الإرادة هي قدرة الذات على أن تشق لها أسلوبا ما في الحياة ولو عن طريق الألم والتعب ، وإن الجسم السليم يلعب دورا في قوة الإرادة ، حيث أن هناك ارتباطا قويا بين الإرادة القوية وبين الجسم ، فصاحب الجسم الضعيف يكون في الغالب صاحب إرادة خائرة وهمة فاترة وعزيمة خائبة .

ومن المعلوم أن إرادة الإنسان تفوق إرادة الشياطين بعون الله تعالى وأنها لا تستطيع أن ترغمه على فعل أي شيء لا يريد فعله هو ، لا سيما إذا كان الإنسان قوي الإيمان قوي الإرادة ، والدليل على ذلك أن المصروع يذهب للرقاة ليرقوه من المس بمحض إرادته ولا تستطيع الشياطين أن تمنعه في معظم الحالات برغم أنها تعلم أنها سوف تتعذب بل ربما تحترق وتموت . إن الشيطان لا يضع حبلا في عنق الإنسان ويسحبهُ بهِ حيث يشاء ، ولكن يوسوس في صدره يقول له افعل كذا ولا تفعل كذا ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ يُعَرِّضُ بِالشَّيْءِ لأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ . رواه أبو داود في كتاب الأدب . ومن الملاحظ بالمتابعة لكثير من المصروعين أن الشياطين تتغلب عليهم عندما تسلبهم الإرادة، ومن الطرق التي تضعف الشياطين إرادة الإنسان هي :

ترك الصلاة والبعد عن الله .

الوسوسة والتفكير المظني ( الوسواس القهري ).

السهر والأرق والقلق والكوابيس المزعجة .

منع المريض من الأكل .

التعب النفسي والبدني .

الاستدراج في المعاصي .

القنوط من رحمة الله .

السعي وراء السحرة والمشعورذين .

تزين المنكر وتيسير سبل الضلال للمريض حتى يضعف تعلقه بالله تعالى .

ولا تزال تأتيهم الشياطين من هذه الطرق حتى تخور قواهم النفسية والبدنية والإيمانية، عندها تحاول الشياطين أن تتغلب عليهم وتملي عليهم ما تريده ، فيستجيب لهم البعض ويعصم الله منهم من يشاء ، وإن الذي تسلب الشياطين إرادته يكون علاجه غاية في الصعوبة.



إن المسلم الحق يتسم بقوة الإرادة لأنه يعلم أن إرادة الله سبحانه وتعالى فوق إرادة السحرة والمردة والعفاريت يقول تبارك وتعالى :} وَمَا تَشَآءُونَ إِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ إِنّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً { [الإنسان:30]، فينبغي على المسلم أن يبحث عن السبل التي تعينه على عدم الاستسلام لإرادة الشياطين ولا ينتظر حتى تتكيف نفسه على واقع المس واستمراء البلاء ، ويمكن أن يقوي المصاب إرادته بإتباع الآتي :



تقوى الله والإكثار من الطاعات والبعد عن المعاصي ، يقول سبحانه وتعالى في سورة الطلاق :} وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً{ ، ويقول: } وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {.

يقول ابن القيم في الطب النبوي : ، ومن أعظم علاجات المرض فعل الخير والاحسان والذكر والدعاء والتضرع والابتهال الى الله ، والتوبة، ولهذه الامور تأثير في دفع العلل ، وحصول الشفاء اعظم من الأدوية الطبيعية ، ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها وعقيدتها في ذلك ونفعه .

إعلان التمرد والعصيان على ما تفرضه عليك الشياطين من قيود نفسية وعقلية ووجدانية .

عدم تهويل أمر السحر والمس ، واشغل نفسك بما ينسيك المرض وذلك بقراءة القرآن وحضور المحاضرات وحلق الذكر والقيام بصلة الأرحام وقراءة الكتب المفيدة ... الخ .

الشجاعة والوقوف وجها لوجه أمام تحدي الشياطين ، ولا يكون ذلك إلا بالصبر والمجاهدة ومجابهة الأحداث بحكمة .

يعش ابد الدهر بين الحفر
ومن يتهيب صعود الجبال


مجاهدة النفس والهوى . يقول الله سبحانه وتعالى على لسان امرأة العزيز : }وَمَآ أُبَرّىءُ نَفْسِيَ إِنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسّوَءِ إِلاّ مَا رَحِمَ رَبّيَ إِنّ رَبّي غَفُورٌ رّحِيمٌ{ [يوسف:53] .

مجاهدة وسوسة الشياطين ، يقول تعالى:} وَإِماّ يَنَزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ { [الأعراف:200]

اعرض ما تمليه عليك الشياطين من وسوسه وإيحاء على أهل المشورة والرأي والدين، يقول الله سبحانه وتعالى لنبية محمد صلى الله عليه وسلم : } فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُتَوَكّلِين{ [آل عمران:159].

يروى عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه قال: الرجالُ ثلاثة: رجلٌ ذو عقلٍ ورأىٍ ، ورجلٌ إذا حَزَبه أمر أتى ذا رأيٍ فاستشاره، ورجل حائر بائر لا يأتمر رَشَدَا ولا يطيع مُرْشِدًا أ.هـ؛ فلابد من الرجوع إلى رأي العقلاء واستشارة العلماء ، فلأن تسأل وتسلم خيرٌ من أن تستبد برأيك وتندم .

وهذه المسألة من أهم الأمور التي ينبغي أن يعيها المسحور خاصة، ولو تمعن المسحور في تعريف السحر لتبين له حقيقة الأمر ، فأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره ، ومن السحر الأخذة التي تأخذ العين حتى يُظن أن الأمر كما يرى وليس كما يُرى ، يقول الطبري في تفسيره لسورة الحجر:} وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاءِ فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُواْ إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مّسْحُورُونَ{ [الحجر:15]، وكأن هؤلاء وجّهوا معنى قوله سُكّرَتْ إلى أن أبصارهم سُحرت ، فشبه عليهم ما يبصرون ، فلا يميزون بين الصحيح مما يرون وغيره ، ومن قول العرب: سُكّر على فلان رأيه ، إذا اختلط عليه رأيه فيما يريد فلم يدر الصواب فيه من غيره ، إذن المسحور مصروف عن معرفة الحقيقة لا سيما إذا كان ذلك الأمر من أوامر السحر[1]، فيا أخي المصاب بالمس لا تصر على الأخذ برأيك إذا ما أشار عليك أهل المشورة والدراية والدين ، فلعل الشياطين تلبس عليك الأمور وبالأخص إذا كنت مصابا بالسحر . دخل أبقراط على عليل فقال له : أنا وأنت والعلة ثلاثة ؛ فإن أنت أعنتني عليها بالقبول مني صرنا اثنين وانفردت العلة فقوينا عليها والاثنان إذا اجتمعا على واحد غلباه .

إزالة المصاعب من طريق العلاج . ويتم ذلك بعمل جدول للتفرغ التام في أوقات معينه للعلاج بالرقية والأخذ بالأسباب المباحة الأخرى ، وتنحية المعوقات والمثبطات من مشاغل وأعمال وارتباطات بحيث لا تتعارض مع بعضها.

إذا كنت تعالج عند أكثر من راقي ، وأوحى إليك الشيطان أن الراقي الفلاني يتاجر باسم الرقية والثاني يرائي في رقيته والثالث رقيته لا تؤثر والرابع مغرور والخامس لا يحسن التشخيص والسادس لا يحسن التلاوة ، دع عنك هذا كله واذهب إلى الراقي واستمع إلى رقيته ودعه ينفث عليك فالعبرة في كلام الله وارجع إلى بيتك ولا تلتفت لهذه الوساوس .

دع عنك القيل والقال وتقيم الرقاة مع المرضى ، فإن ذلك كله من الشيطان .

عدم اليأس والقنوط مهما طالت المدة . فكم من مسحور وممسوس طالت مدة علاجهم إلى عدة سنوات ، ولكن مع حسن التوكل على الله ومواصلة العلاج رفع الله عنهم البلاء .



افعل الأسباب وتوكل على الله:

طائفة كبيرة من الناس إذا ما أصيب أحدهم بمرض من الأمراض يذهب إلى الراقي والغالب على ظنه أنه لابد أن تكون هناك نتيجة من أول قراءة ، وآخر يظن أنه بمجرد أن يستخدم الماء والزيت يبطل سحره أو يخرج الشيطان الذي في جسده، وإذا لم يحصل له الشفاء أصابه اليأس والقنوط والعياذ بالله .

وإذا سألته هل ذهبت إلى الشيخ الفلاني ليقرأ عليك ؟ يقول لك نعم : ذهبت إلى الشيخ الفلاني والشيخ الفلاني ولكن لا فائدة .



وإذا سألته كم مرة ذهبت إليهم ؟ يقول لك : ذهبت إلى الشيخ الفلاني مرة والشيخ الفلاني مرتين.

والحقيقة التي يجب أن تعلم أن علاج السحر والمس والحسد كغيرها من الأمراض التي يعالجها الأطباء ، فمنها المرض الذي يحتاج إلى جلسة علاج واحدة ويكون بعدها الشفاء بإذن الله تعالى ، ومنها ما يحتاج إلى عشرات الجلسات ، بل إن بعض التلبس أشد من بعض الأمراض العضوية لأنه ليس بجرثومة تقتل بالمضاد الحيوي ، بل إنه جان له عقل وله قوة ومكر وخديعة ، ثم إن الرقاة مثلهم مثل الأطباء بالنسبة للخبرة والمعرفة ، فتجد الطبيب الخبير وتجد الطبيب الجاهل ، الذي لا يحسن التشخيص ويتخبط في وصفاته للدواء . والقراء منهم من له الخبرة في تشخيص المرض واختيار الآيات والأدعية المناسبة ومنهم من يقرأ الرقية بقلب غافل وفكر مشغول ولا يعلم من أصول الرقية شيئا البته ، وقد تذهب للراقي الجيد المشهود له بالخبرة والتجربة والتقوى وتلاحظ اختلافا في قوة قراءته من جلسة إلى أخرى لأن النفس لها إقبال وإدبار وهذه سنة الله في خلقه ، وهذا لا يعني أن نعتقد بالأشخاص بل إن العبرة بكلام الله تعالى ، وينبغي على المريض بالسحر أو المس أو العين أن يلتمس الرقية مع أكثر منع راقي حتى يعافيه الله من ذلك المرض .



أما الماء والزيت والعسل وغيرها من الأدوية المباحة ما هي إلا أسباب تساعد على إضعاف الجن وإبطال السحر وفك العين وذلك ببركة القراءة وبركة الدواء إذا كان مباركا مثل العسل وزيت الزيتون وماء زمزم .



وتعتقد طائفة من المرضى أنه لا يتم شفاؤهم حتى يرقيهم الشيخ الفلاني، فتجد قلوبهم معلقة بهذا الإنسان الضعيف ومثل هؤلاء يجب عليهم أن يتوبوا إلى الله وان يحسنوا الظن به فالشافي هو الله وحده ، هو الذي انزل البلاء وهو الذي يرفعه متى ما شاء . وأن الشيخ المعالج لا يشفي أحدا ، ولكنه يقرأ من كتاب الله عز وجل وذلك إيمانا وتصديقا لقوله تعالى : } وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ { ، وكم نسمع أن الشيخ الفلاني طريح الفراش إثر وعكة صحية ألمت به أو أدخل المستشفى وهو بالأمس يعالج المرضى !! ، فلو كان بيده الشفاء لماذا لم يشف نفسه ؟. وهذا لا يعني أن لا نسأل أحدا الرقية ، فلقد كانت أم المؤمنين/ عائشة رضي الله عنها ترقي النبي بيد نفسه في مرضه الذي مات فيه . وهناك حالات لا يستغني معها بالاستعانة بذوي الخبرة من بعد الاستعانة بالله سبحانه وتعالى ، ومنها بعض حالات المس التي يحول الشيطان بين المصاب وبين ذكر الله عز وجل ، وبينه وبين التركيز عند القراءة والذكر .



ومن متابعتي لكثير من الحالات وجدت أن الشيطان ينهار بسرعة ويكون الشفاء أقرب بإذن الله تعالى عندما تجتمع الأمور التالية :

عندما يكون المصاب على دراية تامة خالية من الشك بأنه مصاب بمس من الشيطان.

عندما يكون المصاب محافظاً على الطاعات ومجتنبا للمحرمات والمنهيات .

عندما يكون المصاب متوجها إلى الله بالذكر والدعاء ، محافظاً على أذكار الصباح والمساء.

عندما يكون المصاب متوكلاً على الله مبتعدا عن السحرة والمشعوذين .

عندما يكون المصاب عازماً على إهلاك الشيطان المتسلط عليه بكل السبل والأسباب المباحة ، مهما أدت تلك السبل إلى التعب والسهر والجهد وانتقام الشياطين .

عندما يكون يقين واعتقاد المصاب موافقا لكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه.

إذا كان المصاب له دراية في الرقية الشرعية ، ويرقي نفسه في كل حين .

عندما يكون المصاب يتعالج عند الراقي التقي الورع المحنك الذي له دراية في مكر وخداع الشياطين .

عندما يكون محافظاً على استخدام العلاجات المباحة التي تزعج الجن .



فإذا كنت أيها المصاب تستطيع اتخاذ الأسباب التي تساعد على علاج مرضك فبادر باتخاذها وهي على النحو التالي :

المحافظة على الطاعات واجتناب المعاصي والمحرمات .

المحافظة على أذكار الصباح والمساء .

المحافظة على قراءة القران .

المحافظة على قراءة سورة البقرة في كل يوم إن أمكن ، وحبذا لو كانت القراءة في نفس المسكن الذي تنام فيه . لماذا" لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "اقْرَأُوا الْقُرْآنَ. فَإِنّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ. اقْرَأُوا الزّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ. فَإِنّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنّهُمَا غَمَامَتَانِ. أَوْ كَأَنّهُمَا غَيَايَتَانِ. أَوْ كَأَنّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافّ. تُحَاجّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَأُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ. فَإِنّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ. وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ. وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ". قَالَ مُعَاوِيةُ: بَلَغَنِي أَنّ الْبَطَلَةَ السّحَرَةُ

ويقول رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم"إِنّ الله كَتَبَ كِتَابَاً قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِأَلْفَي عَامٍ أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ البَقَرَةِ، وَلاَ يُقْرَآنِ في دَارٍ ثَلاَثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ". وعن أَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيّ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ الاَيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ".


إذا كنت تعاني من مس أو سحر فالأولى أن لا تنام منفرداً . عن معاذ بن جبل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد». رواه أحمد

المحافظة على قراءة بعض السور التي تزعج الشياطين مثل البقرة وآل عمران وسور يس والصافات والدخان والرحمن والواقعة والجن والإخلاص والفلق والناس. إذا كنت لا تستطيع القراءة يمكنه الاستماع عن طريق المسجل .

احرص على القراءة أو الاستماع إلى آية الكرسي مكررة على شريط كاسيت في كل يوم.

احرص على استماع آيات السحر مكررة على شريط كاسيت في كل يوم ، إذا كنت مصابا بسحر .

احرص على استماع آيات العين مكررة على شريط كاسيت في كل يوم إذا كنت مصابا بعين أو بعين مصحوبة بجن .

اقرأ بيقين وحضور قلب آيات وأدعية الرقية الشرعية يوميا في الصباح والمساء.

أكثر من الدعاء والإلحاح فيه : يقول تعالى: } وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلّهُمْ يَرْشُدُونَ{. ويقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ قَالَ يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ. رواه مسلم ، ويقول سفيان بن عيينه : لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه ، فقد أجاب الله دعاء شر الخلق إبليس إذ قال:} قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنّكَ مِنَ المُنظَرِينَ {[الأعراف:15].

الصبر على البلاء : يقول سبحانه تعالى في سورة البقرة :} وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ * الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ { ، يقول ابن كثير في تفسيره : بين تعالى من هم الصابرين الذين شكرهم فقال الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أي تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم وعلموا أنهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة . لهذا أخبر تعالى عما أعطاهم على ذلك فقال" أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ " أي ثناء من الله عليهم قال سعيد بن جبير: أي آمنة من العذاب "وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نعم العدلان ونعمت العلاوة " أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ " فهذان العدلان " وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " فهذه العلاوة وهي ما توضع بين العدلين وهي زيادة في الحمل فكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضا.

ويقول سبحانه وتعالى في سورة البقرة : } أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنّةَ وَلَمّا يَأْتِكُم مّثَلُ الّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مّسّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضّرّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتّىَ يَقُولَ الرّسُولُ وَالّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىَ نَصْرُ اللّهِ أَلآ إِنّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ { يقول ابن كثير: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة قبل أن تبتلوا وتختبروا وتمتحنوا كما فعل بالذين من قبلكم من الأمم ولهذا قال "وَلَمّا يَأْتِكُم مّثَلُ الّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مّسّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضّرّآءُ " وهي الأمراض والأسقام والآلام والمصائب والنوائب أ.هـ.

وجاء في صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ. وفي مسند أحمدِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قَالَ لا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ وَلا نَصَبٌ وَلا وَصَبٌ وَلا أَذًى إِلا كُفِّرَ عَنْهُ . وعند ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ.

عظمت دونه الخطوبُ وجلتْ
وإذا مســك الزمان بضرٍ

سـئمت نفسك الحياةَ وملتْ
وأتت بعـده نوائبُ أخرى

فالرزايــا إذا توالـتْ تولتْ
فاصطبرْ وانتظر بلوغَ الأماني


وليعلم المصاب أنه إذا اشتد عليه الكرب فانه يحتاج حينئذ إلى مجاهدة الشيطان، لأنه سوف يأتيه فيقنطه ويسخطه فيحتاج إلى مجاهدته ودفعه ، وليعلم المصاب أنه إذا اشتد عليه الكرب وعظم الخطب كان الفرج حينئذ قريبا في الغالب .

ذرعـاً، وعند الله منها المخرجُ
ولرب نازلةٍ يضيقُ لهــا الفتى

فُرِجَت ، وكنت أظنها لا تفرجُ
ضاقت فلما استحكمت حَلَقَاتها


ومن الملاحظ أن بعض المرضى يوحي لهم الشيطان بأنه لا فائدة من العلاج وانه شيطان مارد شديد البأس وله قوة تحمل لا مثيل لها ، فعلى المريض أن يدرك أن هذا تلاعب من الشيطان حتى يقنطه من رحمة الرحمن ، جاء في سنن ابن ماجة ومسند احمد عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه وسلم ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا.

وإياك أن تفكر بالانتحار: إذا ما إشتدت عليك الرزايا والخطوب ، فإن عذاب الله ليس كمثله عذاب ، وعذاب الله أبدي سرمدي ، وعذاب الدنيا زائل ، يقول تبارك وتعالى : }يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوَاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مّنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوَاْ أَنْفُسَكُمْ إِنّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً{[النساء:29] ، وروى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا .

لكان الموتُ راحةَ كل حَـي
فلو كنا إذا مُتْنـا تُرِكْنا

ونسأل كلنـا عن كل شـي
ولكنا إذا مُتْنــا بعثنا


لا تجعل المرض يشغل كل وقتك وتفكيرك ، حاول أن تشغل نفسك عن المرض بالعمل وزيارة الأقارب وحضور المحاضرات الدينية ومجتمعات الصالحين الذين يدعون ربهم الغداة والعشي يريدون وجه ، وابتعد عن العزلة والانفراد ، فإن كثرة التفكر في المرض واعتزال المجتمع منفذ يدخل منه الشيطان عليك بالقنوط وسلب الإرادة .

لا يكن حالك حال كثير من المرضي الذين فشلوا في العلاج والسبب في ذلك الملل وضعف الهمة ، فتجدهم يجتهدون اسبوعاً ثم يتوقفون شهراً ، يذهبون للقارئ الفلاني شهر ثم يبحثون على غيره ويستمرون مع غيره لمدة اسبوعا ثم يتوقفون مدة من الزمن ثم يرجعون للراقي الأول ، يتسخدمون بعض العلاجات ثم يملون ، وتطول معهم المدة فلا هم ينقطعون عن العلاج ولا هم يواصلون ، يقول الشاعر :

حـيران لا ظَفـَرٌ ولا إخفاق
ومـُشَتت العزمات ينفق عمرَه


ويقول آخر :

حتى إذا فات أمرٌ عاتب القدَرا
وعاجزُ الرأيِ مضياعٌ لفُرْصَتِهِ


بعض المرضى يبدأ في العلاج بالرقية وما عساه ان يشعر بشيء من التحسن تجده يتوقف أو يتقاعس عن مواصلة العلاج ويقول طالت المدة وأصابني الملل إلى متى وأنا على هذا الحال ، ولسان حاله يقول :

يغيره ريحا ولونا ومطعما
وطولُ مقام الماء في مستقره


وهذا من الغباء ، والحال متغيرة من حسن الى الأحسن ، والشجرة إذا ما قُلعت من جذورها قد تخرج لها فروع جديدة ، يقول ابن القيم في الفوائد: أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل.

ربما ذهب المصاب إلى الراقي وبعد القراءة تحصل له زيادة في المرض والبلاء فليصبر وليحتسب وليعلم أن هذه الزيادة لا تدوم كثيراً بإذن الله تعالى .

من الملاحظ أن غالبية المرضى يثقون بالمعالج ثقة عمياء ، فنجدهم يخبرون القارىء بخصوصياتهم ومشاكلهم العائلية ويستشيرونه في الصغيرة والكبيرة ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ثقة العامة بأهل القران ولله الحمد ، ولكن هل كل الرقاة من أهل القران حقيقة ؟ ، وهل كل الرقاة من أهل الخبرة والنصيحة والرأي السديد ؟ وهل كل الرقاة يحافظون على أسرار المرضى ؟ .

فينبغي على المريض أن لا يخبر المعالج إلا بما له علاقة بمرضه أو ببعض المعلومات التي تساعد المعالج في تشخيص المرض فقط . ولا يستفتيه إلا إذا كان أهلا للفتوى، ولا يستشيره إلا إذا علم أنه ممن يوثق بعلمه وبحكمته وخبرته في الحياة .



ولا يُعدُ هذا الكلام تحاملا وطعنا بالقراء ، فالقراء المخلصون الصادقون الأتقياء موجودون ولكن تشبه بهؤلاء أناس أرخوا اللحى وقصروا الثياب واتخذوا من القراءة مهنة وتجارة مضمونة الربح على حساب مرضى المسلمين.



الضـــرب

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :

قد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجن عنه إلى الضرب فيضرب ضربا كثيراً جدا، والضرب إنما يقع على الجني ولا يحس به المصروع حتى يفيق ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك ولا يؤثر في بدنه(1).


ولقد ورد أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يضرب المصاب بمس من الجن بيده الشريفة ، ولكن مع الأسف الشديد فهم كثيرٌ من طلبة العلم أسلوب الضرب فهما خاطئا ، فقد توالت الأخبار أن بعض الرقاة يضربون المرضى بالمس ضربا مبرحا ويرجع منهم المصاب وقد عظم بلاؤه وتكسرت عظامه ، وذكر لي أنه قرأ مجموعة من طلبة العلم على مصاب بالمس وما عساه أن تحرك حتى انهالوا عليه ضربا بالعصا على أطراف قدميه بغية طرد الجني ، والنتيجة لم يخرج الجني بل ذهبوا بصاحبهم إلى المستشفى لعلاجه من تفكك عظام قدميه من شدة الضرب ، بل تنشر الصحف عن حوادث كثيرة يصل بعضها الى موت المريض.



ومن المعلوم أن من الجن من له خبرة في مخادعة القراء فتجده يتكلم على لسان المصروع ولكنه لم يحضر على جسده حضورا كاملا ، فلو ضرب فإنما يقع الضرب على المصروع ، بعض الجن يحضر حضوراً كاملا ولكنه خبيث ماكر يترك المعالج يضربه المرة والثانية والمصروع لا يشعر بالضرب ، ولكن الخبيث سرعان ما يتنصل خلال الضرب فيقع الضرب على المصروع ، فيوسوس له بكراهية المعالج وبــأنه يضربه متعمداً ، ومن ثم يرفض العلاج مرة أخرى عند الرقاة عموما لأنه سوف يظن أن العلاج بالقران ما هو إلا ضربٌ بالعصا .



بعض المردة والعفاريت وسحرة الجن يعدُّون الضربَ تعدياً وإهانة لهم خصوصا إذا كان في الجسد أو مكان الرقية من صغار أتباعهم من الشياطين ، وبعد الضرب تحصل ردود فعل سيئة من الشياطين فتنتقم من المصروع بالصداع والسهر وغير ذلك.وقد تتفلت على الراقي أو على أحدٍ من أقاربه ، فينبغي أن تتأكد من أن المريض مصابٌ بمس من الجن ، فإن حضر الجني على المصاب فأمره بالخروج من بدن المصروع بدون ضرب ، فإن وافق فالحمد لله ، وإن امتنع عن الخروج استعمل معه أسلوب الدعوة بالترغيب والترهيب فهو أنجع الأساليب التي يقتنع بها الجن بأنواعهم.



إذا رفض قبول الدعوة والنصيحة اقرأ عليه الرقية كاملة ثم أمهله حتى الجلسة الثانية والثالثة مع التزام المصاب بأسباب العلاج المذكورة في باب الرقية . فإنه سوف يضعف ويكون أقبل للنصيحة من ذي قبل فإن رفض ، فإن الله سبحانه وتعالى أعطانا كتابا لو أُنزل على جبل لصدعه ، فعليك بالقراءة المطولة وعليك باختيار آيات العذاب فإن تأثيرها أقوى من الضرب ، بل يوجد من الجن من يتعمد سباب وشتم الراقي حتى ينشغل بضربه وينصرف عن التركيز في قراءة الرقية .



وإذا كان لابد من الضرب فتأكد من حضور الجني حضورا كاملا واضرب على الأكتاف والأرداف والأطراف ، وتأكد أن المصاب ليس في جسده عملية جراحية أو جرح ، وتأكد إن كانت امرأة أنها ليست بحامل ، وتذكر دائما قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " مَنْ تَطَبَّبَ وَلا يُعْلَمُ مِنْهُ طِبٌّ فَهُوَ ضَامِنٌ ". رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه



وبدل الضرب يمكن للمعالج أن يضع يده ( مع الرجال والمحارم فقط ) عند الرقية على أماكن لها تأثيرٌ شديدٌ على الجني ، في أي مكان كان داخل جسد المصروع وهذه الأماكن هي :



_ جانبي الجبهة ( الاصداغ ) .

_ أوسط الرأس .

_ بين الحاجبين والأنف ( جذر الأنف ) .

_ فوق منطقة أوسط البطن .

_ بين الإبهام والسبابة أو يمسك السبابة.

_ الضغط على الحاجبين .

_ خلف الأذن .



ولو أن الراقي ضرب المصاب ضربا خفيفا على رأسه أو على جانبي رقبته وذلك بأطراف أصابعه ولو بالسبابة فقط ، ينقر رأس المصاب نقراً وقت القراءة تكون على الشيطان كالمطارق من حديد ، وهذه أمور إنما عرفت بالتجربة عند كثير من الرقاة .



الصعـق بالكهرباء

يستخدم بعض المعالجين بالقرآن الكهرباء لتعذيب الشياطين ، فمنهم من يستخدم كهرباء ذات تيار متردد 220/110 فولت والبعض يستخدم منظم للكهرباء فكلما تمرد الشيطان ورفض الخروج زاد المعالج من قوة التيار فيكون كسابقه من المعالجين، يستخدم صنف آخر من المعالجين بعض أجهزة الصعق الكهربائي ذات تيار مستمر تستخدم في الغالب للدفاع عن النفس وأخرى تستخدم من قبل رعاة البقر.



إن استخدام الكهرباء له سلبيات كثيرة ومن الخطأ استخدامها في العلاج ، فمن سلبياته:

ï تعلق قلب المعالج بالكهرباء فيضعف يقينه بكتاب الله .

ï الكهرباء ذات التيار المتردد تتلف خلايا المخ فيصاب الإنسان باختلاجات عصبية يصعب علاجها .

ï تؤثر الكهرباء على المرأة الحامل وجنينها وربما أجهضت ما في بطنها.

ï ربما رأى العوام المعالج وهو يستخدم الكهرباء فيطبقون ما يفعل فيهلكون المصاب.

ï ربما تنصل الجني وقت الصعقة فيتأثر المصاب فلا يعود بعدها للعلاج.

ï غالبية المرضى يأتون للقراء من أجل الاستشفاء بالرقية الشرعية فقط ، والكهرباء ليست من الرقية وليست من الأدوية النبوية ، وقد تصرف قلوب المرضى إلى التعلق بالكهرباء عندما يرون الشيطان يتعذب بالصعق .

ï والذي ينبغي أن يعلم في هذا الباب أن الضرب والصعق بالكهرباء والضغط على الأوداج والطعن بالإبر وغيرها من أساليب التعذيب مهما بلغت من القوة والإتقان فهي لا تصل إلى ما تصل إليه الرقية الشرعية بأي حال من الأحوال ، لأن تأثيرها على الشياطين وقتي لا يتجاوز وقت التعذيب أو بعده بيوم أو يومين وليس لها تأثيرٌ على السحر والعين بينما بركة الرقية إن كانت من أهل التقى والصلاح أعظم تأثيرا وأطول أمدا وتطمئن بها القلوب ، } الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ{ [ الرعد:28].






وضع اليد على مكان الألـم
والمسـح بـها

ومما جاء في وضع اليد ما أخرجه مسلم في صحيحه عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ ثَلاثًا وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ .



وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا فَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَقُلَ أَخَذْتُ بِيَدِهِ لأَصْنَعَ بِهِ نَحْوَ مَا كَانَ يَصْنَعُ فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاجْعَلْنِي مَعَ الرَّفِيقِ الأَعْلَى قَالَتْ فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ قَدْ قَضَى . رواه مسلم



وعَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَرْقِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْعَيْنِ فَأَضَعُ يَدِي عَلَى صَدْرِهِ وَأَقُولُ امْسَحِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ بِيَدِكَ الشِّفَاءُ لا كَاشِفَ لَهُ إِلا أَنْتَ. رواه أحمد في مسنده



عَنْ سَعِيدٍ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بِوَلَدِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بِهِ لَمَمًا وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ طَعَامِنَا فَيُفْسِدُ عَلَيْنَا طَعَامَنَا قَالَ فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرَهُ وَدَعَا لَهُ فَتَعَّ تَعَّةً فَخَرَجَ مِنْ فِيهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الأسْوَدِ فَشُفِيَ . رواه أحمد



وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ تَنَاوَلْتُ قِدْرًا لأُمِّي فَاحْتَرَقَتْ يَدِي فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَمْسَحُ يَدِي وَلا أَدْرِي مَا يَقُولُ أَنَا أَصْغَرُ مِنْ ذَاكَ فَسَأَلْتُ أُمِّي فَقَالَتْ كَانَ يَقُولُ أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ. رواه احمد في مسنده .



وعن عائشةَ بنتِ سعد أن أباها قال: تَشكيتُ بمكة شكوَى شديدة ، فجاءني النبيّ صلى الله عليه وسلم يَعودُني, فقلتُ: يانبيّ الله ، إني أترُكُ مالاً ، وإني لم أترُك إلا بنتاً واحدة ، فأُوصي بثُلثَي مالي وأترُكُ الثلثَ؟ فقال: لا. قلتُ: فأُوصي بالنصفِ وأتركُ النصفَ؟ قال: لا. قلتُ: فأُوصي بالثلثِ وأترُكَ لها الثلثين؟ قال: الثلثُ ، والثلثُ كثير. ثم وضعَ يدَهُ على جبهتهِ ، ثم مَسحَ يدَه على وَجهي وبَطني ، ثم قال: اللهم اشفِ سعداً, وأَتممْ له هِجرَته. فما زِلتُ أجدُ بَردَهُ على كَبِدي فيما يُخالُ إِليّ حتى الساعة. روه البخاري .



وعن عائشة رضيَ الله عنها قالت: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يُعوّذ بعضهم يمسَحُهُ بيمينهِ: أذهِب الباس, ربّ الناس, واشفِ أنت الشافي, لاشِفاء إلا شفاؤك, شِفاءً لا يغادِرُ سَقماً». رواه البخاري



وعن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: مِنْ تَمَامِ عِيَادَةِ المَرِيضِ أَنْ يضَعَ أَحَدُكُمْ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، أَوْ قالَ عَلَى يَدِهِ ، فَيَسْأَلَهُ كَيْفَ هُوَ، وَتَمَامُ تَحِيّتِكُمْ بَيْنَكُمْ المُصَافَحَةُ .رواه الترمذي



ويقول ابن كثير عند تفسيره سورة القصص في قوله تعالى : }وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرّهْبِ{ ، قال مجاهد من الفزع وقال قتادة من الرعب وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم وابن جرير مما حصل لك من خوفك من الحية والظاهر أن المراد أعم من هذا وهو أنه أمر عليه السلام إذا خاف من شيء أن يضم إليه جناحه من الرهب وهو يده فإذا فعل ذلك ذهب عنه ما يجده من الخوف وربما إذا استعمل أحد ذلك على سبيل الاقتداء فوضع يده على فؤاده فإنه يزول عنه ما يجده أو يخف إن شاء الله تعالى وبه الثقة ، قوله}وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ{ اليد اليمنى بمعنى الكف }مِنَ الرّهْبِ{ أي جنبك الأيسر تحت العضد إلى الإبط ا.هـ.

ومن الإمور التي تفيد الراقي في التشخيص وضع اليد على رأس المريض أو مكان الألم ، ويكون ذلك مع الرجال والمحارم من النساء:
- يلاحظ المعالج إذا كان هناك نبضاً غير طبيعي لعروق الرأس .

- يلاحظ المعالج إذا كان هناك رعشة غير طبيعية .

- يشعر المريض بحرارة شديدة تخرج من يد الراقي .

- يشعر المريض بثقل يد الراقي وكأنها جبل على رأسه أو صدره.

- يشعر المريض بدوران في رأسه حتى أنه يكاد أن يغمى عليه.

- أحيانا بمجرد ان يضع الراقي يده على رأس المريض يصرع المريض .

- ومن فوائد وضع اليد على رأس المريض ما ذكره ابن حجر في الفتح في باب وضع اليد على المريض يقول : قال ابن بطال: في وضع اليد على المريض تأنيس له وتعرف لشدة مرضه ليدعوا له بالعافية على حسب ما يبدوا له منه ، وربما رقاه بيده ومسح على ألمه بما ينتفع به العليل اذا كان العائد صالحا .



وممن خلال المتابعة نلاحظ أن بعض الذين بهم مس من الجان لا يتحملون الحرارة التي تخرج من يد الراقي حال الرقية والبعض يقول إني أشعر وكأن يد الراقي جبل على صدري ، وذلك ببركة كلام الله تعالى.


يقول العلماء إن لكل إنسان مجال إشعاع يحيط به على هيئة رسم بيضاوي ، أعلاه عريض مقوس حول الرأس ونهايته عند القدمين ، وهو ما يسمى " بالمجال المغناطيسي " وسماه القدامى " أورا " وسماه مسمر "المغناطيسية" كما سماه جوسيو "الكهرباء الحيوانية" وقد سماه ريشنباخ "اللهب الروحاني " وأطلق عليه "دي روكاس" أي ( الإحساس الطليق) ، وعند الدكتور "بردوك " أي "أشعة الحياة" ، وقد ينتقل عن طريق النظر واليدين ، كما ينتقل عن طريق التنفس بطريقة خاصة ، وينتقل أيضا عن طريق الريق ، وهذا سبب استعمال اللعاب في كثير من أعمال الشفاء ، وهذا ما يسمى بالسيال مغناطيسي ، وكل شيء في الوجود له مجال مغناطيسي سواء في الجماد أو النبات او الحيوانات.



ومن سر السيال أيضا أن وجود تموجات تفسرها حواسنا بأنها صوت معين أو ضوء أو منظر، وهذه التموجات هي السيالات المغناطيسية ، فالسيال يحمل فكرة أو صورة أو رغبة ، فينطلق أولا عن طريق اليدين أو العينين ، كما ينطلق عن طريق الغدة االصنوبرية ، ولا يمكن أن يوجد سيال بدون فكرة معينة سواء كان مبعثها العقل الواعي أو الباطن - أي سواء كان صاحب السيال منتبها الى الفكرة أو لا.



فقد يوجه المعالج السيال وهو يضمر ويركز فكره على فكرة معينة ، وقد يجوز أن يوجه السيال بدون فكرة معينة بمجرد أن يكون هذا التوجيه جزء من طريقة تعلمها للعلاج أو للتأثير، وفي هذه الحالة لا يكون السيال خاليا من الفكرة المحددة، بل يكون محتويا على فكرة مبعثها عقله الباطن ، لأنها مكونة من اعتقاد وإيمان بأن فعله سيتسبب ظاهرة معينة أو أثرا بعينه ، ومعلوم أن الاعتقاد الراسخ يصبح إيحاءً قويا أ.هـ ( كتاب الشفاء بالتنويم المغناطيسي والطاقة الروحية ص 284 –291).



وفي وضع اليد فوائد كثيرة يذكرهـا الفلاسفة والأطباء في عدة كتب ، ويذكرون بأن كل فرد من الجنس البشري عنده قوة مغناطيسية داخل جسمه ، والمغناطيسية الحيوانية كما حددها فرانز انطون مسمر ( 1734- 1815م ) هي سيال رقيق جدا ينبعث من جسم الفاعل فيؤثر في المنفعل إما عفويا وإما بفعل لمسات أو إشارات أو نظرات أو كلمات معينة ، وإن موجات المغناطيسية الحيوانية هي سلبية وإيجابية ، وتكون لها شدة بنسبة ما للجسم الصادرة عنه من إرادة وحيوية وطاقة اهتزازية ، وإنها تنطلق عادة من كل الجسم وخصوصا من العينين واطراف الاصابع والدماغ والأنفاس ، فتنفعل في من توجه إليه بمقدار إرادة الفاعل واستعداد المنفعل وتجاوبه ، لأن الأجسام ليست سواء في الانفعال بالمغناطيسية الحيوانية أ.هـ ([1] انظر البدائل العلاجية صفحة 319).



ولقد ثبت أن السيال المغناطيسي يمكن أن يقاس بطرق وأجهزة مختلفه ، وقد ظهر أن سيالات اليد اليمنى أقوى من اليسرى بثلاث مرات ، وفي أماكن مختلفه من العالم توجد جماعات تسمى بجماعات الشافين ، وفي بعض المجتمعات القبلية كانوا يسمون هؤلاء الأفراد بالشامانات ، وتطلق كلمة الشافين على المعالجين بتقريب اليد ، ويتفقون من حيث الاعتقاد بوجود طاقة شفائية ، البعض يراها كسيال رقيق ينساب من أنامل الشافي.


ويزعمون أن هذه الطاقة تزداد في رجال الدين أكثر من غيرهم على حسب زعمهم ، ويقول صاحب كتاب الشفاء بالتنويم المغناطيسي والطاقة الروحية: ومن المدهش والغريب أن الأناني المحب لذاته ، الخالي من كل شعور بالإنسانية لا يصلح أن يكون معالجا ناجحا.








طرق الشيطان في صرف المرضى عن العلاج بالقرآن

يقول ابن القيم في الزاد : لو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى مع هذه الأرواح الخبيثة ، وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ولا يمكن الامتناع عنها ولا مخالفتها ومنها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة فهناك يتحقق أنه مصروع حقيقة أ.هـ.



وأغلب بل كل من به مس من الجن يحتاج الى من يشجعه ويعينه على الرقية والعلاج ، فإن الشياطين تخطط وتعمل على صرف المريض عن الرقية والعلاج بكل الطرق والسبل ، وإن مصاحبة هؤلاء المرضى والصبر على تصرفاتهم يحتاج الى إنسان حليم صبور له علم ودراية في تلبيس الشياطين. وان بعض من الناس يعانون من أعراض المس والسحر في اليقظة والمنام ، وتلاحظ أن تصرفات هؤلاء غير طبيعية أو أنهم يعانون من أمراض نفسيه مزمنة بل وربما أمراض عضويه لا يعلم لها سبب منطقي ، وحقيقة أمرهم أنهم مصابون بمس أو عين أو سحر ، ولكن الشياطين لا تريد لهم الخير أبدا ، فالشيطان يستهوي الإنسان ويستميله ويستخف بفكره وعقله ويبعده عن كل خير وعن كل ما فيه صلاح دينه ودنياه . فتسعى الشياطين جاهدة بالمكر والخديعة حتى تصرفهم عن الاستشفاء بالرقى الشرعية ، وذلك ببعض الطرق التالية :

1. من الطرق التي تعمد لها الشياطين لصرف المريض عن الرقية ، الإيحاء للمصاب بأنه مصاب بحالة نفسية ، أو أن الأمر طبيعي .

2. يقنع الشيطان المريض برأي من ينكر تلبس الجن للإنس لا سيما إذا كان يتابع ما تنشره الصحف والإذاعة من حوارات ومناقشات حول الموضوع ذاته .

3. توحي له الشياطين بأن مرضه يمكن علاجه عند الأطباء ، فيقنعونه بأنه مصاب بحالة نفسية أو مرض عضوي .

4. توحي الشياطين للمريض أن الرقية لا تنفع إلا لمن يعاني من الجنون ، فيخشى أن يذهب لمن يرقيه فيُعير ويلقب بالمجنون .

5. توسوس الشياطين للمصروع بأنها من ملوك الجان أو من عفاريت الشياطين أو من كبار مردتهم ، وتجدها تضحك أو تغني في صدر المريض وقت الرقية حتى تثبت له أنها لا تتأثر ، فيجعلون المريض يشعر بحالة إحباط ويأس وقنوط ، حتى أني سمعت أحد المرضى يقول : ما أظن أن لمرضي هذا علاج وما أظن أن أشفى من هذا المرض أبدا ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول : مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إلا قَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ . رواه أحمد في المسند ، وعند مسلم عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله أن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

6. ومن طرق صرف الشيطان ، الإيحاء للمريض بأنه نادم ويريد التوبة والإسلام وسوف يساعد المريض ، فيصدق المريض الجان فينقطع عن العلاج والرقية على أمل أن يفي ذلك الشيطان الخبيث بكلامه ، حتى أن أحد المرضى كان يحضر الجان عليه فيغيبه عن الوعي ، وعندما ينصرف عنه الجان يجد نفسه في مقر العلاج بالرقية عند أحد الرقاة ، أو في محاضرة في أحد المساجد ، ويفعل الشيطان هذه الأمور من باب استدراج المريض والتلبيس عليه حتى يصدقه ويركن إليه ومن ثم يستحوذ عليه ويمكر به ، وكان يخبرني الشيطان على لسان المريض بأنه يذهب به إلى أقل الرقاة تأثيراً عليه ، ويقول لقد نجحت فعلا في صرفه عن الرقية والعلاج بهذه الطريقة .

7. بعض الشياطين تأتي بالمريض إلى مقرات الرقية الشرعية حتى توهم المريض بأنها لا تتأثر من القرآن وأنها أقوى من أن يؤثر فيها كلام الله تعالى ، وما هي إلا جلسات معدودات ثم تنطلي اللعبة على المريض فيتوقف عن العلاج .

8. بعض الشياطين تشترط على المريض بعدم الذهاب للعلاج مقابل التخفيف عليه وعدم أذيته بل وتيسير سبل المنكرات التي يهواها المريض نفسه .

9. ومن الشياطين من تجعل المريض في حرج وضيق عندما يتحدث الى الراقي أو ينوي الذهاب اليه .

10. ومن الشياطين من تجعل المريض يخاف من الراقي أو يكرهه دون سبب أو توحي له بأنه ليس بالقارئ المتمرس .

11. كثيراً ما تأتي الشياطين للمريض في المنام على صورة الراقي وهو يضرب المريض أو يهينه أو يريد أن يفعل به الفاحشة والعياذ بالله ، وبعد أن يستيقظ المريض تبدأ الشياطين بالوسوسة المستمرة حتى تجعله يكرهه .

12. ومن طرق صرف الشياطين أن تجعل المريض يتعب بعد الرقية .

13. ومن تلبيس الشياطين أن توحي له للمريض أن رقيتهُ لنفسه بنفسه أقوى واشد تأثيراً من رقية الراقي المتمرس ، ثم تتفرد به حتى تصرفه عن الرقية تماماً.

ومن ضيعَ السيفَ اتكالاً على العصا * شكى وَقْعَ حَدِّ السيفِ ممن ينازلهْ

14. في بعض الحالات يتشكل الشيطان للمصاب ويتهدده ويتوعده بالأذى إذا ذهب للقراء ، وقد لا يتشكل ولكن يخاطب المريض وهو في جوفه بصوت يسمعه المصاب دون غيره .

15. توسوس الشياطين للمريض بأنها سوف تحضر وتتكلم على لسانه وتفضحه بالأمور التي لا يريد أن يعلمها عنه أحد .

16. يستشير المريض بالمس مريضا آخر في أمر الرقية ، فيشير عليه بالتوقف أو بتغير الراقي، والأمر قد دبر فيما بين الشيطان الذي مع المريض والشيطان الذي مع المريض الآخر .

17. بعض من به مس لا يصرع عند الرقية ويكون في كامل شعوره الا أنه لا يستطيع السيطرة على لسانه ، فتجد الجني يتكلم ويسب ويلعن المصاب نفسه وربما يمدحه ويتكلم بكلام كثير فيه الجد والهزل ، وبهذا الطريقة يشك المصاب في نفسه وتوحي إليه الشياطين بأنه غير مصاب بالمس وما هذه الأفعال والأقوال إلا من فعل الشعور الباطني ، ومن كوامن النفس ، فيتوقف عن الرقية.

فينبغي على مثل هؤلاء المرضى أن يعلموا أن مثل هذه الأفعال ليست بحالة نفسية خصوصا إذا كان المصاب يعاني من أعراض المس ، وخير من يشخص مثل هذه الحالة الراقي المتمرس في العلاج الشرعي ، وهو الذي يأخذ المعطيات عن حالة المريض ، ولا يجزم بالتشخيص إلا بعد عدة جلسات ، ولست أعني بالقارئ المتمرس ذلك المتفلسف الذي إذا جاءه المريض قال له أنت فيك كذا وكذا قبل أن يقرأ عليه ، ويذكر لي أحد الاخوة أن امرأته كانت مسحورة وذهب بها إلى قارئ متفلسف ، وبعد أن قرأ عليها مع مجموعة من النساء قال لها: إن معك حالة نفسيه ووسوسة شياطين ، وهي تعلم ما بها من سحر ومس وبلاء عظيم ، فقالت المرأة للراقي : وماذا عن زوجي ( وكان مسحورا هو الآخر) ؟. فأجاب الراقي المتفلسف هو الآخر ليس فيه شئ ، فقالت المرأة: كيف علمت وأنت لم تقرأ عليه ؟ فكأنها ألقمته حجراً .



يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي: الرجال أربعة :رجل يدري ولا يدري أنه يدري، فذلك ناس فذكروه ؛ ورجل لا يدري ، و يدري أنه لا يدري ، فذلك مسترشد فارشدوه ؛ ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري ، فذلك جاهل فارفضوه .

حديث يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب:
أحياناً تأتي الشياطين للمريض من باب الدين ، وذلك بتذكير المريض حديث "السبعين الفاً " والحديث رواه الشيخان وجاء فيه :" يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ قَالُوا وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمِ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ وَلا يَسْتَرْقُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " . فتجد بعض المرضى يأتيك ويقول لك يا شيخ أريد أن أتوقف عن الرقية لعل الله أن يجعلني من اللذين لا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون ، وإذا تتبعت حال المريض تجده بعيداً كل البعد عن التوكل ، وقد يكونَ ممن يشرب الدخان ويشاهد التلفاز وما فيه من فتن ، ويسمع الأغاني ، ويعق والديه ، ويفعل كثيراً من المعاصي والمنكرات بل قد تجده لا يصلي ويريد أن يكون من السبعين ألفاً ممن لا حساب عليهم ولا عذاب .



ولو سألت هذا المريض عن رأي العلماء في معنى هذا الحديث لقال لك لا أعلم ، ومن يرجع الى كتب أهل العلم يجد أن العلماء قد اختلفوا في معنى الاسترقاء وفي شرح معنى هذا الحديث ، وقد احتج بعض الناس بهذا الحديث على ان التداوي مكروه ومعظم العلماء على خلاف ذلك ، وقد حمل بعض العلماء قوله ( لا يكتوون ولا يسترقون ) على ما كانوا يفعلونه في الجاهلية ، فإنهم كانوا يكتوون ويسترقون في زمن العافية ، وقيل الرقى التي يحمد تركها ما كان من كلام الجاهلية ومن الذي لا يعقل معناه لإحتمال أن يكون كفرا ، يقول رَسُولَ اللَّهِصلى الله عليه وسلم إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ رواه أبي داود ، فدل على أن النهي إنما كان عن الرقى المجهولة أو التي فيها شرك ، وقيل بأن الاسترقاء المستحسن تركه في حق من كان له قوة على الصبر وعلى ضرر المرض ، والمطلوب فعله في حق الضعيف ولا يكون الاسترقاء منافيا للتوكل .



وفي كتاب فتح القدير عند شرح المؤلف لحديث من اكتوى أو استرقى فقد برء مـن التوكل ، لفعله ما يسن التنـزه عنه من الاكتواء لخطره والاسترقاء بما لا يعرف من كتاب اللّه لاحتمال كونه شركا أو هذا فيمن فعل معتمداً عليها لا على اللّه فصار بذلك بريئاً من التوكل ، فإن فقد ذلك لم يكن بريئاً منه ، وقد سبق أن الكي لا يترك مطلقاً ولا يستعمل مطلقاً بل عند تعينه طريقاً للشقاء وعدم قيام غيره مقامه مع مصاحبة اعتقاد أن الشفاء بإذن اللّه تعالى والتوكل عليه ، وقال ابن قتيبة: الكي نوعان كي الصحيح لئلا يعتل فهذا الذي قيل فيه من اكتوى لم يتوكل لأنه يريد أن يدفع القدر والقدر لا يدافع. والثاني كي الجرح إذا فسد والعضو إذا قطع فهو الذي شرع التداوي فيه فإن كان لأمر محتمل فخلاف الأولى لما فيه من تعجيل التعذيب بالنار لأمر غير محقق.



وقيل المراد بترك الرقى والكي الاعتماد على الله في دفع الداء والرضا بقدره ، لا القدح في جواز ذلك لثبوت وقوعه في الأحاديث الصحيحة وعن السلف الصالح ، لكن مقام الرضا والتسليم أعلى من تعاطي الأسباب ، يقول الحافظ في تعليقه على الحديث نقلا عن القرطبي : إن الرقى بأسماء الله تعالى تقتضي التوكل عليه والالتجاء إليه والرغبة فيما عنده والتبرك بأسمائه ، فلو كان ذلك قادحاً في التوكل لقدح الدعاء ، إذ لا فرق بين الذكر والدعاء ، وقد رُقي النبي صلى الله عليه وسلم ورَقى وفعله السلف والخلف ، فلو كان مانعا من اللحاق بالسبعين أو قادحا في التوكل لم يقع من هؤلاء وفيهم من هو أعلم وأفضل ممن عداهم .ا.هـ.



روى مَالِك عَنْ حُمَيْد بْنِ قَيْسٍ المَكّيّ أَنّهُ قَالَ: دُخلَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِابْنَيْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ. فَقَالَ لِحَاضِنَتِهِمَا «مَالِي أَرَاهُمَا ضَارِعينِ» فَقَالَتْ حَاضِيَتُهُمَا: يَا رَسُولُ الله. إنّهُ تَسْرَعُ إلَيْهِمَا العَيْنُ. وَلَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نَسْتَرْقِيَ لَهُمَا إلاّ أَنّا لاَ نَدْرِي مَا يُوَافِقُك مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اسْتَرْقُوا لَهُمَا. فَإنّهُ لَوْ سَبَقَ شَيءٌ القَدَرَ, لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ».وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ .متفق عليه



ومن المعلوم أن التداوي من الأمراض من الأمور التي أمرنا بها نبينا محمدصلى الله عليه وسلم أمر ندب لا أمر وجوب. روى ابو داود في مسنده عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ مَرِضْتُ مَرَضًا أَتَانِي رَسُولُ اللَّهصلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا عَلَى فُؤَادِي فَقَالَ إِنَّكَ رَجُلٌ مَفْئُودٌ ائْتِ الْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ أَخَا ثَقِيفٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَتَطَبَّبُ فَلْيَأْخُذْ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلْيَجَأْهُنَّ بِنَوَاهُنَّ ثُمَّ لِيَلُدَّكَ بِهِنّ.

وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ قَالَتِ الأعرابُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ألا نَتَدَاوَى قَالَ نَعَمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً أَوْ قَالَ دَوَاءً إلا دَاءً وَاحِدًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُوَ قَالَ الْهَرَمُ . حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رواه الترمذي

وعَنْ أَبِي خُزَامَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ وَتُقَاةً نَتَّقِيهَا هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا قَالَ هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ. حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رواه الترمذي



وعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ . رواه أبو داود في مسنده



وعن عِمْرَانَ الْعَمِّيَّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ خَلَقَ الدَّاءَ خَلَقَ الدَّوَاءَ فَتَدَاوَوْا.رواه أحمد في المسند



وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجَارِيَةٍ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَأَى بِوَجْهِهَا سَفْعَةً فَقَالَ بِهَا نَظْرَةٌ فَاسْتَرْقُوا لَهَا يَعْنِي بِوَجْهِهَا صُفْرَةً .رواه مسلم

والحديث الذي رواه أحمد عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ صَوْتَ صَبِيٍّ يَبْكِي فَقَالَ مَا لِصَبِيِّكُمْ هَذَا يَبْكِي فَهَلا اسْتَرْقَيْتُمْ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ. وفي رواية مالك في موطئه عن عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ يَبْكِي فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ بِهِ الْعَيْنَ قَالَ عُرْوَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ.



ويقول ابن حجر: والحق أن من وثق بالله وأيقن أن قضاءه عليه ماض لم يقدح في توكله تعاطيه الأسباب اتباعا لسنة رسوله فقد ظاهر صلى الله عليه وسلم في الحرب بين درعين ، ولبس على رأسه المغفر ، وأقعد الرماة على فم الشعب ، وخندق حول المدينة ، وأذن في الهجرة الى الحبشة والى المدينة ، وهاجر هو، وتعاطى أسباب الأكل والشرب ، وادخر لأهله قوتهم ولم ينتظر ان ينزل عليه من السماء ، وهو كان أحق الخلق أن يحصل له ذلك ، وقال للذي سأله يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ ؟ قَالَ اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ ، فأشار الى أن الاحتراز لا يدفع التوكل ، والله اعلم أ.هـ.( المرجع السابق ).



يقول ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي :

وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي ، وأنه لا ينافي التوكل ، كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها . بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل ، كما يقدح في الأمر والحكمة ، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل ، فإن تركها عجزا ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه ، ودفع ما يضره في دينه ودنياه ، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب والا كان معطلا للحكمة والشرع ، فلا يجعل العبد عجزه توكلا ولا توكله عجزا أ.هـ.



ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز بأن الاسترقاء لمن احتاج له لا يخرج المسلم من اللحاق بالسبعين ألفا حيث أنه مـحتاج للرقية ، ويرى حفظه الله تعالى استحباب العلاج من المرض أ.هـ.

ألم تر أن الله قال لمــريم
وهزي إليك الجذع يساقط الرطب

ولو شاء أن تجنيه من غير هزها
جنته ولكنْ كـل شيء لـه سبب


ومن المعلوم أن التداوي له أحكام خمسة واجب ، مستحب ، مباح ، مكروه ، ومحرم ، فإذا ما كان الإنسان مصابا بسحر تهيج ، أو سحر غواية ، أو سحر عقوق أو سحر مرض، أو كان مصابا بمس وكان الجان الصارع من الكفار وكان مسيطراً على الإنسان وكان الشيطان يأزه لفعل المعاصي بأنواعها ولا يستطيع دفعه عنه ، وقد يكون المرض أو السحر أو المس يسبب المشقة للمريض وأهله عندها قد يكون التداوي واجبا للضرروة الملحة[1] ؛ ومن القواعد الفقهية "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " .



فينبغي على من يعاني من أعراض المس أو السحر أو العين أن يستشفي بكلام الله وبما جاء من أدعية مأثورة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم . وإذا كان يعاني من سحر أو مس شديد فينبغي عليه أن يستعين بالله ثم بمن له علم ودراية في علاج هذه الأمراض ، لأنه يخشى عليه أن تتدهور حاله فيَتعب ويُتعب من يعيش معه من غير أن يشعر ، وفي الغالب أن من به مس أو سحر يتصرف تصرفات غير متزنة يشعر بها من يعايشه ، والتكبر عن الاستشفاء بكلام الله هو خلاف المنطق الصحيح وهروب من الواقع ، يقول مطرف: لأن أعافى فاشكر احب إلي من أن أبتلى فأصبر.



للمزيد حول التداوي والتوكل " ضغط هنا "



وقد تأتي الشياطين للمريض من باب الرأفة والرحمة ، وذلك أن يكون ولي أمر المريض مصابا بالضغط أو السكري أو القلب أو غيرها من الأمراض ، فيخشى أن يتطور به الحال إلى الصرع عند سماع القرآن فيراه ولي أمره فيزداد عنده الضغط أو السكري أو يحصل له هبوط في القلب فيموت ، وهذا من تلبيس الشياطين ، وأذكر أن أحد المرضى وكان به مس من شيطانة خبيثة وكان يَتَحفظ ويخشى أن يعلم به أحد ، حتى بلغ به الحال أن صرعه الشيطان بين مجموعة ممن كان يخشى أن يعلموا بمرضه . فكيف بك لو صرعك الشيطان وجعلك تتخبط بين والدك أو أمك التي تعاني من الضغط أو السكري أو القلب ، فينبغي عليك أن تخبر من تخشى عليه بالتدرج قبل أن يفاجأ بمثل هذا الموقف كأن تقول يا والدي إني أعاني في هذه الأيام من ضيق في صدري وأظن أني محسود وأصبت بعين وسوف أذهب لمن يرقيني وتبدأ تتدرج معه وبمرور الأيام والأسابيع يتقبل الواقع وإن كان مراً . ولا تدري لعلك تكون سببا في شفاء والدك مما يعانيه عندما تأخذه لمن يرقيه بكتاب الله فيأذن الله له بالشفاء . وكم من مريض يأتي للعلاج فيتبين أن عائلته كلها مصابة بسحر أو أن البعض منهم يكون مصابا بالعين ، فيكون الأول سببا من بعد إذن الله تعالى في شفاء غيره .



ومن طرق صرف الشياطين أن تصرف وتلبس على ولي أمر المريض أو المريضة بأنه مصاب بمرض عضوي أو نفسي وعلاجه عند الأطباء أو المصحات النفسية .



ومن تلبيس الشياطين أن يذهب المريض وولي أمره للراقي وبعد الرقية ، يصدر الحكم الجائر من الراقي المعزز بالقسم بالله بأن المريض ليس به مس والذي به حالة نفسية أو مرض عضوي اذهب به للطبيب !!! ، فيتهم المرض بالكذب ويقع بين مرارة البلاء ومنعه من الرقية . فالحذر الحذر من تشخيص الرقاة مهما كانت معرفة وعلم الراقي .



--------------------------------------------------------------------------------

[1] انظر فتح الباري ج11 صفحة 409 ، حديث رقم 6541 ، باب يدخل الجنة سبعون الفا بغير حساب وفي باب من لم يرق ج 10 صفحة 211 حديث رقم 5752 ، وانظر شرح النووي في باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب ، وانظر الطب النبوي لابن القيم وأنظر كتاب أحكام التداوي والحالات الميؤوس منها وقضية موت الرحمة للدكتور محمد على البار ، وانظر حاشية العدوي في باب التعالج ، وانظر نيل الأوطار باب إباحة التداوي وتركه، وانظر فتح القدير شرح الجامع الصغير ، وشريط الرقى المشروع منها والممنوع إصدار تسجيلات العصر الإسلامية في الرياض رقم 8063.

الرقية العامة الشاملة
دعـــاء وتحصينات



أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه.



أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.



لا إله إلا اللّهُ العظيمُ الحليم ، لاإلهَ إلا اللّهُ ربّ العرش العظيم ، لا إلهَ إلا اللّه ربّ السماواتِ وربّ الأرض وربّ العرشِ الكريم.



اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان ، وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .



بسم الله ذي الشان ، عظيم البرهان ، شديد السلطان ، ما شاء الله كان ، نعوذ بالله من الشيطان .



بِسْمِ اللّهِ الّذِي لاَ يَضُرّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السّمَاءِ وَهُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ, ثَلاَثَ مَرّات



بسم الله ، أمسينا ( أصبحنا ) بالله الذي ليس منه شيء ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب ، وبأسمائه الحسنى كلها عائذين من الأبالسه ، ومن شر شياطين الإنس والجن ، ومن شر كل معلن أو مسر ، ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.



نعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق (3 مرات)



نعوذ بما استعاذ به موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفى ، من شر ما خلق وذرأ ومن شر إبليس وجنوده ومن شر ما يبغي.



نعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التّامات مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وشَرّ عِبَادِهِ ، ومِنْ هَمَزَاتِ الشّيَاطِينِ وأَنْ يَحْضُرُونِ.



نَعُوذُ بالله الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنَ الشّيْطَانِ الرّجِيم .



نعوذُ بكلماتِ الله التامّة, من كلّ شيطانٍ وهامّة, ومن كل عينٍ لامّة.



تحصنا بالله الذي لا اله الا هو إلهنا واله كل شيء ، واعتصمنا بربنا ورب كل شيء، وتوكلنا على الحي الذي لا يموت ، واستدفعنا الشر بلا حول ولا قوة الا بالله ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، حسبنا الرب من العباد ، حسبنا الخالق من المخلوق ، حسبنا الرازق من المرزوق ، حسبنا الله هو حسبنا، حسبنا الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ، حسبنا الله وكفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله مرمى ، حسبنا الله لا اله إلا هو ، عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم .



اللهم إنا بك آمنا وعليك توكلنا ومالنا أن لا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما اذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون .



حسبنا الله لا اله الا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم.( 7 مرات)



اَللهُمّ رحمتُكَ نرجو فلا تكِلنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ ، وأصلِح لنا شأننا كُلّه, لاَ إلَه إلاّ أنت.



اللهم إنا نَعوذ بك من جَهدِ البلاء ، ودَرَكِ الشقاءِ ، وسوءِ القضاءِ ، وشماتةِ الأعداء.



اللهم ذا السلطان العظيم والمن القديم ذا الوجه الكريم ولي الكلمات التامات والدعوات المستجابات عافنا وعاف المسلمين من أنفس الجن وأعين الإنس يارب العالمين .



اللهم من كان منا مسحورٌ ، سوأ كان السحر مأكولا أو مشروبا أو مرشوشا أو منثورا أو مشموما أو مدفونا أو معلقا على الأشـجار أو مدفونا تحت الأشجار أو معلقا في مهاب الرياح أو مرميا في البحار والأنهار ، والآبار ، أو كان مربوطا بأجنحة وأرجل الطيور ، أو مقرونا بالحيوانات ، أو كان من عقد عقدة ونفث عليها من تلك الأنفس الخبيثة أو كان مما أخذ من آثر المسحور من شعره أو أظافره أو من ثيابه ، أو كان معمولا من الكتابات والطلسمات ، اللهم فابطله بقدرتك ، اللهم وفك عقد السحر أينما كانت وكيفما كانت.. اللهم أبطل السحر كله أينما كان وكيفما كان ، اللهم أنت القائل إن الله سيبطله وأنت القائل فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون , اللهم أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق. }يَابنَيّ إِنّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبّةٍ مّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ يَأْتِ بِهَا اللّهُ إِنّ اللّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ{ .



اللهم إنا نسألك باسمك الاعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا أستعذ به أعذت .. اللهم أهلك كل من طغى وبغى على عبادك المسلمين من الحسدة والسحرة والشياطين من المردة والعفاريت والماردات والعفريتات ، }وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ كُلّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{[القصص :88].



اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلل الأرض من تحت أقدامهم ، سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ، اللهم وأشعل في قلوب الشياطين نارا وعن يمينهم نارا وعن شمالهم نارا ومن أمامهم نارا ومن خلفهم نارا ومن فوقهم نارا ومن تحتهم نارا وأعظم لهم نارا حتى الموت ، } يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مّقِيمٌ{ .



اللهم أرنا فيهم يوما كيوم فرعون وهامان وقارون .

اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم .

اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا .



اللهم انا نسألك بأنا نشهد بأنك أنت الله لا اله الا أنت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، أن تدمر كل حاسد وحاسدة وكل ساحر وساحرة وكل شيطان وشيطانة من المردة والعفاريت والماردات والعفريتات ، اللهم اعكس سحر السحرة عليهم وسلط جنهم عليهم ، اللهم وارجع عيون العائنين عليهم وسلط جنهم عليهم.



اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين لا اله الا أنت سبحانك انا كنا من الظالمين.





اللهم انا نسألك بأن لك الحمد ، لا إله الا أنت ، المنان بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام ، اللهم إنك تأخذ للمظلوم حقه ممن ظلمه ، فخذ لنا حقنا ممن ظلمنا وحسدنا وسحرنا وقذفنا ومكر بنا من الانس والجن والشياطين والمردة والعفاريت والماردات والعفريتات والشياطين والشيطانات ، ومن مخلوقاتك أجمعين.



اللهم إنا ندعوك دعوة المظلوم ودعوة المظلوم ليس بينها وبينك حجاب ، اللهم اكفنا من ظلمنا بما شئت وكيفما شئت ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وكل شئ عنده بمقدار.

} فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ {

}أَلَيْسَ اللّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوّفُونَكَ بِالّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ{

}إِنّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ{

} إِنّ اللّهَ يُدَافِعُ عَنِ الّذِينَ آمَنُوَاْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ كُلّ خَوّانٍ كَفُورٍ* أُذِنَ لِلّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنّ اللّهَ عَلَىَ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ{ .



اللهم لا تجعل للشياطين في أجسادنا قرارا ، اللهم أخرجهم من العيون ومن الرؤوس ومن الصدور ومن البطون ومن الظهور ومن الأيدي ومن الأرجل ومن العظام ومن الأعصاب ومن العروق ، اللهم أخرجهم من العروق ، اللهم أخرجهم من العروق .

} قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مّدْحُوراً لّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأمْلأنّ جَهَنّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ{ [الأعراف:18]

ربنا إنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين .

ربنا إنا مسنا الشيطان بنصب وعذاب .

ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين .

ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين .

اللهم يا مغيث أغثنا ، يا مغيث أغثنا ، يا مغيث أغثنا .

اللهم يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين .

اللهم إنا بك نصول وبك نجول وفيك نقاتل .





اللهم أنت ربنا لا اله الا أنت ، عليك توكلنا وأنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نعلم إن الله على كل شيء قدير ، وان الله قد أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن شر كل دابة أنت آخذٌ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم .





اللَّهُمَّ إِنِّا عَبْيدُكَ بنوُ عَبْيدكَ بنو إمَاءكَ نَواصِيَنا بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّنا حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيناَّ قَضَاؤُكَ نسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْوبنا وَنُورَ صدورنا وَجِلاءَ أحُزْنِنا وذهابَ هَمِّومنا .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

} بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيم {

} الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ * الرّحْمنِ الرّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدّينِ * إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضّآلّينَ {



} الَمَ * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لّلْمُتّقِين * الّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصّلاةَ وَممّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * والّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالاَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَىَ هُدًى مّن رّبّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {



} إِن الّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ * وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَنُ الرّحِيمُ * إِنّ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللّيْلِ وَالنّهَارِ وَالْفُلْكِ الّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النّاسَ وَمَآ أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السّمَآءِ مِن مّآءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثّ فِيهَا مِن كُلّ دَآبّةٍ وَتَصْرِيفِ الرّيَاحِ وَالسّحَابِ الْمُسَخّرِ بَيْنَ السّمَآءِ وَالأرْضِ لاَيَاتٍ لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْ أَشَدّ حُبّاً للّهِ وَلَوْ يَرَى الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنّ الْقُوّةَ للّهِ جَمِيعاً وَأَنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرّأَ الّذِينَ اتّبِعُواْ مِنَ الّذِينَ اتّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطّعَتْ بِهِمُ الأسْبَابُ{ [البقرة: 161- 166]



} اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذَا الّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مّنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ * لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ وَالّذِينَ كَفَرُوَاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مّنَ النّورِ إِلَى الظّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ { [البقرة: 255-258]



} آمَنَ الرّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير * لاَ يُكَلّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {



} شَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ{
[آل عمران:18-19]



}قُلِ اللّهُمّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمّنْ تَشَآءُ وَتُعِزّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنّكَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللّيْلَ فِي الْنّهَارِ وَتُولِجُ النّهَارَ فِي الْلّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيّ مِنَ الْمَيّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيّتَ مِنَ الْحَيّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ { [آل عمران:26-27]



} الّذِينَ قَالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوَءٌ وَاتّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنّمَا ذَلِكُمُ الشّيْطَانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مّؤْمِنِينَ{ [آل عمران :173-175]



}وَالصّافّاتِ صَفّا * فَالزّاجِرَاتِ زَجْراً * فَالتّالِيَاتِ ذِكْراً * إِنّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ *رّبّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبّ الْمَشَارِقِ * إِنّا زَيّنّا السّمَآءَ الدّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ* وَحِفْظاً مّن كُلّ شَيْطَانٍ مّارِدٍ * لاّ يَسّمّعُونَ إِلَىَ الْمَلإِ الأعْلَىَ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ * إِلاّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ {[الصافات:1 –10]



} لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَىَ جَبَلٍ لّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مّتَصَدّعاً مّنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ * هُوَ اللّهُ الّذِي لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ هُوَ الرّحْمَنُ الرّحِيم * هُوَ اللّهُ الّذِي لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدّوسُ السّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبّرُ سُبْحَانَ اللّهِ عَمّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوّرُ لَهُ الأسْمَآءُ الْحُسْنَىَ يُسَبّحُ لَهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ { [الحشر:21-24]



}وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ{ [البقرة :102]

} وَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ مُوسَىَ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوَاْ آمَنّا بِرَبّ الْعَالَمِينَ * رَبّ مُوسَىَ وَهَارُونَ { [الأعراف:117 –122]

} وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مّلْقُونَ * فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقّ اللّهُ الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ { [يونس:79-81]

} قَالُواْ يَمُوسَىَ إِمّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمّآ أَن نّكُونَ أَوّلَ مَنْ أَلْقَىَ * قَالَ بَلْ أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيّهُمْ يُخَيّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنّهَا تَسْعَىَ * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مّوسَىَ* قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنّكَ أَنتَ الأعْلَىَ * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوَاْ إِنّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السّاحِرُ حَيْثُ أَتَىَ { [طه:65-69]



} وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطّائِفَتِيْنِ أَنّهَا لَكُمْ وَتَوَدّونَ أَنّ غَيْرَ ذَاتِ الشّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقّ الحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقّ الْحَقّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ * إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنّي مُمِدّكُمْ بِأَلْفٍ مّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاّ بُشْرَىَ وَلِتَطْمَئِنّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النّصْرُ إِلاّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *إِذْ يُغَشّيكُمُ النّعَاسَ أَمَنَةً مّنْهُ وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن السّمَآءِ مَآءً لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىَ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ الأقْدَامَ * إِذْ يُوحِي رَبّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنّي مَعَكُمْ فَثَبّتُواْ الّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الّذِينَ كَفَرُواْ الرّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلّ بَنَانٍ * ذَلِكَ بِأَنّهُمْ شَآقّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النّارِ { [الأنفال:7-14]

} وَقَدِمْنَآ إِلَىَ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مّنثُوراً{ [الفرقان:23]

} قُلْ إِنّ رَبّي يَقْذِفُ بِالْحَقّ عَلاّمُ الْغُيُوبِ * قُلْ جَآءَ الْحَقّ وَمَا يُبْدِىءُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ{ [سبأ:48-49]

} وَقُلْ جَآءَ الْحَقّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً { [الأسراء:81]

}بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمّا تَصِفُونَ{[الأنبياء:18]



} يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَآءَ اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { [البقرة:20]

} قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبّكَ يُبَيّن لّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِعٌ لّوْنُهَا تَسُرّ النّاظِرِينَ { [البقرة :69]

} وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مّن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمُ الْحَقّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { [البقرة:109]

}أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَىَ مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مّلْكاً عَظِيماً{ [النساء:54]

} وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيّنّاهَا لِلنّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلّ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ * إِلاّ مَنِ اسْتَرَقَ السّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مّبِينٌ { [الحجر:16-18]

} وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى{ [طه-131]

} وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً { [الكهف-39]

} فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النّجُومِ* فَقَالَ إِنّي سَقِيمٌ * فَتَوَلّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ { [الصافات:88-90]

} تَبَارَكَ الّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مّا تَرَىَ فِي خَلْقِ الرّحْمَنِ مِن تَفَاوُتِ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىَ مِن فُطُورٍ * ثُمّ ارجِعِ البَصَرَ كَرّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ { [الملك:14]

} وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمّا سَمِعُواْ الذّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجْنُونٌ{ [القلم:51]



} قَاتِلُوهُمْ يُعَذّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مّؤْمِنِينَ* وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَىَ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{ [التوبة:14-15]

} يَأَيّهَا النّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مّوْعِظَةٌ مّن رّبّكُمْ وَشِفَآءٌ لّمَا فِي الصّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ { [يونس:57]

} وَأَوْحَىَ رَبّكَ إِلَىَ النّحْلِ أَنِ اتّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشّجَرِ وَمِمّا يَعْرِشُونَ * ثُمّ كُلِي مِن كُلّ الثّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنّاسِ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّقَوْمٍ يَتَفَكّرُونَ {[النحل:68-69]

}وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّخَسَاراً{[الإسراء:82]

} وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ { [الشعراء:80]

} وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيّ وَعَرَبِيّ قُلْ هُوَ لِلّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيَ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مّكَانٍ بَعِيدٍ{ [فصلت:44]



}وَذَا النّونِ إِذ ذّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنّ أَن لّن نّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىَ فِي الظّلُمَاتِ أَن لاّ إِلَهَ إِلاّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجّيْنَاهُ مِنَ الْغَمّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ *وَزَكَرِيّآ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ رَبّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىَ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ { [الأنبياء:87-90]



} قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُواً أَحَدٌ {

} قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ * مِن شَرّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ{

} قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ* مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ{



اللهم رب السموات السبع وما اضللن ، ورب الاراضين السبع وما أقللن ، ورب الشياطين وما اضللن ، ورب الرياح وما أذرين ، كن لنا جارا من خلقك كلهم أن يفرط علينا أحد منهم ، أو أن يطغى علينا ، عز جارك وجل ثناؤك ولا اله غيرك .



اللهم احفظنا بحفظك واكلئنا اللهم بعنايتك ، اللهم ولاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلى أنت .



اللهم ولا تجعل للحسدة والسحرة والشياطين علينا سلطانا ولا سبيلا ، اللهم أنت القائل:

} إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىَ بِرَبّكَ وَكِيلاً{ [الإسراء: 65]

}وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ{ [يس:9]

}وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مّن قَبْلُ إِنّهُمْ كَانُواْ فِي شَكّ مّرِيبِ{ [سبأ:54]

} لَهُ مُعَقّبَاتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنّ اللّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّىَ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوَءًا فَلاَ مَرَدّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مّن دُونِهِ مِن وَالٍ{ [الرعد:11]

} وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيّنّاهَا لِلنّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلّ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ{[الحجر:17]

}وَحِفْظاً مّن كُلّ شَيْطَانٍ مّارِدٍ{ [الصافات:7]

}قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىَ أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ{[يوسف:64]

} إِن كُلّ نَفْسٍ لّمّا عَلَيْهَا حَافِظٌ{ [الطارق:4]

} إِنّ الّذِينَ يُحَآدّونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مّهِينٌ { [المجادلة:5]

} فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ{[الحديد:13]

} فَمَا اسْطَاعُوَاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً{ [الكهف:97]

} وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ{[المائدة:67]

} وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ حِجَاباً مّسْتُوراً * وَجَعَلْنَا عَلَىَ قُلُوبِهِمْ أَكِنّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيَ آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلّوْاْ عَلَىَ أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً { [الإسراء:45-46]

} ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مّن رّبّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَىَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ{[البقرة:178]



اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن ، ونعوذ بك من العجز والكسل ، ونعوذ بك من البخل والجبن ، ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال .



اللهم انا نسألك العافية في الدنيا والاخرة ، اللهم انا نسألك العافية في ديننا ودنيانا وأهلنا ومالنا ، اللهم أستر عوراتنا ، وآمن روعاتنا ، اللهم أحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن يميننا وعن شمالنا ومن فوقنا ، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.



اللهم يا من يحول بين المرء وقلبه حل بيننا وبين من يؤذينا .



اللهم غارت النجوم ونامت العيون وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم .. يا حي يا قيوم أهدِ ليلنا وأنم عيوننا .



اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا ، اللهم سهل في حل عقد السحر وإبطاله .



اللهم إنا نعوذ بك من شر كل جبار عنيد ومن كل شيطان مريد .

اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بين " فلان وفلانه" ، اللهم وألف ذات بينهم.

بسم الله الكبير ، نعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ومن شر حر النار.

بسم الله ، بسم الله ، بسم الله ، ( نعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما نجد ونحاذر 7مرات ).

بسم الله ، اللهم داونا بدوائك ، واشفنا بشفائك ، وأغنني بفضلك عمن سواك .

بسم الله نرقي أنفسنا ، من كل شيء يؤذينا ، من شر كل نفس أو عين حاسد أو سحر ساحر الله يشفينا .

اللهم رب الناس أذهب البأس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما .

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفينا . 7 مرات .

نستغفر الله الذي لا إله إلى هو الحي القيوم ونتوب إليه .

اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ، وعلم لا ينفع ، وعين لا تدمع ، ودعوة لا يستجاب لها .



رَبّنَا الله الّذِي في السّماء تَقَدّسَ اسْمُكَ أَمْرُكَ في السّمَاءِ وَالأرْضِ كما رَحْمَتُكَ في السّمَاء فاجْعَلْ رَحْمَتَكَ في الأرْضِ اغْفِرْ لَنَا حُوبَنَا وَخَطَايَانَا أنْتَ رَبّ الطّيّبِينَ أنْزِلْ رَحْمَةً مِن رَحْمَتِكَ وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ عَلَى هَذَا الْوَجَعِ فَيَبْرَأ .



اللهم أنت القوي وليس أحد أقوى منك ، وأنت الرحيم وليس أحد أرحم منك ، رحمت يعقوب فرددت عليه بصره ، ورحمت يوسف فنجيته من الجب ورحمت أيوب فكشفت عنه البلاء . أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة ، اللهم أنت القائل:

}وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلّهُمْ يَرْشُدُونَ{ ، وانت القائل سبحانك:} وَقَالَ رَبّكُمْ ادْعُونِيَ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ{[غافر:60] ، وأنت القائل سبحانك } أَمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السّوَءَ وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَآءَ الأرْضِ أَإِلَهٌ مّعَ اللّهِ قَلِيلاً مّا تَذَكّرُونَ { [النمل:62]. اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .



سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد e



بعد قراءة الرقية مباشرة " ينفث المريض على نفسه " تنفث على المصاب بنية أن يدفع ويرفع الله عنه البلاء ومن ثم تنفث على الماء والزيت وباقي الأدوية المباحة إن وجدت قبل أن تتكلم بكلام البشر إلا ما كان من دعاء ضمن الرقية وذلك هو الأكمل .



استمراء البـلاء
يبتلى بعض المرضى بالمس بسبب أو لآخر فتجد المريض يجهد نفسه فوق طاقتها في بداية الحالة بكثرة الذهاب للرقاة من أجل أن يضيق على الشيطان المتسلط على جسده ، ثم سرعان ما يمل ويستسلم للأمر الواقع ، وفي نفس الوقت تجده ضعيف الإيمان قليل الذكر لله سبحانه وتعالى ، وتجد الشيطان متسلط عليه نفسيا وبدنيا ، وما ذلك إلا بسبب استمراءه للبلاء وتعظيم الشياطين في نفسه ، وذلك أنه ما يصيبه من هم ولا غم ولا نصب ولا حزن إلا قال هذا بسبب الشيطان ، يسهر الليل يقول الشيطان حال بيني وبين النوم، يمتنع عن الطعام يقول بسبب الشيطان ، لا يذهب للعمل ولا للمدرسة ولا يجتمع بالناس ولا يصلى مع المسلمين في المساجد ويزعم أن ذلك كله بسبب الشيطان ، هذا هو حال بعض المرضى حقيقة، وإن استسلامهم لهذا الواقع المر أعظم من الشيطان نفسه ، ومثل هؤلاء المرضى لا ينتفعون من الرقية كثيراً لأنه وقع في قرارة أنفسهم أن الشيطان أعظم من أن يقهر وأقوى من أن تؤثر فيه الرقية، وإنه من المعلوم أن الشيطان يعظم سلطانه إذا ما عُظم من شأنه ويضعف كيده إذا ما حُقر شأنه روى أبي داود عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ فَقُلْتُ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَقَالَ لا تَقلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ وَيَقُولُ بِقُوَّتِي وَلَكِنْ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ . وفي رواية عند أحمد في المسند عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ عَمَّنْ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ كُنْتُ رَدِيفَهُ عَلَى حِمَارٍ فَعَثَرَ الْحِمَارُ فَقُلْتُ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا تَقلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ تَعِسَ الشَّيْطَانُ تَعَاظَمَ الشَّيْطَانُ فِي نَفْسِهِ وَقَالَ صَرَعْتُهُ بِقُوَّتِي فَإِذَا قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ تَصَاغَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ حَتَّى يَكُونَ أَصْغَرَ مِنْ ذُبَابٍ .



فإذا ما أوجد الإنسان في نفسه أن للشيطان قوة وسلطاناً عليه فإن الشيطان يعظم كيده فينفذ إلى قلبه من باب الخوف والوسوسة والضيق والنفور بل والحضور الكلي وقد يسلبه الإرادة فيلعب به كما يلعب الصبيان بالكرة ، فإذا ما اجتمع المس والتقبل النفسي لتفلت الشيطان فإن البلاء يشتد ويعظم الخطب ويشقى المريض لأنه سوف يكون في دوامة لن يخرج منها أبد ، فينبغي عليه أن يقف مع نفسه وقفة تأمل ولعله يسأل نفسه هذا السؤال ، إذا كان الشيطان قويا لماذا لم يمنعني من الذهاب للرقية !؟ ، والذي ينبغي أن يعلم أنه ليس للشيطان سلطان على أصحاب الإيمان الصادق المتوكلون على الله حق التوكل ولو كان الشيطان مقترنا بهم بسحر أو عين إلا بما يأذن الله به ، فالله سبحانه وتعالى يقول:} إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىَ بِرَبّكَ وَكِيلاً { ، وإنه لأحقر من أن يُعظم ، وقد أخبرنا الله عنه بقوله سبحانه وتعالى : } الّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطّاغُوتِ فَقَاتِلُوَاْ أَوْلِيَاءَ الشّيْطَانِ إِنّ كَيْدَ الشّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفا{، وبقوله تعالى :} إِنّمَا ذَلِكُمُ الشّيْطَانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مّؤْمِنِينَ{.



فينبغي على المسلم أن يتقي الله ولا يخاف إلا الله ولا ينسب كل ما يصيبه إلى الشيطان وإن كان للشيطان نصيب في ذلك ، بل ينبغي عليه أن يُحَقر الشيطان في نفسه وليجاهده بمخالفته ثم بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء والرقية والدعاء وتقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن ، وليصبر وليحتسب الأجر عند الله ، فالله سبحانه وتعالى يقول: } إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ لاَ يَضُرّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ{ . وعليه أن يشغل نفسه ما استطاع بما ينفعه في أمور دينه ودنياه وذلك بمخالطة الصالحين وكثرة الجلوس في حلق الذكر والتفقه في الدين ، حتى يأذن الله بالفرج من عنده.



يقول ابن القيم : وإياك أن تمكن الشيطان من بيت أفكارك وإراداتك فإنه يفسدها عليك فساداً يصعب تداركه ويلقي إليك أنواع الوساوس والأفكار المضرة، ويحول بينك وبين الفكر فيما ينفعك ، وأنت الذي أعنته على نفسك بتمكينه من قلبك وخواطرك فملكها عليك أ.هـ.



‏‏

تحصيــن الأطفال

نظرا لكثرة الأسئلة حول فزع وخوف الأطفال أفردت هذه الصفحة لمعالجة هذا الموضوع :

يعاني بعض الأطفال من البكاء والخوف والفزع خصوصاً في الليل وأثناء النوم وإذا ما حاول الأب أو الأم تهدئة الطفل يشتد فزعا وخوفا وصراخا وبكاء ، ويظل على هذا الحال لفترة من الوقت ، أو يسمع الطفل يتحدث مع شخص لا يرونه أو يبكي فجأة ويذكر لهم أن رجل في الغرفة قد ضربه ، والسبب في ذلك أن كثيرا من بيوت المسلمين في هذه الأيام لا تدخلها الملائكة ، بيوت لا تسمع فيها قرآن يتلى لا صلاة لا دعاء ، بيوت قد عشعشت فيها الشياطين بسبب كثرة المنكرات من غناء وصور وكلاب وتماثيل .



يترك الأطفال يلعبون ويعبثون في كل وقت دون تحصين ولا تعويذ ولا تعليم لأذكار الصباح والمساء ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ



الشرح:حديث ابن عباس في التعويذ بكلمات الله التامة.

قوله: (إن أباكما) يريد إبراهيم عليه السلام وسماه أبا لكونه جدا على.

قوله: (بكلمات الله) قيل المراد بها كلامه على الإطلاق، وقيل أقضيته، وقيل ما وعد به كما قال تعالى (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل) والمراد بها قوله تعالى (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) المراد بالتامة الكاملة وقيل النافعة وقيل الشافية وقيل المباركة وقيل القاضية التي تمضي وتستمر ولا يردها شيء ولا يدخلها نقص ولا عيب، قال الخطابي: كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق.

قوله: (من كل شيطان) يدخل تحته شياطين الإنس والجن.

قوله: (وهامة) بالتشديد واحدة الهوام ذوات السموم، وقيل كل ما له سم يقتل فأما ما لا يقتل سمه فيقال له السوام، وقيل المراد كل نسمة تهم بسوء.

قوله: (ومن كل عين لامة) قال الخطابي: المراد به كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل.

وقال أبو عبيد: أصله من ألممت إلماما، وإنما قال " لامة " لأنه أراد أنها ذات لمم.

انظر فتح الباري، شرح صحيح البخاري ، للإمام ابن حجر العسقلاني .



وفي بابُ ما يُعَوَّذُ به الصِّبْيَانُ وغيرُهم في الأذْكَارُ النَّوَويَّة:

روينا في صحيح البخاري رحمه اللّه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال:

"كان رسولُ اللَّه صلى اللّه عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين: أُعِيذُكُما بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ وَهامَّةِ، وَمِنْ كُلّ عَيْنٍ لامَّةٍ ويقول: إنَّ أباكُما كان يُعَوِّذُ بِها إسْماعِيلَ وَإسْحاقَ" صلى اللّه عليهم أجمعين وسلم.

قلتُ: قال العلماء: الهامَّة بتشديد الميم: وهي كلّ ذات سمّ يقتل كالحيّة وغيرها، والجمع الهوامّ، قالوا: وقد يقع الهوامّ على ما يدبّ من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات. ومنه حديث كعب بن عجرة رضي اللّه عنه "أيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رأسِكَ؟" أي القمل. وأما العين اللامّة بتشديد الميم: وهي التي تُصيب ما نظرت إليه بسوء.

(342) البخاري (3371) ، ورواه النسائي في "اليوم والليلة" (1006) ، وابن ماجه (3525) وغيرهم.‏



وفي سنن أبي داود والترمذي وابن السني وغيرها، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات: "أعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبهِ وَشَرِّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضُرُونِ" قال: وكان عبد اللّه بن عمرو يعلمهنّ مَنْ عقل من بنيه، ومَنْ لم يعقل كتبه فعلقه عليه. قال الترمذي: حديث حسن. وفي رواية ابن السني: جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فشكا أنه يفزعُ في منامه، فقالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِماتِ اللّه التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَمنْ شَرّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضرُونِ" فقالها، فذهب عنه.

(259) أبو داود (3893) ، والترمذي (3519) ، وابن السني (753) ، ومسند أحمد 2/181، والحاكم في المستدرك 1/548، وهو حديث حسن بشواهده.‏



وان من أسباب أذى الشياطين للأطفال ، ترك الأطفال يلعبون ويعبثون ويصرخون ويتراجمون بالحجارة وغيرها عند غروب الشمس ، حيث أنه وقت تنتشر فيه الشياطين ، يقول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة :

- إذا كان جنح الليل ، فكفوا صبيانكم ، فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهبت ساعة من العشاء فخلوهم.

- إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم ، فإنها ساعة ينتشر فيها الشياطين.

- كفوا صبيانكم حتى تذهب فحمة أو فورة العشاء ، ساعة تهب الشياطين.

- احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين .

- لا ترسلوا فواشيكم ( وصبيانكم) إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء ، فإن الشياطين تعبث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء.

- كفوا صبيانكم عند العشاء ، فإن للجن انتشارا و خطفه.

- إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم، واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم، واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليه شيئاً، وأطفؤا مصابيحكم .

- خمروا الآنية ، و أوكئوا الأسقية ، و أجيفوا الأبواب ، و اكفتوا صبيانكم عند المساء ؛ فإن للجن انتشار وخطفة ، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد ، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة ، فأحرقت أهل البيت.



فينبغي حبس الأطفال عند غروب الشمس وعدم تعريضهم لتفلت الشياطين وتعليم من يعقل من الأبناء قراءة آية الكرسي والمعوذتين " قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس " وأما الأطفال الذين لا يعقلون فيضع المسلم يده على رأس الطفل أو صدره ويعوذه بما كان يعوذ إبراهيم عليه السلام بنيه وكذلك آية الكرسي والمعوذتين .



وإذا ما استمر الطفل في البكاء ولم يكن مصاباً بمرض عضوي فعلاجه يكون بالرقية والتحصين لأنه قد يكون مصاباً بالعين ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ صَوْتَ صَبِيٍّ يَبْكِي فَقَالَ مَا لِصَبِيِّكُمْ هَذَا يَبْكِي فَهَلا اسْتَرْقَيْتُمْ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ. وفي رواية مالك في موطئه عن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ يَبْكِي فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ بِهِ الْعَيْنَ قَالَ عُرْوَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ ، وإذا ما تكررت الخوف والفزع فينبغي رقية والد الطفل وأمه لأنه قد يكون الأب أو الأم مصابة بالمس فيتعدى على الطفل .



التعامل مع المريض
ينبغي على الراقي عند تعامله مع المريض أن يراعي أمور عشرة :

1) جنس المريض ذكر أو أنثى .

2) عمر المريض ( طفل ، صبي ، شاب ، رجل ، شيخ كبير ).

3) الحالة الاجتماعية ( متزوج ، أعزب ).

4) المستوى الثقافي والعلمي .

5) مركز المريض الاجتماعي .

6) العادات والتقاليد والعرف.

7) محافظة المريض على الصلاة والطاعات ( ملتزم .. غير ملتزم ).

8) بداية المرض وسببه . البحث في سبب المرض بعدة أسئلة توجه للمريض أو لأهل المريض:

هل ولد المريض وهو مصاب بهذا المرض ؟

هل أصيب عقب حمى النفاس التي تصيب المرأة عقب الولادة ؟

هل أصيب عقب إصابته بأي نوع من أنواع الحمى ؟

هل أصيب بعد حادث أو وقع من مكان مرتفع أو أي حادث آخر ؟

هل أصيب بعد عملية جراحية ؟

هل أصيب بعد عراك وشجار ؟

هل أصيب بعد حادثة مؤلمة ( وفاة ، خسارة في تجارة ، رسوب في دراسة )؟.

هل أصيب بعد زواجه ؟،،، وهل كان مرغم على الزواج ؟.



9) تأثير المرض على المريض البدني والنفسي والعقلي .

10) النظر في نوع المرض من أي الأمراض هو وذلك من خلال أخذ المعطيات . تسأل المريض عن بعض الأعراض العامة وأعراض الاقتران في اليقظة والمنام، ولا تسلم بما يقوله المريض لأنه قد يكون كاذباً أو قذفاً من الشيطان على لسانه ليحتار الراقي ، وحبذا لو كانت هذه الأسئلة مدونة حتى ترجع اليها عند الحاجة ، ومن هذه الأسئلة :

1. هل ترى حيوانات تطاردك في المنام ؟ ، ما هي ؟ .

2. هل تعاني من كثرة الإحتلام ؟.

3. هل ترى أحلام مزعجة ( كوابيس ) ؟ .

4. هل تعاني من عدم القدرة على النوم ( أرق ) ؟ .

5. هل تعاني من ثقل شديد في النوم ؟.

6. هل تقوم من فراشك وتمشي بغير شعور منك ؟ .

7. هل تشعر بضيق شديد عندما تستيقض من النوم ؟.

8. هل تعاني بضيق في الصدر خصوصا بعد العصر أو المغرب ؟.

9. هل تعاني من حزن وكئآبة ؟ .

10. هل تجد الرغبة في البكاء بدون سبب ؟ .

11. هل تعاني من حرارة أو برودة في الأطراف ؟.

12. هل تظن أن البعض أو الكل ينوي لك الشر؟ .

13. هل تشعر بنفور من البيت / المجتمع / العمل/ المدرسة ؟.

14. هل يحصل لك النفور من بعض الناس دون سبب ؟.

15. هل تكر الأماكن المزدحمة بالناس ؟.

16. هل تشم روائح أوتسمع أصواتاً غريبة ؟ .

17. هل أنت عصبي المزاج بدون سبب ؟ .

18. هل تزداد الحالة بعد الزعل ؟.

19. هل تأكل كثيراً وبشراهة ؟.

20. هل تعاني من كسل وخمول أو تعب دون سبب ؟.

21. هل تعاني من خفقان شديد في القلب ؟.

22. هل تشعر بخوف وفزع ؟ .

23. هل تشعر بألم في عضو من أعضاء جسدك ؟.

24. هل تعاني من أمراض متتابعة تكاد لا تنقطع ؟.

25. هل تشعر بشرود وضيق في الصلاة وعند قراءة القرآن ؟.

26. هل تشعر بنفور من الطاعات ؟.

27. هل تشعر بثقل على الأكتاف ؟.

28. هل تشعر بثقل في مؤخرة الرأس ؟.

29. هل تعاني من عدم القدرة على التركيز ؟.

30. هل تعاني من نسيان شديد ؟.

31. هل تشعر بالنقص وعدم الاتزان بالقول والفعل ؟.

32. هل تعانين الربط ( الجماع ) ؟.



إذا كانت امرأة تضيف مثل هذه الأسئلة :

33. هل تجدين صعوبه وجهد في أداء واجباتك المنزلية ( طبخ ، غسيل ، تنظيف)؟.

34. هل تعانينن من آلام واضطراب في مواعيد الدورة ؟.

35. هل تعانين من مشاكل الأرحام ( عقم ، إسقاط ، الحيض، الاستحاضة( النزيف)؟.



وأنت تتحدث مع المريض تودد إليه بطيب الكلام وحسن الخلق حتى تشعر أنه بدأ يرتاح إليك ويتقبل منك النصح والإرشاد ولا تكثر عليه ، يقول ابن قيم الجوزية في الطب النبوي : وكل طبيب لا يداوي العليل ، بتفقد قلبه وصلاحه ، وتقوية روحه وقواه بالصدقة ، وفعل الخير ، والاحسان ، والاقبال على الله والدار الآخرة، فليس بطبيب بل متطبب قاصر أ.هـ.

التمهيد لعلاج المريض :
قبل البدء بالعلاج ينبغي على المعالج أن يتبع الإرشادات التالية :

1. اخرج الصور من المكان الذي تعالج فيه .

2. اخرج ما عند المريض من تميمة أو حجاب .

3. خلو المكان من الغناء أو مزمار أو مخالفة شرعية .

4. يستحب أن تكون على طهارة كاملة أنت ومن معك .

5. إن كان المريض امرأة فلا بد من أمرها بالتستر ولا تعالجها إلا في وجود أحد محارمها دون غيرهم أو مع مجموعة من النساء . الفقرات من 1-5 من كتاب وقاية الإنسان من الجن والشيطان ص 67

6. إعطاء المريض وأهله درسا في العقيدة ، بمقتضاه تنزع تعلق قلوبهم بغير الله ، ولك أن تستشهد بالحديث الذي رواه ابن عباس . قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الامَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأقلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ . حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رواه الترمذي ، وفي رواية في مسند أحمد واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيراً وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا.

7. تقوم بالتفريق بين طريقتك في العلاج وطريقة السحرة والدجالين .

8. تبين لهم أن القران فيه شفاء ، وتستشهد ببعض آيات الشفاء ومنها :

قوله تعالى :} وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً{. وقوله تعالى:} وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيّ وَعَرَبِيّ قُلْ هُوَ لِلّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ{ .

9. ينبغي على المعالج أن لا يثير أي جدل فقهي أو مذهبي أو سياسي أو حزبي، حتى يتفادى أسباب الشحناء والبغضاء ، بل ينبغي أن يكون الحوار حول ذكر الله تعالى حتى يطمئن المريض للمعالج ويثق فيه ويتقبل نصائحه ويعمل بها" هذه الفقرة من كتاب وسائل وحماية وعلاج الإنسان صفحة 13".

10. ينبغي على المعالج أن لا يتدخل في شئون المريض الخاصة .

11. تسأل المريض بعض الأسئلة لتختبر درجة ذكائه وتأثير المرض على عقله ، وعندها يتعين عليك أن تتحدث مع المريض على قدر عقله وعلى قدر عُمره ، وأن لا تبتدع كلاما لا يليق بالمقام ، وخير الكلام ما وافق الحال .



بعد هذه الخطوات تقرأ عليه الرقية كاملة أي تجمع بين رقية المصروع ورقية المحسود ورقية المسحور وتلاحظ مدى تأثر المريض عند قراءة آيات الرقية ولا توحيِ للمريض بأنه مبتلى بمس أو سحر وذلك بتكرار آيات العذاب أو آيات السحر حتى لا ينصدم المريض نفسيا ، وأحب أن أنبه هنا إلى أنه قد ورد في حديث ضعيف لأُبي بن كعب وردت فيه سور وآيات رقى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم من به لمم وهي نافعة بإذن الله تعالى لغير ذلك من الأمراض ، ولكنني أفردت للسحر رقية وللحسد رقية بغية الاختصار والتنبيه عن وجود آيات تنفع من السحر وأخرى تنفع من الحسد وبذلك يتنبه طالب العلم في هذا الفن إلى أنه ليس بالضرورة قراءة آيات السحر والعذاب على من به عين أو العكس ، يقول صلى الله عليه وسلم اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ لا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ .رواه مسلم .


الاستعداد النفسي للتخبط وقت الرقية
يقول الله سحانه وتعالى: } الّذِينَ يَأْكُلُونَ الرّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الّذِي يَتَخَبّطُهُ الشّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ { [سورة البقرة:275]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي وَالْهَدْمِ وَالْغَرَقِ وَالْحَرِيقِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا . رواه النسائي واحمد .

الخبط : ضرب البعير الشيء ، ومنه قيل خبط عشواء ، وهي الناقة التي في بصرها ضعف تتخبط اذا مشت لا تتوقى شيأ ، قال زهير :

تمته ومن تخطيء يعمر فيهرم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب


وقيل: الخبط كل سير على غير هدى . وتخبطه الشيطان إذا مسه بخبل وجنون. وإن التخبط وصراخ الشيطان وقت الرقية ما هو إلا من أجل أن لا يسمع القرآن وحتى يجعل المريض لا يركز ولا ينصت ولا يتفكر في آيات الله تعالى وبهذا المكر يسلم الشيطان من العذاب الشديد ، وهذا ما تعترف به الشياطين فإنهم يقولون لو أنا استمعنا وأنصتنا لاحترقنا ، يقول الله تعالى :} وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ{ [فصلت:26] ، يقول ابن كثير قوله تعالى: "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن" أي تواصوا فيما بينهم أن لا يطيعوا للقرآن ولا ينقادوا لأوامره "والغوا فيه" أي إذا تلي لا تسمعوا له كما قال مجاهد والغوا فيه يعني بالمكاء والصفير والتخليط في المنطق على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن … وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بخلاف ذلك فقال تعالى "وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون".



ومن المشاهد أن بعض من بهم مس من الجان تتخبط بهم الشياطين وقت الرقية وتجعلهم يصرخون ويتعاركون ولا تكاد أن تسيطر على بعضهم من شدة التخبط بسبب حضور الجان عليهم ، ولو أنك سألت أحدهم لماذا كل هذا التخبط ؟. لقال لك إن معي شيطاناً مارداً يجعلني أتصرف مثل هذا التصرف وقت الرقية .



ولو سألته هل كنت مستعداً لهذا التخبط من قبل البدء بالرقية؟ ، لقال لك نعم، فأنا أصرع وأتخبط عند كل قراءة وعليه أكون مستعدا بلبس رخيص الثياب ولا أحمل أوراقاً أو نقوداً في جيبي ولا ألبس ساعة في يدي خشية الضياع أو الكسر وقت التخبط.



فنقول مثل هذا المريض عنده الاستعداد النفسي لتمكين الجني من الحضور على جسده والتخبط به كيفما شاء ، فينبغي على الراقي أن يرشد أمثال هذا المريض وأن يبين له أنه بإمكانه أن يمنع شيطانه من الحضور الكلي والتخبط وقت الرقية بإذن الله تعالى ، وأن الشيطان كيده ضعيف ، وأن حضور الجني وتخبطه ليس من مصلحته ، لأن المصاب إذا أطلق العنان لشيطانه وأعطاه من القدر والمكانة والتعظيم مالا يستحقه ، فإنه يتعاظم ويصل إلى ما لم يكن ليستطيع أن يصل إليه ، وإن هذا التخبط ما هو إلا بسبب الضعف والاستسلام لإيحاء الشيطان الذي يجعل عند المصاب الاستعداد النفسي للتخبط وقت الرقية ، وقد شاهدت بعض المرضى من يفرغ جيوبه من الأوراق والمفاتيح وينزع ساعته من يده وكأنه مقبل على حلبة مصارعة ، وهذا أيضا حاصل عند بعض النساء مع الأسف ، ومن الملاحظ أنه يتخبط البعض منهم وهو سليم معافى من التلبس ولكن من أجل أن يلفت نظر الراقي حتى يركز عليه في الرقية ، فينبغي على الراقي أن يقوي إيمانيات المرضى ويبين لهم أنه ليس للشيطان عليهم من سبيل إلا بما أذن الله به .



وبهذ الأسلوب وغيره يمكن أن نرفع من معنويات المريض فيتغلب على الشيطان خارج الرقية ، وهذا لا يعني أن الشيطان لن يستطيع التخبط بالمصاب وقت الرقية على أي حال ، ولكن سوف يكون المريض أكثر انضباطا وتحكما بنفسه . ولقد ذكر لي كثيرٌ من الذين يتخبطون وقت الرقية أن بإمكانهم أن يمنعوا الشيطان من الحضور في أغلب الأحيان والبعض يقول يمكن منعه ما لم يُستَفز من الراقي ، والبعض يقول يمكن السيطرة عليه ومنعه من الحضور بالمجاهدة والتحمل والصبر ، والبعض يقول لا أستطيع منعه من الحضور والأمر خارج عن إرادتي وإني أشعر كأني في ظلام دامس فلا أرى ولا أسمع ، وآخر يقول أسمع وأرى وأشعر بكل شيء غير أني مسلوب الإرادة، وآخر يقول لا أعلم شيئاً وقت التخبط غير أني أصحو وكأني مستيقظ من النوم ، والكل منهم صادق في قوله والله أعلم .



كيفية الرقيــة
ضع يدك على رأس المريض ، واقرأ آيات الرقية بترتيل وحضور قلب ، بصوت مسموع أو بصوت غير مسموع ، والجهر بالرقية أفضل من قراءتها بالسر وذلك أن المريض يطمئن وهو يسمع آيات الله تتلى عليه ولا يشك بأنك تتمتم بأدعية شركية ، وأيضاً يتعلم المريض كيف يرقي نفسه .

النية في الرقية
إن حضور القلب وحسن القصد وصلاح النية من أهم الأمور في الرقية ، يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّمَا لِكُلّ امرىءٍ مَا نَوَى" ، وقيل النية هى القصد والعزم على فعل الشىء، ومحلها القلب، لا تعلق لها باللسان أصلاً ، فهي الإرادة السابقة للعمل اللاحق ، والرقية تكون بنية أن يمن الله سبحانه وتعالى على المريض بالراحة والطمأنينة والشفاء ، وتندرج تحت هذه النية :



الرقية بنية التحصين .

الرقية بنية إبطال السحر .

الرقية بنية حرق وتعذيب الشيطان .

الرقية بنية جذب وإحضار الشيطان .

الرقية بنية طرد وإبعاد الشيطان .

الرقية بنية صرف العين .

وينبغي على المعالج أن لا يقرأ بنية الجذب والإحضار إلا في حالة الكشف عن وجود المس أو لمخاطبة الشيطان عند الحاجة لذلك ، أو لجذب الجن الخارجي ، أو لجذب الشيطان في جسد المريض ثم صرفه بالكامل في بعض الحالات ، والسبب في المنع من القراءة بنية الجذب والإحضار حتى لا يتعب المريض بعد الرقية وذلك لظهور التلبس على طبعة وتصرفاته ولكن يمكن القراءة بنية الجذب والإحضار في بداية الرقية وفي آخر القراءة يقرأ الراقي بنية الطرد والإبعاد والتحصين ولا يترك المريض حتى يتأكد من انصراف الجني بالكامل .

القراءة بنية التعذيب والحرق تنفع كثيراً في القراءات الفردية المطولة ، ولكن ليس على كل مصاب ، فينبغي أن لا يقرأ على المريض بهذه النية إذا لم تتوفر فيه الاعتبارات التالية:

- أخذ المعطيات عن الحالة ومدى تفلت الشيطان على المصاب ومعرفة سبب الاقتران .

- ينبغي أن تكون مدة القراءة طويلة " ثلاث ساعات أو نحوها" .

- مواصلة المريض على الرقية ( معدل ثلاث جلسات في الأسبوع ).

- تحمل المريض التعب وقت الرقية وبعدها .

- لا يكون المريض كبير السن .

- لا تكون المريضة امرأة حامل .

- لا يكون التلبس قديم جداً أو كان بسبب السحر أو العين. حيث أن إبطال السحر وصرف العين مقدم على حرق الجني .

- لا تُسبب استثارة الجني مفسدة راجحة تضر بالمريض في بدنه أو سمعته وقت الرقية أو بعدها ، أو تؤدي إلى نفور المريض من الرقية .

وأنت تقرأ على المصاب تحصل حالة من ثلاث حالات :

الحالة الأولى :
يشعر المريض بأعراض منها :

1. تثاؤب شديد وبكثرة .

2. خفقان في القلب .

3. قعقعة في البطن .

4. صفير في الأذن .

5. غثيان ، أو تقيؤ.

6. يتصبب جسده عرقا .

7. يشعر بنعاس أو ينام .

8. ضيق شديد في الصدر.

9. شهيق وزفير عالٍ جدا .

10. تتصلب أطرافه أو بعضها .

11. يشعر ببرودة في الأطراف .

12. صداع أو دوران في الرأس.

13. يتخدر جسمه أو أحد أعضاءه .

14. يحصل للمصاب اغمائة خفيفة .

15. يشعر بمثل الكرة الصغيرة عند البلعوم .

16. يبكي المريض وقت القراءة دون سبب .

17. الشعور بالغضب وانتفاخ الأوداج .

18. يشعر بحرارة شديدة تخرج من يد الراقي .

19. يشعر بمثل الفأرة أو العصفور يتحرك داخل جسده .

20. تنميل أو دبيب مثل دبيب النمل .

وإني لتَعْرُوني لذِكراكِ روعة
لها بين جِلْدِي والعظام دبيبُ




وربما يحضر الشيطان على المصروع حضوراً جزئيا بحيث يضعف إدراكه وسمعه حتى لا يتأثر من الرقية ومن ثم لا يفتضح أمره ، ويمكن معرفة هذا الحضور بالسكون والهدوء الزائد على المريض وطأطأة رأسه في الغالب ، فينبغي على المعالج أن يكون قوي الملاحظة وأن يتأكد من أن المريض في كامل وعيه وهذا أمر سهل بالنسبة للرجال وذلك بالنظر في عيني المريض.

ومن المحتمل أن تجد المريض يضحك دون سبب وإذا ما سألته لماذا تضحك ؟ يقول لك، تذكرت نكتة أو بعض المواقف المضحكة وقت الرقية ؛ أو يقول إني أضحك رغم أنفي وهذا أغلبه بسبب الشياطين .

يشعر المريض ببعض هذه الأعراض وهو مازال في وعيه ، في هذه الحالة تطلب من المريض أن يقراء سورة البقرة كل يوم مرة أو يستمع لها إذا كان لا يجيد القراءة، ويشرب من ماء الرقية ويدهن بالزيت وبعد أسبوع يرجع للقراءة عليه مرة أخرى.



بعد القراءة واستخدام الزيت لمدة شهر أو نحوه يحصل للمصاب ما يلي :

لا يتغير المرض : إذا كانت الحالة سليمة طبيا ، فلا بأس أن يواصل القراءة حتى يأذن الله له بالشفاء ، أما إن كانت حالة المريض لم تعرض على الأطباء ، فينبغي أن يعرض المريض نفسه على الطبيب المختص ، جاء عند أبي داودْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ فَسَلَّمْتُ ثُمَّ قَعَدْتُ فَجَاءَ الأَعْرَابُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَدَاوَى فَقَالَ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ.



يخف المرض : عندما يخف المرض في بداية العلاج غالبا ما يكون سبب المرض العين، لان حُـالة العين تستجيب للعلاج في الغالب بسرعة ( ما لم تكن العين سمية مصحوبة بجن ). أو يكون سبب البلاء مرض عارض رفعه الله ببركة القرآن ، والاحتمال الأخير هو وجود اقتران قد كبته الله أو صرفه الله بقوته وجبروته .



يزود المرض : زيادة المرض تصاحبها زيادة في الأعراض وقت القراءة في الغالب ، وزيادة في أعراض الاقتران ، وفي هذه الزيادة دليل على اقتران الشيطان ، لأن الشيطان الصارع لا يريد المصاب أن يرجع للقراءة مرة أخرى وتكون هذه الزيادة بسبب تحرك السحر .



يتنقل المرض : بمعنى أن المصاب يشتكي من صداعً في رأسه ،أو نسياناً ، أو تخيلاً ، ثم يتنقل المرض بعد عدة أيام أو عدة أسابيع إلى ألم في أسفل ظهره ومن ثم إلى بطنه ومن ثم ضيق شديد في صدره ... أو أنه كان يكره أحدا من الناس وبعد ذلك يكره عمله أو أصدقاءه ، وغالبا ما يكون تنقل المرض بسبب السحر. وتتأكد من ذلك عند قراءة آيات السحر على المريض ، فتجده أحيانا يبكي وقت القراءة دون سبب وحتى تتأكد من ذلك تكرر قراءة آيات السحر كما في رقية المسحور ، فان زاد في البكاء فهي حالة سحر والله اعلم.



الحالة الثانية :
يحضر الجني ولكن لا يتكلم وتتعرف على حضوره بالأشكال التالية :

1. انتفاخ جزء من صدر المريض جهة اليمين أو الشمال .

2. وضع أصبع إبهام الرجل على الذي يليه .

3. استقامة القدم حتى تكون باستقامة الساق .

4. انتفاخ البطن حتى يكون مثل البالون .

5. انفتال الحنك والفم .

6. يرفع الرأس بحيث يستقيم الفم والبلعوم إلى المعدة .

7. يبتسم المريض بسخرية .

8. عندما يصرخ تجده فاغرا فاه لا يغلقه إلا قليلا .

9. بعض الجن إذا حضر وأراد أن يمشي يتعثر برجله وكأنه أعرج .

10. تحصل تشنجات في أصابع اليدين وتتشكل بشكل غريب لا يمكن للإنسان العادي أن يفعلها.

11. خوف مع شهيق وزفير عالٍ وسريع .

12. رعشة شديدة في القدم أو اليد لا تتوقف .

13. بعض الجن ينظر بعين واحدة وكأنه أعور .

14. تغميض العينين أو شخوص العينين أو إحولال العينين .

15. طرف العينين طرفا شديدا أو وضع اليدين على العينين .

16. ارتخاء الجسم أو تصلبه .

17. رعشة شديدة في الجسم أو أحد الأطراف .

18. بكاء مستمر أو صراخ شديد .

19. يغيب المصاب عن الوعي .

20. تتغير ملامح الوجه .

في هذه الحالة تخاطب الجني وتأمره بالخروج ، فان رفض الكلام تقرأ الرقية مرة أخرى وتقرأ معها آيات العذاب حتى ينصاع لك الجني .



الحالة الثالثة :
يحضر الجني ويتكلم كأن يقول : لن تستطيع علي أو لن أخرج وافعل ما تريد أو يقول ماذا تريد أو يكرر لا،لا،لا، أو يكرر خلاص ، خلاص ، خلاص ، أو نحوها من الكلمات التي تتلفظ بها الجن .

إذا حضر تخاطبه وتقول له:

ما سبب دخولك في هذا الجسد ؟

أو ماذا تريد من هذا الآدمي ؟

هل أنت مسلم أم كافر ؟



إن كان مسلما تستخدم معه أسلوب الترغيب والترهيب وتعامله حسب سبب دخوله فان كان سبب دخوله ظلم الإنسي له تعرفه أن الإنسي لم يره ومن لم يتعمد الأذى لا يستحق العقوبة.

إن كان سبب دخوله عشق الإنسي تبين له حرمة ذلك وجزاء من يفعله يوم القيامة، وتخوفه من عذاب الله وعقابه .



إن كان سبب دخوله ظلم واعتداء على الإنسي ، تبين له عاقبة الظالمين الوخيمة وما أعد الله من عقاب للظالمين يوم القيامة . يقول تعالى: ( انا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا).



فإن استجاب فالحمد لله ، ولكن حبذا لو أخذت العهد عليه قبل أن يخرج ، يردد وراءك هذا العهد أو نحوه ( أعاهدك أن أخرج من هذا الجسد ولا أعود إليه ولا إلى أحد من المسلمين وإن نكثت في عهدي فعلى لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ).



ثم تقول له : من أين ستخرج ؟ ، فان قال لك من عينه أو من بطنه فقل له لا ولكن أخرج من فمه أو من انفه أو من أصابع يديه أو أصابع رجليه . بعض الفقرات السابقة من كتاب وقاية الإنسان بتصرف



بعد أن يخرج تأكد من ذلك لأن الجن فيهم كذب فلا بد أن تقرأ عليه الرقية مرة أخرى فإن تأثر الإنسان بالقران كأن ترتعد أطرافه فأعلم أن الجني مازال في الجسد. وإن لم يتأثر فاعلم أنه قد خرج ، ولكن اطلب من المريض أن يراجعك مرة ثانية حتى تتأكد من خُروجه .



العودة الى الصفحة الرئيسية

إعـداد المعـالج

اعرف عدوك :

يقول الله تعالى في سورة الأنفال : } وَأَعِدّواْ لَهُمْ مّا اسْتَطَعْتُمْ مّن قُوّةٍ وَمِن رّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوّ اللّهِ وَعَدُوّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ { .يقول ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى :} وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ { قال سفيان الثوري قال ابن يمان هم الشياطين التي في الدور . وعن يزيد بن عبدالله بن غريب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في قول الله تعالى:} وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ { قال هم الجن أ.هـ.



فإذا أردت أن تحارب عدواً فانك لابد أن تعرف من هو وما هي قوته حتى تعد القوة اللازمة التي تواجهه بها وتتغلب عليه بإذن الله تعالى ، ومعالجة السحر وصرع الأرواح الخبيثة جهاد يحتاج إلى عدة، فانك سوف تحارب شياطين ومردة وعفاريت وسحرة جن ، تحارب كل هؤلاء وأنت لا تراهم يقول تعالى: } إِنّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنّا جَعَلْنَا الشّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ{ [الأعراف:27] .



يقول ابن تيمية مجموع الفتاوى الجزء 19: إذا كان الجن من العفاريت والمعالج ضعيف فقد تؤذيه، فينبغي لمثل هذا أن يتحرز بقراءة المعوذات والصلاة والدعاء ونحو ذلك مما يقوي الإيمان ، ويجتنب الذنوب التي بها يستطيلون عليه ، فانه مجاهد في سبيل الله ، وهذا من أعظم الجهاد ، فليحذر أن ينتصر العدو عليه بذنوبه .



ويقول : وأما من سلك في دفع عداوتهم مسلك العدل الذي أمر الله به ورسوله ، فانه لم يظلمهم بل هو مطيع لله ورسوله في نصر المظلوم وإغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب بالطريق الشرعي التي ليس فيها شرك بالخالق ، ولا ظلم للمخلوق ، ومثل هذا لا تؤذيه الجن ، إما لمعرفتهم بأنه عادل ، وإما لعجزهم عنه. ويقول في جوابه على نصرة المظلوم : يجوز ، بل يستحب ، وقد يجب، أن يذب عن المظلوم وان ينصر ولكن ينصر بالعدل كما أمر الله ورسوله بالأدعية ، والأذكار الشرعية ، ومثل أمر الجني ونهيه كما يؤمر الإنسي وينهى ، ويجوز من ذلك ما يجوز مثله في حق الإنسي مثل أن يحتاج إلى انتهار الجني وتهديده ولعنه وسبه ، وإذا بريء المصاب بالدعاء والذكر وأمر الجن ونهيهم وانتهارهم وسبهم ولعنهم ونحو ذلك من الكلام حصل المقصود ، وإن كان ذلك يتضمن مرض طائفة من الجن أو موتهم ، فهم الظالمون لأنفسهم أ.هـ.



ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين :اعلم أن الجني يتلبس الإنسي ويصرعه ويجعله يتخبط وربما قتله وربما قاده إلى ما فيه هلاكه بالقائه في حفرة أو ماء يغرقه أو نار تحرقه أو يفعل ذلك بأهله وأولاده.



وينبغي أن لا يتخوف أحد من تعلم هذا العلم والعمل به لأنه عبادة وجهاد في سبيل الله تعالى ، وأن عباد الله الحافظين لحدود الله في كنف الله وفي حفظ الله ورعايته وحمايته ، يقول الله سبحانه وتعالى :

} إِنّ الّذِينَ قَالُواْ رَبـُنَا اللّهُ ثُمّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنّةِ الّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَفِي الاَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِيَ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدّعُونَ {[فصلت 30 – 31] .



طلب العلم :

أوصي كل من يريد أن يصبح راقياً أن يطلب العلم الشرعي ويكثر من قراءة الكتب التي لها علاقة في مجال الرقية ، وأن يستفيد من تجارب الآخرين ، وينبغي عليه مصاحبة أحد المعالجين بالرقية الشرعية وملاحظة كيفية تعامله مع المرضى ومحاربة الشياطين .



يقول موفق الدين البغدادي: أوصيك أن لا تأخذ العلوم من الكتب وإن وثقت من نفسك بقوة الفهم ، وعليك بالأستاذين في كل علم تطلب اكتسابه ، ولو كان الأستاذ ناقصا فخذ عنه ما عنده حتى تجد أكمل منه، وعليك بتعظيمه وترحيبه ، وإن قدرت أن تفيده من دنياك فافعل وإلا فبلسانك وثنائك .



ويقول : ينبغى أن تكثر إيهامك لنفسك ولا تحسن الظن بها ، وتعرض خواطرك على العلماء وعلى تصانيفهم، وتثبت ولا تعجل ولا تعجب ، فمع العجب العثار ومع الاستبداد الزلل ، ومن لم يعرق جبينه عند أبواب العلماء لم يعرق في الفضيلة، ومن لم يخجلوه لم يجله الناس ، ومن لم يبكتوه لم يسود ، ومن لم يحتمل ألم التعليم لم يذق لذة العلم ، ومن لم يكدح لم يفلح أ.هـ.



الإخـلاص :

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام : } قُلْ إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ { ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" رواه الشيخان . فإن كنت يا عبد الله تريد أن تتعلم هذا العلم من أجل السمعة والرياء والمفاخرة والتباهي والمتاجرة فأنت على خطر عظيم، روى أبي داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَعْنِي رِيحَهَا . ويقول رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّار. جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه . ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري : مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ. ويقول عثمان بن عفان رضي الله عنه ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه.

ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تُعْلَمِ




فاتق الله يا عبد الله ولا تجعل همك جمع المال من المرضى والنظر لما في جيوب المسلمين وإن أجاز العلماء أخذ الأجرة على الرقية ، فإن المريض مبتلى بمرضه فلا تزده بلاء على بلاءه ، ولا تستغل ضعفه وحاجته واضطراره ، ولكن أحسن إليه وليكن أجرك على الله فإن الله لا يضيع أجر المحسنين . ولقد تابعت حال بعض المعالجين الذين ضيقوا على المرضى بأخذ أموالهم بطرق غير كريمة فلاحظت أن أموالهم ممحوقة البركة أخرج البخاري عن حَكِيم بْن حِزَامٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ قَالَ يَا حَكِيمُ إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ ، الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى قَالَ حَكِيمٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا.

بِإِشْرَافِ نَفْسٍ: بلهفة وحرص شديد على تحصيله

يرزأ : ينقص مال الغير بطلبه منه



وفي سنن ابن ماجة عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّوكَ .



أما إذا أعطيت شيئا من غير مسألة ولا إشراف نفس فلا بأس من أخذه فعَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ وَلا يَرُدَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ.رواه احمد



ولو أن الراقي أخذ ما يعطى إليه تطيباً لخاطر المريض فلا بأس بذلك ، ولكن الأولى أن لا يأخذ شيئاً حتى لا يظن به وينظر إليه نظرة مادية ، وليكن جزائه وشكره من الله تعالى ، يقول ابن القيم لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس، إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت .



يا عبدالله أخلص النية وتجرد من الدنيا وأشفق بحال إخوانك المسلمين وانظر إلى أحوالهم ولا تنظر إلى جيوبهم وكن ممن قال الله تعالى فيهم في سورة الإنسان :} وَيُطْعِمُونَ الطّعَامَ عَلَىَ حُبّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً{. روى النسائي في باب الجهاد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلا غَزَا يَلْتَمِسُ الأجرَ وَالذِّكْرَ مَالَه؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا شَيْءَ لَهُ فَأَعَادَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا شَيْءَ لَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إلا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ .

قال الامام الشافعي رضي الله عنه:

النـاس بلناس ما دامت الحياة بهم
والسعد لاشـك تارات وهبــــــــــات

وأفضـل الناس مابين الورى رجل
تقضى علي يده للناس حاجــــــــات

لا تمنعن يد المعــروف عــن احـد
مادمت مقتـدرا فالسعد تـــــــــارات

واشكر فضائل صنع الله اذا جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجــــــــات

قد مات قوم وما ماتت مكارمهــم
وعاش قوم وهم في الناس أموات




واعلم أن معرفتك للرقية وأصولها نعمة قد أنعم الله عليك بها لتنفع بها عباده ، فهي نعمة قابلة للزوال إن أنت لم تؤدِ حقها ، أخرج الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن لله أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد ، يقرها فيهم ما بذلوها ، فإذا منعوها نزعها الله منهم فحولها إلى غيرهم " . وعن ابن عباس مرفوعا " ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل حوائج الناس إليه تتبرم ، فقد عرض تلك النعمة للزوال " رواه الطبراني ، وإياك أن تجعل حوائج الناس إليك تتبرم ، وإياك أن تواعد الناس وتخلف الوعد فإن ذلك من صفات المنافقين ، روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ . يقول الشاعر :



حَسَنٌ قولُ نَعَمْ من بعد لاَ
وقَبِيحٌ قولُ لا بعــــــــد نَعَــمْ

إنَّ لا بعد نَعَــمْ فاحشَـــــةٌ
فَبِلا فابدأ إذا خِفْـــــتَ النَّـدَمْ

وإذا قلت نَعَـمْ فاصْبِرْ لهـا
بنَجَـاح الوَعْدِ إن الْخُلْفَ ذَمّْ




ويقول شاعر آخـر :

إذا قلت في شيء نعـم فأتمـه
فإن نعمْ دين على الحر واجب

وإلا فقل لا تسترحْ وتُرح بها
لِئـلا يقول الناس إنك كـــــاذب




وإياك والعجب بنفسك فما أنت بشئ إلا بما من الله به عليك . حكي أن مطرف بن عبدالله الشخير نظر إلى المهلب بن أبي الأصفر وعليه حلة يسحبها ويمشي الخيلاء ، فقال يا أبا عبدالله ما هذه المشية التي يبغضها الله ورسوله ؟ ، فقال المهلب أما تعرفني؟، فقال بل أعرفك : أولك نطفة مذره ، وآخرك جيفة قذرة ، وحشوك فيما بين ذلك وعذرة .



التحصين :

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء :} وَعَلّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ { أي لتحفظكم وتقيكم .

ينبغي على المعالج قبل أن يبدأ بالعلاج أن يتعلم كيفية التحصين الذي هو من أهم الأمور التي يجب على الراقي أن يعمل بها في مجال الرقية ، عن الْحَارِث الاشْعَرِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا وَإِنَّهُ كَادَ أَنْ يُبْطِئَ بِهَا فَقَالَ عِيسَى إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ لِتَعْمَلَ بِهَا وَتَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ وَإِمَّا أَنْ آمُرَهُمْ فَقَالَ يَحْيَى أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي بِهَا أَنْ يُخْسَفَ بِي أَوْ أُعَذَّبَ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَامْتَلأَ الْمَسْجِدُ وَتَعَدَّوْا عَلَى الشُّرَفِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ أَوَّلُهُنَّ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ فَقَالَ هَذِهِ دَارِي وَهَذَا عَمَلِي فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ فَكَانَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلا تَلْتَفِتُوا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي عِصَابَةٍ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا مِسْكٌ فَكُلُّهُمْ يَعْجَبُ أَوْ يُعْجِبُهُ رِيحُهَا وَإِنَّ رِيحَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَقَالَ أَنَا أَفْدِيهِ مِنْكُمْ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ فَفَدَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ كَذَلِكَ الْعَبْدُ لا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إلا بِذِكْرِ اللَّهِ " ( جزء من حديث صحيح رواه الترمذي ) .



فالحصن الحصين هو ذكر الله ، وينبغي على المعالج معرفة كيفية التحصين قبل الخوض في العلاج والمواجهة مع السحرة والمردة والعفاريت حتى لا يعرض نفسه وأهله وبيته ومن يعالج لتفلت وتسلط وأذى الشياطين وذلك بأن يتبع الطرق التالية أو نحوها :

يحصن المعالج نفسه :

1- المحافظة على أذكار الصباح والمساء .

2- المحافظة على صلاة الفجر جماعة . يَقُول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ( حفظ الله ورعايته) اللَّهِ فَلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ . رواه مسلم

3- الإكثار من قراءة القران .

4- يدعو الله بان يحفظه من شر كل ذي شر لا يطيق شره ، فالله خيرٌ حافظا وهو أرحم الراحمين .



وإذا لم يحصن المعالج نفسه ، يخشى عليه أن يكون عرضة لأذى المردة والعفاريت، وقد تتسلط عليه سحرة الجـن أو شياطينهم وقت الرقية وذلك بأن يحصل للقارئ بعض لأمور الغير متوقعه والتي منها :

لا تهابه الشياطين ويكون عرضة لأذاهم .

يصاب بالنعاس الشديد .

الضيق والنفور وعدم الاستطاعة على إكمال الرقية.

الشعور بالإحباط .

الوسوسة وتشتيت الذهن وعدم التركيز .



تحصين المعالج أهل بيته :

1- يعوذ الأطفال في الصباح والمساء بما كان يعوذ به المصطفى صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين. أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.

2- يعلم الكبار أذكار الصباح والمساء ويأمرهم بالمحافظة عليها .

3- يحافظ الجميع على الطاعات وترك المعاصي .



تحصين المعالج لبيته :

يخرج من بيته كل محرم من صور وتماثيل وغيرها .

قراءة سورة البقرة كل ثلاثة أيام .

الإكثار من صلاة النوافل في البيت .

الإكثار من قراءة القران في البيت .

المحافظة على أذكار الدخول والخروج من البيت .



تحصين مكان العلاج :

قبل القراءة على المصاب ينبغي تحصين المكان حتى تفر منه الشياطين الموجودة ومنع الشياطين التي في الخارج من الدخول إلى مكان العلاج وذلك بأن يقرأ المعالج ما يشاء مما يأتي بنية التحصين وطرد الجن ومنعهم من الدخول :

آية الكرسي .

أول الصافات .

المعوذتين .

تلاوة التعاويذ المذكورة في أول الرقية العامة .

رش المكان ( أركان الحجرة ) بماء قرئ عليه آية الكرسي والمعوذات .



تحصين المريض ومن معه :

من المهم جدا أن يحصن المعالج المصاب حتى لا يؤذى من قبل الشياطين وقت القراءة ، وكذلك يحصن من يتواجد مع المصاب وقت القراءة ، وذلك باستحضار نية التحصين عند بداية الرقية كما هو الحال في تحصين المكان ، والأهم من ذلك كله التحصين بعد القراءة حتى لا تتفلت الشياطين على المصاب وتنتقم منه لما أصابها من أذى وحرق وقت الرقية ، ويكون تحصن المصاب بالتحصينات النبوية وبآيات من القران والدعاء كما هو مبين في الرقية العامة الشاملة .



في حالة نسخ أي صفحة من صفحات هذا الموقع حبذا ذكر المصدر على النحو التالي

كيفية الرقيــة
ضع يدك على رأس المريض ، واقرأ آيات الرقية بترتيل وحضور قلب ، بصوت مسموع أو بصوت غير مسموع ، والجهر بالرقية أفضل من قراءتها بالسر وذلك أن المريض يطمئن وهو يسمع آيات الله تتلى عليه ولا يشك بأنك تتمتم بأدعية شركية ، وأيضاً يتعلم المريض كيف يرقي نفسه .

النية في الرقية
إن حضور القلب وحسن القصد وصلاح النية من أهم الأمور في الرقية ، يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّمَا لِكُلّ امرىءٍ مَا نَوَى" ، وقيل النية هى القصد والعزم على فعل الشىء، ومحلها القلب، لا تعلق لها باللسان أصلاً ، فهي الإرادة السابقة للعمل اللاحق ، والرقية تكون بنية أن يمن الله سبحانه وتعالى على المريض بالراحة والطمأنينة والشفاء ، وتندرج تحت هذه النية :



الرقية بنية التحصين .

الرقية بنية إبطال السحر .

الرقية بنية حرق وتعذيب الشيطان .

الرقية بنية جذب وإحضار الشيطان .

الرقية بنية طرد وإبعاد الشيطان .

الرقية بنية صرف العين .

وينبغي على المعالج أن لا يقرأ بنية الجذب والإحضار إلا في حالة الكشف عن وجود المس أو لمخاطبة الشيطان عند الحاجة لذلك ، أو لجذب الجن الخارجي ، أو لجذب الشيطان في جسد المريض ثم صرفه بالكامل في بعض الحالات ، والسبب في المنع من القراءة بنية الجذب والإحضار حتى لا يتعب المريض بعد الرقية وذلك لظهور التلبس على طبعة وتصرفاته ولكن يمكن القراءة بنية الجذب والإحضار في بداية الرقية وفي آخر القراءة يقرأ الراقي بنية الطرد والإبعاد والتحصين ولا يترك المريض حتى يتأكد من انصراف الجني بالكامل .

القراءة بنية التعذيب والحرق تنفع كثيراً في القراءات الفردية المطولة ، ولكن ليس على كل مصاب ، فينبغي أن لا يقرأ على المريض بهذه النية إذا لم تتوفر فيه الاعتبارات التالية:

- أخذ المعطيات عن الحالة ومدى تفلت الشيطان على المصاب ومعرفة سبب الاقتران .

- ينبغي أن تكون مدة القراءة طويلة " ثلاث ساعات أو نحوها" .

- مواصلة المريض على الرقية ( معدل ثلاث جلسات في الأسبوع ).

- تحمل المريض التعب وقت الرقية وبعدها .

- لا يكون المريض كبير السن .

- لا تكون المريضة امرأة حامل .

- لا يكون التلبس قديم جداً أو كان بسبب السحر أو العين. حيث أن إبطال السحر وصرف العين مقدم على حرق الجني .

- لا تُسبب استثارة الجني مفسدة راجحة تضر بالمريض في بدنه أو سمعته وقت الرقية أو بعدها ، أو تؤدي إلى نفور المريض من الرقية .

وأنت تقرأ على المصاب تحصل حالة من ثلاث حالات :

الحالة الأولى :
يشعر المريض بأعراض منها :

1. تثاؤب شديد وبكثرة .

2. خفقان في القلب .

3. قعقعة في البطن .

4. صفير في الأذن .

5. غثيان ، أو تقيؤ.

6. يتصبب جسده عرقا .

7. يشعر بنعاس أو ينام .

8. ضيق شديد في الصدر.

9. شهيق وزفير عالٍ جدا .

10. تتصلب أطرافه أو بعضها .

11. يشعر ببرودة في الأطراف .

12. صداع أو دوران في الرأس.

13. يتخدر جسمه أو أحد أعضاءه .

14. يحصل للمصاب اغمائة خفيفة .

15. يشعر بمثل الكرة الصغيرة عند البلعوم .

16. يبكي المريض وقت القراءة دون سبب .

17. الشعور بالغضب وانتفاخ الأوداج .

18. يشعر بحرارة شديدة تخرج من يد الراقي .

19. يشعر بمثل الفأرة أو العصفور يتحرك داخل جسده .

20. تنميل أو دبيب مثل دبيب النمل .

وإني لتَعْرُوني لذِكراكِ روعة
لها بين جِلْدِي والعظام دبيبُ




وربما يحضر الشيطان على المصروع حضوراً جزئيا بحيث يضعف إدراكه وسمعه حتى لا يتأثر من الرقية ومن ثم لا يفتضح أمره ، ويمكن معرفة هذا الحضور بالسكون والهدوء الزائد على المريض وطأطأة رأسه في الغالب ، فينبغي على المعالج أن يكون قوي الملاحظة وأن يتأكد من أن المريض في كامل وعيه وهذا أمر سهل بالنسبة للرجال وذلك بالنظر في عيني المريض.

ومن المحتمل أن تجد المريض يضحك دون سبب وإذا ما سألته لماذا تضحك ؟ يقول لك، تذكرت نكتة أو بعض المواقف المضحكة وقت الرقية ؛ أو يقول إني أضحك رغم أنفي وهذا أغلبه بسبب الشياطين .

يشعر المريض ببعض هذه الأعراض وهو مازال في وعيه ، في هذه الحالة تطلب من المريض أن يقراء سورة البقرة كل يوم مرة أو يستمع لها إذا كان لا يجيد القراءة، ويشرب من ماء الرقية ويدهن بالزيت وبعد أسبوع يرجع للقراءة عليه مرة أخرى.



بعد القراءة واستخدام الزيت لمدة شهر أو نحوه يحصل للمصاب ما يلي :

لا يتغير المرض : إذا كانت الحالة سليمة طبيا ، فلا بأس أن يواصل القراءة حتى يأذن الله له بالشفاء ، أما إن كانت حالة المريض لم تعرض على الأطباء ، فينبغي أن يعرض المريض نفسه على الطبيب المختص ، جاء عند أبي داودْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ فَسَلَّمْتُ ثُمَّ قَعَدْتُ فَجَاءَ الأَعْرَابُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَدَاوَى فَقَالَ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ.



يخف المرض : عندما يخف المرض في بداية العلاج غالبا ما يكون سبب المرض العين، لان حُـالة العين تستجيب للعلاج في الغالب بسرعة ( ما لم تكن العين سمية مصحوبة بجن ). أو يكون سبب البلاء مرض عارض رفعه الله ببركة القرآن ، والاحتمال الأخير هو وجود اقتران قد كبته الله أو صرفه الله بقوته وجبروته .



يزود المرض : زيادة المرض تصاحبها زيادة في الأعراض وقت القراءة في الغالب ، وزيادة في أعراض الاقتران ، وفي هذه الزيادة دليل على اقتران الشيطان ، لأن الشيطان الصارع لا يريد المصاب أن يرجع للقراءة مرة أخرى وتكون هذه الزيادة بسبب تحرك السحر .



يتنقل المرض : بمعنى أن المصاب يشتكي من صداعً في رأسه ،أو نسياناً ، أو تخيلاً ، ثم يتنقل المرض بعد عدة أيام أو عدة أسابيع إلى ألم في أسفل ظهره ومن ثم إلى بطنه ومن ثم ضيق شديد في صدره ... أو أنه كان يكره أحدا من الناس وبعد ذلك يكره عمله أو أصدقاءه ، وغالبا ما يكون تنقل المرض بسبب السحر. وتتأكد من ذلك عند قراءة آيات السحر على المريض ، فتجده أحيانا يبكي وقت القراءة دون سبب وحتى تتأكد من ذلك تكرر قراءة آيات السحر كما في رقية المسحور ، فان زاد في البكاء فهي حالة سحر والله اعلم.



الحالة الثانية :
يحضر الجني ولكن لا يتكلم وتتعرف على حضوره بالأشكال التالية :

1. انتفاخ جزء من صدر المريض جهة اليمين أو الشمال .

2. وضع أصبع إبهام الرجل على الذي يليه .

3. استقامة القدم حتى تكون باستقامة الساق .

4. انتفاخ البطن حتى يكون مثل البالون .

5. انفتال الحنك والفم .

6. يرفع الرأس بحيث يستقيم الفم والبلعوم إلى المعدة .

7. يبتسم المريض بسخرية .

8. عندما يصرخ تجده فاغرا فاه لا يغلقه إلا قليلا .

9. بعض الجن إذا حضر وأراد أن يمشي يتعثر برجله وكأنه أعرج .

10. تحصل تشنجات في أصابع اليدين وتتشكل بشكل غريب لا يمكن للإنسان العادي أن يفعلها.

11. خوف مع شهيق وزفير عالٍ وسريع .

12. رعشة شديدة في القدم أو اليد لا تتوقف .

13. بعض الجن ينظر بعين واحدة وكأنه أعور .

14. تغميض العينين أو شخوص العينين أو إحولال العينين .

15. طرف العينين طرفا شديدا أو وضع اليدين على العينين .

16. ارتخاء الجسم أو تصلبه .

17. رعشة شديدة في الجسم أو أحد الأطراف .

18. بكاء مستمر أو صراخ شديد .

19. يغيب المصاب عن الوعي .

20. تتغير ملامح الوجه .

في هذه الحالة تخاطب الجني وتأمره بالخروج ، فان رفض الكلام تقرأ الرقية مرة أخرى وتقرأ معها آيات العذاب حتى ينصاع لك الجني .



الحالة الثالثة :
يحضر الجني ويتكلم كأن يقول : لن تستطيع علي أو لن أخرج وافعل ما تريد أو يقول ماذا تريد أو يكرر لا،لا،لا، أو يكرر خلاص ، خلاص ، خلاص ، أو نحوها من الكلمات التي تتلفظ بها الجن .

إذا حضر تخاطبه وتقول له:

ما سبب دخولك في هذا الجسد ؟

أو ماذا تريد من هذا الآدمي ؟

هل أنت مسلم أم كافر ؟



إن كان مسلما تستخدم معه أسلوب الترغيب والترهيب وتعامله حسب سبب دخوله فان كان سبب دخوله ظلم الإنسي له تعرفه أن الإنسي لم يره ومن لم يتعمد الأذى لا يستحق العقوبة.

إن كان سبب دخوله عشق الإنسي تبين له حرمة ذلك وجزاء من يفعله يوم القيامة، وتخوفه من عذاب الله وعقابه .



إن كان سبب دخوله ظلم واعتداء على الإنسي ، تبين له عاقبة الظالمين الوخيمة وما أعد الله من عقاب للظالمين يوم القيامة . يقول تعالى: ( انا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا).



فإن استجاب فالحمد لله ، ولكن حبذا لو أخذت العهد عليه قبل أن يخرج ، يردد وراءك هذا العهد أو نحوه ( أعاهدك أن أخرج من هذا الجسد ولا أعود إليه ولا إلى أحد من المسلمين وإن نكثت في عهدي فعلى لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ).



ثم تقول له : من أين ستخرج ؟ ، فان قال لك من عينه أو من بطنه فقل له لا ولكن أخرج من فمه أو من انفه أو من أصابع يديه أو أصابع رجليه . بعض الفقرات السابقة من كتاب وقاية الإنسان بتصرف



بعد أن يخرج تأكد من ذلك لأن الجن فيهم كذب فلا بد أن تقرأ عليه الرقية مرة أخرى فإن تأثر الإنسان بالقران كأن ترتعد أطرافه فأعلم أن الجني مازال في الجسد. وإن لم يتأثر فاعلم أنه قد خرج ، ولكن اطلب من المريض أن يراجعك مرة ثانية حتى تتأكد من خُروجه .



بسم الله الرحمن الرحيم

الأذكار من كتاب الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية

فضل التحميد والتهليل والتسبيح *

في ذكر الله تعالى طرفي النهار *

فيما يقال عند المنام *

فيما يقوله المستيقظ من نومه ليلاً *

فيما يقوله من يفزع ويقلق في منامه *

فيما يصنع من رأى رؤيا *

في فضل العبادة بالليل *

في تتمة ما يقول إذا استيقظ *

في دخول المنزل *

في دخول المسجد والخروج منه *

في الأذان ومن يسمعه *

في استفتاح الصلاة *

في دعاء الركوع والقيام منه والسجود والجلوس بين السجدتين *

في الدعاء في الصلاة وبعد التشهد *

في الإستخارة *

في الكرب والهم والحزن *

في لقاء العدو وذي السلطان *

في الشيطان يعرض لابن آدم *

في التسليم للقضاء من غير عجز ولا تفريط *

فيما ينعم به على الإنسان *

فيما يصاب به المؤمن صغير وكبير *

في الدين *

في الرقي *

في دخول المقابر *

في الاستسقاء *

في الريح *

في الرعد *

في نزول الغيث *

في رؤية الهلال *

في الصوم والإفطار *

في السفر *

في ركوب الدابة *

في ركوب البحر *

في الدابة الصعبة *

في الدابة تنفلت *

في القرية أم البلدة إذا أراد دخولها *

في المنزل ينزله *

في الطعام والشراب *

في الضيف ونحوه *

في السلام *

في العطاس والتثاؤب *

في النكاح *

في الولادة *

في صياح الديك ، والنهيق والنباح *

في الحريق *

في المجلس *

في الغضب *

في رؤية أهل البلاء *

في دخول السوق *

في النظر في المرآة *

في الحجامة *

في الأذن إذا طنت *

في الرجل إذا خدرت *

في الدابة إذا تعست *

فيمن أهدى هدية ودعي له *

فيمن أميط عنه الأذى *

في رؤية باكورة الثمر *

في الشيء يعجبه ويخاف عليه العين *

في الفأل والطيرة *

في الحمام *



الحض على ذكر الله

اللهم صل على أشرف خلقك محمد ، ولله الحمد وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم " (الأحزاب 70-71) وقال تعالى " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح "(فاطر 10 ) وقال تعالى " فاذكروني أذكركم واشكروا لي " (البقرة 152)وقال تعالى " اذكروا الله ذكرا كثيرا " (الأحزاب 41) وقال تعالى " والذاكرين الله كثيرا والذاكرات " (الأحزاب 35) وقال تعالى " الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم " (آل عمران 190) وقال تعالى " إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا "(لأنفال 44) وقال تعالى "فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا " (البقرة 200) وقال تعالى " لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله " وقال تعالى " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة " (المنافقون 9) وقال تعالى " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين " ( الأعراف 205)



فضل التحميد والتهليل والتسبيح

في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنه ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه "

وقال " من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر "

وفيهما أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم "

وقال أبو هريرة رضي الله عنه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن أقول سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس " خرجه مسلم

وقال سمرة بن جندب رضي الله عنه :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الكلام إلى الله تعالى أربع ، لا يضرك بأيهن بدأت ، سبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله ، والله أكبر " خرجه مسلم

وخرج أيضاً " عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ، قال : يسبح مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة ، أو تحط عنه ألف خطيئة "

وفيه أيضاً " عن جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال : ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ قالت : نعم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قلت بعدك أربع كلمات ، ثلاث مرات ، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله رضى نفسه سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله مداد كلماته "

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه " أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى ، أو حصى تسبح به فقال : ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا ، أو أفضل ؟ فقال : سبحان الله عدد ما خلق في السماء ، وسبحان الله عدد ما بين ذلك ، وسبحان الله عدد ما هو خالق ، والله أكبر مثل ذلك ، والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك " خرجه أبو داود ، و الترمذي وقال حديث حسن .

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن " أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله علمني كلمات أقولهن . قال : قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الله أكبر كيراً ، والحمد لله كثيراً . وسبحان الله رب العالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم . قال : فهؤلاء لربي ، فما لي ؟ قال : قل : اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني ، وعافني ، وارزقني . فلما ولى الأعرابي قال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد ملأ يديه من الخير " خرجه مسلم

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " قال النبي صلى الله عليه وسلم : لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان وأن غراسها : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر " قال الترمذي : حديث حسن .

" وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ فقلت : بلى يا رسول الله . قال : قل لا حول ولا قوة إلا بالله ." متفق عليه .



في ذكر الله تعالى طرفي النهار

قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا "(الأحزاب:41) - الأصيل : ما بين العصر والمغرب - وقال تعالى : " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين "( الأعراف :205) . " وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار "(غافر : 55) وقال تعالى " وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب "(ق:39) " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه "(الأنعام:52) " فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا "(مريم:11) . " ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم "(الطور:49) " فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون "(الروم:17) " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات "(هود:114)

وقال أبو هريرة رضي الله عنه :" قال النبي صلى الله عليه وسلم : من قال حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده مائة مرة ، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه "خرجه مسلم

وخرج أيضاً عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " كان نبي الله صلىالله عليه وسلم إذا أمسى قال : أمسينا وأمسى الملك لله ، والحمد لله لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، رب أسألك خير ما في هذه الليلة ، وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة ، وشر ما بعدها ، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ، رب أعوذ بك من عذاب في النار ، وعذاب في القبر . وإذا أصبح قال ذلك أيضاً : أصبحنا وأصبح الملك لله "

" وقال عبد الله بن خبيب خرجنا في ليلة مطر ، وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا ، فأدركناه ، فقال : قل فلم أقل شيئاً ، ثم قال : قل فلم أقل شيئاً ، قال : قل قلت : يا رسول الله ما أقول ؟ قال : قل هو الله أحد . والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء "خرجه ابو داود،و النسائي و الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

وذكر أبو هريرة " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم أصحابه يقول : إذا أصبح أحدكم فليقل : اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسينا ، وبك نحيا ، وبك نموت ، وإليك النشور وإذا أمسى فليقل : اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير " قال الترمذي : حديث حسن صحيح.

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سيد الاستغفار : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي ، فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها حين يمسي فمات من ليلته ، دخل الجنة ، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة " خرجه البخاري .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه : " إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت ، قال : اللهم عالم الغيب والشهادة ، فاطر السموات والأرض ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ، وشر الشيطان وشركه - وفي رواية : وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم - . قله إذا أصبحت وإذا أمسيت ، وإذا أخذت مضجعك " قال الترمذي : حديث حسن صحيح .

وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد يقول في صباح كل يوم ، ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو السميع العليم ، ثلاث مرات ، لم يضره شيء " قال الترمذي : حديث حسن صحيح .

وعن ثوبان وغيره " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال حين يمسي : رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً كان حقاً على الله أن يرضيه " قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال حين يصبح أو يمسي : اللهم إني أصبحت أشهدك ، وأشهد حملة عرشك ، وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك ، أعتق الله ربعه من النار ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ، ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار ، فإن قالها أربعاً أعتقه الله من النار " قال الترمذي : حديث حسن .

وعن عبد الله بن غنام رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال حين يصبح : اللهم ما أصبح بي من نعمة (أو بأحد من خلقك ) فمنك وحدك لا شريك لك ، لك الحمد ، ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته " خرجه أبو داود

وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : " لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح : اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي ، وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ، وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي " قال وكيع : يعني الخسف .خرجه ابو داود و النسائي ، و ابن ماجه وقال الحاكم : صحيح الإسناد.

وعن طلق بن حبيب قال : " جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال : يا أبا الدرداء قد احترق بيتك . فقال ما احترق ، لم يكن الله ليفعل ذلك ، بكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي ، ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أعلم أن الله على كل شيء قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ ناصيتي ، إن ربي على صراط مستقيم ."



فيما يقال عند المنام

قال حذيفة رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال : باسمك اللهم أموت وأحيا ، وإذا استيقظ من منامه قال : الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور " متفق عليه.

وعن عائشة رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم : كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما " قل هو الله أحد " و" قل أعوذ برب الفلق " و" قل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ،يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات "متفق عليه .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه " أنه أتاه آت يحثو من الصدقة - وكان قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم عليها - ليلة بعد ليلة ، فلما كان في الليلة الثالثة قال : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال إذا أويت إلى فراشك ، فاقرأ آية الكرسي : " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " حتى تختمها لأنه لا يزال عليك من الله حق ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال : صدقك وهو كذوب ( ذاك شيطان ) "خرجه البخاري

و"عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في كل ليلة كفتاه " متفق عليه .

وقال علي رضي الله عنه ما كنت أرى أحداً يعقل ينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاث من آخر سورة البقرة .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه ، فلينفضه بصنفة إزاره . ثلاث مرات ، فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده ، وإذا اضطجع فليقل : باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ، فإن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين . " متفق عليه . في لفظ : " إذا استيقظ أحدكم فليقل : الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي ، وأذن لي بذكره "

وعن علي رضي الله عنه " أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً فلم تجده ووجدت عائشة فأخبرتها ، قال علي : فجاءنا النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أخذنا مضاجعنا فقال : ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ، إذا أويتما إلى فراشكما ، فسبحا ثلاثاً وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين ، وكبرا أربعاً وثلاثين ، فإنه خير لكما من خادم.

قال علي : ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قيل له : ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين " متفق عليه .

وقد بلغنا أنه من حافظ على هؤلاء الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل ونحوه .

وعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات " - خرجه أبو داود وقال الترمذي حديث حسن صحيح .

ورواه من طريق حذيفة رضي الله عنه .

وعن أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ، وكفانا ، وآوانا ،فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي " خرجه مسلم

" وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه أن يقول : اللهم أنت خلقت نفسي ، وأنت تتوفاها ، لك مماتها ومحياها ، إن أحييتها فاحفظها ، وإن أمتها فاغفر لها ، اللهم إني أسألك العافية . قال ابن عمر سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم" خرجه مسلم

وعن أبي سعيد الخدري قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال حين يأوي إلى فراشه : أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلاهو الحي القيوم وأتوب إليه .ثلاث مرات ، غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ، وإن كانت عدد رمل عالج ، وإن كانت عدد أيام الدنيا "

قال الترمذي : حديث حسن غريب .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أوى إلى فراشه : اللهم رب السموات ،ورب الأرض ، ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ، فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عنا الدين ، وأغننا من الفقر ". خرجه مسلم .

" وقال البراء بن عازب رضي الله عنه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضجع على شقك الأيمن ، وقل : اللهم أسلمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت ، فإن مت من ليلتك مت على الفطرة ، واجعلهن آخر ما تقول " متفق عليه .



فيما يقوله المستيقظ من نومه ليلاً

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من تعار من الليل فقال :لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله ، وسبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم قال : اللهم اغفر لي ، أو دعا ، أستجيب له ، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته " خرجه البخاري

و"عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أوى إلىفراشه طاهراً ، وذكر الله تعالى حتى يدركه النعاس ، لم ينقلب ساعة من الليل يسأل الله شيئاً من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه " خرجه الترمذي وقال : حديث حسن غريب .

و"عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال : لا إله إلا أنت ، سبحانك اللهم ، أستغفرك لذنبي ، وأسألك رحمتك ، اللهم زدني علما ً ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة أنك أنت الوهاب " خرجه أبو داود

و"عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا استيقظ أحدكم فليقل : الحمد لله الذي رد علي روحي ، وعافاني في جسدي "

ويذكر "عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أمرنا أن نستغفر بالليل سبعين استغفاره "

فيما يقوله من يفزع ويقلق في منامه

عن بريدة قال :" شكا خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أويت إلى فراشك فقل : اللهم رب السموات السبع وما أظلت ، ورب الأرضين السبع وما أقلت ، ورب الشياطين وما أضلت ، كن لي جاراً من شر خلقك كلهم جميعاً ، أن يفرط أحد منهم علي ، وأن يبغي علي ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، ولا غله غيرك ، ولا إله إلا أنت " خرجه الترمذي .

" وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات : أعوذ بكلمات الله التامة ، من غضبه وشر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون . وكان عبد الله بن عمر ويعلمهن من عقل من نبيه ، ومن لم يعقل فأعقله عليه " خرجه أبو داود و الترمذي وقال : حديث حسن .

فيما يصنع من رأى رؤيا

"قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : سمعت أبا قتادة بن ربعي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الرؤيا من الله والحلم من الشيطان ، فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ ، وليتعوذ بالله من شرها ، فإنها لن تضره إن شاء الله قال أبو سلمة : إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل ، فلما سمعت بهذا الحديث ، فما كنت أباليها ، وفي رواية : قال : إن كنت أرى الرؤيا تهمني ، حتى سمعت أبا قتادة يقول : وأنا كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الرؤيا الصالحة من الله ، فإذا رأى أحدكم ما يحب ، فلا يحدث به إلا من يحب ، وإن رأى ما يكره ، فلا يحدث به ، ولينفث عن يساره (ثلاثاً) ، وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم من شر ما رأى فإنها لن تضره " متفق عليه .

وخرج مسلم عن جابر رضي الله عنه . " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً ، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ."

51-ويذكر" عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قص عليه رؤيا فقال : خيراً رأيت ، وخيراً يكون . وفي رواية ، خير تلقاه وشر توقاه ، وخير لنا وشر على أعدائنا ، والحمد لله رب العالمين . "

في فضل العبادة بالليل

قال الله تعالى : " يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا " إلى قوله : "ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا " (المزمل :1-5) وقال تعالى : " ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " (الإسراء :79) ، " ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا " (الدهر : 26 )

وفي (الصحيحين ) عن أبي هريرة رضي الله عنه " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجب له ، ومن يسألني فأعطيه ، ومن يستغفرني فأغفر له "

وعن عمرو بن عبسة أنه" سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر ،فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ". قال الترمذي :حديث حسن وصحيح .

" وقال جابر : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله عز وجل خيراً من أمور الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة " خرجه مسلم وقال الله تعالى :" والمستغفرين بالأسحار " (آل عمران 17 )

ويذكر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أمرنا أن نستغفر بالليل سبعين استغفارة .

في تتمة ما يقول إذا استيقظ

عن أبي هريرة رضي الله عنه " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا استيقظ أحدكم فليقل : الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي ، وأذن لي بذكره " . حديث صحيح

وعنه أيضاً " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .ما من رجل ينتبه من نومه فيقول :الحمد لله خلق النوم واليقظة .الحمد لله الذي بعثني سالماً سوياً ، أشهد أن الله يحي الموتى وهو على كل شيء قدير - إلا قال : صدق عبدي "

قال أنس بن مالك رضي الله عنه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال - يعني إذا خرج من بيته ـ : ( بسم الله ، توكلت على الله .لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى ، يقال له كفيت ، ووقيت ، وهديت . وتنحى عنه الشيطان فيقول لشيطان آخر : كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي ؟" خرجه أبو داود ، النسائي و الترمذي وقال حديث حسن صحيح .

وقالت أم سلمه رضي الله عنها : " ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيتي (قط ) إلا رفع طرفه إلى السماء فقال :اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل ، أو أظلم أو أظلم ، أو أجهل أو يجهل علي " خرجه الأربعة ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

في دخول المنزل

قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إذا دخل الرجل بيته ، فذكر الله تعالى عند دخوله ، وعند طعامه ، قال الشيطان : لا مبيت لكم ولاعشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال :أدركتم المبيت والعشاء " . خرجه مسلم

وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا ولج الرجل بيته فليقل : اللهم إني أسألك خير المولج ، وخير المخرج ، بسم الله ولجنا ، بسم الله خرجنا ،وعلى الله ربنا توكلنا .ثم ليسلم على أهله " . خرجه أبو داود

" وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك "قال الترمذي : حديث حسن صحيح .

في دخول المسجد والخروج منه

يذكر "عن أنس رضي الله عنه وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال :بسم الله ، اللهم صل على محمد وإذا خرج ، قال : بسم الله ، اللهم صل على محمد ."

و"عن أبي حميد ، أو أبي اسيد رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم : وليقل اللهم أفتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليقل : اللهم إني أسألك من فضلك ." حديث صحيح ، وقد خرجه مسلم بنحوه

و"عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال : ( أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ) قال : فإذا قال ذلك ، قال الشيطان : حفظ مني سائر اليوم " خرجه أبو داود .



في الأذان ومن يسمعه

قال أبو هريرة رضي الله عنه ، " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ."

وعنه أيضاً " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي التأذين ،أقبل ، فإذا ثوب بالصلاة ، أدبر ، فإذا قضي التثويب أقبل ، حتى يخطو بين المرء ونفسه ، فيقول : أذكر كذا ، أذكر كذا .لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى ." متفق عليهما

وقال أبو سعيد : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولاشيء إلا شهد له يوم القيامة " .خرجه البخاري

وقال أبو سعيد رضي الله عنه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن " متفق عليه

وخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، "أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي ، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ،فإنها منزلة في الجنة لاتنبغي إلا لعبد من عباد الله ،وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة "

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال المؤذن :الله اكبر الله اكبر ،فقال أحدكم :الله أكبر الله أكبر ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، قال :أشهد أن لا إله إلا الله ، ثم قال : أشهد أن محمداً رسول الله ، ثم قال : حي على الصلاة قال :لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : حي على الفلاح ، قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : الله أكبر الله أكبر ، قال : الله أكبر الله أكبر ، ثم قال : لا إله إلا الله قال : لا إله إلا الله من قلبه ، دخل الجنة ." خرجه مسلم

وخرج البخاري عن جابر ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدً الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة"

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، " أن رجلاً قال : يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل كما يقولون ، فإذا انتهيت فسل تعطه " خرجه أبو داود

وقال أنس رضي الله عنه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة ، قالوا : فماذا نقول يارسول الله ؟ قال : سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة " قال الترمذي : حديث حسن صحيح

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنتان لا تردان أوقلما تردان -: الدعاء عند النداء ، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا " خرجه أبو داود

" وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان المغرب : اللهم هذا إقبال ليلك ، وإدبار نهارك ، وأصوات دعاتك وحضور صلواتك ، فاغفر لي " خرجه أبو داود و الترمذي .

" وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن بلالاً أخذ في الإقامة فلما أن قال : قد قامت الصلاة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم أقامها الله وأدامها " خرجه أبو داود .

في استفتاح الصلاة

قال أبو هريرة رضي الله عنه :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ ، فقلت : يا رسول الله بأبي وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ، ما تقول ؟ قال : أقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم نقني من اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد " متفق عليه .

" وعن جبير بن مطعم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة قال : الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، و سبحان الله بكرةً وأصيلاً ، (ثلاثا)، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، من نفخه ونفثه : الشعر ، وهمزه : الموتة . " خرجه أبو داود .

وعن عائشة رضي الله عنها ، وأبي سعيد وغيرهما : " أن النبي كان إذا افتتح الصلاة قال : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، و تعالى جدك ، ولا إله غيرك " خرجه الأربعة .

وخرج مسلم عن عمر رضي الله عنه ، أنه كبر ثم استفتح به .

وقال علي رضي الله عنه " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، اللهم أنت الملك ، لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك ، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي ، فاغفر لي جميعاً ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، واهدني لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها إلا أنت ، لبيك وسعديك ، والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك "

-( إعلم أن مذهب أهل الحق من المحدثين والفقهاء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين :أن جميع الكائنات خيرها وشرها ، نفعها وضرها ، كلها من الله تعالى وبإرادته وتقديره ، فلا بد من تأويل الحديث ، فذكر العلماء فيه أجوبة أحدها ، وهو أشهرها ، قاله النضر بن شميل والأئمة بعده - أن معناه والشر لا يتقرب (به) إليك .

والثاني : لا يصعد إليك ، إنما يصعد الكلم الطيب .

والثالث : لا يضاف إليك أدباً ، فلا يقال ، يا خالق الشر ، وإن كان خالقه ، كما لا يقال : يا خالق الخنازير ، وإن كان خالقها .

والرابع : ليس شراً بالنسبة إلى حكمتك ، فإنك لا تخلق شيئاً عبثاً )

أنا بك وإليك تباركت وتعاليت ، استغفرك وأتوب إليك خرجه مسلم ويقال أن هذا كان في صلاة الليل .

ومما جاء في صلاة الليل حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل : اللهم رب جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " خرجه مسلم

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل : اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض ، ومن فيهن ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهم ( ولك الحمد ) أنت الحق ، ووعدك الحق ، وقولك الحق، ولقاؤك حق ،والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ، ومحمد حق والساعة حق ،اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي ، لا إله إلا أنت " متفق عليه .

في دعاء الركوع والقيام منه والسجود والجلوس بين السجدتين

"عن حذيفة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا ركع : سبحان ربي العظيم ثلاث مرات ، وإذا سجد قال : سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات" . خرجه الأربعة .

" وفي حديث علي رضي الله عنه ، عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا ركع يقول في ركوعه : اللهم لك ركعت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، خشع لك سمعي ، وبصري ، ومخي ، وعظمي ، وعصبي وإذا رفع رأسه من الركوع يقول : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد وإذا سجد يقول في سجوده :اللهم لك سجدت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت . سجد وجهي للذي خلقه وصوره ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين " . خرجه مسلم

وقالت عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك . اللهم اغفر لي يتأول القرآن " متفق عليه .

تريد قوله تعالى : " فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا "

وقالت عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح " خرجه مسلم

وخرج أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً ، فأما الركوع ، فعظموا فيه الرب ، وأما السجود ، فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم"

" وقال عوف بن مالك : قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة ، لا يمر بآية رحمه إلا وقف وسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ ، قال : ثم ركع بقدر قيامه ، يقول في ركوعه : سبحان ذي الجبروت والملكوت ، والكبرياء والعظمة .ثم قال في سجوده مثل ذلك ." خرجه أبو داود ، و النسائي .

وقال أبو هريرة رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ، ثم يقول وهو قائم : ربنا ولك الحمد وفي لفظ صحيح : ربنا لك الحمد ، والمتفق عليه في لفظ (الصحيحين ربنا ولك الحمد ، و:اللهم ربنا لك الحمد ."

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال : اللهم ربنا لك الحمد ، ملء السماوات وملء الأرض ، وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ." خرجه مسلم .

" وقال رفاعة بن رافع : كنا يوماً نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رفع رأسه من الركعة قال : سمع الله لمن حمده فقال رجل وراءه : ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، فلما انصرف قال : من المتكلم ؟ قال : أنا ، قال : رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يتدبرونها ، أيهم يكتبها أول ." خرجه البخاري .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء ."

وعنه :" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده : اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله ، وآخره وعلانيه وسره ."

" وقالت عائشة رضي الله عنها : فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليله من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان ، وهو يقول اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ." خرجهن مسلم

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين : اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني ، واجبرني ، وعافني ، وارزقني "

وفي حديث حذيفة رضي الله عنه ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين رب اغفر لي ." خرجهما أبوداود وغيره .

في الدعاء في الصلاة وبعد التشهد

قال أبو هريرة رضي الله عنه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر ، فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر المسيح الدجال ."

وعن عائشة رضي الله عنها " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، واعوذ بك من فتنة المحيا والممات ، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم .فقال له قائل : ما أكثر ما تستعيذ من المغرم ؟ فقال : إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ، ووعد فأخلف ."

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، " أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله علية وسلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال : قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ." متفق عليهن .

وفي حديث علي رضي الله عنه عن صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم :" اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت ." خرجه مسلم .

وفي سنن أبي داود "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل : كيف تقول في الصلاة ؟ قال : أتشهد ، وأقول : اللهم إني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار ، وأما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : حولها ندندن ."

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك شكر نعمتك ، وحسن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، ولساناً صادقاً وأسألك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم ، إنك أنت علام الغيوب ." خرجه الترمذي و النسائي .

وعن عطاء بن السائب عن أبيه قال :" صلى بنا عمار بن ياسر رضي الله عنه صلاة ، فأوجز ، فقال له بعض القوم : لقد خففت ـ أو أوجزت ـ الصلاة فقال : أما على ذلك ، لقد دعوت فيها بدعوات سمعتهنمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام تبعه رجل من القوم ، فسأله عن الدعاء فقال : اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق ، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي ، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب . وأسألك القصد في الفقر والغنى ، وأسألك نعيماً لا ينفذ ، وأسألك قرة عين لاتنقطع ، وأسألك الرضى بعد القضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، وأسألك لذة النظر إلى وجهك ، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الإيمان ، واجعلنا هداة مهتدين . " خرجه النسائي

قال ثوبان رضي الله عنه :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثاً ، وقال : اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام" . خرجه مسلم

وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه :" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد "متفق عليه .

" وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، أنه كان يقول دبر كل صلاة حين يسلم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة ، وله الفضل ، وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون" . وقال ابن الزبير رضي الله عنهما :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة ." خرجه مسلم

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، " أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا ، والنعيم المقيم ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ولهم فضل من أموال ، يحجون بها ويعتمرون ، ويجاهدون ، ويتصدقون . فقال : ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم ، وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم .قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : تسبحون ، وتحمدون ، وتكبرون ، خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين .. قال أبو صالح : يقول : سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، حتى يكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين " متفق عليه .

وعنه أيضاً ، " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين ، وقال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ." خرجه مسلم

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال : خصلتان ، أو خلتان ، لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة ، وهما يسير ، ومن يعمل بهما قليل : يسبح الله في دبر كل صلاة عشراً ، ويحمده عشراً ، ويكبره عشراً ، وذلك خمسون ومائه باللسان ، وألف وخمسمائة في الميزان . ويكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه ، ويحمد ثلاثاً وثلاثين ، ويسبح ثلاثاً وثلاثين ، فذلك مائة باللسان وألف في الميزان . قال : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده ، قالوا : يارسول الله كيف هما يسير ، ومن يعمل بهما قليل ، قال : يأتي أحدكم ـ يعني الشيطان في منامه ـ فينومه قبل أن يقول ، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجته قبل أن يقولها ." خرجه أبو داود و الترمذي و النسائي

وخرجوا " عن عقبة بن عامر قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذات دبر كل صلاة "

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : " قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الدعاء أسمع ؟ قال : جوف الليل الآخر ، ودبر كل الصلوات المكتوبات " قال الترمذي : حديث حسن

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال : يامعاذ إني والله لأحبك ، فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك " خرجه أبو داود ، و النسائي

في الإستخارة

قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر ، فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ،فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ـ وتسميه باسمه ـ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، وعاجله وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، وعاجله وآجله ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به . " خرجه البخاري بنحوه

وذكر عن أنس رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ، ثم انظر إلى الذي سبق إلى قلبك ، فإن الخير فيه وما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين وتثبت في أمره .فقد قال الله تعالى : " وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله " "آل عمران : 159 قال قتادة : ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلاهدوا لأرشد أمرهم .

في الكرب والهم والحزن

عن ابن عباس رضي الله عنهما ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم" . متفق عليه وعن أنس رضي الله عنه :" عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان إذا حزبه أمر قال : يا حي يا قيوم برحمتك استغيث ."

وعن أبي هريرة رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذ أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال : سبحان الله العظيم ، وإذا اجتهد في الدعاء قال : يا حي يا قيوم ." خرجهما الترمذي

وعن أبي بكرة رضي الله عنه ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت "

" وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب ـ أو في الكرب ـ الله ، الله ربي لا أشرك به شيئاً" . وفي رواية أنها "تقال سبع مرات " خرجهما أبو داود وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة ذي النون إذا دعا بها وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ـ لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له " خرجه الترمذي ، وفي رواية : "إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه كلمة أخي يونس عليه السلام" .

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما أصاب عبداً هم ولاحزن ، فقال : اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ـ إلا أذهب الله همه وحزنه ، وأبدله مكانه فرجاً " خرجه أحمد في مسنده و ابن حيان في صحيحه

في لقاء العدو وذي السلطان

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوماً قال : اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم" خرجه أبو داود ، و النسائي

ويذكر " عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يقول عند لقاء العدو اللهم أنت عضدي وأنت نصيري ، بك أجول ، وبك أصول ، وبك أقاتل "

و " عنه صلى الله عليه وسلم ، أنه كان في غزوة فقال : يا مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين . قال أنس : فلقد رأيت الرجال تصرع تضر بها الملائكة من بين يديها ومن خلفها "

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا خفت سلطاناً أو غيره فقل : لا إله إلا الله الحكيم الكريم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، لا إله إلا أنت ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، ولا إله غيرك "

وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : " حسبنا الله ونعم الوكيل "(آل عمران : 173) ، قالها إبراهيم حين ألقي في النار ، وقالها محمد حين قال له الناس : " إن الناس قد جمعوا لكم " (آل عمران : 173)

في الشيطان يعرض لابن آدم

قال الله تعالى : " وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون " (المؤمنون 98 ـ 99)

وفي حديث أبي سعيد وغيره " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، من همزه ونفخه ونفثه . لقول الله تعالى : "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم "(فصلت : 36)"

والأذان يطرد الشيطان :

" قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أذن بالصلاة أدبر وله ضراط ، فإذا قضي الندء أقبل ، فإذا ثوب بالصلاة أدبر ـ يعني أقيمت الصلاة ـ فإذا قضي تثويب أقبل "

وقال سهيل بن أبي صالح : أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا ، أوصاحب لنا ، فناداه مناد من حائط باسمه ، فأشرف الذي معي على الحائط ، فلم ير شيئاً ، فذكرت ذلك لأبي ، فقال : لوشعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ، ولكن إذا سمعت صوتاً فناد بالصلاة ، فإني سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدث " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الشيطان إذا نودي بالصلاة أدبر" خرجه مسيلم .

وعن زيد بن أسلم أنه ولي معادن ، فذكروا كثرة الجن بها ، فأمرهم أن يؤذنوا كل وقت ، ويكثروا من ، فلم يكونوا يرون بعد ذلك شيئاً

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، فسمعناه يقول : أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثاً ، وبسط يده كأنه يتناول شيئاً،فلما فرغ من الصلاةقلنا له : يا رسول الله ، سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك ، ورأيناك بسطت يدك ، قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك ، ثلاث مرات ، ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة ثلاث مرات ، فلم يستأخر ، ثم أردت أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة ." خرجه مسلم

" وقال عثمان بن أبي العاص قلت : يا رسول الله إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي ، وبين قراءتي يلبسها علي ؟فقال صلى الله عليه وسلم : ذاك شيطان يقال له :خنزب ، فإذا أحسته فتعوذ بالله منه ، واتفل عن يسارك ثلاثاً ، ففعلت ذلك فأذهبه الله عني ." خرجه مسلم

وقال أبو زميل : قلت لابن عباس رضي الله عنهما : ما شيء أجده في نفسي ـ يعني شيئاً من شك ـ فقال لي : إذا وجدت في نفسك شيئاً فقل : هو الأول والآخر ، والظاهر والباطن ، وهو بكل شيء عليم . خرجه أبو داود .

في التسليم للقضاء من غير عجز ولا تفريط

قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير " ( آل عمران : 156)

وقال أبو هريرة رضي الله عنه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله عز وجل ، ولا تعجز ، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان " خرجه مسلم

وعن عوف بن مالك رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال : المقضي عليه لما أدبر : حسبي الله ونعم الوكيل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يلوم على العجز ، ولكن عليك بالكيس فإذا غلبك أمر ، فقل : حسبي الله ونعم الوكيل " خرجه أبو داود

فيما ينعم به على الإنسان

قال الله تعالى في قصة الرجلين : " ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ".(الكهف : 39)

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل ومال وولد ، فقال ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله فيرى فيها آفة دون الموت "

و " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى ما ما يسره قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وإذا رأى ما يسوؤه قال : الحمد لله على كل حال . "

فيما يصاب به المؤمن صغير وكبير

قال الله تعالى : " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ". (البقرة : 156-157)

ويذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليسترجع أحدكم في كل شيء ، حتى في شسع نعله فإنها من المصائب ."

وقالت أم سلمة رضي الله عنها : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها ، إلا أجره الله في مصيبته ، وأخلف له خيراً منها قالت : فلما توفي أبو سلمة : قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخلف الله لي خيراً منه ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ." خرجه مسلم

وقالت : " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره ، فأغمضه ثم قال : إن الروح إذا قبض تبعه البصر ، فضج ناس من أهله ، فقال : لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير ، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ، ثم قال : اللهم اغفر لأبي سلمه ، وارفع درجته في المهديين ، واخلفه في عقبه في الغابرين ، واغفر لنا وله يارب العالمين ، وافسح له في قبره ونور له فيه ." خرجه مسلم .

في الدين

" عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن مكاتباً جاءه فقال : إني عجزت عن كتابة فأعني ، قال : ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لو كان عليك مثل جبل ديناً أداه الله عنك ؟ قل :اللهم اكفني بحلالك عن حرامك و اغنني بفضلك عمن سواك ." قال الترمذي :حديث حسن .

في الرقي

قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : " انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء ، لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا ، لعله أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم فقالوا : يا أيها الرهط ، إن سيدنا لدغ ، و سعينا له بكل شيء ، لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : والله إني لأرقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ : "الحمد لله رب العالمين " فكأنما نشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبه . قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال : وما يدريك أنها رقيه ؟ ثم قال قد أصبتم ، أقسموا واضربوا لي معكم سهماً فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ." متفق عليه .

وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما : أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ، ويقول : إن أباكما كان يعوذ بها اسماعيل و اسحاق " خرجه البخاري

وعن عائشة رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه ، أو كان به قرح أو جرح ، قال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه هكذا ، ووضع سفيان بن عيينة إصبعه بالأرض ، ثم رفعها وقال : بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا ."

وعنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول : اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً " متفق عليهما .

و " عن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده فبي جسده منذ أسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضع يدك على الذي يؤلم جسدك و قل : بسم الله ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد و أحاذر ." خرجه مسلم .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ، إلا عافاه الله " خرجه أبو داود و الترمذي وقال : حديث حسن .

في دخول المقابر

قال بريدة رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية ." خرجه مسلم

في الاستسقاء

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : "أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواك (وهي جمع باكية) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً ، مريئاً ، مربعاً نافعاً غير ضار ، عاجلا غير آجل فأطبقت عليهم السماء ."

وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت ، " شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر ، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ، ووعد الناس يوماً يخرجون فيه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بذا حاجب الشمس ، فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ، ثم قال : إنكم شكوتم جدب دياركم ، واستخار المطر عن إيان زمانه عنكم ، وقد أمركم الله سبحانه أن تدعوه ، ووعدكم أن يستجيب لكم ، ثم قال : الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين . لا إله إلا الله يفعل ما يريد ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ، ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث ، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين .ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض ابطيه ، ثم حول إلى الناس ظهره ، وقلب أو حول رداءة وهو رافع يديه ، ثم أقبل على الناس ، ونزل فصلى ركعتين ، فأنشأ الله عز وجل سحابة .فرعدت وبرقت ، ثم أمطرت بإذن الله تعالى ، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول ، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك حتى بجت نواجذه فقال : أشهد أن الله على كل شيء قدير ، وأني عبد الله ورسوله ." خرجهما أبو داود

في الريح

قال أبو هريرة رضي الله عنه : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الريح من روح الله تأتي بالرحمة ، وتأتي بالعذاب ، فإذا رأيتموها فلا تسبوها ، واسألوا الله خيرها ، واستعيذوا بالله من شرها ." خرجه أبو داود و ابن ماجه

وقالت عائشة رضي الله عنها : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال اللهم إني أسألك خيرها . وخير ما فيها ، وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر مافيها وشر ما أرسلت به ." خرجه مسلم

وعن عائشة رضي الله عنها ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئاً في أفق السماء ترك العمل ، وإن كان في صلاة ، ثم يقول اللهم إني أعوذ بك من شرها فإن مطر قال : اللهم صيباً هنيئاً . "خرجه أبو داود ، و النسائي ، و ابن ماجه .

في الرعد

كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال : سبحان الذي يسبح الرعد بحمده ، والملائكة من خيفته

وعن كعب أنه قال : من قال ذلك ثلاثاً ، عوفي من ذلك الرعد

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق يقول : اللهم لا تقبلنا بغضبك ، ولاتهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك ." خرجه الترمذي

في نزول الغيث

قال زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه : " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بالحديبيه في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال : هل تدرونماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال . مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب ." متفق عليه .

قال أنس رضي الله عنه : " دخل رجل المسجد يوم الجمعة ، و رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فقال : يا رسول الله هلكت الأموال ، وانقطعت السبل ، فادع الله يغيثنا ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال : اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا . قال أنس و الله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بنيان ولا دار ، فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء ، انتشرت ، ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس سبتاً ، ثن دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة و رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب ، فقال : يا رسول الله هلكت الأموال ، وانقطعت السبل ، فادع الله عنا ، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال : اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام ، والظراب ، وبطون الأودية ، ومنابت الشجر . فانقلعت ، وخرجنا نمشي في الشمس ." متفق عليه .

في رؤية الهلال

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال : الله أكبر ، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة ، والإسلام ، والتوفيق لما تحب وترضى ، ربنا وربك الله " خرجه الدارمي ، و خرجه الترمذي أخصر منه من حديث طلحة .

في الصوم والإفطار

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم " قال الترمذي : حديث حسن .

" وقال ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن للصائم عند فطره لدعوة لا ترد قال ابن أبي مليكة سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما إذا أفطر يقول : اللهم إني أسألك برحتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ." خرجه ابن ماجه

ويذكر " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أفطر قال : اللهم لك صمت ، وعلى رزقك أفطرت . "

ومن وجه آخر : اللهم لك صمنا . وعلى رزقك أفطرنا ، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم .

في السفر

يذكر " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال : ما خلف رجل عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد السفر " أخرجه الطبراني

وعن أبي هريرة رضي الله عنه . " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف : أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه "

وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله إذا استودع شيئاً حفظه " خرجه أحمد وغيره .

وقال سالم كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول للرجل إذا أراد سفراً : أدن مني أودعك كما " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيقول : أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك . ومن وجه آخر كان - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - إذا ودع رجلاً أخذ بيده ، فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكره " قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني أريد سفراً ، زودني ، فقال : زودك الله التقوى . قال : ويسر لك الخير حيثما كنت " . قال الترمذي : حديث حسن (غريب).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، " أن رجلاً قال يا رسول الله إني أريد أن أسافر ، فأوصني ، قال : عليك بتقوى الله ، والتكبير على كل شرف . فلما ولي الرجل ، قال : اللهم اطو له البعد ، وهون عليه السفر " قال الترمذي حديث حسن .

في ركوب الدابة

" قال : علي بن ربيعة : شهدت علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتى بدابة ليركبها ، فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله ، فلما استوى على ظهرها قال : الحمد لله ، ثم قال : " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون " ( الزخرف : 13) ، ثم قال : الحمد لله - ثلاث مرات _، ثم قال : الله أكبر - ثلاث مرات - ثم قال : سبحانك - اللهم إني ظلمت نفسي ، فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ثم ضحك ، فقيل : يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت ؟ قال :إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ، ثم ضحك ، فقلت : يا رسول الله من أي شيء ضحكت ، قال : إن ربك سبحانه و تعالى يعجب من عبده إذا قال : رب اغفر لي ذنوبي ، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري "

خرجه أبو داود و النسائي ، و الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح .

وخرج مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، " أن النبي كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر ثلاثاً ثم قال : " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون " ( الزخرف : 13) اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا ، واطو عنا بعده ، أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب في المال والأهل .

وإذا رجع قالهن ، وزاد فيهن . آبيون ، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون "

في وجه آخر : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا علوا الثنايا ، كبروا وإذا هبطوا سبحوا " وهو في الصحيح

في ركوب البحر

يذكر عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا أن يقولوا : " بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم " (هود :41)، " وما قدروا الله حق قدره " ( الأنعام : 91) "



في الدابة الصعبة

قال يونس بن عبيد رحمه الله : ما من رجل يكون على دابة صعبة فيقول في أذنها : " أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون " (آل عمران : 83) إلا وقفت بإذن الله تعالى . وقد فعلنا ذلك فكان كذلك بإذن الله تعالى .

في الدابة تنفلت

عن ابن مسعود رضي الله عنه ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة ، فليناد : يا عباد الله احبسوا ، فإن لله عز وجل في الأرض حاضراً سيحبسه "

في القرية أم البلدة إذا أراد دخولها

عن صهيب رضي الله عنه ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها ، إلا قال حين يراها : اللهم رب السموات السبع وما أظللن ، ورب الأرضين السبع ، وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما ذرين ، أسألك خير هذه القرية ، وخير ما فيها ، وأعوذ بك من شرها ، ,شر ما فيها " خرجه النسائي وغيره .

في المنزل ينزله

عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها ، قالت :" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من نزل منزلاً ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك " خرجه مسلم .

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال : يا أرض ، ربي وربك الله ، أعوذ بالله من شرك ، وشر ما فيك ، وسر ما خلق فيك ، وشرما يدب عليك ، أعوذ بالله من أسد وأسود ، ومن الحية والعقرب ، ومن ساكن البلد ، ومن والد وما ولد " خرجه أبو داود .



في الطعام والشراب

قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون " ( البقرة : 172)

" قال عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بني سم الله ، وكل بيمينك وكل مما يليك " متفق عليه .

وقالت عائشة رضي الله عنها . " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى في أوله ، فإن نسي أن يذكر الله تعالى في أوله ، فليقل : بسم الله ، أوله وآخره " قال الترمذي : حديث حسن صحيح .

وعن أمية بن مخشي رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يأكل ، فلم يسم الله تعالى حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة ، فلما رفعها إلى فيه ، قال : بسم الله ، أوله وآخره ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : ما زال الشيطان يأكل معه ، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه " خرجه أبو داود و النسائي .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه : " ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله ، وإلا تركه " متفق عليه .

وعن وحشي ، " أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع ، قال : فلعلكم تفترقون . قالوا : نعم ، قال صلى الله عليه وسلم : فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه " خرجه أبو داود و ابن ماجه .

وقال أنس رضي الله عنه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، ويشرب الشربة فيحمده عليها " خرجه مسلم .

وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أكل طعاماً ، فقال : الحمد لله أطعمني هذا ، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غفر له ما تقدم من ذنبه " قال الترمذي : حديث حسن .

وعن أبي سعيد رضي الله عنه ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال : الحمد لله الذي أطعمنا ، وسقانا ، وجعلنا من المسلمين " خرجه أبو داود و الترمذي .

و " عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرب إليه طعاماً يقول : بسم الله . وإذا فرغ من طعامه قال : اللهم أطعمت ، وأسقيت ، وأغنيت وأقنيت ، وهديت و أحييت ، فلك الحمد على ما أعطيت " خرجه النسائي وغيره .

وخرج البخاري عن أبي أمامة رضي الله عنه ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال : الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه ، غير مكفي ، ولا مودع ، ولا مستغنى عنه ربنا "



في الضيف ونحوه

" ذكر عبد الله بن يسر رضي الله عنه قال : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي ، قال : فقربنا إليه طعاماً ووطبة فأكل منها ، ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعيه ، ويجمع السبابة والوسطى ، ثم أتي بشراب فشربه ، ثم ناوله الذي عن يمينه . قال : فقال : أبي وأخذ بلجام دابته : ادع الله لنا ، فقال : اللهم بارك لهم فيما رزقتهم ، واغفر لهم وارحمهم " خرجه مسلم .

وعن أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة رضي الله عنه ، فجاء بخبز وزيت فأكل ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : أفكر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلت عليكم الملائكة " خرجه أبو داود وغيره .

وخرج أيضاً "عن جابر رضي الله عنه قال : صنع أبو الهيثم بن التيهان للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فلما فرغوا قال : أثيبوا أخاكم . قالوا : يا رسول الله ، وما إثابته ؟ قال : إن الرجل إذا دخل بيته ، فأكل طعامه وشرب شرابه ، فدعوا له ، فذلك إثابته "

في السلام

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه " أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف " متفق عليه .

وقال أبو هريرة رضي الله عنه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " خرجه مسلم .

وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه : ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الانصاف من نفسك ، وبذل السلام للعالم والإنفاق من الإقتار .

وقال عمران بن حصين : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم ، فرد فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فرد عليه ، فجلس ، فقال : عشرون ، ثم جاء آخر ، فقال ، ثلاثون ." قال : الترمذي حديث حسن .

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام " قال الترمذي : حديث حسن .

وخرج أبو داود عن علي رضي الله عنه ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :يجزئ عن الجماعة إذا مروا ، أن يسلم أحدهم ، ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم "

أنس رضي الله عنه :" مر النبي صلى الله عليه وسلم على صبية يلعبون ، فسلم عليهم " حديث صحيح .

وقال أبو هريرة رضي الله عنه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .اذا انتهى أحدكم إلى المجلس ، فليسلم ، فإن بدا له أن يجلس ، فليجلس ، ثم إذا قام ، فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الآخرة " قال الترمذي : حديث حسن .

في العطاس والتثاؤب

قال أبو هريرة رضي الله عنه " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يحب العطاس ، ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم ، وحمد الله ، كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول : يرحمك الله . وأما التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم ، فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان "

وقال أيضاً ،"عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ، وليقل له أخوه ، أو صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له : يرحمك الله ، فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم " خرجهما البخاري

وفي لفظ أبي داود : "الحمد لله على كل حال"

وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه ، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه " خرجه مسلم

في النكاح

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة : الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" ، وفي رواية زيادة : "أرسله بالحق بشيراً ونذيراً ، بين يدي الساعة ، من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ، ولا يضر الله شيئاً ، "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا " (النساء :1) " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " (آل عمران : 102) " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " (الأحزاب : 70-71) " خرجه الأربعة وقال الترمذي : حديث حسن .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الانسان ، إذا تزوج قال : بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير " قال الترمذي : حديث حسن صحيح

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا تزوج أحدكم امرأة ، أو اشترى خادماً فليقل : اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ـ وإذا اشترى بعيراً ، فليأخذ بذورة سنامه وليقل مثل ذلك ." خرجه أبو داود ، و ابن ماجه

وقال ابن عباس رضي الله عنهما ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ـ فقضي بينهما ولد ، لم يضره شيطان أبدا " متفق عليه

في الولادة

"يذكر أن فاطمة رضي الله عنها لما دنا ولادها ، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة ، وزينب بنت جحش ، أن يأتيا فيقرأ عندها آية الكرسي ، و " إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض " إلى آخر الآية (الأعراف : 54 ) و (يونس : 3) : ويعوذاها بالمعوذتين "

" وقال أبو رافع رضي الله عنه : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في الحسن بن علي حين ولدته فاطمة رضي الله عنها بالصلاة " قال الترمذي حديث حسن صحيح .

ويذكر عن الحسين بن علي رضي الله عنهما ، قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى ، لم تضره أم الصبيان "

وقالت عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ، ويحنكهم " خرجه أبو داود .

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده " عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه أمر بتسمية المولود يوم سابعه ، ووضع الأذى عنه ، والعق " قال الترمذي : حديث حسن .

وقد " سمى النبي صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم وإبراهيم بن أبي موسى ، وعبد الله بن أبي طلحة ، والمنذر بن أبي أسيد قريباً من ولادتهم "

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم ، وأسماء آبائكم ، فأحسنوا أسماءكم " ذكره أبو داود .

وذكر مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله ، وعبد الرحمن "

وعن أبي وهب الجشمي قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يسموا بأسماء الأنبياء ، وأحب الأسماء إلى الله تعالى ، عبد الله ، وعبد الرحمن ، وأصدقها حارث ، وهمام ، وأقبحها حرب ومرة " خرجه أبو داود و النسائي

"وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم الأسماء المكروهة إلى أسماء حسنة ، فكانت زينب تسمى : برة . فقيل تزكي نفسها ، فسماها زينب ، وكان يكره أن يقال : خرج من عند برة ، وقال لرجل : ما اسمك ؟ قال : حزن ، قال : بل أنت سهل ، وغير اسم عاصية ، فسماها جميلة ، وقال لرجل : ما اسمك ؟ قال : أصرم . قال : بل أنت زرعة ، وسمى حرباً : سلماً وسمى المضطجع : المنبعث ، وأرضاً يقال لها : عفرة ، سماها : خضرة ، وشعب الضلالة ، سماها شعب الهدى ، وبنو الزنية ، سماهم : بنو الرشدة "

في صياح الديك ، والنهيق والنباح

ذكر أبو هريرة رضي الله عنه ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا سمعتم نهاق الحمير ، فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنها رأت شيطاناً ، وإذا سمعتم صياح الديكة ، فسلوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكاً " متفق عليه .

وعن جابر رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل ، فتعوذوا بالله منهن ، فإنهن يرون ما لا ترون " خرجه أبو داود

في الحريق

يذكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم الحريق فكبروا ، فإن التكبير يطفئه "

في المجلس

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ، إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك ." قال الترمذي : حديث حسن صحيح

وفي حديث آخر : أنه إذا كان في مجلس خير ، كان كالطابع له ، وإن كان مجلس تخليط ، كان كفارة له

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار ، وكان لهم حسرة " خرجه أبو داود وغيره

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤ لاء الدعوات لأصحابه : اللهم اقسم لنا من حشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا ، وأبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولاتجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا " قال الترمذي : حديث حسن

في الغضب

قال الله تعالى : " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم " فصلت : 36

" وقال سليمان بن صرد : كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان ، وأحدهما قد احمر وجهه ، وانتفخت أوداجه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ذهب عنه ما يجد " متفق عليه

وعن عطية بن عروة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من نار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم ، فليتوضأ " ذكره أبو داود

في رؤية أهل البلاء

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من رأى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا . لم يصبه ذلك البلاء ." قال الترمذي : حديث حسن

في دخول السوق

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ، ورفع له ألف ألف درجة ." خرجه الترمذي

وعن بريدة رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى السوق قال : بسم الله ، اللهم ، إني أسألك من خير هذه السوق ، وخير ما فيها ، وأعوذ بك من شرها ، وشر مافيها ، اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يميناً فاحرة ، أو صفقة خاسرة " إسناد هذا أمثل من الأول

في النظر في المرآة

يذكر عن أنس رضي الله عنه ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر وجهه في المرآة قال : الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله ، وكرم صورة وجهي فحسنها ، وجعلني من المسلمين "

وعن علي رضي الله عنه ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر وجهه في المرآة قال : الحمد لله ، اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي "

في الحجامة

عن علي رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ آية الكرسي عند الحجامة ، كانت منفعة حجامتة "

في الأذن إذا طنت

عن أبي رافع رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى عليه وسلم إذا طنت أذن أحدكم ، فليذكرني ، وليصل علي ، وليقل : ذكر الله بخير من ذكرني " .

في الرجل إذا خدرت

عن الهيثم بن حنش قال : كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك ، فقال : يا محمد ، فكأنما نشط من عقال

وعن مجاهد قال : خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما ، فقال له ابن عباس . اذكر أحب الناس إليك ، فقال : محمد صلى الله عليه وسلم ، فذهب خدره

في الدابة إذا تعست

" عن أبي المليح ، عن رجل قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، فعثرت دابته ، فقلت : تعس الشيطان ، فقال : لا تقل : تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ، ويقول : بقوتي ، ولكن قل : باسم الله ، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب "

فيمن أهدى هدية ودعي له

" عن عائشة رضي الله عنها قالت : أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة قال : اقسميها فكانت عائشة إذا رجعت الخادم تقول : ما قالوا ؟ تقول الخادم : قالوا : بارك الله فيكم ، فتقول عائشة : وفيهم بارك الله ، نرد عليهم مثل ما قالوا ، ويبقى أجرنا لنا ." وقد بلغنا عنها في الصدقة نحو ذلك .

فيمن أميط عنه الأذى

" عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، أنه تناول من لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم أذى ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : مسح الله عنك يا أبا أيوب ما تكره .وفي وجه آخر : لايكن بك السوء يا أبا أيوب "

وعن عمر رضي الله عنه أنه أخذ من لحية رجل أو رأسه شيئاً ، فقال الرجل : صرف الله عنك السوء ، فقال عمر رضي الله عنه : صرف الله عنا السوء منذ أسلمنا ، ولكن إذا أخذ عنك شيء فقل : أخذت يداك خيراً .

في رؤية باكورة الثمر

قال أبو هريرة رضي الله عنه : " كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم بارك لنا في ثمرنا ، وبارك لنا في مدينتنا ، وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مدنا ، ثم يعطيه أصغر من يحضر من الولدان " خرجه مسلم .

في الشيء يعجبه ويخاف عليه العين

قال الله تعالى " ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله " (الكهف : 39)

" وقال النبي صلى الله عليه وسلم : العين حق ، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين " حديث صحيح

ويذكر " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه ، أو ماله ، فليبرك عليه ، فإن العين حق "

ويذكر " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من رأى منكم شيئاً فأعجبه فليقل : ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله "

ويذكر " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنه كان إذا خاف أن يصيب شيئاً بعينه قال : اللهم بارك فيه ولا تصره "

وقال أبو سعيد رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان ، وعين الانسان ، حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلتا أخذهما ، وترك ما سواهما " قال الترمذي : حديث حسن

في الفأل والطيرة

" قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا عدوى ، ولا طيرة ، وأصدقها الفأل . قالوا : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الحسنة يسمعها الرجل "

" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل "

مثل ما كان في سفر الهجرة ، فلقيهم رجل فقال : ما اسمك ؟ قال بريدة . قال : برد أمرنا

وقال : رأيت في منامي كأني في دار عقبة بن رافع ، وأتينا من رطب ابن طاب ، فأولت الرفعة لنا في الدنيا ، والعاقبة لنا في الآخرة ، وأن ديننا قد طاب .

وأما الطيرة ف " قال معاوية بن الحكم رضي الله عنه : قلت يا رسول الله ، منا رجال يتطيرون .قال : ذلك شيء تجدونه في صدوركم فلا يصدنكم هذه الأحاديث في الصحاح ."

و"عن عروة بن عامر قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطيرة فقال : أصدقها الفأل ، ولا تردوا مسلماً ، وإذا رأيتم شيئاً تكرهونه فقولوا : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ، ولا يذهب بالسيئات إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله"

في الحمام

" عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً و موقوفاً _وهو شبه _ قال : نعم البيت الحمام يدخله المسلم ، إذا دخله سأل الله الجنة ، واستعاذه من النار ."







منهج اخيار الآيـات
لعل الذي يقرأ في السطور التالية يظن أن لكل مرضٍ آية معينة وهذا التخصيص الذي لا أعنيه أبدا ، ويكفي للقارئ أن يقرأ سورة الفاتحة على أي مرض فهي رقية كما ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أو يقرأ سورة البقرة فإن أخذها بركة، أو يقرأ آية الكرسي فهي أعظم آية في القرآن ، أو يقرأ المعوذات فما استعاذ مستعيذ بمثلهما ؛ ولكنني عندما أذكر بعض الأمراض وما يقرأ عليها من آيات مع آيات الرقية فهو من قبيل التبرك فيما تتضمنه الآية من معنى يتناسب مع حال المرض.



يقول ابن القيم: هنا أمور ثلاثة موافقة الدواء للداء ، وبذل الطبيب له، وقبول طبيعة العليل ، فمتى تخلف واحد منها لم يحصل الشفاء ، وإذا اجتمع حصل الشفاء ولا بد بإذن الله سبحانه وتعالى ، ومن عرف هذا كما ينبغي تبين له أسرار الرقى ، وميز بين النافع منها وغيره ، ورقى الداء بما يناسبه من الرقى ، وتبين له أن الرقية براقيها وقبول المحل ، كما السيف بضاربه مع قبول المحل للقطع ، وهذه إشارة مطلعة على ما وراءها لمن دق نظره وحسن تأمله والله أعلم .



ويقول في موضع آخر : ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين ، منزلة [ السكينة ] ، هذه المنزلة من منازل المواهب لا من منازل المكاسب ، وقد ذكر الله سبحانه " السكينة" في كتابه في ستة مواضع .

1- } وَقَالَ لَهُمْ نِبِيّهُمْ إِنّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مّن رّبّكُمْ وَبَقِيّةٌ مّمّا تَرَكَ آلُ مُوسَىَ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّكُمْ إِن كُنْتُـم مّؤْمِنِينَ{ [البقرة: 248]

2-} ثُمّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لّمْ تَرَوْهَا وَعذّبَ الّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَآءُ الْكَافِرِينَ{ [التوبة:26]

3- } إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيّدَهُ بِجُنُودٍ لّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُواْ السّفْلَىَ وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{ [التوبة:40]

4- } هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَاناً مّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلّهِ جُنُودُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً { [الفتح:4]

5- } لّقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ السّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً { [الفتح:18]

6- } إِذْ جَعَلَ الّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيّةَ حَمِيّةَ الْجَاهِلِيّةِ فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التّقْوَىَ وَكَانُوَاْ أَحَقّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيماً { [الفتح:26]

وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الامور : قرأ آيات السكينة. وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه ، تعجز العقول عن حملها، من محاربة أرواح شيطانية ، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف قوة . قال: فلما اشتد علي الامر قلت لأقربائي ومن حولي : اقرأوا آيات السكينة ، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال ، وجلست وما بي من قلبه . وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه . فرأيت لها تأثيراً عظيما في سكونه وطمأنينته أ.هـ .



ويقول في الزاد كان شيخ الإسلام كثيراً ما يقرأ في أذن المصروع } أَفَحَسِبْتُمْ أَنّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ{ ، وكان يعالج بآية الكرسي وكان يأمر بكثرة قراءة المصروع ومن يعالجه بها.



ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في معرض حديثه عن آية الكرسي: ومع هذا فقد جرب المجربون الذين لا يحصون كثرة أن لها من التأثير في دفع الشياطين وإبطال أحوالهم ما لا ينضبط من كثرته وقوته أ.هـ.



وفي سنن الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَرُّوا بِحَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ وَلَمْ يُضَيِّفُوهُمْ فَاشْتَكَى سَيِّدُهُمْ فَأَتَوْنَا فَقَالُوا هَلْ عِنْدَكُمْ دَوَاءٌ قُلْنَا نَعَمْ وَلَكِنْ لَمْ تَقْرُونَا وَلَمْ تُضَيِّفُونَا فَلا نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلا فَجَعَلُوا عَلَى ذَلِكَ قَطِيعًا مِنَ الْغَنَمِ قَالَ فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَّا يَقْرَأُ عَلَيْهِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ.



ويقول ابن كثير في تفسيره لسورة يس : عن عكرمة قال أبو جهل لئن رأيت محمدا لأفعلن ولأفعلن فأنزلت "إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا - إلى قوله - فهم لا يبصرون" قال: وكانوا يقولون هذا محمد فيقول أين هو أين هو؟ لا يبصره ، رواه ابن جرير.أ.هـ.

وفي الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما قالت: لما نزلت سورة "تبت يدا أبي لهب" أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فِهر وهي تقول:

مذمما عصينا وأمره أبينا ودينه قلينا

والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد ومعه أبو بكر رضي الله عنه؛ فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله، لقد أقبلت وأنا أخاف أن تراك! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها لن تراني) وقرأ قرآنا فاعتصم به كما قال. وقرأ "وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا". فوقفت على أبي بكر رضي الله عنه ولم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا أبا بكر، أخبرت أن صاحبك هجاني! فقال: لا ورب هذا البيت ما هجاك. قال: فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها. وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه: لما نزلت "تبت يدا أبي لهب وتب" [المسد: 1] جاءت امرأة أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر رضي الله عنه، فقال أبو بكر: لو تنحيت عنها لئلا تسمعك ما يؤذيك، فإنها امرأة بذية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه سيحال بيني وبينها) فلم تره. فقالت لأبي بكر: يا أبا بكر، هجانا صاحبك! فقال: والله ما ينطق بالشعر ولا يقوله. فقالت: وإنك لمصدقه؛ فاندفعت راجعة. فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، أما رأتك؟ قال: (لا ما زال ملك ببني وبينها يسترني حتى ذهبت).



وقال كعب رضي الله عنه في هذه الآية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستتر من المشركين بثلاث آيات: الآية التي في الكهف "إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا"، [الكهف: 57]، والآية في النحل "أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم" [النحل: 108]، والآية التي في الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة" [الجاثية: 23] الآية. فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأهن يستتر من المشركين.



قال كعب رضي الله تعالى عنه: فحدثت بهن رجلا من أهل الشام، فأتى أرض الروم فأقام بها زمانا، ثم خرج هاربا فخرجوا في طلبه فقرأ بهن فصاروا يكونون معه على طريقه ولا يبصرونه. قال الثعلبي: وهذا الذي يروونه عن كعب حدثت به رجلا من أهل الري فأسر بالديلم، فمكث زمانا ثم خرج هاربا فخرجوا في طلبه فقرأ بهن حتى جعلت ثيابهن لتلمس ثيابه فما يبصرونه.



قلت: ويزاد إلى هذه الآية أول سورة يس إلى قوله "فهم لا يبصرون". فإن في السيرة في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومقام علي رضي الله عنه في فراشه قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ حفنة من تراب في يده، وأخذ الله عز وجل على أبصارهم عنه فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلو هذه الآيات من يس: "يس. والقرآن الحكيم. إنك لمن المرسلين. على صراط مستقيم. تنزيل العزيز الرحيم - إلى قوله - وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون" [يس: 6]. حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الآيات، ولم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب.



قلت: ولقد اتفق لي ببلادنا الأندلس بحصن منثور من أعمال قرطبة مثل هذا. وذلك أني هربت أمام العدو وانحزت إلى ناحية عنه، فلم ألبث أن خرج في طلبي فارسان وأنا في فضاء من الأرض قاعد ليس يسترني عنهما شيء، وأنا أقرأ أول سورة يس وغير ذلك من القرآن؛ فعبرا علي ثم رجعا من حيث جاءا وأحدهما يقول للآخر: هذا ديبله؛ يعنون شيطانا. وأعمى الله عز وجل أبصارهم فلم يروني، والحمد لله حمدا كثيرا على ذلك. أ.هـ.‏

ويقول الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي في تفسيره المعروف بمعالم التنزيل : قال الحسن دواء العين أن يقرأ الإنسان هذه الآية }وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمّا سَمِعُواْ الذّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجْنُونٌ{[سورة القلم].



ويقول القرطبي في تفسيره للآية رقم 81 من سورة يونس : قال ابن عباس: من أخذ مضجعه من الليل ثم تلى هذه الاَية. } مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ{ لم يضره كيد ساحر ، ولا تكتب على مسحور إلا دفع الله عنه السحر.

وعند ابن كثير في تفسير قوله تعالى: }فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ { عن ابن أبي سليم قال: بلغني أن هؤلاء الاَيات شفاء من السحر بإذن الله تعالى تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور الاَية التي من سورة يونس } فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون{ والاَية الأخرى }فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون{ إلى آخر أربع آيات, وقوله }إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى{.



واعترض عليه الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله تعالى بقوله : مثل هذا لا يعمل به برأي ليث بن أبي سليم ، ولا برأي ابن القيم ، ولا غيرهما ، وإنما يعمل بالسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجيء عنه صلى الله عليه وسلم شيء مما يقول ابن أبي سليم ، ولا ابن القيم ، وما يُـنقل عن وهب بن منبه ؛ فعلى سنة الإسرائيليين لا على هدي خير المرسلين ، ومن باب هذا التساهل دخلت البدعُ ثم الشرك الأكبر . وعلى المؤمن الناصح لنفسه أن يعضَّ بالنواجذ على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ، ويتجنب المحدثات ، وإن كانت عمن يكون ، فكل أحد يؤخذ من قوله ويرد عليه ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . ورد عليه العلامة الزاهد فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى : وبين انه لم ترد أي مخالفة شرعية فيما قاله ابن أبـي سليم ، وأن كلامه داخل تحت الأصول العامة ، فقال : " أقول : اعتراض الشيخ حامد على ما ذكره الشارح عن أبي سليم ووهب بن منبه وابن القيم ليس في محله ، بل هو غلط من الشيخ حامد ، لأن التداوي بالقرآن الكريم ، والسدر ، ونحوه من الأدوية المباحة ، ليس من باب البدع ، بل هو من باب التداوي وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم " عباد الله ! تداووا ولا تتداوا بحرام "



ويقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز-حفظه الله - في وصفه علاجا للمربوط: أن يأخذ سبع ورقات من السدر (النبق ) الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ، ويجعلها في إناء ويصب عليها من الماء ما يكفيه للغسل ، ويقرأ فيها "اية الكرسي " و"قل يا أيها الكافرون " و"قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق " و"قل أعوذ برب الناس " وآيات السحر التي في سورة الأعراف وهي قوله تعالى :

} وَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ مُوسَىَ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوَاْ آمَنّا بِرَبّ الْعَالَمِينَ * رَبّ مُوسَىَ وَهَارُونَ {[ الأعراف: 117 – 122]

والايات التي في سورة يونس وهي قوله سبحانه :} وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مّلْقُونَ * فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقّ اللّهُ الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ { [يونس :79 -81 ]

والايات التي في سورة طه وهي قوله سبحانه وتعالى :} قَالُواْ يَمُوسَىَ إِمّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمّآ أَن نّكُونَ أَوّلَ مَنْ أَلْقَىَ * قَالَ بَلْ أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيّهُمْ يُخَيّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنّهَا تَسْعَىَ * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مّوسَىَ* قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنّكَ أَنتَ الأعْلَىَ * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوَاْ إِنّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السّاحِرُ حَيْثُ أَتَىَ { [طه :65-69]



وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله ، وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء.



وفي الأثر عنْ عبدالله ابنِ مسعودٍ، قالَ: منْ قرأَ أربعَ آياتٍ منْ أولِ سورةِ البقرةِ، وآيةَ الكرسِي وآيتانِ بعدَ آيةِ الكرسِي، وثلاثاً منْ آخرِ سورةِ البقرةِ ، لم يقربْهُ وَلاَ أهـلَهُ يومئذٍ شيطانٌ ، ولا شيءٌ يكرهُهُ ولا يُقرأنَ علَى مجنونٍ إلاّ أَفَاقَ. رواه الدارمي في سننه



وفي كتاب الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي يقول: روي عن الحسن البصري رضي الله عنه أنه قال : عجبا لمكروب غفل عن خمس وقد عرف لمن قالـهن .

1) } وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ * الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{ [البقرة:155-157]

2) } فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُـمْ وَأُفَوّضُ أَمْرِيَ إِلَى اللّهِ إِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوقَاهُ اللّهُ سَيّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوَءُ الْعَذَابِ{[غافر:44ـ 46]

3) } وَذَا النّونِ إِذ ذّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنّ أَن لّن نّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىَ فِي الظّلُمَاتِ أَن لاّ إِلَـَهَ إِلاّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجّيْنَاهُ مِنَ الْغَمّ وَكَذَلِكَ نُنجِـي الْمُؤْمِنِينَ{ [الأنبياء :86 ـ 87 ]

4) } الّذِينَ قَالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوَءٌ وَاتّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم{ [آل عمران:173ـ174]

5) } وَأَيّوبَ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ أَنّي مَسّنِيَ الضّرّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مّعَهُمْ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىَ لِلْعَابِدِينَ{ [الأنبياء:83 ـ84]



يقول الحسن البصري رضي الله عنه أنه قال: من لزم قراءة هذه الآيات في الشدائد كشفها الله تعالى عنه .

يقول الشيخ بدر الدين بن عبدالله الشبلي : وفي التطبب والاستشفاء بكتاب الله عز وجل غنى تام ، ومقنع عام ، وهو النور والشفاء لما في الصدور ، والوقاء الدافع لكل محذور ، والرحمة للمؤمنين من الأحياء وأهل القبور ، وفقنا الله لإدراك معانيه، وأوقفنا عند أوامره ونواهيه ، ومن تدبر من آيات الكتاب من ذوي الالباب وقف على الدواء الشافي لكل داء مواف ، سوى الموت الذي هو غاية كل حي ، فإن الله تعالى يقول : " ما فرطنا في الكتاب من شيء " ، وخواص الايات والأذكار لا ينكرها الا من عقيدته واهية ولكن لا يعقلها الا العالمون لأنها تذكرة وتعيها أذن واعية والله الهادي للحق أ.هـ.



ويقول ابن القيم في كتابه الفوائد: دعاء عظيم قوله تعالى : } وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ{ [الإنبياء:83] ، جمع في هذا دعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر والفاقة إلى ربه ، ووجود طعم المحبة في التملق له ، والإقرار له بصفة الرحمة ، وأنه أرحم الراحمين ، والتوسل إليه بصفاته سبحانه ، وشدة حاجته هو وفقره ، ومتى وَجَدَ المُبْتَلَى هذا كُشِفَتْ عنه بلواه . وقد جُرب أنه مَن قالها سبع مرات ، ولا سيما مع هذه المعرفة .





وفي الطب النبوي يقول ابن القيم: قال المروزي : بلغ أبا عبدالله أني حممت ، فكتب لي من الحمى رقعة فيها : بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله ، وبالله ، محمد رسول الله ، } قُلْنَا يَنَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَمَا عَلَىَ إِبْرَاهِيمَ، وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الأخْسَرِينَ{[الأنبياء:69،70]، اللهم رب جبرائيل ، وميكائيل،وإسرافيل ، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك ، إله الحق امين . قال الخلال :حدثني عبدالله بن أحمد ، قال : رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض ، أو شئ نظيف ، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين : } كَأَنّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوَاْ إِلاّ سَاعَةً مّن نّهَارٍ بَلاَغٌ{ [الأحقاف]، }كَأَنّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوَاْ إِلاّ عَشِيّةً أَوْ ضُحَاهَا {[النازعات].



وقال كتاب للرعاف :كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يكتب على جبهته }وَقِيلَ يَأَرْضُ ابْلَعِي مَآءَكِ وَيَسَمَآءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَآءُ وَقُضِيَ الأمْرُ{[هود:44]. وسمعته يقول : كتبتها لغير واحد فبرأ ، فقال . ولا يجوز كتابتها بدم الراعف ، كما يفعله الجهال ، فإن الدم نجس ، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى. كتاب آخر له : }يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمّ الْكِتَابِ{ [الرعد:390].



وقال كتاب للحزاز: يكتب عليه:} فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ { بحول الله وقوته . وقال كتاب لوجع الضرس: يكتب على الخد الذي يلي الوجع : بسم الله الرحمن الرحيم : }قُلْ هُوَ الّذِيَ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ قَلِيلاً مّا تَشْكُرُونَ{، وإن شاء كتب :}وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي الْلّيْلِ وَالنّهَارِ وَهُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ{[الأنعام:13] . كتاب للخراج : يكتب عليه } وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً{ [طه:105].



وبما ذكرت كفاية لإيضاح منهج اختيار الآيات التي يتضمن معناها ما يتناسب مع حال المرض ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( كل ما كان منهيا عنه لذريعة فإنه يفعل لأجل المصلحة الراجحــة ).



وعموما أخرج مسلم في صحيحه عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ فَقَالَ اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ لا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ .



وفي ما يلي بعض الآيات التي أذكر إخواني الرقاة بها ، وهي تقرأ مع الرقية وتكتب محوا يشرب منه ويغتسل به ، وقد تطرقت لمثلها في باب السحر وفي ثنايا هذا الكتاب .















الطب النبوي




هذا الباب يحتوي على أربعة كتب قيمة مفيدة

- الطب النبوي لإبن قيم الجوزية.

- كتاب الطب من صحيح البخاري.

- شرح كتاب الطب من كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري .

- شرح كتاب المرضى من كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري .



1- الطب النبوي من كتاب زاد المعاد للإمام العلامة شمس الدين محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

وقد قسمت الكتاب الى أربعة أجزاء

*** الجزء الأول_ ***
*** الجزء الثاني_ ***
*** الجزء الثالث_ ***
*** الجزء الرابع_ ***
*** الجزء الخامس ***
*** الجزء السادس ***




2- صحيح البخاري كتاب الطب *** اضغط هنا***



3- فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب الطب وقد قسمت الكتاب الى سبعة أجزاء .



الجزء الأول
*** اضغط هنا***

o باب مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً 1

o باب هَلْ يُدَاوِي الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ أَوْ الْمَرْأَةُ الرَّجُلَ 3

o باب الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثٍ 4

o باب الدَّوَاءِ بِالْعَسَلِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ 7

o باب الدَّوَاءِ بِأَلْبَانِ الْإِبِلِ 10


الجزء الثاني
*** اضغط هنا***
- باب التَّلْبِينَةِ لِلْمَرِيضِ 5

- باب السَّعُوطِ 8

- باب السَّعُوطِ بِالْقُسْطِ الْهِنْدِيِّ وَالْبَحْرِيِّ 8

- باب الْحَجْمِ فِي السَّفَرِ وَالْإِحْرَامِ 12

- باب الْحِجَامَةِ مِنْ الدَّاءِ 12

- باب الْحِجَامَةِ عَلَى الرَّأْسِ 15

- باب الْحِجَامَةِ مِنْ الشَّقِيقَةِ وَالصُّدَاعِ 16

- باب الْحَلْقِ مِنْ الْأَذَى 18

- قوله: (باب الحلق من الأذى) أي حلق شعر الرأس وغيره. 18



الجزء الثالث
*** اضغط هنا***

- باب مَنْ اكْتَوَى أَوْ كَوَى غَيْرَهُ وَفَضْلِ مَنْ لَمْ يَكْتَوِ 1

- باب الْإِثْمِدِ وَالْكُحْلِ مِنْ الرَّمَدِ 3

- باب الْجُذَامِ 4

- باب الْمَنُّ شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ 7

- باب اللَّدُودِ 9

- باب دَوَاءِ الْمَبْطُونِ 11

- باب لا صَفَرَ وَهُوَ دَاءٌ يَأْخُذُ الْبَطْنَ 13

- باب ذَاتِ الْجَنْبِ 14

- باب حَرْقِ الْحَصِيرِ لِيُسَدَّ بِهِ الدَّمُ 15



الجزء الرابع
*** اضغط هنا***

o باب الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ 1

o باب مَنْ خَرَجَ مِنْ أَرْضٍ لا تُلايِمُهُ 3

o باب مَا يُذْكَرُ فِي الطَّاعُونِ 3

o باب أَجْرِ الصَّابِرِ فِي الطَّاعُونِ 11

o باب الرُّقَى بِالْقُرْآنِ وَالْمُعَوِّذَاتِ 12



الجزء الخامس
*** اضغط هنا***

· باب الرُّقَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ 1

· باب الشَّرْطِ فِي الرُّقْيَةِ بِقَطِيعٍ مِنْ الْغَنَمِ 2

· باب رُقْيَةِ الْعَيْنِ 3

· باب الْعَيْنُ حَقٌّ 7

· باب رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ 10

· باب رُقْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 10

· باب النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ 14

· باب مَسْحِ الرَّاقِي الْوَجَعَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى 16

· باب فِي الْمَرْأَةِ تَرْقِي الرَّجُلَ 16

· باب مَنْ لَمْ يَرْقِ 16



الجزء السادس
*** اضغط هنا***

- باب الطِّيَرَةِ

- باب الْفَأْلِ

- باب لا هَامَةَ

- باب الْكِهَانَةِ

- باب السِّحْرِ



الجزء السابع
*** اضغط هنا***

o باب الشِّرْكُ وَالسِّحْرُ مِنْ الْمُوبِقَاتِ 1

o باب هَلْ يَسْتَخْرِجُ السِّحْرَ 1

o باب السِّحْرِ 3

o باب إِنَّ مِنْ الْبَيَانِ سِحْراً 4

o باب الدَّوَاءِ بِالْعَجْوَةِ لِلسِّحْرِ 5

o باب لا هَامَةَ 6

o باب لا عَدْوَى 8

o باب شُرْبِ السُّمِّ وَالدَّوَاءِ بِهِ وَبِمَا يُخَافُ مِنْهُ وَالْخَبِيثِ 10

o باب أَلْبَانِ الاتُنِ 11

o باب إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي الانَاءِ 12




4 - فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب المرضى *** اضغط هنا ***

5- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان *** اضغط هنا ***



العودة الـى الصفحة الرئيسية

www.khayma.com/roqia



العلاج بسم النحل
Bee Venom Therapy



ســم النحل مستحضر بيولوجى معقد يؤثر على الجسم بأكمله ويزيد قدرته على المقاومة اذ يتركب من حمض اللأيدروكلوريك والفورميك والأرثوفوسفوريك والكولسين والهستامين والتبوفان وفوسفات المغنسيوم والكبريت. كما يحتوى رماده على آثار النحاس والكالسيوم وعلى نسبة كبيرة من البروتينات والزيوت الطيارة وهى التي تحدث الألم عند اللسع الذي تحدث تأثيره السام كأي مادة بروتينية تحقن في الجسم .



فسمّ نحلةِ هو تركيبُ معقّدُ من الإنزيماتِ والبروتيننانت وأحماض أمينية. وهو سائل عديم اللون ، قابل للذوبان في الماءِ. وهو في الحقيقة صنف من أصناف العقاقير ، ويَوجد أكثر من أربعة وعشرون منتج يحتوي على سّمِّ النحلةِ. وهذه المنتجاتِ على شكل مراهم وحقنِ ، ويمكن الحصول عليه من الصيدليات بوصفة طبية أو حتى بدون وصفة طبية في بعض البلدان .



وهذه المنتجات لا يمكن أن أن نقول بأنها بنفس تأثير لسعة النحلة على الرغم من انها منتجة من نفس السم لأن طريقة تحضير هذه المنتجات تفقد السم بعض مكوناته التي تَلْعبُ دوراً فعالا في التّأثيرِ الُشفائي . هذا اضافة التي طريقة التركيب والتخزين والأكسدة.



وقد ثبت بالتجارب أن معظم الذين يصابون بلدغ النحل " بسم النحل" فإنه بمنجاة من الحمى الروماتيزمية . وقد كتب ذلك العالم ليوبارسكن عام سبعة وتسعين وثمانمائة ألف في كتابه " سم النحل كعامل شفائي" أثبت فيه أن سم النحل علاجاً ناجحاً جدا للحمى الروماتيزمية .



وبدأ العلماء في عملية استخلاصه ووضعه داخل حقن خاصة يختلف تركيزها ، ويستعمل فى علاج أمراض الجلد والملاريا والتهاب العيون ومراض المفاصل والتهابات العصب الوركي والفخذ وأعصاب الوجه ، ويستعمل بحذر خاصة مع الأطفال الذين عندهم حساسية والاحتراس فى أمراض السل والسكر وتصلب الغشاء الهضمي الهلامي ، وبعض الأمراض التناسلية وامر اض القلب الوراثية.





سم النحل وأمراض السرطان :

أكتشف أخيرا في " اكتوبر 1895 م" مادة جديدة في سم النحل لها تأثر فعال لتسكين الألم وأنها أقوى من المورفين بعشرات المرات وسموها " أدولين " وأن لها خاصية خفض الحرارة تعادل خمسة أضعاف الأسبرين ويمكن استخدام هذا المادة في حالة السرطان لعلاج الألم الذي ينشأعنه ، وفي اليابان تم استخدام غذاء الملكة كمادة ضد نمو الأورام الخبيثة ، ويعزي ذلك الى دور غذاء الملكات في كونه يحطم الأحماض النووية في خلايا الورم ولكن هذا التأثير يتم ببطء .





طريق استخدام العلاج بلسع النحل



1. قبل الإستخدام يجب استشارة الطبيب والتأكد من عدم وجود حساسة ضد سم النحل .

2. يغسل المكان بالماء الدافىء والصابون ولا يسمح بإستخدام الكحول .

* من أكثر المطهراتِ المستعملةِ بشكل عام هي الكحولِ أو صبغة اليود ، وهذه يَجِبُ أَنْ لا تَستعملَ في تعقيم موضع العلاج قبل اللدغة لأن هذه المطهراتِ تُحطّمُ بشكل سريع المكونات الفعالة في سمِّ النّحلةِ، ويُمكنُ أَنْ تُغْسَلَ موضع العلاج بالصّابونِ والماءِ الدّافئِ ومن ثم تجفف بمنشفةِ.

. بعد ازالة الشوكة يدهـن المكان باى دهن عديم التأثير ويفضل الدهان بعسل النحل .

4. عند استخدام لدغ النحل يراعى ان يكون اللدغ فى الجسم فى اماكن متفرقة .



5. التدرج فى عدد اللدغات ففى اليوم الاول واحدة وفى اليوم الثانى نحلتين وهكذا حتى عشر لدغات يعقبها راحة للمريض اربعة او خمسة أيام .

العلاج بسمِّ النحلةِ َرُبَما يُسبّبُ ألماً الى دّرجة لا يمكن أن يتحملها المريضِ ، فإن استخدام الثلج على موضع الدغة قد يُقلّلَ الألم .

6. ثم تبدأ الجرعة الثانية" 140 الى 150 " لدغة .

7. ويعتمد عدد الوخزات وفترة الإستخدام على نوع العله ففي الحالات البسيطة عدد 2 الى 3 لدغات لجلستين او خمس جلسات فقط واذا كانت الحالة أصعب فتكون عدة لدغات ما بين جلستين الى ثلاث جلسات في الإسبوع لمدة شهر الى ثلاثة أشهر وهكذا .



نقلا عن كتاب التداوي بعسل النحل لمؤلفه ابراهيم بن محمد " صفحة 70 " وبعض المواقع الأجنبية من الإنترنت .



تنبيه

ِيعاني بعض الناسِ من حساسية من سم النحل . وتحصل لهم العديد من ردود الفعلِ التي يُمكنُ أَنْ تَحْدثَ من لدغة النحل أو من المنتج المستخلص من سم النحل ، لكن في العادة تكون رد فعلَ مَوضَعية مع احمرار وورم يُحيطانِ بموضعَ اللّدغةَ، والبعض يعاني من ردة فعل أقوى ويحصل ذلك عندما يزداد الورم وينتشر في كامل الطّرفِ ويُسبّبْ مشاكل بالحركةِ.



وتتضح وردود الفعلِ الحادّةِ عندما يعاني الشّخصُ من احمرار وتهيج وصعوبة في التَنَفُّسِ والذي يُمكنُ أَنْ يترتب عليه فقدانِ الوعيِ مما يستدعي إلى مساعدة طبية مستعجلة .



لأطباء الكوبيون يستخدمون لدغة النحل لعلاج التهاب المفاصل



صحيفة الجزيرة العدد:10498

الثلاثاء 5 ,ربيع الثاني 1422





هافانا د ب أ:أفادت صحيفة جرانما الحكومية الكوبية بأن الأطباء الكوبيين يستخدمون أسلوب العلاج التهاب المفاصل وتصلب الانسجة وغيرها يعتمد على لدغة النحل.


وقالت الصحيفة «إن النتائج الطيبة التي أمكن تحقيقها بواسطة لدغ النحل في علاج الامراض المختلفة تجعل هذا العلاج الطبيعي أسلوبا يستحق أن ينتشر».


وقال التقرير ان هذا الاسلوب العلاجي الذي استخدم للمرة الاولى في العصور الوسطى يمكنه أن يلين من خشونة الندبات التي تتألف من أنسجة غليظة والتي أحيانا ما تنشأ في أعقاب العمليات الجراحية. وأضاف التقرير أن سم النحل يحتوي على ما لا يقل عن 18 مادة نشطة وأن المادة الرئيسية به وهي الميليتين لها تأثير فعال في علاج الالتهابات. وقال مدير البرنامج الدكتور سيرجيو جوتيريز ان لدغة النحل تحفز الجسم على إفراز هرمون الكورتيزون بشكل طبيعي مما يحول دون ظهور الآثار الجانبية التي ينطوي عليها تعاطي الكورتيزون بشكل دوائي. وأوضح أن العلاج بلدغة النحل يتم بالامساك بالنحلة برفق بواسطة ملقط وإبقائها حية لما يتراوح بين 15 و20 دقيقة لكي تتمكن من لدغ المريض وضخ السم داخل مجرى دمه. ولا يسمح للمرضى الذين تثبت حساسيتهم ضد سم النحل بالاستفادة من هذا الاسلوب العلاجي وقاية لهم من التعرض لرد فعل حاد.


وعادة ما تكون لهذا الاسلوب العلاجي آثار جانبية محدودة إلا أن مخاطر الحساسية قائمة مما جعل الأطباء ينصحون بتوفير مجموعة مضادات لحساسية لدغ النحل في مكان العلاج. وقالت الصحيفة ان الأطباء الكوبيين يستخدمون في علاج مرضاهم العسل وعسل ملكات النحل وحبوب اللقاح. ونقل التقرير عن سانتياجو سانشيز المريض المصاب بالكساح قوله انه يأمل أن يساعده عسل النحل على السير مجددا.



وهذه مشاركة من أحد الأخوة من ليبيا

الإسم : أحمد محمد شعيب

ابلغ من العمر اثنين وثلاثين سنة

بداية المرض كانت 8/1997 م تقريبا " فى شهر ثمانية من سنة سبعة وتسعون وتسعمائة والف ".



ان ما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو ما وجدته في موقعكم حول موضوع السرطان ، كان المرض في البداية ورم بحجم حبة الحمص الصغيرة تحت الأذن اليمنى ولم تكن تؤلمني كثيرا ، ومرة سنة بالتحديد ولم اذهب للطبيب ، وعندما ذهبت أجرى على بعض الفحوصات وكان حجمها في ذلك الوقت مثل البيضة أي خلال سنة واحدة زاد حجمها كل تلك الزيادة , وأخبرني الطبيب أنها عبارة عن ورم حميد ولا خوف منه وتستطيع أن تجرى العملية في أي وقت تشاء وأعلمني عن حجمها من خلال صورة جهاز الموجات فوق الصوتية الذى حدد حجمها بدقة وقال أيضا لابد من متخصص بارع ليستأصلها حيث أن العصب الخامس الذي يحرك الشق الأيمن يمر في وسط هذه الغدة المتورمة.



فبحثت عن طبيب بارع وخلال تلك الفترة التقيت مع شخص قال لي إن لديه صديق أصيب بتضخم في الغدة التي خلف الرقبة فعالجها بلسع النحل حيث يمسك نحلة ويضعها على الورم مباشرة فتقوم هي باللسع وبعد مدة اختفى التورم ، ففكرت بما قال وحيث انه لدى خلفية لا بأس بها عن النحل اقتنعت سريعا بهذا الاقتراح ، والعلاج بلسع النحل هو تحفيز النحلة للسع مكان معين ومن ثم افراغ
سمها في هذا المكان.



وهكذا استعملت لسع النحل حتى تسعين لسعة وبعد شهرين قمت بتصوير الغدة فوجدتها فى نفس الحجم فى اخر صورة ولاحظ أخي ان هذه الغدة كانت في ازدياد وكنت أظن أنها ستتلاشى مثل ما أخبرني ذاك الشخص ألا أنها في الحقيقة ثبتت فى نفس الحجم وان الورم لم يزيد أبدا وبقى في مكانه وهذا ما عرفته في نهاية الأمر .



وعلى فكرة الأطباء لم يكونوا على علم بالسرطان، فقد كان الأطباء بعد سنة ونصف من المرض يظنون انه ورم حميد فقد ظهر على شكل تورم تحت الأذن اليمنى وكان يكبر شيئا فشيئا ، ولكن بعد العملية وعندما تم تحليل العينة اتضح أنه ورم خبيث" سرطان غدد " و مما أدهشهم هو أن المرض له ثلاث سنوات ونصف ولم ينتشر بالجسم وكان ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بسبب علاجي بلسع النحل فعندما استعملت لسع النحل توقف في مكانه وهذا الذي لم يجعل الورم ينتشر ، وعندما أجريت العملية الجراحية وتم فيها استئصال80% من الورم علمت بأنه ورم سرطاني فاجتهدت في عمل وصفة من الأعشاب وذلك قبل أن أرى موقعكم ، عملت خلطة من عسـل و حبة البركة والعكبر البروبوليس واعدت العلاج بلسع النحل ثم ذهبت إلى السعودية إلى مكة للشرب من ماء زمزم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له ، وبعد رجوعي من الأراضي المقدسة ذهبت إلى سويسرا للعلاج فتم إجراء تحليل وصور الرنين المغناطيسي اتضح أن الورم تلاشى ولا يوجد له أي اثر فخررت لله ساجدا وهذه قصتي مع المرض والان أتمتع بكامل الصحة والعافية والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





ونقلا عن موقع planetarabia.com

محمد عبد العال مريض ظل شهرا كاملا يكشف بطنه للنحل ليلسعه لسعا مؤلما ويترك مكانه ورما واحمرارا.. لكن أمله تحقق في النهاية واستقرت حالته المرضية.



قال عبد العال (29 عاما) الذي يعاني من الالتهاب الكبدي (سي) لرويترز "لسع النحل كان يتم في البطن وكان في البداية مؤلما وكانت اللسعات احيانا تترك احمرارا وورما بسيطا." لكنه أضاف أنه يشعر ان حالته افضل الان بعد العلاج الذي يستكمله بتناول غذاء ملكات النحل وحبوب اللقاح.



وعبد العال واحد من مئات من المرضى يتلقون علاجا من أمراض مختلفة في مركز بحوث النحل التابع لكلية الزراعة البيئية في العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.



ويقول باحثون بالمركز الحكومي الذي يقدم خدماته مجانا انه يمكن بلسع النحل وسمه معالجة أمراض مثل الروماتيزم والتهاب المفاصل والانزلاق الغضروفي وضمور العصب السمعي والروماتويد وعرق النساء وخشونة العظام وضيق الشرايين والصداع المزمن. أما بالنسبة للالتهاب الكبدي الوبائي فان لسع النحل لا يؤدي الى الشفاء منه وانما يساعد على استقرار الحالة.



ويضيفون انهم نجحوا في علاج نحو 100 حالة وان المرضى شفوا بنسب تصل الى 90 في المئة وكان معظمهم مصابين بخشونة والتهابات في المفاصل وبالروماتويد والتهابات في الاعصاب.



ورغم النجاح الذي يتحدثون عنه فان الباحثين يقولون ان عملهم يعتمد أساسا على الطبيب الذي يشخص المرض.



قال محمد نجيب شحاتة المسؤول عن المركز لرويترز "العلاج بلسعات وسم النحل علاج استكمالي للطبيب فيجب على المريض الذي يأتي الينا ان يكون قد تم تشخيص مرضه جيدا بواسطة اطباء متخصصين وبناء على التشخيص نقوم بعملية العلاج. نحن لا نكتب ادوية للمريض لذلك لا يتعارض عملنا مع عمل الطبيب."



وفي العلاج بلسع النحل توضع النحلة علي المكان الذي يوجد به الالم وتتم عملية اللسع بجرعات تدريجية تتراوح من مرة يوميا حتى تصل الى خمس مرات ولمدة تتراوح من اسبوع الى ثلاثة اشهر.



يقول شحاتة ان العلاج باللسع يتم وفق خريطة علاجية خاصة بجسم الانسان توضح مواضع اللسع وذلك بهدف عدم الرجوع لنفس الموضع الا بعد مرور عدة ايام لضمان راحة المريض لتجنب حدوث ورم أو التهابات.



وتقوم فكرة العلاج بسم النحل او لسعه على زيادة كفاءة الجهاز المناعي وتقويته ليصبح قادرا على مقاومة الفيروسات والحد من انتشار المرض. وقال شحاتة "ميكانيكية لسع النحل تعمل على تنشيط الغدة فوق الكلوية التي تفرز الكورتيزون الطبيعي كما يحتوي سم النحل على مادة الادولين التي تستخدم في تخفيف الالام السرطانية في بدايتها." والادولين مسكن تصل قوته الى عشرة اضعاف تأثير المورفين.



ويضم المركز الذي بدأ العمل أوائل العام الماضي اقساما اخرى لعلاج العيون والجراحة والامراض الجلدية والاطفال والجهاز الهضمي والنساء والكبد والعظام. كما يضم قسما للتجميل بعسل النحل حيث يعالج الاثار الناجمة عن المواد الكيماوية التي تستخدمها السيدات كالمساحيق التي لها تأثير مباشر وقوي وتؤدي الى سرطانات الجلد والتجاعيد المبكرة.



يقول اسماعيل سمير اسماعيل (13 عاما) انه يعاني من الروماتويد والتهاب روماتيزمي وبعد علاجه بلسعات النحل فان "الالام التي كنت أعاني منها قلت بشكل كبير."



ويؤكد أطباء وباحثون ان العلاج بلسع النحل وسم النحل او اي منتج من منتجات عسل النحل ليست له اثار جانبية كما أثبتت التجارب داخل مصر وخارجها.



ويقول الطبيب عبد الرؤوف الديب الاستاذ بكلية الطب بجامعة قناة السويس لرويترز "العلاج بلسع النحل او عسل النحل ليس له أي اضرار ومعظم التجارب العلمية على استخدامه كانت ناجحة الا انه لا يمكن تعميمها لانها لم تخضع الى منهج بحثي علمي."





وفي حالة نادرة لسيدة قادمة من الواحات‏,‏ وفي مقتبل العمر استطاعت تحقيق حلم حياتها في الحمل باستخدام سم النحل ووضعت مولودة أنثي بمستشفي هليوبوليس بمصر الجديدة‏.‏الي هنا والخبر قد يكون عاديا‏..‏ ولكن الغريب أن السيدة واسمها هناء عبدالعزيز من الواحات قد تعرضت للاجهاض‏12‏ مرة‏,‏ ولم تفلح في تحقيق الحمل الا بعد استخدام حقن سم النحل‏,‏ بالرغم من أن كل الفحوص أكدت سلامتها وعدم وجود أي موانع‏.‏ وفي رأي د‏.‏ علي فريد محمد علي أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم بطب عين شمس والذي يتابع حالتها ويتولى علاجها بسم النحل‏,‏ أن سم النحل يضاعف المناعة ويمنع مادة الأكسدة‏.‏ السيدة هناء وضعت مولودتها وكلاهما بصحة جيدة‏.‏





وفي مقالة من موقع لمؤسسة مملكة النحل

سم النحل سائل شفاف يجف بسرعة حتى في درجه حرارة الغرفة، ورائحته عطرية لاذعة، وطعمه مُرٌّ وبه أحماض عديدة منها: الفورميك، والأيدروكلوريك، والأرثوفوسفوريك، وغيرها؛ بالإضافة إلى كمية كبيرة من البروتينيات والزيوت الطيارة. وسم النحل موجود في كيس داخلها، ويزيد السم في هذا الكيس إذا زادت نسبة المواد البروتينية عن المواد الكربوهيدراتية في غذاء النحل.



كيفية تكوين سم النحل :



يتم تكوين وإفراز سم النحل فى نحلة العسل من زوج من غدد السم المتحورة عن الغدد الزائدة ويتم تخزينه فى كيس السم Poisonsac الذى يفرغ محتوياته عند اللزوم فى قاعدة آلة اللسع .



والنحل حديث الخروج من العيون السداسية به كمية صغيرة جداً من سم النحل ومع تقدم عمر الشغالة تتراكم بها كميات من السم بشكل تدريجى تصل الى 0.3 ملليجرام فى شغالة نحل العسل عمر 15 يوم .



وعندما يصل عمر النحل الحارس الى ( 18 يوم ) لا يتم إنتاج كميات إضافية من سم النحل . وبالتالى فإن وزن سم النحل داخل كيس السم لا يتغير كما أن كيس السم لا يمكن أن يمتلئ ثانية إذا تم إفراغ محتوياته طبقاً لـ ( ميولر Mueller ) سنة 1938 .



أما فى حالة الملكات فإن الملكة بمجرد خروجها من بيت الملكة فإن السم يكون قد تكون بشكل كامل لاحتياج الملكة إليه فى قتل منافساتها .



هذا وقد وجدLauter and Vrla سنة 1939 أن البيئة الغذائية السكرية الخالية من حبوب اللقاح تعتبر غير مناسبة لتكوين سم النحل .



تركيب سم النحل وخصائصه :



يشتمل تركيب سم النحل على المكونات الآتية :



1. الهستامين .



2. الدوبامين .



3. الميليتين وهو بروتين السم الأساسى .



4. الإيبامين .



5. بييتيد تحطيم الخلايا الحلمية .



6. المينيمين .



7. انزيم الفوسفوليبيز أ .



8. انزيم الهيالورونيديز .



استخدامات سُم النحل :



ويُستخدَم سم النحل في علاج خاص للحمى الروماتيزمية الحقيقية. أما في حالة الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الناتج عن أمراض الزهري والسل؛ فإن سم النحل يؤدي إلى رد فعل خطير لديهم، وكذلك يشفي من حالات التهاب الأعصاب وعرق النسا، وكذلك يفيد في بعض الأمراض الجلدية مثل الطفح الدملي ، ومرض الذئبة، وكذلك علاج الملاريا.



فك شفرات الامراض المستعصية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :

هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الكبير وأرجو تقبلها مني

وكل عام وانتم بخير وعساكم من عواده وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

عدة امراض مستعصية وقف الطب التقليدي حائرا امامها اصبح بالامكان علاجها الآن بفضل الله ثم الطب البديل بدون حاجة الى تناول عقاقير طبية.. ومنها مرض الكبد الوبائي (س) وفقر الدم المنجلي والروماتويد والروماتيزم.



ذلك ما اكده د.عبدالعظيم حسين (مصري الجنسية) لـ(عكاظ) مبينا انه يستخدم سم النحل في علاج هذه الامراض وامراض اخرى استعصت على الطب المتعارف عليه.



عن بدايته مع الطب البديل اوضح انه بعد ان تدبر الآية الكريمة {يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس} اجرى ابحاثا اتضح منها ان هناك نوعا معينا من النحل يتغذى على مكونات طبيعية معينة.. واذا تعرض الانسان الى لسعة نحل لم يتغذ على هذه المكونات يصاب باحمرار وانتفاخ وحكة مستمرة في مكان الاصابة.



كما ان سم النحل يحتوي على 18 مادة نشطة.. الرئيسية منها هي (الميلتين) التي لها تأثير فعال في علاج الالتهابات.. ولسعة النحل تحفز الجسم على افراز هرمون الكورتيزون بشكل طبيعي مما يحول دون ظهور الآثار الجانبية التي تظهر على جسم الانسان عند تعاطي الكورتيزون بشكل دوائي.



وبين د.عبدالعظيم ان العلاج بسم النحل يتم بالامساك بالنحلة برفق بواسطة ملقط وابقائها حية لمدة تتراوح ما بين 15 و20 دقيقة لكي تلسع المريض وتضخ سمها في مجرى دمه.



ولا يستخدم هذا النوع من العلاج مع المرضى الذين لديهم حساسية تجاه سم النحل حتى لا يتعرضوا لرد فعل حاد.



اما المرضى الآخرون فتظهر لديهم آثار جانبية محدودة وتحسبا لمخاطر الحساسية ينصح الاطباء بتوفير مضادات لحساسية لدغ النحل في مكان العلاج.



وحول خواص سم النحل قال انه سائل شفاف يجف بسرعة حتى في درجة حرارة الغرفة ورائحته عطرية لاذعة وطعمه مر وبه عدة احماض منها الفورميك والايدرو كلوريك والرثوفوسفوريك.



وردا على سؤال حول المرضى الذين يستجيبون للعلاج بسم النحل اوضح انه قد جرب سم النحل في علاج عدة حالات اصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (س) وكانت النتائج ايجابية مائة بالمائة.. علما بأنه حتى الآن لا يوجد أي عقار طبي يعالج هذا المرض بشكل نهائي والأدوية المتوفرة حاليا مجرد مسكنات.



وأشار إلى ان التحاليل المخبرية التي اجريت على اكثر من ألفي حالة مرضية منها حالتان من المملكة وحالة من أمريكا أثبتت ان سم النحل قضى على هذا الفيروس بمختلف أنواعه.



وفيما يتعلق بتكلفة العلاج قال ان علاج فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي يكلف المريض الواحد 110 آلاف جنيه مصري سنويا ومع ذلك لا يقضي على الفيروس تماما بينما العلاج بسم النحل او الغذاء الملكي او الشمع والعسل في متناول الجميع ويتراوح من حالة لأخرى حسب الجلسات المقررة للعلاج وتتراوح تكلفة الجلسة ما بين 50 و500 جنيه مصري.



وتطرق إلى خاصية عسل النحل في علاج بعض الحالات بيّن أن له فاعلية في معالجة هذا المرض من الحالات ومنها ثقل الصدر والسعال وخشونة الصوت حيث أثبتت التجارب أن مزج العسل بالمواد الغذائية الخالية من فيتامين (ك) يظهر فعالية مؤكدة في علاج الترف..



كما ثبت أن لعسل النحل فاعلية في علاج حالات التهاب الأعصاب والروماتيزم والتهاب المفاصل وجلي الصدر والسكري والأنيميا.



وأجاب على سؤال حول ما اذا كان قد جرب سم النحل في علاج مرض الإيدز.. قائلا.. انه لم تأت إليه بعد حالات مصابين بهذا المرض الا انه يتوقع شفاء مرض الإيدز والبهاق والأمراض الجلدية بسم النحل طالما انه أمراضهم مرتبطة بالجهاز المناعي للجسم.



وأضاف انه يكتشف يوما بعد يوم فوائد طبية جديدة لسم النحل وقد جربه لعلاج حالتي شخصين يتعاطيان الهيروين وحالة شخص يدخن السجائر وتم شفائهم جميعا تماما.



كما شفي طفل من عادة عض الأصابع بعد إخضاعه لعدة جلسات. وحول ما إذا كانت لديه خطة لتطوير العلاج بسم النحل .



اللسع بسم النحل اثبت جدواه في علاج الكثير من الأمراض الأخرى مثل أمراض وظائف الغدد والروماتيزم والروماتويد والكهرباء الزائدة في المخ وانكسار النظر وضعف النظر والجيوب الانفية والتبول اللاإرادي عند الأطفال.



كما نجح سم النحل في علاج حالات لفقر الدم المنجلي واللوكيميا وسرطان الغدد والسمنة والنحافة. ونفى ان يكون مشعوذا وقال انه عند النظر الى التركيب الجسماني للنحلة نلاحظ ان لديها قناتين احداهما للعسل والاخرى للسم والكثيرون يعتقدون ان الشفاء في العسل فقط.



مصطلحـــــات



علم العزائم 2
علم العرافة 2
علم الطلسمات 1
علم الشعبذة 1

علم: الرقى 4
علم السيميا 3
علم الكهانة 3
علم العيافة 2

النشرة 6
تميمة 5
قرين 5
الكاهن والعراف 4

الجــاثـوم
أم الصبيـــان 8
السعلاة 8
الغــول 6




علم الشعبذة

علم الشعبذة والتخيلات والأخذ بالعيون المخيلة لسرعة فعل صناعها برؤية الشيء على خلاف ما هو عليه.

وقد يقال: الشعوذة ، معرب شعبادة ، وهي اسم رجل ينسب إليه هذا العلم.

وهو: علم مبني على خفة اليد، بأن يرى الناس الأمر المكرر واحدا والواحد مكرر بسرعة التحريك، ويرى الجماد حيا، ويخفي المحسوس عن أعين الناس بلا أخذ من عندهم باليد إلى غير ذلك من الأحوال التي تعارفها الناس ، وهذا ليس من السحر في شيء، لكن لشبهه به في رأي العين جعلناه من فروعه، انتهى.



علم الطلسمات

معنى الطلسم: عقد لا ينحل وقيل: هو مقلوب اسمه، أي: المسلط لأنه من جواهر القهر والتسلط.

وهو علم باحث عن كيفية تركيب القوى السماوية الفعالة مع القوى الأرضية المنفعلة في الأزمنة المناسبة للفعل والتأثير المقصود مع بخورات مناسبة مقوية جالبة لروحانية ذلك الطلسم ليظهر من تلك الأمور في عالم الكون والفساد فعال غريبة.



علم العرافة

هو معرفة الاستدلال ببعض الحوادث الخالية على الحوادث الآتية بالمناسبة أو المشابهة الخفية التي تكون بينهما أو الاختلاط أو الارتباط على أن يكونا معلولي أمر وأحد أو يكون ما في الحال علة لما في الاستقبال، وشرط كون الارتباط المذكور خفيا أن لا يطلع عليه إلا الأفراد، وذلك إما بالتجارب أو بالحالة المودعة في أنفسهم عند الفطرة بحيث عبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمحدثين المصيبين في الظن والفراسة.



حكي أن الاسكندر حين أراد قتال ملك الفرس قال: ذلك الملك لا حاجة إلى مقابلة عساكرهم نقاتل معك فإما أن تقتلني، وإما أن أقتلك ففرح الاسكندر بهذا الكلام حيث قدم ذلك الملك نفسه في ذكر القتل فكان كما قال .



ويحكى عنه أيضاً أنه لما دخل بلاد المغرب فمر على امرأة في مدينة تنسج ثوبا فقالت له: أيها الملك أعطيت ملكا ذا طول وعرض، ثم مر عليها الملك الأول فقالت له: سيقطع الاسكندر ملكك فغضب الملك فقالت: لا تغضب إن النفوس قد تشاهد أمور قبل وقوعها بعلامات تحكم النفس بصدقها، لما مر علي الاسكندر كنت أنسج طول الثوب وعرضه ولما مررت أنت فرغت وأردت قطعه، وكان الأمر كما قالت.



علم العزائم

العزائم مأخوذ من العزم وتصميم الرأي والانطواء على الأمر والنية فيه والإيجاب على الغير يقال: عزمت عليك أي أوجبت عليك حتمت.



وفي الاصطلاح: الإيجاب والتشديد والتغليظ على الجن والشياطين ما يبدو للحائم حوله المتعرض لهم به وكلما تلفظ بقوله: عزمت عليكم فقد أوجب عليهم الطاعة والإذعان والتسخير والتذليل لنفسه.



علم العيافة

ويسمى قيافة الأثر وهو علم باحث عن تتبع آثار الأقدام والأخفاف والحوافر في المقابلة للأثر وهي التي تكون في تربة حرة يتشكل بشكل القدم.



ونفع هذا العلم بين إذ القائف يجد بهذا العلم الفار من الناس والضال من الحيوان يتتبع آثارها وقوائمها بقوة الباصرة وقوة الخيال والحافظة ، حتى يحكى أن بعض من اعتنى به يفرق بين أثر قدم الشاب والشيخ وقدم الرجل والمرأة ، وقيل ان العيافة هي زجر الطير .



هو على قسمين:

قيافة الأثر، ويقال لها العيافة وقد مرت.

وقيافة البشر، وهي المرادة ههنا، وهو علم باحث عن كيفية الاستدلال بهيئات أعضاء الشخصين على المشاركة، والاتحاد بينهما في النسب والولادة في سائر أحوالهما وأخلاقهما.

والاستدلال بهذا الوجه مخصوص ببني مدلج، وبني لعب، ومن العرب، وذلك لمناسبة طبيعة حاصلة فيهم لا يمكن تعلمه.



وإنما سمي بقيافة البشر لكون صاحبه متتبع بشرات الإنسان وجلوده وأعضاءه وأقدامه.

وهذا العلم لا يحصل بالدراسة، والتعليم ولهذا لم يصنف فيه.



علم الكهانة

المراد منه مناسبة الأرواح البشرية مع الأرواح المجردة من الجن، والشياطين، والاستعلام بهم عن الأحوال الجزئية الحادثة في عالم الكون والفساد المخصوصة بالمستقبل، وأكثر ما يكون في العرب.



وقد اشتهر فيهم كاهنان أحدهما: شق، والآخر سطيح، وقصتهما مشهورة في السير.

وقيل كان وجود ذلك في العرب أحد أسباب معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، لما كان يخبر به ويحث على اتباعه، كما يحكى منهم أخبار مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ولادته المباركة، وكونه نبي آخر الزمان وخاتم الأنبياء.



علم السيميا

اعلم أنه قد يطلق هذا الاسم على ما هو غير الحقيقي من السحر، وهو المشهور.

وحاصله إحداث مثالات خيالية في الجو لا وجود لها في الحس، وقد يطلق على إيجاد تلك المثالات بصورها في الحس فحينئذ يظهر بعض الصور في جوهر الهواء فتمول سريعة لسرعة تغير جوهر الهواء، ولا مجال لحفظ ما يقبل من الصورة في زمان طويل لرطوبته فيكون سريع القبول، وسريع الزوال.

وأما كيفية إحداث تلك الصور وعللها فأمر خفي لا اطلاع عليه إلا لأهله وليس المراد وصفه وتحقيق ههنا بل المقصود هنا الكشف وإزالة الالتباس عن أمثاله.

وحاصله ومجمله أن يركب الساحر أشياء من الخواص والأدهان، أو المانعات، أو كلمات خاصة توجب بعض تخيلات خاصة، كدارك الحواس بعض المأكول والمشروع وأمثاله ولا حقيقة له.



ومن جملة ما حكى الأوزاعي عن يهودي لحقه في السفر وأنه أخذ ضفدعا فسحرها بطريقة علم السيميا، حتى صارت خنزيرا فباعها من قوم من النصارى ، فلما صاروا إلى بيوتهم عاد ضفدعا فلحقوا اليهودي وهو مع الأوزاعي ، فلما قربوا منه ، رأوا رأسه قد سقط ، ففزعوا وولوا هاربين ، وبقي الرأس يقول للأوزاعي: يا أبا عمرو هل غابوا إلى أن بعدوا عنه، فصار الرأس في الجسد. هذا ما حكاه ابن السبكي في رسالته ((معيد النعم ومبيد النقم)).



ولفظ سيميا عبراني معرب أصله سيم يه، ومعناه: اسم الله .

وقد حقق شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مؤلفاته أن الحلاج كان من الساحرين المشعبذين، ولم يكن من أولياء الله تعالى كما زعم جماعة من الصوفية، والله أعلم .



علم: الرقى

هكذا في (كشف الظنون) وقال في ((مدينة العلوم)): هو علم باحث عن مباشرة أفعال مخصوصة كعقد الخيط، والشعر، وغيرهما، أو كلمات مخصوصة بعضها بهلوية، وبعضها قبطية، وبعضها هندكية، تترتب على تلك الأعمال والكلمات آثار مخصوصة من إبراء المرض، ورفع أثر النظرة، وحل المعقود، وأمثال ذلك.



وإنما سميت رقية لأنها كلمات رقيت من صدر الراقي، وأهل الفرس يسمونها (أبسون) وإنما سموا بذلك لأنهم كثيرا ما يقرؤونها على الماء، ويسقونه المريض، أو يصبونه عليه، والشرع أذن بالرقية، لكن إذا كانت بكلمات معلومة من أسماء الله تعالى، والآيات التنزيلية، والدعوات المأثورة، وهذا الذي أذن به الشرع من الرقي ليس من فروع علم السحر، بل هي من فروع علم القرآن انتهى.





الكاهن والعراف

كهن: الكاهنُ: معروف. كَهَنَ له يَكْهَنُ ويكهُنُ وكَهُنَ كَهانةً وتكَهَّنَ تكَهُّناً وتَكْهِيناً، الأَخير نادر: قَضى له بالغيب. الأَزهري: قَلَّما يقال إِلا تكَهَّنَ الرجلُ. غيره: كَهَن كِهانةً مثل كَتَب يكتُب كِتابة إِذا تكَهَّنَ، وكَهُن كَهانة إِذا صار كاهِناً. ورجل كاهِنٌ من قوم كَهَنةٍ وكُهَّان، وحِرْفتُه الكِهانةُ.



وفي الحديث: نهى عن حُلْوان الكاهن؛ قال: الكاهِنُ الذي يَتعاطي الخبرَ عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدَّعي معرفة الأَسرار، وقد كان في العرب كَهَنةٌ كشِقٍّ وسطيح وغيرهما، فمنهم من كان يَزْعُم أَن له تابعاً من الجن ورَئِيّاً يُلقي إِليه الأَخبار، ومنهم من كان يزعم أَنه يعرف الأُمور بمُقدِّمات أَسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأَله أَو فعله أَو حاله، وهذا يخُصُّونه باسم العَرَّاف كالذي يدَّعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما. وما كان فلانٌ كاهِناً ولقد كَهُنَ.



وفي الحديث: من أَتى كاهِناً أَو عَرَّافاً فقد كَفَر بما أُنزِل على محمد. ويقال: كَهَن لهم إِذا قال لهم قولَ الكَهَنة. قال الأَزهري: وكانت الكَهانةُ في العرب قبل مبعث سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما بُعث نَبِيّاً وحُرِسَت السماء بالشُّهُب ومُنِعت الجنُّ والشياطينُ من استراق السمع وإِلقائه إِلى الكَهَنةِ بطل علم الكَهانة، وأَزهق الله أَباطيلَ الكُهَّان بالفُرْقان الذي فَرَقَ الله عز وجل به بين الحق والباطل، وأَطلع الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بالوَحْيِ على ما شاءَ من علم الغُيوب التي عَجَزت الكَهنةُ عن الإِحاطة به.



قال ابن الأَثير: وقوله في الحديث من أَتى كاهناً، يشتمل على إِتيان الكاهن والعرَّاف والمُنَجِّم. والعرب تسمي كل من تعاطى علماً دقيقاً كاهِناً، ومنهم من كان يسمي المنجم والطبيبَ كاهناً. انظر.



قرين

قال تعالى: " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنه مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين" وقال تعالى: " وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم" الآية وقال تعالى: "وقال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد" وقال تعالى:" وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ماهم مقترفون"



قرين الإنسان هو مصاحبه من الملائكة والشياطين. فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه. وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه



وفي الحديث " ما من أحد إلا جعل معه قرين من الجن قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير"





تميمــة

يقول الشاعر :

وإِذا الـمَنِـيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها، * أَلْفَيْتَ كلَّ تَميمةٍ لا تَنْفَع



"التمائم"، جمع تميمة: خرزات تعلق لاتقاء العين ، وقيل أن التَّمِيمةُ: خَرزة رَقْطاء تُنْظَم في السَّير ثم يُعقد في العُنق،وهي التَّمائم والتَّمِيمُ ، والتَّمِيمُ جمع تمِيمةٍ ، وقيل:هي قِلادة يجعل فيها سُيُور وعُوَذ ؛ وحكي عن ثعلب: تَمَّمْت المَوْلود علَّقْت عليه التَّمائم. والتَّمِيمةُ: عُوذةٌ تعلق على الإِنسان؛ قال ابن بري: ومنه قول سلَمة بن الخُرْشُب:

تُعَوَّذُ بالرُّقى من غير خَبْلٍ*** وتُعْقَد في قَلائدها التَّمِيمُ



وفي الحديث: مَن عَلَّق تَمِيمةً فلا أَتَمَّ الله له؛ ويقال: هي خَرزة كانوا يَعْتَقِدون أَنها تَمامُ الدَّواء والشِّفاء. والتَّمِيمةُ: قِلادةٌ من سُيورٍ، وربما جُعِلَتِ العُوذةَ التي تعلَّق في أَعناق الصبيان. وفي حديث ابن مسعود: التَّمائمُ والرُّقى والتِّوَلةُ من الشِّرْك. قال أَبو منصور: التَّمائمُ واحدتُها تَمِيمةٌ، وهي خَرزات كان الأعرابُ يعلِّقونها على أَولادِهم يَنْفون بها النفْس والعَين بزَعْمهم، فأَبطله الإِسلامُ.



النشرة

حدثنا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أخبرنا عَبْدُالرّزّاقِ أخبرنا عَقِيلُ بنُ مَعْقِلٍ قالَ سَمِعْتُ وَهْبَ بنَ مُنَبّهٍ يُحَدّثُ عنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِالله قالَ: "سُئِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عنِ النّشْرَةِ فَقَالَ هُوَ مِنْ عَمَلِ الشّيْطَانِ".

قال في النهاية النُشرة بالضم ضرب من الرقية والعلاج يُعالَجُ به من كان يُظن أن به مسّا من الجن سميت نشرة لأنه يُنشر بها عنه ما خامره من الداء أي يُكشف ويُزال. وقال الحسن: النُشرة من السحر وقد نشّرت عنه تنشيراً انتهى. وفي فتح الودود: لعله كان مشتملا على أسماء الشياطين أو كان بلسان غير معلوم فلذلك جاء أنه سحر سمى نشرة لانتشار الداء وانكشاف البلاء به (هو من عمل الشيطان): أي من النوع الذي كان أهل الجاهلية يعالجون به ويعتقدون فيه، وأما ما كان من الآيات القرآنية والأسماء والصفات الربانية والدعوات المأثورة النبوية فلا بأس به. وفي النهاية: ومنه الحديث فلعل طبّاً أصابه ثم نَشّره بقل أعوذ برب الناس أي رقاه. والحديث سكت عنه المنذري.



الغــول



و الغُول، بالضم: السِّعْلاة، والـجمع أَغوال و غِيلان.

و التَّغَوُّل: التَّلَوُّن، يقال: تَغَوَّلت الـمرأَة إِذا تلوّنت ، و تَغَوَّلت الغُول: تـخيلت وتلوّنت؛ قال جرير:

فَـيَوْماً يُوافِـينـي الهَوى غير ماضِيٍ
ويوماً ترى منهنّ غُولاً تَغَوَّلُ


قال ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه، ويروى: فـيوماً يُجارِينـي الهَوى، ويروى: يوافـينـي الهوى دون ماضي. وكلّ ما اغتال الإِنسانَ فأَهلكه فهو غُول. و تَغَوَّلتهم الغُول: تُوِّهوا. وفـي حديث النبـي: علـيكم بالدُّلْـجة فإِن الأَرض تطوى باللـيل، وإِذا تَغَوَّلت لكم الغِيلان فبادروا بالأَذان، ولا تنزلوا علـى جوادِّ الطريق، ولا تصلّوا علـيها، فإِنها مأْوى الـحيات والسباع، أَي ادفعوا شرّها بذكر الله ، وهذا يدل علـى أَنه لـم يرد بنفـيها عدمَها،



وفي تحفة الأحوذي، للمباركفوري

ـ باب ما جَاءَ في سُورَة الْبقَرَةِ وَآيَةِ الكُرْسِي .

عن أَبي أَيّوبَ الأَنْصَارِيّ: "أَنّهُ كَانَتْ لَهُ سَهْوَةٌ فِيهَا تَمْرٌ، فَكَانَتْ تَجِيءُ الغُولُ، فَتَأْخُذَ مِنْهُ، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "اذْهَبْ فإِذَا رَأَيْتَهَا" فَقلْ: بِسْمِ الله أَجِيبِي رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، قالَ: فَأَخَذَهَا فَحَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ فَأَرْسَلَهَا، فَجَاءَ إِلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ"؟ قَالَ: حَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ قالَ: كَذَبَتْ وَهِيَ مُعَاوِدَةٌ لِلكَذِبِ، قَالَ: فَأَخَذَهَا مَرّةً أُخْرَى، فَحَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ، فَأَرْسَلَهَا فَجَاءَ إِلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ قَالَ: حَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ، فَقَالَ: "كَذَبَتْ، وَهِيَ مُعَاوِدَةٌ لِلْكَذِبِ". فَأَخَذَهَا فَقَالَ: مَا أَنَا بِتَاركِكِ، حَتّى أَذْهَبَ بِكَ إِلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ إِنّي ذَاكِرَةٌ لَكَ شَيْئَاً. آيَةَ الكُرْسِيّ اقْرَأْهَا فِي بَيْتِكَ، فَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ، وَلاَ غَيْرُهُ، قال فَجَاءَ إِلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟" قالَ: فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتْ. قالَ: صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ".

قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ وفي الباب عن أُبّي بن كعبٍ.



قوله: (أنه كانت له سهوة) قال المنذري في الترغيب: السهوة بفتح السين المهملة هي الطاق في الحائط يوضع فيها الشيء، وقيل هي الصفة، وقيل المخدع بين البيتين، وقيل هو شيء شبيه بالرف، وقيل بيت صغير كالخزانة الصغيرة، قال: كل أحد من هؤلاء يسمى السهوة، ولفظ الحديث يحتمل الكل، ولكن ورد في بعض طرق هذا الحديث ما يرجح الأول، انتهى. (فكانت تجيء الغول) قال المنذري: بضم الغين المعجمة هو شيطان يأكل الناس، وقيل هو من يتلون من الجن، انتهى. وقال الجزري: الغول أحد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولاً، أي تتولن تلوناً في صور شتى، وتغولهم، أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله، يعني بقوله: لا غول ولا صفر، وقيل قوله لا غول ليس نفياً لعين الغول ووجوده، وإنما فيه إبطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله. فيكون المعنى بقوله لا غول أنها لا تستطيع أن تضل أحداً، ثم ذكر الجزري حديث: إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان. وقال: أي ادفعوا شرها بذكر الله، وهذا يدل على أنها لم يرد بنفيها عدمها، ثم ذكر حديث أبي أيوب: كان لي تمر في سهوة فكانت الغول تجيء فتأخذ. انتهى.



يقول تأبط شرا:

بأني قد لقيت الغول تهوي بسهب كالصحيفة صحصحان

فأضربها بلا دهـش فخرت صريعـــا لليـــــدين وللجران



وفـي الـحديث: لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَرَ ولا غُولَ .

وكانت العرب تقول إِن الغِيلان فـي الفَلَوات تَراءَى للناس، فتَغَوَّل تَغَوّلاً أَي تلوّن تلوّناً، فتضلّهم عن الطريق وتُهلكهم، وقيل: هي من مردَة الـجن والشياطين، وذكروها فـي أَشعارهم ، فأَبطل النبـي ، ما قالوا؛ قال الأَزهري: والعرب تسمي الـحيّات أَغوالاً؛ قال ابن الأَثـير: قوله لا غُولَ ولا صفَرَ، قال: الغُول أَحد الغِيلان وهي جنس من الشياطين والـجن، كانت العرب تزعم أَن الغُول فـي الفَلاة تتراءَى للناس فتَتَغَوّل تَغوّلاً أَي تَتلوَّن تلوّناً فـي صُوَر شتَّـى و تَغُولهم، أَي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه النبـي، وأَبطله؛ وقـيل: قوله لا غُولَ لـيس نفـياً لعين الغُول ووُجوده، وإِنما فـيه إِبطال زعم العرب فـي تلوّنه بالصُّوَر الـمختلفة واغْتـياله، فـيكون الـمعنـيّ بقوله لا غُولَ أَنها لا تستطيع أَن تُضل أَحداً، ويشهد له الـحديث الآخر: لا غُولَ ولكن السَّعالـي؛ السَّعالـي: سحرة الـجن، أَي ولكن فـي الـجن سحرة لهم تلبـيس وتـخيـيل. وفـي حديث أَبـي أَيوب: كان لـي تمرٌ فـي سَهْوَةٍ فكانت الغُول تـجيء فتأْخذ. و الغُول: الـحيّة، والـجمع أَغْوال.



السعلاة

السِّعْلا الغُولُ وقـيل هي ساحرة الـجنِّ واسْتَسْعَلَتِ الـمرأَةُ صارت كالسِّعْلاة خُبْثاً وسَلاطَةً يقال ذلك للـمرأَة الصَّخَّابة البَذِيَّة؛ قال أَبو عدنان إِذا كانت الـمرأَة قبـيحة الوجه سيِّئة الـخُـلُق شُبِّهت بالسِّعْلاة وقـيل السِّعْلاة أَخبث الغِيلان وكذلك السِّعْلا يمد ويقصر والـجمع سَعالـى سَعالٍ وسِعْلَـياتٌ وقـيل هي الأُنثى من الغِيلان.



قال الشاعر:

لقد رأيت عجباً منـــــذ أمسا
عجائزاً مثل السعالـي خمسا

بأكلن ما أصنع همساً همساً
لا ترك الله لهن ضرســـــــــا









وقال السهيلـي: السعلاة ما يتراءى للناس بالنهار والغول ما يتراءى للناس باللـيل؛ وقال القزوينـي: السعلاة نوع من الـمتشيطنة مغايرة للغول. قال عبـيد بن أيوب:



وساحرة عينـي لو أنّ عينهـا
رأت ما ألاقـيه من الهــول جنت

أبـيت وسعلاة وغــول بقفـرة
إذا اللـيل وارى الـجن فـيه أرنت




قال: وأكثر ما توجد السعلاة فـي الغياض وهي إذا ظفرت بإنسان ترقصه وتلعب به كما يلعب القط بالفار، قال: وربما اصطادها الذئب باللـيل فأكلها وإذا افترسها ترفع صوتها وتقول: أدركونـي فإنّ الذئب قد أكلنـي، وربما تقول: من يخـلّصنـي ومعي ألف دينار يأخذها، والقوم يعرفون أنّه كلام السعلاة فلا يخـلصها أحد فـيأكلها الذئب.



أم الصبيــــــان

روى ابن السني، عن الحسين بن عليّ رضي اللّه عنهما قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فأذَّنَ في أُذُنِهِ اليُمْنَى، وأقامَ في أُذُنِهِ اليُسْرَى لَمْ تَضُرّهُ "أُمُّ الصّبْيانِ".



واختلف في أم الصبيان فقيل البومة ، وقيل هي الريح التي تعرض للصبيان ، وقيل هي الغُول " وهي عند العرب ساحرة الجن " ، وقيل هي التابعة من الجن ، والأخير هو الصواب والله أعلم .



وهذا دواء خفيف وعظيم النفع يؤخذ عاقر قرحا فينعم سحقه جداً ويسقى ملعقة بمثله عسل ويشرب منه أحد عشر حبة شربة وليكن بين كل شربتين أيام فإنه مجرب. وكذلك عود الصليب " الفاونيا " نافع من الداء الذي يسمى أم الصبيان.



الجاثــــوم

يقول ابن منظور في لسان العرب عن الأَصمعي: جَثَمْت وجَثَوْت واحد. والجَثُومُ: الأَرْنَبُ لأَنها تَجْثِمُ، ومكانها مَجْثَمٌ. والجُثامُ والجاثُومُ: الكابُوس يَجْثِمُ على الإنسان، وهو الدَّيَثانيُّ. التهذيب: ويقال للذي يقَع على الإنسان وهو نائم جاثُوم وجُثَم وجُثَمة ورازِمٌ ورَكَّاب وجَثَّامة



والحقيقة أن الجاثوم هو صنف من الجن يتسلط على الإنسان عند النوم ويضغط على منطقة الحركة في المخ فيشعر الإنسان بحالة من الشلل ولا يستطيع أن يتكلم أو يصرخ أو يتحرك وهو ما يسمى (بالجاثوم).



وسبب تسلطه إما بسبب السحر أو أن الإنسان آذاه أو أن الجان من عمار البيت المشاغبين .





بعض هذه المصطلحات مأخوذه من كتاب السحاب المركوم، الممطر بأنواع الفنون وأصناف العلوم ، ولسان العرب لابن منظور.





علامــات يعرف بـها السحرة


يقول الشيخ وحيد عبد السلام بالي في كتابه صاحب كتاب الصارم البتار: إذا وجدت علامة واحدة من هذه العلامات في أحد المعالجين فهو من الدجالين والمشعوذين ومن الكهان والعرافين وهو من السحرة بلا أدنى ريب ، وهذه العلامات هي:

(1) يسأل المريض عن اسمه واسم أمه.

(2) يأخذ أثرا من آثار المريض ( ثوب قلنسوة منديل).

(3) أحيانا يطلب حيوانا بصفات معينة ليذبح ولا يذكر اسم الله عليه.

(4) كتابة الطلاسم أو تلاوة العزائم الغير مفهومة.

(5) إعطاء المريض حجابا يحتوي على مربعات بداخلها حروف أو أرقام.

(6) يأمر المريض بأن يعتزل الناس فتره معينه في غرفة لا تدخلها شمس ويسميها العامة الحاجبة.

(7) أحيانا يطلب من المريض أن لا يمس الماء لمدة معينه.

(8) يعطي المريض أشياء يدفنها في الأرض.

(9) يعطي المريض أوراقا يحرقها ويتبخر بها.

(10) أحيانا يخبر المريض باسـمه واسم أمه وبلده ومشكلته.

(11) يطلب طلبات منكره كأن يقول لا تمس المصحف ، أو لا تقرأ القران ، أو لا تصلِ ، أو استمع إلى الموسيقى .



ويقال: انَّ السَّاحر يتكلَّم بكلام، فيطير بـين السَّماء والأرض، ويطفو على الماء. قال أبو محمد: حدثني زيد بن أخزم الطائي، قال: نا عبد الصمد، قال: نا همام عن يحيـى بن كثير، أن عامل عمان كتب إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: (إنا أتينا بساحرة، فألقيناها في الماء، فطفت). فكتب إليه عمر بن عبد العزيز: (لسنا من الماء في شيء، إن قامت البـيِّنة، وإلا فخلِّ سبـيلها). وحدثني زيد بن أخزم الطائي قال: نا عبد الصمد، قال: نا زيد بن أبـي ليلى قال: نا عميرة بن شكير قال: كنا مع سنان بن سلمة بالبحرين، فأُتيَ بساحرة، فأمر بها، فألقيت في الماء فطفت، فأمر بصلبها فنحتنا جذعاً. فجاء زوجها كأنه سفود محترق فقال: (مرها فلتطلق عني) فقال لها: أطلقي عنه. فقالت: نعم، ائتوني بباب وغزل. فقعدت على الباب، وجعلت ترقي في الغزل وتعقد، فارتفع الباب، فأخذنا يميناً وشمالاً، فلم نقدر عليها.



فإذا علمت أن الرجل ساحرٌ فإياك والذهاب إليه ، وإلا ينطبق عليك قول النبي e:(َ مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَة )(رواه أحمد). وفي رواية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ ( مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم)(رواه مسلم).



يقول الشيخ عبد الخالق العطار : يوجد ممن يعمل في مجال الطب الروحاني أي العلاج بالقران من يقرأ على المصابين الجلجوتيه والبرهوتيه واللاهوتيه ، ويزعمون أنها أسماء الله الحسنى باللغة السريانية ويغالون في الكذب والافتراء فيقولون أن الله تعالى أوحى بهذه الأسماء إلى أئمتهم ومشايخهم وأوليائهم والله سبحانه وتعالى يقول في سورة فصلت :} وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيّ وَعَرَبِيّ قُلْ هُوَ لِلّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيَ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مّكَانٍ بَعِيدٍ{ ، فالقران كله والسنة النبوية كلها باللغة العربية فمن أين أتوا بهذه الأسماء التي لم ترد ولا حتى في الأحاديث الضعيفة } فَوَيْلٌ لّلّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لّهُمْ مّمّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لّهُمْ مّمّا يَكْسِبُونَ{. وعندما يقرأ الفسقة الكفرة البرهوتيه والجلجوتيه واللاهوتيه يمجدون ويعظمون ويقدسون مردة الجن ، فيخف البلاء بعض الشيء عن المصروع أو المسحور أو المحسود ليوقع المعالج والمريض في بؤرة الكفر والشرك ، فلا يكاد أن يفيق المريض حتى يعود مرة ثانية أشد مما كان عليه تعاسة وتعبا ونكدا وشقاء أ.هـ.



عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا جَاءَ مِنْ حَاجَةٍ فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ تَنَحْنَحَ وَبَزَقَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَهْجُمَ مِنَّا عَلَى شَيْءٍ يَكْرَهُهُ قَالَتْ وَإِنَّهُ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَتَنَحْنَحَ قَالَتْ وَعِنْدِي عَجُوزٌ تَرْقِينِي مِنَ الْحُمْرَةِ فَأَدْخَلْتُهَا تَحْتَ السَّرِيرِ فَدَخَلَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي فَرَأَى فِي عُنُقِي خَيْطًا قَالَ مَا هَذَا الْخَيْطُ قَالَتْ قُلْتُ خَيْطٌ أُرْقِيَ لِي فِيهِ قَالَتْ فَأَخَذَهُ فَقَطَعَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ آلَ عَبْدِ اللَّهِ لأَغْنِيَاءُ عَنِ الشِّرْكِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ قَالَتْ فَقُلْتُ لَهُ لِمَ تَقُولُ هَذَا وَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِيهَا وَكَانَ إِذَا رَقَاهَا سَكَنَتْ قَالَ إِنَّمَا ذَلِكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ فَإِذَا رَقَيْتِهَا كَفَّ عَنْهَا إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا . رواه أحمد



فكل ما في الجلجوتيه والبرهوتيه والاهوتيه أسماء مردة الشياطين وتلاوة واستعمال هذه الأسماء كفر قبيح صريح ، وأشهر ما ألف في هذه الكفريات قصيدة طويلة تعرف بالجلجوتيه جاء فيها :



بدأت باسم الله روحي به اهتـدت
سألتك بالاسـم المعظـم قـدره

إلى كشف أسرار بباطنه انطــوت
بآج أهوج جلجلــوت هلهـلت

بصمصام طمطام وبالنور والضيـاء
بمهراش مهراش به النار أخـمدت




يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف : } ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسما ئه سيجزون ما كانوا يعملون { . ويقول جل وعلـى} وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ{ [يونس:106]، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي الا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ألا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا. رواه احمد في مسنده



وعند الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ الْغَفَّارُ الْقَهَّارُ الْوَهَّابُ الرَّزَّاقُ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْحَكَمُ الْعَدْلُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ الْغَفُورُ الشَّكُورُ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ الْحَفِيظُ الْمُقِيتُ الْحَسِيبُ الْجَلِيلُ الْكَرِيمُ الرَّقِيبُ الْمُجِيبُ الْوَاسِعُ الْحَكِيمُ الْوَدُودُ الْمَجِيدُ الْبَاعِثُ الشَّهِيدُ الْحَقُّ الْوَكِيلُ الْقَوِيُّ الْمَتِينُ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ الْمُحْصِي الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْوَاجِدُ الْمَاجِدُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ الْقَادِرُ الْمُقْتَدِرُ الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ الأولُ الاخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ الْوَالِي الْمُتَعَالِي الْبَرُّ التَّوَّابُ الْمُنْتَقِمُ الْعَفُوُّ الرَّءُوفُ مَالِكُ الْمُلْكِ ذُو الْجَلالِ وَالاكْرَامِ الْمُقْسِطُ الْجَامِعُ الْغَنِيُّ الْمُغْنِي الْمَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الْهَادِي الْبَدِيعُ الْبَاقِي الْوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُورُ .



والذي يجب أن يعلم أن الساحر قد يتعمد عمل السحر لمن يأتيه للعلاج أو الإستفسار ، فيعمل له السحر حتى يلبي رغبات أولياءه شياطين الجن ، واقسم بالله أني أعرف حالات كثيرة دمرت مادياً ونفسياً وسلطت عليها شياطين الجن بسبب الكذب والسحر الذي عملته السحرة لما كانوا يأتونهم للعلاج .



وكم أعرف من الحالات وأسمع الكثير عن أولئك الذين يطلبون السحر فينعكس السحر عليهم :

1. أم تذهب للساحر حتى يطلق الابن زوجته ، فينعكس السحر ويحكم بالولد فيكره أمه كرهاً شديداً.

2. زوجة تطلب السحر حتى يحبها زوجها ، فينعكس السحر عليها فلا يطيق الزوج النظر اليها .

3. شاب يطلب السحر حتى يحبه أبوه وأمه فلا يغضبوا عليه أبداً ، فينعكس السحر ، فيبغض هو والديه وينفر منها بل يعق والديه فيدعون عليه .

4. امرأة تطلب السحر وتطعمه لزوجها فيأذن الله فيحكم السحر بالزوج ولكن سرعان ما يتسمم الجسد بذلك السحر فيصاب الزوج بالأمراض الخطيرة المزمنه ، فينعكس السحر بصورة غير مباشرة الى المرض والمعاناة الجسدية والنفسية .

5. رجل أراد أن يعالج قريباً له عند أحد السحرة فأعطاه الساحر اناء مغلف بقطعة قماش وطلب منه أن يدفنه في الصحراء ، فإذا به يصاب هو الآخر بالخوف والسهر والأحلام المزعجة ... الخ ، وحالته تزداد سوءاً كل يوم ، وعندما طلبت منه أن يحضر ذلك الإناء الذي دفنه في الصحراء ، وجدت فيه نوع من البودرة البيضاء التي من خاصيتها أنها تأكل جدران ذلك الإناء ، فكلما تآكل الإناء زاد بلاء ذلك الرجل ، وبعد القراءة والنفث عليه ، ذهب عنه ما كان يشتكي منه ولله الحمد.



ومن صور وأشكال الدجل والشعوذة :

- الزار

- تحضير الأرواح .

- التنويم المغناطيسي.

- ضرب وفتح المندل .

- ضرب الودع .

- فتح الكتاب .

- قراءة الكف والفنجال وفتح الكوشينه .



كتب ومقالات مفيدة :

الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

زيارة القبور وطلب الشفاء من الموتى

حكم التوسل بالأولياء والصالحين

مقالات لها علاقة بالضرب والسحر ومس الجان

مقالة عن السحر والسحرة

حكم الاستعانة بالجن



تذكرة الإخوان ببعض آيات القرآن



في ما يلي بعض الآيات التي أذكر بها إخواني الرقاة ، وهي تقرأ مع الرقية وتكتب محوا يشرب منه ويغتسل به ، مع التنبيه على مراجعة الآيات من المصحف لتأكد من صحة كتابتها وتلاوتها كما هي بالخط العثماني .

1- آيات الصبر. 2

2 آيات النصر. 2

3- آيات السكينة والانشراح والأمن من الخوف : 3

4- آيــات التـأليف.. 4

5 آيات الإســلام. 5

6- آيات التحضــير. 6

7- آيات الإســقاط. 6

8- هذه الآية تنفع من الدمـل. 7

9- آيات تنفع من الصــداع والعرق الضارب.. 7

10- آيـــات النسيان. 8

11- هذه الآيـات تنفـع للنزيف والاسـتحاضة بإذن الله تعالى . 8

12- آيـات الـرزق.. 8

13- آيات صرف الحرارة 9

14- آيات منع التهيج. 9



1- آيات الصبر
هذه الآيات لها أثر عجيب إذا ما قرأت على من به مس عموما وعلى من به مس بسبب السحر خاصة ولعل السبب في ذلك والله أعلم أن الشياطين توسوس للمريض باليأس والقنوط من رحمة الله تعالى.

}وَاسْتَعِينُواْ بِالصّبْرِ وَالصّلاَةِ وَإِنّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَى الْخَاشِعِينَ{ [البقرة:45]

}يَآأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصّبْرِ وَالصّلاَةِ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ *وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاّ تَشْعُرُونَ * وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ * الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ { [البقرة: 153-157]

}إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ لاَ يَضُرّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ{ [آل عمران:120]

}يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ{ [آل عمران:200]

}وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مّمّا يَمْكُرُونَ * إِنّ اللّهَ مَعَ الّذِينَ اتّقَواْ وّالّذِينَ هُم مّحْسِنُونَ{ [النحل:127-128]

}فَاصْبِرْ إِنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ وَلاَ يَسْتَخِفّنّكَ الّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ{ [الروم:60]

}يَبُنَيّ أَقِمِ الصّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىَ مَآ أَصَابَكَ إِنّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ{ [لقمان:17]

}فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لّهُمْ كَأَنّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوَاْ إِلاّ سَاعَةً مّن نّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ{ [الأحقاف:35]

}وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً{ [الكهف:28]

2 آيات النصر
تقرأ على من به مس وسحر رجاء أن يثبت الله المريض ويدفع ويرفع عنه البلاء ويعجل له بالنصر .

}أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنّةَ وَلَمّا يَأْتِكُم مّثَلُ الّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مّسّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضّرّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتّىَ يَقُولَ الرّسُولُ وَالّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىَ نَصْرُ اللّهِ أَلآ إِنّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ{ [البقرة –214]

} وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاّ رِجَالاً نّوحِيَ إِلَيْهِمْ مّنْ أَهْلِ الْقُرَىَ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الاَخِرَةِ خَيْرٌ لّلّذِينَ اتّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * حَتّىَ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرّسُلُ وَظَنّوَاْ أَنّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجّيَ مَن نّشَآءُ وَلاَ يُرَدّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ{ [يوسف:109-110]

}الّذِينَ قَالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل * فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوَءٌ وَاتّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ{[آل عمران:173-174]

} إِنّ اللّهَ يُدَافِعُ عَنِ الّذِينَ آمَنُوَاْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ كُلّ خَوّانٍ كَفُور * أُذِنَ لِلّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنّ اللّهَ عَلَىَ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ{[الحج:38-39]

}فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوّضُ أَمْرِيَ إِلَى اللّهِ إِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوقَاهُ اللّهُ سَيّئَاتِ مَا مَكَرُواْ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوَءُ الْعَذَابِ * النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوَاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدّ الْعَذَابِ{ [غافر:44-46]

}وَذَا النّونِ إِذ ذّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنّ أَن لّن نّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىَ فِي الظّلُمَاتِ أَن لاّ إِلَهَ إِلاّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجّيْنَاهُ مِنَ الْغَمّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ{ [الأنبياء: 86 – 87]

}وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيم * وَجَعَلْنَا ذُرّيّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ *وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الاَخِرِينَ * سَلاَمٌ عَلَىَ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ{ [الصفات:75 – 79]

}وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَىَ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِالْبَيّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الّذِينَ أَجْرَمُواْ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ{ [الروم:47]

}وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللّهِ وُجُوهُهُم مّسْوَدّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنّمَ مَثْوًى لّلْمُتَكَبّرِينَ * وَيُنَجّي اللّهُ الّذِينَ اتّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسّهُمُ السّوَءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{ [الزمر :60-61]

}وَرَدّ اللّهُ الّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً{[الأحزاب:25]

3- آيات السكينة والانشراح والأمن من الخوف :
هذه الأيات وأمثالها تنفع لمن يعاني من الخوف والهم والغم والحزن والضيق في الصدر والخفقان في القلب والوسواس القهري .

} الّذِينَ قَالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوَءٌ وَاتّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنّمَا ذَلِكُمُ الشّيْطَانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مّؤْمِنِينَ{ [آل عمران :173-175]

} إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنّي مُمِدّكُمْ بِأَلْفٍ مّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاّ بُشْرَىَ وَلِتَطْمَئِنّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النّصْرُ إِلاّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *إِذْ يُغَشّيكُمُ النّعَاسَ أَمَنَةً مّنْهُ وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن السّمَآءِ مَآءً لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىَ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ الأقْدَامَ { الأنفال [9-11]

} وَقَالَ لَهُمْ نِبِيّهُمْ إِنّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مّن رّبّكُمْ وَبَقِيّةٌ مّمّا تَرَكَ آلُ مُوسَىَ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّكُمْ إِن كُنْتُم مّؤْمِنِينَ{[البقرة –248]

} ثُمّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لّمْ تَرَوْهَا وَعذّبَ الّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَآءُ الْكَافِرِينَ{ [التوبة:26]

} إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيّدَهُ بِجُنُودٍ لّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُواْ السّفْلَىَ وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ { [التوبة:40 ]

} هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَاناً مّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلّهِ جُنُودُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً { [الفتح:4]

} لّقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ السّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً { [الفتح:18]

} إِذْ جَعَلَ الّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيّةَ حَمِيّةَ الْجَاهِلِيّةِ فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التّقْوَىَ وَكَانُوَاْ أَحَقّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيماً { [الفتح:26]

} الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ{[الرعد :28]

} قَالَ رَبّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسّرْ لِيَ أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مّن لّسَانِي* يَفْقَهُواْ قَوْلِي{[طه:24–28]

}إِنّ الّذِينَ قَالُواْ رَبّنَا اللّهُ ثُمّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنّةِ الّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{ [فصلت:30]

}وَقَالُواْ الْحَمْدُ للّهِ الّذِيَ أَذْهَبَ عَنّا الْحَزَنَ إِنّ رَبّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ{ [فاطر:34]

}أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الّذِيَ أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَىَ رَبّكَ فَارْغَبْ{

}لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ * إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشّتَآءِ وَالصّيْفِ * فَلْيَعْبُدُواْ رَبّ هَذَا الْبَيْتِ * الّذِيَ أَطْعَمَهُم مّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مّنْ خَوْفٍ{

4- آيــات التـأليف
تُقرأ هذه الآيات لمن يعاني من نفور من المجتمع أو الأهل أو الزوجة وكذلك تنفع للمربوط ومن حيل بينه وبين الزواج ، ومن ابتلي بسرعة الغضب.

}وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ النّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ{ [آل عمران:103]

}وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مّنْ غِلّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ للّهِ الّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلآ أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبّنَا بِالْحَقّ وَنُودُوَاْ أَن تِلْكُمُ الْجَنّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{ [الأعراف:43]

} وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَاناً عَلَىَ سُرُرٍ مّتَقَابِلِينَ{ [الحجر:47]

} وَأَلّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً مّآ أَلّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنّ اللّهَ أَلّفَ بَيْنَهُمْ إِنّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ { [الأنفال:63]

} إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتّقُواْ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُرْحَمُونَ{[الحجرات:10]

} عَسَى اللّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الّذِينَ عَادَيْتُم مّنْهُم مّوَدّةً وَاللّهُ قَدِيرٌ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ{ [الممتحنة:7]

} وَقُل لّعِبَادِي يَقُولُواْ الّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنّ الشّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنّ الشّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مّبِيناً{[الإسراء:53]

} وَالّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لّلّذِينَ آمَنُواْ رَبّنَآ إِنّكَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ{ [الحشر:10]

} أحِلّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصّيَامِ الرّفَثُ إِلَىَ نِسَآئِكُمْ هُنّ لِبَاسٌ لّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لّهُنّ عَلِمَ اللّهُ أَنّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالاَنَ بَاشِرُوهُنّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتّىَ يَتَبَيّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمّ أَتِمّواْ الصّيَامَ إِلَى الّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتّقُونَ{ [البقرة :187]

}وَسَارِعُوَاْ إِلَىَ مَغْفِرَةٍ مّن رّبّكُمْ وَجَنّةٍ عَرْضُهَا السّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدّتْ لِلْمُتّقِينَ * الّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السّرّآءِ وَالضّرّآءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللّهُ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ * وَالّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوَاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرّواْ عَلَىَ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{ [آل عمران:133-135]

} فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُتَوَكّلِينَ{ [آل عمران:159]

} وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مّن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمُ الْحَقّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { [البقرة:109]

} فَبِمَا نَقْضِهِم مّيثَاقَهُمْ لَعنّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ عَن مّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّا مّمّا ذُكِرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مّنْهُمْ إِلاّ قَلِيلاً مّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ { [المائدة:13]

}وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسّعَةِ أَن يُؤْتُوَاْ أُوْلِي الْقُرْبَىَ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوَاْ أَلاَ تُحِبّونَ أَن يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ{ [النور:22]

}وَالّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبّهِمْ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىَ بَيْنَهُمْ وَمِمّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{[الشورة:37]

} خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِماّ يَنَزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ{ [الأعراف:199- 201]

} قُل لّلّذِينَ آمَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيّامَ اللّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ{ [الجاثية:14]

} وَلَماّ سَكَتَ عَن مّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الألْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لّلّذِينَ هُمْ لِرَبّهِمْ يَرْهَبُونَ{ [الأعراف:154]

} وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمّن دَعَآ إِلَى اللّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السّيّئَةُ ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ * وَإِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ {[فصلت33-36]

} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لّتَسْكُنُوَاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مّوَدّةً وَرَحْمَةً إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكّرُونَ{ [الروم:21]

} هُوَ الّذِي خَلَقَكُمْ مّن نّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَماّ تَغَشّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرّتْ بِهِ فَلَمّآ أَثْقَلَتْ دّعَوَا اللّهَ رَبّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لّنَكُونَنّ مِنَ الشّاكِرِينَ{ [الأعراف:189]

} وَإِذْ تَقُولُ لِلّذِيَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتّقِ اللّهَ وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ مَا اللّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النّاسَ وَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمّا قَضَىَ زَيْدٌ مّنْهَا وَطَراً زَوّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيَ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً{ [الأحزاب:37]

} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ{ [الرعد:38]

} وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ{ [النحل:72]

} إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ{ [يس:55-57]

قوله تعالى } وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمّن دَعَآ إِلَى اللّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين{ يتأثر منها كثيرٌ من الجن الذين يحولون بين الرجل أو المرأة وبين الدعوة لله أو كان سبب دخول الجان بسبب الحسد على نشاط المحسود في الدعوة بعين أو سحر .

5 آيات الإســلام
هذه الآيات وأمثالها تنفع في دعوة الجني الغير مسلم للدخول في الإسلام .

}إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ{ [آل عمران:19]

}مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{ [آل عمران:67]

}وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{ [آل عمران:85]

}فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً كَأَنّمَا يَصّعّدُ فِي السّمَآءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرّجْسَ عَلَى الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ{[الأنعام:125]

}أَفَمَن شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىَ نُورٍ مّن رّبّهِ فَوَيْلٌ لّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مّن ذِكْرِ اللّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ{ [الزمر:22]

} إِنّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنّهُ بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ * أَلاّ تَعْلُواْ عَلَيّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{ [النمل:30 – 31]

6- آيات التحضــير
هذه الآيات تنفع في جذب وإحضار الجني الهارب المتسلط على المريض بالمس العارض الداخلى أو الخارجي وتنفع في الكشف وإحضار الجني الصارع الكامن داخل جسد المصروع .

} وَلِكُلّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {[ البقرة:148]

} إِنّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنّهُ بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ * أَلاّ تَعْلُواْ عَلَيّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{ [النمل:30-31]

}وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنّةُ إِنّهُمْ لَمُحْضَرُونَ{ [الصافات:158]

} أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مّنَ الْقُرُونِ أَنّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ * وَإِن كُلّ لّمّا جَمِيعٌ لّدَيْنَا مُحْضَرُونَ { [يس :31 –32]

} إِن كَانَتْ إِلاّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لّدَيْنَا مُحْضَرُونَ { [يس:53]

}وَلِسُلَيْمَانَ الرّيحَ غُدُوّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السّعِيرِ{[ سبأ: 12]

}وَيْلٌ لّكُلّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللّهِ تُتْلَىَ عَلَيْهِ ثُمّ يُصِرّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {[الجاثية:7-8]

7- آيات الإســقاط
هذه الآيات تنفع لمن تعاني من العقم أو الإسقاط تقرأ على المريض مباشرة وعلى الماء والزيت ويشرب منه وينضح أو يدهن به ما تحت السرة والظهر كل يوم حتى تضع المرأة مولودها ، وتقرأ أيضا على الرجل الذي يعاني من العقم.

} أَلَمْ نَخْلُقكّم مّن مّآءٍ مّهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مّكِينٍ * إِلَىَ قَدَرٍ مّعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ { [المرسلات:20 –24]

} وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مّن طِينٍ * ثُمّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مّكِينٍ * ثُمّ خَلَقْنَا النّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ { [المؤمنون:12 – 14]

}لّكُلّ نَبَإٍ مّسْتَقَرّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ{ [الأنعام:67]

}وَهُوَ الّذِيَ أَنشَأَكُم مّن نّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصّلْنَا الاَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ{ [الأنعام:98]

} يَأَيّهَا النّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مّنَ الْبَعْثِ فَإِنّا خَلَقْنَاكُمْ مّن تُرَابٍ ثُمّ مِن نّطْفَةٍ ثُمّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمّ مِن مّضْغَةٍ مّخَلّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلّقَةٍ لّنُبَيّنَ لَكُمْ وَنُقِرّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىَ أَجَلٍ مّسَمّى ثُمّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمّ لِتَبْلُغُوَاْ أَشُدّكُمْ وَمِنكُمْ مّن يُتَوَفّىَ وَمِنكُمْ مّن يُرَدّ إِلَىَ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ{ [الحج:5]

}وَاللّهُ جَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مّنَ الطّيّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ{ [النحل:72]

}هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيّا رَبّهُ قَالَ رَبّ هَبْ لِي مِن لّدُنْكَ ذُرّيّةً طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعَآءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّي فِي الْمِحْرَابِ أَنّ اللّهَ يُبَشّرُكَ بِيَحْيَىَ مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مّنَ اللّهِ وَسَيّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مّنَ الصّالِحِينَ{ [آل عمران:38-39]

} وَزَكَرِيّآ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ رَبّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىَ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ { [الأنبياء:89-90]

} لِلّهِ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذّكُورَ { [الشورى:49]

} فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبّكُمْ إِنّهُ كَانَ غَفّاراً * يُرْسِلِ السّمَآءَ عَلَيْكُمْ مّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لّكُمْ جَنّاتٍ وَيَجْعَل لّكُمْ أَنْهَاراً {[نوح:10-12]

} أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مّن مّنِيّ يُمْنَىَ * ثُمّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوّىَ* فَجَعَلَ مِنْهُ الزّوْجَيْنِ الذّكَرَ وَالاُنثَىَ{ [القيامة:37-39]

} وَنَبّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ * قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنّا نُبَشّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ { [الحجر:49-51]

} فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الأسْفَلِينَ * وَقَالَ إِنّي ذَاهِبٌ إِلَىَ رَبّي سَيَهْدِينِ* رَبّ هَبْ لِي مِنَ الصّالِحِينِ * فَبَشّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ { [الصافات:99-102]

} فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مّآءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ{ [الطارق:5-7 ]

8- هذه الآية تنفع من الدمـل
}وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً * فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً * لاّ تَرَىَ فِيهَا عِوَجاً وَلآ أَمْتاً{ [طه:105- 107]

9- آيات تنفع من الصــداع والعرق الضارب
}فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ{[البقرة:196]

}يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرّ بِالْحُرّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالاُنثَىَ بِالاُنْثَىَ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مّن رّبّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَىَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ{ [البقرة:178]

}أَلَمْ تَرَ إِلَىَ رَبّكَ كَيْفَ مَدّ الظّلّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمّ جَعَلْنَا الشّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً{ [الفرقان:45]

}وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي الْلّيْلِ وَالنّهَارِ وَهُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ{ [الأنعام:13]

}لاّ يُصَدّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ{ [الواقعة:19]

}لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ{ [الصافات:47]

}يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً{ [النساء:28]

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ e كَانَ يُعَلِّمُهُمْ مِنَ الْحُمَّى وَمِنَ الأَوْجَاعِ كُلِّهَا أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ الْكَبِيرِ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ . رواه الترمذي

10- آيـــات النسيان
كثيراً ما تتسلط الشياطين على المرضى بالنسيان وهذه الآيات تنفع في تعذيب هذه الشياطين وتنفع في صرف العين والسحر الذي يؤثر على الذاكرة .

} وَابْتَغِ فِيمَآ آتَاكَ اللّهُ الدّارَ الاَخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ اللّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ { [القصص:77]

} وَلاَ تَقْولَنّ لِشَيْءٍ إِنّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ وَاذْكُر رّبّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىَ أَن يَهْدِيَنِ رَبّي لأقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً { [الكهف: 23-24]

} قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى الصّخْرَةِ فَإِنّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاّ الشّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً { [الكهف:63]

} سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىَ { [الأعلى:6]

11- هذه الآيـات تنفـع للنزيف والاسـتحاضة بإذن الله تعالى .
}وَقِيلَ يَأَرْضُ ابْلَعِي مَآءَكِ وَيَسَمَآءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَآءُ وَقُضِيَ الأمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيّ وَقِيلَ بُعْداً لّلْقَوْمِ الظّالِمِينَ{[هود:44]

}لّكُلّ نَبَإٍ مّسْتَقَرّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ{ [الأنعام:67]

}أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً{ [الكهف:41]

12- آيـات الـرزق
هذه الآيات تقرأ على من أصيب بعين أو سحر وحبس عن كسب الرزق ونفر من عمله .

}وَمَا مِن دَآبّةٍ فِي الأرْضِ إِلاّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلّ فِي كِتَابٍ مّبِينٍ{ [هود:6]

} إِنّ رَبّكَ يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً{ [الإسراء:30]

} وَفِي السّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ*فَوَرَبّ السّمَآءِ وَالأرْضِ إِنّهُ لَحَقّ مّثْلَ مَآ أَنّكُمْ تَنطِقُونَ{ [الذاريات:22-23]

} مّا يَفْتَحِ اللّهُ لِلنّاسِ مِن رّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{ [فاطر:2]

}وَالضّحَىَ * وَاللّيْلِ إِذَا سَجَىَ * مَا وَدّعَكَ رَبّكَ وَمَا قَلَىَ * مَا وَدّعَكَ رَبّكَ وَمَا قَلَىَ * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبّكَ فَتَرْضَىَ * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىَ * وَوَجَدَكَ ضَآلاّ فَهَدَىَ * وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىَ * فَأَمّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ * وَأَمّا السّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ * وَأَمّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدّثْ{

13- آيات صرف الحرارة
بعض المرضى يعاني من حرارة في بدنه بسبب الحمى أو بسبب العين أو المس والسحر ، ولهذه الآيات أثر طيب مجرب في صرف تلك الحرارة وما يسببها .

}قُلْنَا يَنَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَمَا عَلَىَ إِبْرَاهِيمَ{ [الأنبياء:69]

}وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنّ كثيراً مّنْهُم مّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ{ [المائدة:64]

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ e كَانَ يُعَلِّمُهُمْ مِنَ الْحُمَّى وَمِنَ الأَوْجَاعِ كُلِّهَا أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ الْكَبِيرِ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ . رواه الترمذي0

14- آيات منع التهيج
تقرأ على من أبتلي بمس من جن عاشق أو سحر بسحر التهيج .

} وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْ أَشَدّ حُبّاً للّهِ وَلَوْ يَرَى الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنّ الْقُوّةَ للّهِ جَمِيعاً وَأَنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ{ [البقرة:165]

} وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الّذِينَ يَتّبِعُونَ الشّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً * يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً { [النساء:27-28]

} وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمّ مُوسَىَ فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلآ أَن رّبَطْنَا عَلَىَ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ { [القصص:10]

} وَرَاوَدَتْهُ الّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نّفْسِهِ وَغَلّقَتِ الأبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنّهُ رَبّيَ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنّهُ لاَ يُفْلِحُ الظّالِمُون * وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِهَا لَوْلآ أَن رّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السّوَءَ وَالْفَحْشَآءَ إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِين{[يوسف:23-24]

} قَالَ رَبّ السّجْنُ أَحَبّ إِلَيّ مِمّا يَدْعُونَنِيَ إِلَيْهِ وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُنّ أَصْبُ إِلَيْهِنّ وَأَكُن مّنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنّ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ { [يوسف: 33 – 34]

}وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِين{ [يوسف:30]

} وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ * أَإِنّكُمْ لَتَأْتُونَ الرّجَالَ شَهْوَةً مّن دُونِ النّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ { [النمل:54-55]

} سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَآ آيَاتٍ بَيّنَاتٍ لّعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ* الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ*الزّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ { [النور:1-3]

} وَالّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلَهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً { [الفرقان :68]

} إِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدّنْيَا وَالاَخِرَةِ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ { [النور:19]

}حُورٌ مّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنّ { [الرحمن:72-74]

} وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مّن قَبْلُ إِنّهُمْ كَانُواْ فِي شَكّ مّرِيبِ{ [سبأ:54]


‏ هواتف الـجــان



القصة الأولى " سبب اسلام سواد بن قارب وعمر ابن الخطاب " 1

القصة الثانية " سبب إسلام مازن بن العضوب " 2

القصة الثالثة" حرم الزنا ومنع منا القرار" 3

القصة الرابعة " غلام من الجن " 3

القصة الخامسة " خرج أحمد " 3

القصة السادسة " تنكس الصنم " 4

القصة السابعة " إسلام عباس بن مرداس " 4

القصة الثامنة " سبب اسلام رجال من خثعم " 5

القصة التاسعة " دعموص العرب " 5

القصة العشرة " عمرو بن معد يكرب " 6

القصة الحادية عشر " بني هند وهاتف الجن " 7

القصة الثانية عشر " الشيطان مسعر والعفريت سمج " 7

القصة الثالثة عشر " سعد بن عبادة وهاتف الجن " 8

القصة الرابعة عشر " تميم الداري وهاتف الجن " 8

القصة الخامسة عشر " مريض تعالجه الجن " 9

القصة السادسة عشر " سبب إسلام خزيمة بن فاتك الأسدي " 9

القصة السابعة عشر " رؤيا رقيقة بنت أبي صيفي " 10

القصة الثامنة عشر " محمدا المبعوث " 10

القصة التاسعة عشر " يا خرقاء يا خرقاء" 10

القصة العشرون " إسلام العوام بن جهيل " 10

القصة الحادية والعشرون " إسلام فدفد البكري " 11

القصة الثانية والعشرون " هاتف بأبي جعفر " 11



القصة الأولى " سبب اسلام سواد بن قارب وعمر ابن الخطاب "

قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا يحيى بن حجر بن النعمان الشامي حدثنا علي بن منصور الأنباري عن محمد بن عبدالرحمن الوقاصي عن محمد بن كعب القرظي قال بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم جالس إذ مر به رجل فقيل يا أمير المؤمنين أتعرف هذا المار قال ومن هذا قالوا هذا سواد بن قارب الذي أتاه رئيه بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأرسل إليه عمر فقال له أنت سواد بن قارب قال نعم قال فأنت على ما كنت عليه من كهانتك قال فغضب وقال ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت يا أمير المؤمنين فقال عمر يا سبحان الله ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك فأخبرني ما أنبأك رئيك بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم يا أمير المؤمنين بينما أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئي فضربني برجله وقال قم يا سواد بن قارب واسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته ثم أنشأ يقول

عجبت للجــــن وتطلابها * وشدها العيس بأقتـــــــابها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما صادق الجن ككذابها

فارحل إلى الصفوة من هاشم * ليس قداماها كأذنابها

قال قلت دعني أنام فأني أمسيت ناعسا قال فلما كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله وقال قم يا سواد بن قارب واسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل إنه بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته ثم أنشأ يقول:

عجبت للجــــــــــن وتحيارها * وشدها العيس بأكوارها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما مؤمنو الجن ككفارها

فارحل إلى الصفوة من هاشم * بين روابيها وأحجارها

قال قلت دعني أنام فإني أمسيت ناعسا فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله وقال قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته ثم أنشأ يقول

عجبت للجــن وتحساســــها * وشدها العيــس بأحلاسها

تهوي إلى مكة تبغــــي الهدى * ما خير الجن كأنجاسها

فارحل إلى الصفوة من هاشم * وآسم بعينيك إلى راسها

قال فقمت وقلت قد امتحن الله قلبي فرحلت ناقتي ثم أتيت المدينة يعني مكة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه فدنوت فقلت اسمع مقالتي يا رسول الله قال هات فأنشأت

أتاني نجيــي بعد هــــــــــــــــــــــــدء ورقدة * ولم يك فيما قد تلوت بكاذب

ثلاث ليــال قوله كل ليلة * أتاك رسول من لـــــــــــــــــــــــــؤي بن غالب

فشمرت عن ذيلي الأزار ووسطت * بي الدعلب الوجناء غبر السباسب

فأشهد أن اللـــــــــه لا شيء غيره * وأنك مأمــــــــــون على كل غالب

وأنك أدــــــــــــنى المرسلين وسيلة * إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب

فمرنا بمــــا يأتيك يا خير من مشى * وإن كان فيما جاء شيب الذوائب

وكن لي شـــــــفيعا يوم لا ذو شفاعة * سواك بمغن عن سواد بن قارب

قال ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمقالتي فرحا شديدا حتى رؤى الفرح في وجوههم قال فوثب إليه عمر بن الخطاب فالتزمه وقال قد كنت أشتهي أن أسمع هذا الحديث منك فهل يأتيك رئيك اليوم قال أما منذ قرأت القرآن فلا ونعم العوض كتاب الله من الجن ثم قال عمر كنا يوما في حي من قريش يقال لهم آل ذريح وقد ذبحوا عجلا لهم والجزار يعالجه إذ سمعنا صوتا من جوف العجل ولا نرى شيئا قال يا آل ذريح أمر نجيح صائح يصيح بلسان فصيح يشهد أن لاإله إلا الله وهذا منقطع من هذا الوجه ويشهد له رواية البخاري وقد تساعدوا على أن السامع الصوت من العجل هو عمر بن الخطاب والله أعلم .



وفي رواية عن عمر رضي الله عنه قال: كنت جالسا مع أبي جهل وشيبة ابن ربيعة، فقال أبو جهل: يا معشر قريش! إن محمدا قد شتم آلهتكم وسفه أحلامكم وزعم أن من مضى من آبائكم يتهافتون في النار، ألا! ومن قتل محمدا فله علي مائة ناقة حمراء وسوداء وألف أوقية من فضة! فخرجت متقلدا السيف متنكبا كنانتي أريد النبي صلى الله عليه وسلم، فمررت على عجل يذبحونه فقمت أنظر إليهم، فإذا صائح يصيح، من جوف العجل يا آل ذريح أمر نجيح رجل يصيح بلسان فصيح، يدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فعلمت أنه أرادني، ثم مررت بغنم فإذا هاتف يهتف يقول:

يا أيها الناس ذوو الأجسام* ما أنتم وطائش الأحلام

ومسـندوا الحكم إلى الأصنام* فكلكـم أراه كالأنعام

أما ترون ما أرى أمامي*من ساطع يجلو دجى الظلام

قد لاح للناظر من تهــام* أكــرم به لله من إمام

قد جاء بعد الكفر بالإسلام* والبر والصلات للأرحام

فقلت: والله ما أراه إلا أرادني، ثم مررت بالضمار (بالضمار: ضمار: صنم عبده العباس بن مرداس السلمي ورهطه) فإذا هاتف من جوفه:

ترك الضمار وكان يعبد وحده* بعد الصلاة مع النبي محمد

إن الذي ورث النبوة والهدى* بعد ابن مريم من قريش مهتد

سيقول من عبد الضمار ومثله* ليت الضمار ومثله لم يعبد

فاصبر أبا حفص فإنك آمن* يأتيك عز غير عز بني عدي

لا تعجلن فأنت ناصر دينه* حقا يقينا باللسان وباليد

فوالله لقد علمت أنه أرادني! فجئت حتى دخلت على أختي فإذا خباب ابن الأرت عندها وزوجها! فقال خباب: ويحك يا عمر! أسلم، فدعوت بالماء فتوضأت ثم خرجت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: قد استجيب لي فيك يا عمر! أسلم، فأسلمت وكنت رابع أربعين رجلا ممن أسلم، ونزلت (ياأيها النبي حسبك الله ومن تبعك من المؤمنين).



القصة الثانية " سبب إسلام مازن بن العضوب "

وقال أبو نعيم في كتاب دلائل النبوة حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر حدثنا عبدالرحمن بن الحسن علي بن حرب حدثنا أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن عبدالله العماني قال كان منا رجل يقال له مازن بن العضوب يسدن صنما بقرية يقال لها سمايا من عمان وكانت تعظمه بنو الصامت وبنو حطامة ومهرة وهم أخوال مازن أمه زينب بنت عبدالله بن ربيعة بن خويص أحد بني نمران قال مازن فعترنا يوما عند الصنم عتيرة وهي الذبيحة فسمعت صوتا من الصنم يقول يا مازن اسمع تسر ظهر خير وبطن شر بعث نبي من مضر بدين الله الأكبر فدع نحيتا من حجر تسلم من حر سقر قال ففزعت لذلك فزعا شديدا ثم عترنا بعد أيام عتيرة أخرى فسمعت صوتا من الصنم يقول أقبل إلي أقبل تسمع ما لا تجهل هذا نبي مرسل جاء بحق منزل فآمن به كي تعدل عن حر نار تشعل وقودها الجندل قال مازن فقلت إن هذا لعجب وإن هذا لخير يراد بي وقدم علينا رجل من الحجاز فقلت ما الخبر وراءك فقال ظهر رجل يقال له أحمد يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله فقلت هذا نبأ ما سمعت فثرت إلى الصنم فكسرته جذاذا وركبت راحلتي حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرح الله صدري للإسلام فأسلمت وقلت:

كســرت باجرا أجذاذا وكان لنا * ربا نطيف به ضلا بتضلا

فالهاشمي هدانا من ضلالتنا * ولم يكن دينه مني على بال

يا راكبا بلغن عمرا وأخوتها * إني لمن قال ربي باجر قالي

يعني يعمرو الصامت واخوتها حطامة فقلت يا رسول الله إني امرؤ مولع بالطرب وباللهو مع النساء وشرب الخمر وألحت علينا السنون فاذهبن الأموال واهزلن السراري وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد ويأتينا بالحيا ويهب لي ولدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن وبالحرام الحلال وبالإثم وبالعهر عفة وآته بالحيا وهب له ولدا قال فاذهب الله عني ما أجد واخصبت عمان وتزوجت أربع حرائر وحفظت شطر القرآن ووهب لي حيان بن مازن وأنشأ يقول:



إليك رسول الله خبت مطيتي * تجوب الفيافي من عمان إلى العــرج

لتشفع لي يا خير من وطىء الحصى * فيغفر لي ربي فأرجع بالفلـج

إلى معشر خالفت في الله دينهم * فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي

وكنت امرءا بالخمر والعهر مولعا * شبابي حتى آذن الجسم بالنهج

فبدلني بالخمر خوفا وخشية * وبالعهر إحصانا فحصن لــــــي فرجي

فأصبحت همي في الجهاد ونيتي * فلله ما صومي ولله ما حجــــــــي



قال فلما أتيت قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرا لهم فهجاني فقلت إن رددت عليه فإنما أهجو نفسي فرحلت عنهم فأتتني منهم زلفة عظيمة وكنت القيم بأمورهم فقالوا يا ابن عم عبنا عليك أمرا وكرهنا ذلك فإن أبيت ذلك فارجع وقم بأمورنا وشأنك وما تدين فرجعت معهم وقلت :

لبغضكم عندنا مر مذاقته * وبغضنا عندكم يا قومنا لبن

لا يفطن الدهر إن بثت معائبكم * وكلكم حين يثني عيبنا فطن

شاعرنا مفحم عنكم وشاعركم * في حدبنا مبلغ في شتمنا لسن

ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر * وفي قلوبكم البغضاء والإحن

قال مازن فهداهم الله بعد إلى الاسلام جميعا



القصة الثالثة" حرم الزنا ومنع منا القرار"

وروى الحافظ أبو نعيم من حديث عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله قال إن أول خبر كان بالمدينة بمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة بالمدينة كان لها تابع من الجن فجاء في صورة طائر أبيض فوقع على حائط لهم فقالت له لم لا تنزل إلينا فتحدثنا ونحدثك وتخبرنا ونخبرك فقال لها إنه قد بعث نبي بمكة حرم الزنا ومنع منا القرار .



وقال الواقدي حدثني عبدالرحمن بن عبدالعزيز عن الزهري عن علي بن الحسين قال إن أول خبر قدم المدينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان امرأة تدعى فاطمة كان لها تابع فجاءها ذات يوم فقام على الجدار فقالت ألا تنزل فقال لا إنه قد بعث الرسول الذي حرم الزنا .

وأرسله بعض التابعين أيضا وسماه بابن لوذان وذكر أنه كان قد غاب عنها مدة ثم لما قدم عاتبته فقال إني جئت الرسول فسمعته يحرم الزنا فعليك السلام .



وقال الواقدي حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال قال عثمان بن عفان

خرجنا في عسير إلى الشام قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كنا بأفواه الشام وبها كاهنة فتعرضتنا فقالت أتاني صاحبي فوقف على بابي فقلت ألا تدخل فقال لا سبيل إلى ذلك خرج أحمد وجاء أمر لا يطاق ثم انصرفت فرجعت إلى مكة فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة يدعو إلى الله عز وجل.



و قال الواقدي حدثني محمد بن عبدالله الزهري قال كان الوحي يسمع فلما كان الإسلام منعوا وكانت امرأة من بني أسد يقال لها سعيرة لها تابع من الجن فلما رأى الوحي لا يستطاع أتاها فدخل في صدرها فضج في صدرها فذهب عقلها فجعل يقول من صدرها وضع العناق ومنع الرفاق وجاء أمر لا يطاق وأحمد حرم الزنا .



القصة الرابعة " غلام من الجن "

وقال الحافظ أبو بكر الخرائطي حدثنا عبدالله بن محمد البلوي بمصر حدثنا عمارة بن زيد حدثنا عيسى بن يزيد عن صالح بن كيسان عمن حدثه عن مرداس بن قيس السدوسي قال حضرت النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرت عنده الكهانة وما كان من تغييرها عند مخرجه فقلت يا رسول الله قد كان عندنا في ذلك شيء أخبرك أن جارية منا يقال لها الخلصة لم يعلم عليها إلا خيرا إذا جاءتنا فقالت يا معشر دوس العجب العجب لما أصابني هل علمتم إلا خيرا قلنا وما ذاك قالت إني لفي غنمي إذ غشيتني ظلمة ووجدت كحس الرجل مع المرأة فقد خشيت أن أكون قد حبلت حتى إذا دنت ولادتها وضعت غلاما أغضف له أذنان كأذني الكلب فمكث فينا حتى أنه ليلعب مع الغلمان إذ وثب وثبة وألقى إزاره وصاح بأعلى صوته وجعل يقول يا ويلة يا ويلة يا عولة يا عولة يا ويل غنم يا ويل فهم من قابس النار الخيل والله وراء العقبة فيهن فتيان حسان نجبة قال فركبنا وأخذنا للأداة وقلنا يا ويلك ما ترى فقال هل من جارية طامث فقلنا ومن لنا بها فقال شيخ منا هي والله عندي عفيفة الأم فقلنا فعجلها فأتى بالجارية وطلع الجبل وقال للجارية اطرحي ثوبك واخرجي في وجوههم وقال للقوم اتبعوا أثرها وقال لرجل منا يقال له أحمد بن حابس يا أحمد بن حابس عليك أول فارس فحمل أحمد فطعن أول فارس فصرعه وانهزموا فغنمناهم قال فابتنينا عليهم بيتا وسميناه ذا الخلصة وكان لا يقول لنا شيئا إلا كان كما يقول حتى إذا كان مبعثك يا رسول الله قال لنا يوما يا معشر دوس نزلت بنوا الحارث بن كعب فركبنا فقال لنا أكدسوا الخيل كدسا أحشوا القوم رمسا أنفوهم غدية واشربوا الخمر عشية قال فلقيناهم فهزمونا وغلبونا فرجعنا إليه فقلنا ما حالك وما الذي صنعت بنا فنظرنا إليه وقد احمرت عيناه وانتصبت أذناه وانبرم غضبانا حتى كاد أن ينفطر وقام فركبنا واغتفرنا هذه له ومكثنا بعد ذلك حينا ثم دعانا فقال هل لكم في غزوة تهب لكم عزا وتجعل لكم حرزا ويكون في أيديكم كنزا فقلنا ما أحوجنا إلى ذلك فقال اركبوا فركبنا فقلنا ما تقول فقال بنو الحارث بن مسلمة ثم قال قفوا فوقفنا ثم قال عليكم بفهم ثم قال ليس لكم فيهم دم عليكم بمضرهم أرباب خيل ونعم ثم قال لا رهط دريد بن الصمة قليل العدد وفي الذمة ثم قال لا ولكن عليكم بكعب بن ربيعة وأسكنوها ضيعة عامر بن صعصعة فليكن بهم الوقيعة قال فلقيناهم فهزمونا وفضحونا فرجعنا وقلنا ويلك ماذا تصنع بنا قال ما أدري كذبني الذي كان يصدقني أسجنوني في بيتي ثلاثا ثم ائتوني ففعلنا به ذلك ثم أتيناه بعد ثالثة ففتحنا عنه فإذا هو كأنه حجرة نار فقال يا معشر دوس حرست السماء وخرج خير الأنبياء قلنا أين قال بمكة وأنا ميت فادفنوني في رأس جبل فإني سوف أضطرم نارا وإن تركتموني كنت عليكم عارا فإذا رأيتم اضطرامي وتلهبي فاقذفوني بثلاثة أحجار ثم قولوا مع كل حجر بسمك اللهم فإني أهدى وأطفى قال وإنه مات فاشتعل نار ففعلنا به ما أمر وقد قذفناه بثلاثة أحجار نقول مع كل حجر بسمك اللهم فخمد وطفى وأقمنا حتى قدم علينا الحاج فأخبرونا بمبعثك يا رسول الله غريب جدا .



القصة الخامسة " خرج أحمد "

وروى الواقدي عن أبيه عن ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن النضر بن سفيان الهذلي عن أبيه قال خرجنا في عير لنا إلى الشام فلما كنا بين الزرقا ومعان قد عرسنا من الليل فإذا بفارس يقول وهو بين السماء والأرض أيها النيام هبوا فليس هذا بحين رقاد قد خرج أحمد فطردت الجن كل مطرد ففزعنا ونحن رفقة حزورة كلهم قد سمع بهذا فرجعنا إلى أهلنا فإذا هم يذكرون اختلافا بمكة بين قريش في نبي قد خرج فيهم من بني عبدالمطلب اسمه أحمد ذكره أبو نعيم .

القصة السادسة " تنكس الصنم "

وقال الخرائطي حدثنا عبدالله بن محمد البلوي بمصر حدثنا عمارة بن زيد حدثني عبدالله بن العلاء حدثني يحيى بن عروة عن أبيه أن نفرا من قريش منهم ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وزيد بن عمرو بن نفيل وعبدالله بن جحش بن رئاب وعثمان بن الحويرث كانوا عند صنم لهم يجتمعون إليه قد اتخذوا ذلك اليوم من كل سنة عيدا كانوا يعظمونه وينحرون له الجزور ثم يأكلون ويشربون الخمر ويعكفون عليه فدخلوا عليه في الليل فرأوه مكبوبا على وجهه فأنكروا ذلك فأخذوه فردوه إلى حاله فلم يلبث أن انقلب انقلابا عنيفا فأخذوه فردوه إلى حاله فانقلب الثالثة فلما رأوا ذلك اغتموا له وأعظموا ذلك فقال عثمان بن الحويرث ماله قد أكثر التنكس إن هذا لأمر قد حدث وذلك في الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل عثمان يقول

أيا صنم العيد الذي صف حوله * صناديد وفد من بعيد ومن قرب

تنكست مغلــوبا فما ذاك قل لنا * أذاك ســـفيه أم تنكست للعتب

فإن كان من ذنب أتينــا فإننا * نبـــوء بأقرار ونلوي عن الذنب

وإن كنت مغلوبا ونكست صاغرا * فما أنت في الأوثان بالسيد الرب

قال فأخذوا الصنم فردوه إلى حاله فلما استوى هتف بهم هاتف من الصنم بصوت جهير وهو يقول

تردى لمولود أنارت بنوره * جميع فجاج الأرض في الشرق والغرب

وخرت له الأوثان طرا وأرعدت * قلوب ملوك الأرض طرا من الرعب

ونار جميع الفرس باخت وأظلمت * وقد بات شاه الفرس في أعظم الكرب

وصدت عن الكهان بالغيب جنهــــــــا * فلا مخبر عنهــــــم بحق ولا كذب

فيا لقصي ارجعوا عن ضلالكم * وهبوا إلى الإسلام والمنزل الرحب

قال فلما سمعوا ذلك خلصوا نجيا فقال بعضهم لبعض تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض فقالوا أجل فقال لهم ورقة بن نوفل تعلمون والله ما قومكم على دين ولقد اخطئوا الحجة وتركوا دين ابراهيم ما حجر تطيفون به لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع ولا يضر يا قوم التمسوا لأنفسكم الدين قال فخرجوا عند ذلك يضربون في الأرض ويسألون عن الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام فأما ورقة بن نوفل فتنصر وقرأ الكتب حتى علم علما وأما عثمان بن الحويرث فسار إلى قيصر فتنصر وحسنت منزلته عنده وأما زيد بن عمرو بن نفيل فأراد الخروج فحبس ثم إنه خرج بعد ذلك فضرب في الأرض حتى بلغ الرقة من أرض الجزيرة فلقي بها راهبا عالما فأخبره بالذي يطلب فقال له الراهب إنك لتطلب دينا ما تجد من يحملك عليه ولكن قد أظلك زمان نبي يخرج من بلدك يبعث بدين الحنيفية فلما قال له ذلك رجع يريد مكة فغارت عليه لخم فقتلوه وأما عبدالله بن جحش فأقام بمكة حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج مع من خرج إلى أرض الحبشة فلما صار بها تنصر وفارق الإسلام فكان بها حتى هلك هنالك نصرانيا .



القصة السابعة " إسلام عباس بن مرداس "

وقد قال الخرائطي حدثنا أحمد بن اسحاق بن صالح أبو بكر الوراق عن ،،، عن العباس بن مرداس أنه كان يعر في لقاح له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بياض مثل اللبن فقال يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء قد كفت أحراسها وأن الحرب تجرعت أنفاسها وأن الخيل وضعت أحلاسها وأن الذي نزل بالبر والتقوى يوم الإثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة القصوى.



قال فرجعت مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت حتى جئت وثنا لنا يدعى الضماد وكنا نعبده ونكلم من جوفه فكنست ما حوله ثم تمسحت به وقبلته فإذا صائح من جوفه يقول:

قل للقبائل من سليم كلهــــا * هلك الضماد وفاز أهل المسـجد

هـــــلـك الضماد وكان يعبد مرة * قبل الصلاة مع النبي محمد

إن الـذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتد

قال فخرجت مرعوبا حتى أتيت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر وخرجت في ثلاثمائة من قومي بني حارثة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة فدخلنا المسجد فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي يا عباس كيف كان اسلامك فقصصت عليه القصة قال فسر بذلك وأسلمت أنا وقومي ورواه الحافظ أبو نعيم في الدلائل من حديث أبي بكر بن أبي عاصم عن عمرو بن عثمان به ثم رواه أيضا من طريق الأصمعي حدثني الوصافي عن منصور بن المعتمر عن قبيصة بن عمرو بن اسحاق الخزاعي عن العباس بن مرداس السلمي قال أول اسلامي أن مرداسا أبى لما حضرته الوفاة أوصاني بصنم له يقال ضماذ فجعلته في بيت وجعلت آتيه كل يوم مرة فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم سمعت صوتا مرسلا في جوف الليل راعني فوثبت إلى ضماد مستغيثا وإذا بالصوت من جوفه وهو يقول:

قل للقبيلة من سليم كلها * هلك الأنيس وعاش أهل المسجـد

أودى ضماد وكان يعبد مرة * قبل الكتـــــــاب إلى النبي محمد

إن الذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن ـمريم من قريش مهتد

قال فكتمته الناس فلما رجع الناس من الأحزاب بينا أنا في ابلي بطرف العقيق من ذات عرق راقدا سمعت صوتا وإذا برجل على جناح نعامة وهو يقول النور الذي وقع ليلة الثلاثاء مع صاحب الناقة العضباء في ديار اخوان بني العنقاء فأجابه هاتف من شماله وهو يقول:

بشر الجن وابلاسها * إن وضعت المطي أحلاسها

وكلأت السماء أحراسها

قال فوثبت مذعورا وعلمت أن محمدا مرسل فركبت فرسي واحتثثت السير حتى انتهيت إليه فبايعته ثم انصرفت إلى ضماد فأحرقته بالنار ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشدته شعرا أقول فيه:

لعمرك أنـــي يـــــــوم أجعل جاهلا * ضمــــــــادا لرب العالمين مشاركا

وتركي رســــــول الله والأوس حوله * أولئــــــــــك أنصار له ما أولئكا

كتارك سهل الأرض والحزن يبتغي * ليسلك في وعث الأمور المسالكا

فآمنت بالله الذي أنا عبــــــــــــــــده * وخالفت من أمسى يريد المهالكا

ووجهت وجهي نحو مكة قاصـــدا * أبايـــــــــع نبي الأكرمين المباركا

نبي أتانا بعد عيسى بناطـــــــــق * من الحق فيــــــه الفصل فيه كذلكا

أمين على القـــــــــرآن أول شافع * وأول مبعوث يجــــــــيب الملائكا

تلافى عرى الإسلام بعد انتقاضها * فأحكمها حتى أقام المناسكا

عنيتك يا خير البرية كلها * توسطت في الفرعين والمجد مالكا

وأنت المصفى من قريش إذا سمت * على ضمرها تبقى القرون المباركا

إذا انتسب الحيان كعب ومالك * وجدناك محضا والنساء العواركا



القصة الثامنة " سبب اسلام رجال من خثعم "

قال الخرائطي وحدثنا عبدالله بن محمد البلوي بمصر حدثنا عمارة بن زيد حدثنا اسحاق بن بشر وسلمة بن الفضل عن محمد بن اسحاق حدثني شيخ من الأنصار يقال له عبدالله بن محمود من آل محمد بن مسلمة قال بلغني أن رجالا من خثعم كانوا يقولون ان مما دعانا إلى الإسلام انا كنا قوما نعبد الأوثان فبينا نحن ذات يوم عند وثن لنا إذ أقبل نفر يتقاضون إليه يرجون الفرج من عنده لشيء شجر بينهم إذ هتف بهم هاتف يقول

يا أيها الناس ذوو الأجسام * من بين أشياخ إلى غلام

ما أنتم وطائش الأحلام * ومسند الحكم إلى الأصنام

أكلكم في حيرة نيام * أم لا ترون ما الذي أمامي

من ساطع يجلو دجى الظلام * قد لاح للناظر من تهام

ذاك نبي سيد الأنام * قد جاء بعد الكفر بالإسلام

أكرمه الرحمن من إمام * ومن رسول صادق الكلام

أعدل ذي حكم من الأحكام * يأمر بالصلاة والصيام

والبر والصلات للأرحام * ويزجر الناس عن الآثام

والرجس والأوثان والحرام * من هاشم في ذروة السنام

مستعلنا في البلد الحرام



قال فلما سمعنا ذلك تفرقنا عنه وآتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمنا



القصة التاسعة " دعموص العرب "

وقال الخرائطي حدثنا عبدالله البلوي حدثنا عمارة حدثني عبيدالله بن العلاء حدثنا محمد بن عكبر عن سعيد بن جبير أن رجلا من بني تميم يقال له رافع بن عمير وكان أهدى الناس للطريق وأسراهم بليل وأهجمهم على هول وكانت العرب تسميه لذلك دعموص العرب لهدايته وجراوته على السير فذكر عن بدء إسلامه قال إني لأسير برمل عالج ذات ليلة إذ غلبني النوم فنزلت عن راحلتي ونختها وتوسدت ذراعها ونمت وقد تعوذت قبل نومي فقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن من أن أوذى أو أهاج فرأيت في منامي رجلا شابا يرصد ناقتي وبيده حربة يريد أن يضعها في نحرها فانتبهت لذلك فزعا فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا فقلت هذا حلم ثم عدت فغفوت فرأيت في منامي مثل رؤياي الأولى فانتبهت فدرت حول ناقتي فلم أر شيئا وإذا ناقتي ترعد ثم غفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فرأيت ناقتي تضطرب والتفت فإذا أنا برجل شاب كالذي رأيت في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يرده عنها وهو يقول

يا مالك بن مهلهل بن دثار * مهلا فدى لك مئزري وإزاري

عن ناقة الأنسي لا تعرض لها * واختر بها ما شئت من أثواري

ولقد بدا لي منك ما لم أحتسب * ألا رعيت قرابتي وذماري

تسمو إليه بحربة مسمومة * تبا لفعلك يا أبا الغفار

لولا الحياء وأن أهلك جيرة * لعلمت ما كشفت من أخباري

قال فأجابه الشاب وهو يقول

أأردت أن تعلو وتخفض ذكرنا *في غير مزرية أبا العيزار

ما كان فيهم سيد فيما مضى * إن الخيار همو بنو الأخيار

فاقصد لقصدك يا معكبر إنما * كان المجير مهلهل بن دثار

قال فبينما هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى قم يا ابن أخت فخذ أيها شئت فداء لناقة جاري الأنسي فقام الفتى فأخذ منها ثورا وانصرف ثم التفت إلى الشيخ فقال يا هذا إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل أعوذ بالله رب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها قال فقلت له ومن محمد هذا قال نبي عرب لا شرقي ولا غربي بعث يوم الإثنين قلت وأين مسكنه قال يثرب ذات النخل قال فركبت راحلتي حين برق لي الصبح وجددت السير حتى تقحمت المدينة فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني بحديث قبل أن أذكر له منه شيئا ودعاني إلى الاسلام فأسلمت قال سعيد بن جبير وكنا نرى أنه هو الذي أنزل الله فيه وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وروى الخرائطي من طريق ابراهيم بن اسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة عن داود بن الحسين عن عكرمة عن ابن عباس عن علي قال إذا كنت بواد تخاف السبع فقل أعوذ بدانيال والجب من شر الأسد وروى البلوى عن عمارة بن زيد عن ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق حدثني يحيى بن عبدالله بن الحارث عن أبيه عن ابن عباس قصة قتال علي الجن بالبئر ذات العلم

التي بالجحفة حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقي لهم الماء فأرادوا منعه وقطعوا الدلو فنزل إليهم وهي قصة مطولة منكرة جدا والله أعلم



القصة العشرة " عمرو بن معد يكرب "

وقال الخرائطي حدثني أبو الحارث محمد بن مصعب الدمشقي وغيره حدثنا سليمان بن بنت شرحبيل الدمشقي حدثنا عبدالقدوس بن الحجاج حدثنا خالد بن سعيد عن الشعبي عن رجل قال كنت في مجلس عمر بن الخطاب وعنده جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتذاكرون فضائل القرآن فقال بعضهم خواتيم سورة النحل وقال بعضهم سورة يس وقال علي فأين أنتم عن فضيلة آية الكرسي أما إنها سبعون كلمة في كل كلمة بركة قال وفي القوم عمرو بن معدي كرب لا يحير جوابا فقال أين أنتم عن بسم الله الرحمن الرحيم فقال عمر حدثنا يا أبا ثور قال بينا أنا في الجاهلية إذ جهدني الجوع فأقحمت فرسي في البرية فما أصبت الا بيض النعام فبينا أنا أسير إذا أنا بشيخ عربي في خيمة وإلى جانبه جارية كأنها شمس طالعة ومعه غنيمات له فقلت له استأسر ثكلتك أمك فرفع رأسه إلي وقال يا فتى إن أردت قرى فانزل وإن أردت معونة اعناك فقلت له أستأسر فقال

عرضنا عليك النزل منا تكرما * فلم ترعوي جهلا كفعل الأشائم

وجئت ببهتان وزور ودون ما * تمنيته بالبيض حز الغلاصم

قال ووثب إلي وثبة وهو يقول بسم الرحمن الرحمن الرحيم فكأني مثلت تحته ثم قال اقتلك أم أخلي عنك قلت بل خل عني قال فخلى عني ثم إن نفسي جاذبتني بالمعاودة فقلت استأسر ثكلتك أمك فقال

ببسم الله والرحمن فزنا * هنالك والرحيم به قهرنا

وما تغني جلادة ذي حفاظ * إذا يوما لمعركة برزنا

ثم وثب لي وثبة كأني مثلت تحته فقال أقتلك أم أخلي عنك قال قلت بل خل عني فخلى عني فانطلقت غير بعيد ثم قلت في نفسي يا عمرو أيقهرك هذا الشيخ والله للموت خير لك من الحياة فرجعت إليه فقلت له استأسر ثكلتك أمك فوثب إلي وثبة وهو يقول بسم الله الرحمن الرحيم فكأني مثلت تحته فقال أقتلك أم أخلي عنك قلت بل خل عني فقال هيهات يا جارية إئتني بالمدية فأتته بالمدية فجز ناصيتي وكانت العرب إذا ظفرت برجل فجزت ناصيته استعبدته فكنت معه أخدمه مدة ثم إنه قال يا عمرو أريد أن تركب معي البرية وليس بي منك وجل فإني ببسم الله الرحمن الرحيم لواثق قال فسرنا حتى أتينا واديا أشبا مهولا مغولا فنادى بأعلى صوته بسم الله الرحمن الرحيم فلم يبق طير في وكره إلا طار ثم أعاد القول فلم يبق سبع في مربضه إلا هرب ثم أعاد الصوت فإذا نحن بحبشي قد خرج علينا من الوادي كالنخلة السحوق فقال لي ياعمرو إذ رأيتنا قد اتحدنا فقل غلبه صاحبي بسم الله الرحمن الرحيم قال فلما رأيتهما قد اتحدا قلت غلبه صاحبي باللات والعزى فلم يصنع الشيخ شيئا فرجع إلي وقال قد علمت أنك قد خالفت قولي قلت أجل ولست بعائد فقال إذا رأيتنا قد اتحدنا فقل غلبه صاحبي ببسم الله الرحمن الرحيم فقلت أجل فلما رأيتهما قد اتحدا قلت غلبه صاحبي ببسم الله الرحمن الرحيم فاتكأ عليه الشيخ فبعجه بسيفه فاشتق بطنه فاستخرج منه شيئا كهيئة القنديل الأسود ثم قال يا عمرو هذا غشه وغله ثم قال أتدري من تلك الجارية قلت لا قال تلك الفارعة بنت السليل الجرهمي من خيار الجن وهؤلاء أهلها بنو عمها يغزونني منهم كل عام رجل ينصرني الله عليه ببسم الله الرحمن الرحيم ثم قال قد رأيت ما كان مني إلى الحبشي وقد غلب علي الجوع فائتني بشيء آكله فأقحمت بفرسي البرية فما أصبت الا بيض النعام فأتيته به فوجدته نائما وإذا تحت رأسه شيء كهيئة الحشبة فاستللته فإذا هو سيف عرضه شبر في سبعةأشبار فضربت ساقيه ضربة أبنت الساقين مع القدمين فاستوى على قفا ظهره وهو يقول قاتلك الله ما أغدرك يا غدار قال عمر ثم ماذا صنعت قلت فلم أزل أضربه بسيفي حتى قطعته إربا إربا قال فوجم لذلك ثم أنشأ يقول

بالغدر نلت أخا الإسلام عن كثب * ما إن سمعت كذا في سالف العرب

والعجم تأنف مما جئته كرما * تبا لما جئته في السيد الأرب

إني لأعجب أني نلت قتلته * أم كيف جازاك عند الذنب لم تنب

قرم عفا عنك مرات وقد علقت * بالجسم منك يداه موضع العطب

لو كنت آخذ في الإسلام ما فعلوا * في الجاهلية أهل الشرك والصلب

إذا لنالتك من عدلي مشطبة * تدعو لذائقها بالويل والحرب

قال ثم ما كان من حال الجارية قلت ثم إني أتيت الجارية فلما رأتني قالت ما فعل الشيخ قلت قتله الحبشي فقالت كذبت بل قتلته أنت بغدرك ثم أنشأت تقول

يا عين جودي للفارس المغوار * ثم جودي بواكفات غزار

لا تملي البكاء إذ خانك الدهر * بواف حقيقة صبار

وتقي وذي وقار وحلم * وعديل الفخار يوم الفخار

لهف نفسي على بقائك عمرو * أسلمتك الأعمار للأقدار

ولعمري لو لم ترمه بغدر * رمت ليثا كصارم بتار

قال فأحفظني قولها فاستللت سيفي ودخلت الخيمة لأقتلها فلم أر في الخيمة أحدا فاستقت الماشية وجئت إلى أهلي وهذا أثر عجيب والظاهر أن الشيخ كان من الجان وكان ممن أسلم وتعلم القرآن وفيما تعلمه بسم الله الرحمن الرحيم وكان يتعوذ بها .



القصة الحادية عشر " النجاشي وورقة بن نوفل "

وقال الخرائطي حدثنا عبدالله بن محمد البلوى حدثنا عمارة بن زيد قال حدثني عبدالله بن العلاء عن هشام بن عروة عن أبيه عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت كان زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل يذكران أنهما أتيا النجاشي بعد رجوع أبرهة من مكة قالا فلما دخلنا عليه قال لنا أصدقاني أيها القرشيان هل ولد فيكم مولود أراد أبوه ذبحه فضرب عليه بالقداح فسلم ونحرت عنه ابل كثيرة قلنا نعم قال فهل لكما علم به ما فعل قلنا تزوج امرأة يقال لها آمنة بنت وهب تركها حاملا وخرج قال فهل تعلمان ولد أم لا قال ورقة بن نوفل أخبرك أيها الملك أني ليلة قد بت عند وثن لنا كنا نطيف به ونعبده إذ سمعت من جوفه هاتفا يقول

ولد النبي فذلت الأملاك * ونأى الضلال وأدبر الإشراك

ثم انتكس الصنم على وجهه فقال زيد بن عمرو بن نفيل عندي كخبره أيها الملك قال هات قال أنا في مثل هذه الليلة التي ذكر فيها حديثه خرجت من عند أهلي وهم يذكرون حمل آمنة حتى أتيت جبل أبي قبيس أريد الخلو فيه لأمر رابني إذ رأيت رجلا نزل من السماء له جناحان أخضران فوقف على أبي قبيس ثم أشرف على مكة فقال ذل الشيطان وبطلت الأوثان ولد الأمين ثم نشر ثوبا معه وأهوى به نحو المشرق والمغرب فرأيته قد جلل ما تحت السماء وسطع نور كاد أن يختطف بصري وهالني ما رأيت وخفق الهاتف بجناحيه حتى سقط على الكعبة فسطع له نور أشرقت له تهامة وقال ذكت الأرض وأدت ربيعها وأومأ إلى الأصنام التي كانت على الكعبة فسقطت كلها قال النجاشي ويحكما أخبركما عما أصابني إني لنائم في الليلة التي ذكرتما في قبة وقت خلوتي إذ خرج علي من الأرض عنق ورأس وهو يقول حل الويل بأصحاب الفيل رمتهم طير أبابيل بحجارة من سجيل هلك الأشرم المعتدي المجرم وولد النبي الأمي المكي الحرمي من أجابه سعد ومن أباه عتد ثم دخل الأرض فغاب فذهبت أصيح فلم أطق الكلام ورمت القيام فلم أطق القيام فصرعت القبة بيدي فسمع بذلك أهلي فجاؤني فقلت أحجبوا عني الحبشة فحجبوهم عني ثم أطلق عن لساني ورجلي.



وسيأتي إن شاء الله تعالى في قصة المولد رؤيا كسرى في سقوط أربع عشرة شرافة من إيوانه وخمود نيرانه ورؤيا موئذانه وتفسير سطيح لذلك على يدي عبد المسيح.



القصة الحادية عشر " بني هند وهاتف الجن "

وروى الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخه في ترجمة الحارث بن هانىء بن المدلج بن المقداد بن زمل بن عمرو العذري عن أبيه عن جده عن أبيه عن زمل بن عمرو العذري قال كان لبني عذرة صنم يقال له حمام وكانوا يعظمونه وكان في بني هند بن حرام بن ضبة بن عبد بن كثير بن عذرة وكان سادنه رجلا يقال له طارق وكانوا يعترون عنده فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعنا صوتا يقول يا بني هند بن حرام ظهر الحق وأودى صمام ودفع الشرك الإسلام قال ففزعنا لذلك وهالنا فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا وهو يقول يا طارق يا طارق بعث النبي الصادق بوحي ناطق صدع صادع بأرض تهامة لناصريه السلامة ولخاذليه الندامة هذا الوداع مني إلى يوم القيامة قال زمل فوقع الصنم لوجهه قال فابتعت راحلة ورحلت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع نفر من قومي وأنشدته شعرا قلته

إليك رسول الله أعملت نصها * وكلفتها حزنا وغورا من الرمل

لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا * وأعقد حبلا من حبالك في حبلي

وأشهد أن الله لا شيء غيره * أدين به ما أثقلت قدمي نعلي

قال فأسلمت وبايعته وأخبرناه بما سمعنا فقال ذاك من كلام الجن ثم قال يا معشر العرب إني رسول الله إليكم وإلى الأنام كافة أدعوهم إلى عبادة الله وحده وإني رسوله وعبده وأن تحجوا البيت وتصوموا شهرا من إثني عشر شهرا وهو شهر رمضان فمن أجابني فله الجنة نزلا ومن عصاني كانت النار له منقلبا قال فأسلمنا وعقد لنا لواء وكتب لنا كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله لزمل بن عمرو ومن أسلم معه خاصة إني بعثته إلى قومه عامدا فمن أسلم ففي حزب الله ورسوله ومن أبى فله أمان شهرين شهد علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري ثم قال ابن عساكر غريب جدا.



القصة الثانية عشر " الشيطان مسعر والعفريت سمج "

وقال سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في مغازيه حدثني محمد بن سعيد يعني عمه قال قال محمد بن المنكدر إنه ذكر لي عن ابن عباس قال هتف هاتف من الجن على أبي قبيس فقال

قبح الله رأيكم آل فهر * ما أدق العقول والأفهام

حين تعصى لمن يعيب عليها * دين آبائها الحماة الكرام

حالف الجن جن بصرى عليكم * ورجال النخيل والآطام

توشك الخيل أن تردها تهادى * تقتل القوم في حرام بهام

هل كريم منكم له نفس حر * ماجذ الوالدين والأعمام

ضارب ضربة تكون نكالا * ورواحا من كربة واغتمام

قال ابن عباس فأصبح هذا الشعر حديثا لأهل مكة يتناشدونه بينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا شيطان يكلم الناس في الأوثان يقال له مسعر والله مخزيه فمكثوا ثلاثة أيام فإذا هاتف يهتف على الجبل يقول

نحن قتلنا في ثلاث مسعرا * إذ سفه الجن وسن المنكرا

قنعته سيفا حساما مشهرا * بشتمه نبينا المطهرا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عفريت من الجن اسمه سمج آمن بي سميته عبدالله أخبرني أنه في طلبه ثلاثة أيام فقال علي جزاه الله خيرا يا رسول الله



وفي رواية الفاكهي في كتاب مكة من حديث بن عباس عن عامر بن ربيعة قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في بدء الإسلام إذ هتف هاتف على بعض جبال بمكة يحرض على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا شيطان ولم يعلن شيطان بتحريض على نبي إلا قتله الله فلما كان بعد ذلك قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم قد قتله الله بيد رجل من عفاريت الجن يدعى سمحجا وقد سميته عبدالله فلما أمسينا سمعنا هاتفا بذلك المكان يقول:

نحن قتلنــــــــــــــــا مسعرا * لما طغـى واستكبرا

وصغر الحق وسن المنكرا * بشتمه نبينا المظفرا



القصة الثالثة عشر " سعد بن عبادة وهاتف الجن "

وقد روى الحافظ أبو نعيم في عن ابن عباس عن سعد بن عبادة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حضرموت في حاجة قبل الهجرة حتى إذا كنت في بعض الطريق ساعة من الليل فسمعت هاتفا يقول:

أبا عمرو ناوبني السهود * وراح النوم وامتنع الهجود

لذكر عصابة سلفوا وبادوا * وكل الخلق قصرهم يبيد

تولوا واردين إلى المنايا * حياضا ليس منهلها الورود

مضوا لسبيلهم وبقيت خلفا * وحيدا ليس يسعفني وحيد

سدى لا أستطيع علاج أمر * إذا ما عالج الطفل الوليد

فلأيا مـــــــا بقيت إلى أناس * وقد باتت بمهلكها ثمود

وعـــاد والقرون بذي شعوب * سواء كلهم إرم حصيد

قال ثم صاح به آخر يا خرعب ذهب بك العجب إن العجب كل العجب بين زهرة ويثرب قال وما ذاك يا شاحب قال نبي السلام بعث بخير الكلام إلى جميع الأنام فاخرج من البلد الحرام إلى نخيل وآطام قال ما هذا النبي المرسل والكتاب المنزل والأمي المفضل قال رجل من ولد لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة قال هيهات فات عن هذا سني وذهب عنه زمني لقد رأيتني والنضر بن كنانة نرمي غرضا واحدا ونشرب حلبا باردا ولقد خرجت به من دوحة في غداة شبمة وطلع مع الشمس وغرب معها يروي ما يسمع ويثبت ما يبصر ولئن كان هذا من ولده لقد سل السيف وذهب الخوف ودحض الزنا وهلك الربا قال فأخبرني ما يكون قال ذهبت الضراء والبؤس والمجاعة والشدة والشجاعة الا بقية في خزاعة وذهبت الضراء والبؤس والخلق المنفوس إلا بقية من الخزرج والأوس وذهبت الخيلاء والفخر والنميمة والغدر إلا بقية في بني بكر يعني ابن هوازن وذهب الفعل المندم والعمل المؤتم إلا بقية في خثعم قال أخبرني ما يكون قال إذا غلبت البرة وكظمت الحرة فاخرج من بلاد الهجرة وإذا كف السلام وقطعت الأرحام فاخرج من البلد الحرام قال أخبرني ما يكون قال لولا أذن تسمع وعين تلمع لأخبرتك بما

تفزع ثم قال

لا منام هدأته بنعيم * يا ابن غوط ولا صباح أتانا



قال ثم صرصر صرصرة كأنها صرصرة حبلى فذهب الفجر فذهبت لأنظر فإذا عظاية وثعبان ميتان قال فما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة إلا بهذا الحديث ثم رواه عن محمد بن جعفر عن إبراهيم بن علي عن النضر بن سلمة عن حسان بن عبادة بن موسى عن عبدالحميد بن بهرام عن شهر عن ابن عباس عن سعد بن عبادة قال لما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة خرجت إلى حضر موت لبعض الحاج قال فقضيت حاجتي ثم أقبلت حتى إذا كنت ببعض الطريق نمت ففزعت من الليل بصائح يقول

أبا عمرو ناوبني السهود * وراح النوم وانقطع الهجود

وذكر مثله بطوله



القصة الرابعة عشر " تميم الداري وهاتف الجن "

وقال أبو نعيم حدثنا محمد بن جعفر حدثنا ابراهيم بن علي حدثنا النضر بن سلمة حدثنا أبو غزية محمد بن موسى عن العطاف بن خالد الوصابي عن خالد بن سعيد عن أبيه قال سمعت تميما الداري يقول كنت بالشام حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم فخرجت لبعض حاجتي فأدركني الليل فقلت أنا في جوار عظيم هذا الوادي الليلة قال فلما أخذت مضجعي إذا أنا بمناد ينادي لا أراه عذ بالله فإن الجن لا تجير أحدا على الله فقلت أيم الله تقول فقال قد خرج رسول الأميين رسول الله وصلينا خلفه بالحجون فأسلمنا واتبعناه وذهب كيد الجن ورميت بالشهب فانطلق إلى محمد رسول رب العالمين فأسلم ، قال تميم فلما أصبحت ذهبت إلى دير أيوب فسألت راهبا وأخبرته الخبر فقال الراهب قد صدقوك يخرج من الحرم ومهاجره الحرم وهو خير الأنبياء فلا تسبق إليه قال تميم فتكلفت الشخوص حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت.



وقال حاتم بن اسماعيل عن عبدالله بن يزيد الهذلي عن عبدالله بن ساعدة الهذلي عن أبيه قال كنا عند صنمنا سواع وقد جلبنا إليه غنما لنا مائتي شاة قد أصابها جرب فأدنيناها منه لنطلب بركته فسمعت مناديا من جوف الصنم ينادي قد ذهب كيد الجن ورمينا بالشهب لنبي اسمه أحمد قال فقلت غويت والله فصدقت وجه غنمي منجدا إلى أهلي فرأيت رجلا فخبرني بظهور النبي صلى الله عليه وسلم ذكره أبو نعيم هكذا معلقا ثم قال حدثنا عمر بن محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن السندي حدثنا النضر بن سلمة حدثنا محمد بن مسلمة المخزومي حدثنا يحيى بن سليمان عن حكيم بن عطاء الظفري من بني سليم من ولد راشد بن عبد ربه عن أبيه عن جده عن راشد بن عبد ربه قال كان الصنم الذي يقال له سواع بالمعلاة من رهط تدين له هذيل وبنو ظفر بن سليم فأرسلت بنو ظفر راشد بن عبد ربه بهدية من سليم إلى سواع قال راشد فألقيت مع الفجر إلى صنم قبل صنم سواع فإذا صارخ يصرخ من جوفه العجب كل العجب من خروج نبي من بني عبدالمطلب يحرم الزنا والربا والذبح للأصنام وحرست السماء ورمينا بالشهب العجب كل العجب ثم هتف صنم آخر من جوفه ترك الضمار وكان يعبد خرج النبي أحمد يصلي الصلاة ويأمر بالزكاة والصيام والبر والصلاة للأرحام ثم هتف من جوف صنم آخر هاتف يقول

إن الذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتد

نبي أتى يخبر بما سبق * وبما يكون اليوم حقا أو غد

قال راشد فألفيت سواعا مع الفجر وثعلبان يلحسان ما حوله ويأكلان ما يهدى له ثم يعوجان عليه ببولهما فعند ذلك يقول راشد بن عبد ربه :

أرب يبول الثعلبان برأسه * لقد ذل من بالت عليه الثعالب



وذلك عند مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ومهاجره إلى المدينة وتسامع الناس به فخرج راشد حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ومعه كلب له واسم راشد يومئذ ظالم واسم كلبه راشد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اسمك قال ظالم قال فما اسم كلبك قال راشد قال اسمك راشد واسم كلبك ظالم وضحك النبي صلى الله عليه وسلم وبايع النبي صلى الله عليه وسلم وأقام بمكة معه ثم طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيعة بوهاط ووصفها له فاقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعلاة من وهاط شأو الفرس ورميته ثلاث مرات بحجر وأعطاه إداوة مملوءة من ماء وتفل فيها وقال له فرغها في أعلى القطيعة ولا تمنع الناس فضلها ففعل فجعل الماء معينا يجري إلى اليوم فغرس عليها النخل ويقال أن وهاط كلها تشرب منه فسماها الناس ماء الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل وهاط يغتسلون بها وبلغت رمية راشد الركب الذي يقال له ركب الحجر وغدا راشد على سواع فكسره.



القصة الخامسة عشر " مريض تعالجه الجن "

عن الشعبي حدثني شيخ من جهينة قال مرض منا رجل مرضا شديدا فنقل حتى حفرنا له قبره وهيأنا أمره فأغمي عليه ثم فتح عينيه وأفاق فقال أحفرتم لي قالوا نعم قال فما فعل الفصل وهو ابن عم له قلنا صالح مر آنفا يسأل عنك قال أما إنه يوشك أن يجعل في حفرتي إنه أتاني آت حين أغمى علي فقال ابك هبل أما ترى حفرتك تنتثل وأمك قد كادت تثكل أرأيتك أن حولناها عنك بالمحول ثم ملأناها بالجندل وقدفنا فيها الفصل الذي مضى فأجزأك وظن أن لن يفعل أتشكر لربك وتصل وتدع دين من أشرك وضل قال قلت نعم قال قم قد برئت قال فبرىء الرجل ومات الفصل فجعل في حقرته قال الجهيني فرأيت الجهيني بعد ذلك يصلي ويسب الأوثان ويقع فيها .



القصة السادسة عشر " سبب إسلام خزيمة بن فاتك الأسدي "

وقال الأموي حدثنا عبدالله قال بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مجلس يتحدثون عن الجن فقال خريم بن فاتك الأسدي ألا أحدثك كيف كان إسلامي قال بلى قال إني يوما في طلب ذود لي أنا منها على أثر تنصب وتصعد حتى إذا كنت بابرق العراق انخت راحلتي وقلت أعوذ بعظيم هذه البلدة أعوذ برئيس هذا الوادي فإذا بهاتف يهتف بي :

ويحك عذ بالله ذي الجلال * والمجد والعلياء والإفضال

ثم اتل آيـــات من الأنفال * ووحـــــــــــد الله ولا تبالي

قال فذعرت ذعرا شديدا ثم رجعت إلى نفسي فقلت * يا أيها الهاتف ما تقول

أرشـــد عندك أم تضليل * بين هـــــداك الله ما الحويل

قال فقال

هذا رسول الله ذو الخيرات * بيثرب يدعو إلى النجاة

يأمـــــــــر بالبر وبالصلاة * وبزغ الناس عن الهنات

قال قلت له والله لا أبرح حتى أتيه وأومن به فنصبت رجلي في غرز راحلتي وقلت

أرشدني أرشدني هديتا * لا جعت ما عشت ولا عريتا

ولا برحت ســـــــــيدا مقيتا * لا تؤثر الخير الذي أتيتا

على جميع الجن ما بقيتا

فقال

صاحبك الله وأدى رحلكا * وعظم الأجر وعافا نفسكا

آمن به أفلج ربي حقكا * وانصره نصرا عزيزا نصركا

قال قلت من أنت عافاك الله حتى أخبره إذا قدمت عليه فقال أنا ملك بن ملك وأنا نقيبه على جن نصيبين وكفيت ابلك حتى أضمها إلى أهلك إن شاء الله قال فخرجت حتى أتيت المدينة يوم الجمعة والناس ارسال إلى المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر كأنه البدر يخطب الناس فقلت انيخ على باب المسجد حتى يصلي وادخل عليه فاسلم واخبره عن إسلامي فلما انخت خرج إلى أبو ذر فقال مرحبا وأهلا وسهلا قد بلغنا إسلامك فادخل فصل ففعلت ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرني بإسلامي فقلت الحمد لله قال أما إن صاحبك قد وفى لك وهو أهل ذلك وادي ابلك إلى أهلك .



عن خريم بن فاتك قال: خرجت في بغاء إبل لي فأصبتها بالأبرق أبرق العزاف (هو اسم مكان في طريق القاصد إلى المدينة من البصرة. فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها وذلك حدثان خروج النبي صلى الله عليه وسلم ثم قلت: أعوذ بكبير هذا الوادي! أعوذ بعظيم هذا الوادي! وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية، فإذا هاتف يهتف بي ويقول:

ويحك عذ بالله ذي الجـلال*.* منزل الحــرام والحــــلال

ووحد الله ولا تبالي*.* ما هـول ذي الجــن من الأهوال

إذ يذكر الله على الأميال*.* وفي سهول الأرض والجبال

وصار كيد الجن في سفال*.* إلا التقى وصالح الأعمال

فقلت:

يا أيها الداعي ما تحيل*.* أرشد عندك أم تضليل

قال:

هذا رسول الله ذو الخيرات*.* جاء بياسين وحاميمات

وســــــــور بعد مفصـلات *.* محـــــــــرمات ومحللات

يأمر بالصوم وبالصــلاة*.* ويزجر الناس عن الهنات

قد كن في الأنام منكرات

قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا مالك بن مالك بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جن أهل نجد، قلت: لو كان لي من يكفيني إبلي هذه لأتيته حتى أومن به، قال: أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء الله تعالى، فاعتقلت بعيرا منها ثم أتيت المدينة فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة، فقلت يقضون الصلاة ثم أدخل فإني دائب (دائب: ومنه حديث البعير الذي سجد له (فقال لصاحبه: إنه يشكو إلي أنك تجيعه وتدئبه (أي تكده وتتعبه) أنيخ راحلتي إذ خرج إلي أبو ذر فقال لي: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخل، فدخلت، فلما رآني قال: ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك إلى أهلك سالمة؟ أما إنه قد أداها إلى أهلك سالمة: قلت: رحمه الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجل رحمه الله.





القصة السابعة عشر " رؤيا رقيقة بنت أبي صيفي "

وعن رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم قالت: تتابعت على قريش سنون أقحلت الضرع وأدقت العظم،فبينا أنا راقدة الهم - أو مهمومة - إذا هاتف يصرخ صوت صحل (الصحل: بالتحريك: كالبحة وأن لا يكون حاد الصوت) يقول: يا معشر قريش إن هذا النبي مبعوث قد أظلتكم أيامه وهذا أبّان نجومه فحي هلا بالحيا والخصب ألا فانظروا رجلاً منكم وسيطاً عظيماً جساماً أبيض وضاء أوطف (أي: في شعر أجفانه طول) أهدب سهل الخدين أشم العرنين له فخر يكظم عليه وسنة يهدي إليه فليخلص هو وولده وليهبط إليه من كل بطن رجل فليشنوا (شن عليه الماء أي رشه) من الماء وليمسوا من الطيب وليستلموا الركن ثم ليرقوا أبا قبيس ثم ليدع الرجل وليؤمن القوم فغثتم ما شئتم فأصبحت علم الله فاقشعر جلدي ووله عقلي واقتصصت رؤياي ونمت في شعاب مكة فوالحرمة والحرم ما بقي بها أبطحي إلا قال: هذا شيبة الحمد وتناهت إليه رجالات قريش وهبط إليه من كل بطن رجل فشنوا ومشوا واستلموا ثم ارتقو أبا قبيس واصطفوا حوله ما يبلغ سعيهم مهله حتى إذا استووا بذروة الجبل قام عبد المطلب ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام قد أيفع أو كرب فرفع يديه وقال:

"اللهم ساد الخلة كاشف الكربة أنت معلم غير معلم ومسؤول غير مبخل وهذه عبيدك وإماؤك وبعذرات حرمك يشكون إليك سنتهم أذهبت الخف والظلف اللهم فأمطر علينا غيثاً مغدقاً مريعاً". فورب الكعبة ما راحوا حتى تفجرت السماء بمائها واكتظ الوادي يثجيجه (أي امتلأ بسيله) فسمعت شيخان قريش وجلتها عبد الله بن جدعان وحرب بن أمية وهشام بن المغيرة يقولون لعبد المطلب: هنيئا لك أبا البطيحاء وفي ذلك تقول رقيقة بنت أبي صيفي:

شـيبة الحمد أسقى الله بلدتنـــا * وقـد فقدنـا الحيـا واجلوذ المطر

جـاد بالمـاء جونيّ له ســــبل * سحـا فعاشت به الأنعـام والشجر

منـا من الله بالميمـون طـائره * وخير من بشرت يومـاً به مضر

مبـارك الأمر يستسقى الغمام به * ما في الأنـام له عدل ولا خطر

رواه الطبراني في الكبير وفيه زحر بن حصن قال الذهبي: لا يعرف.‏





القصة الثامنة عشر " محمدا المبعوث "

الجعد بن قيس المرادي الشاعر أحد بني غطيف روى حديثه أبو سعد النيسابوري في كتاب شرف المصطفى قال قال الجعد بن قيس وكان قد بلغ مائة سنة خرجنا أربعة نفر نريد الحج في الجاهلية فمررنا بواد من أودية اليمن فلما أقبل الليل استعذنا بعظيم الوادي وعقلنا رواحلنا فلما هدأ الليل ونام أصحابي إذا هاتف من بعض أرجاء الوادي يقول:

ألا أيها الركب المعرس بلغوا * إذا ما وقفتم بالحطيم وزمزما

محمدا المبعوث منا تحية * تشيعه من حديث ســـــــــار ويمما

وقولوا له إنا لدينك شعية * بذلك أوصانا المسيح بـن مريما

فذكر الحديث بطوله وفيه قصة إسلامه.‏



القصة التاسعة عشر " يا خرقاء يا خرقاء"

عن العباس بن أبي راشد عن أبيه قال نزل بنا عمر بن عبدالعزيز فلما رحل قال لي مولاي اركب معه فشيعه قال فركبت فمررنا بواد فإذا نحن بحية ميتة مطروحة على الطريق فنزل عمر فنحاها وواراها ثم ركب فبينا نحن نسير إذا هاتف يهتف وهو يقول يا خرقاء يا خرقاء فالتفتنا يمينا وشمالا فلم نر أحدا فقال له عمر أنشدك الله أيها الهاتف إن كنت ممن يظهر إلا ظهرت لنا وإن كنت ممن لم يظهر أخبرنا عن الخرقاء قال هي الحية التي لقيتم بمكان كذا وكذا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها يوما يا خرقاء تموتين بفلاة من الأرض يدفنك خير مؤمن من أهل الأرض فقال له عمر أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا فتعجب عمر وانصرفنا.

القصة العشرون " إسلام العوام بن جهيل "

العوام بن جهيل بجيم مصغرا الهمداني ثم المسلمي سادن يغوث ذكره أبو أحمد العسكري عن بن دريد في الأخبار المنثورة من طريق هشام بن الكلبي قال كان العوام يحدث بعد إسلامه قال كنت أسمر مع جماعة من قومي فإذا أوى أصحابي إلى رحالهم بت أنا في بيت الصنم فقمت في ليلة ذات ريح وبرق ورعد فلما انهار الليل سمعت هاتفا من الصنم يقول ولم أكن سمعت منه كلاما قبل ذلك يا بن جهيل حل بالأصنام الويل هذا نور سطع من الأرض الحرام فودع يغوث بالسلام قال فألقى الله في قلبي البراءة من الأصنام فكتمت قومي ما سمعت فإذا هاتف يقول:

هل تسمعن القول يا عوام * أم قد صممت عن مدى الكلام

قد كشـــــفت دياجر الظلام * وأصفـــق الناس على الإسلام

فقلت

يا أيها الهاتف بالنــــوام * لست بــــــــــــذي وقر عن الكلام

فبين عن سنة الإسلام

قال وما كنت والله عرفت الإسلام قبل ذلك فأجابني يقول:

ارحل على اسم الله والتوفيق * رحلة لا وان ولا مشيق

إلى فريق خير ما فريق * إلى النبي الصادق المصدوق

فرميت الصنم وخرجت أريد النبي صلى الله عليه وسلم فصادفت وفد همدان يدور بالنبي صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه فأخبرته خبري فسر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أخبر المسلمين وأمرني النبي صلى الله عليه وسلم بكسر الأصنام فرجعت إلى اليمن وقد امتحن الله قلبي بالإسلام وقلت في ذلك

ومن مبلغ عنا شآمي قومنا * ومن حل بالأجواف سرا وجهرا

بأنا هداها الله للحق بعــــدما * تهـــــــــــــود منا حائر وتنصرا

وأنا برئنا من يغوث وقربه * يعوق وتابــــــعناك يا خير الورى‏



القصة الحادية والعشرون " إسلام فدفد البكري "

6964 فدفد بن خنافة البكري ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب له فقال قدم فدفد بن خنافة البكري على أبي سفيان مكة وكان فدفد فاتك بني بكر فاتفق مع أبي سفيان على قتل النبي صلى الله عليه وسلم بعشرين ناقة ودفع إليه خنجرا مسموما قال فدفد فرحت من عند أبي سفيان وانا نشوان فلما صحوت فكرت في عظيم ما اقدمت عليه فسرت حتى إذا كنت بالروحاء في ليلة مظلمة ما أرى موضع اخفاف الناقة فلاح لي وميض البرق وإذا بهاتف من جوف الوادي يقول:

رسول اتى من عند ذي العرش صادقا * على طرق الخيرات للناس واقف

فظننته بعض السيارة وقصدت الصوت فلما بلغت موضعه تسمعت فلا حس فقف شعري وعلمت انه بعض الجن فأنشأت أقول:

لك الخير قد اسمعتني قول هاتف * ونبهت حوسا قلبه غير خائف

فاجابني وكأنه تحت ناقتى:

لحا الله أقواما أرادوا محمدا * بسوء ولا اسقاهم صوب ماطر

عكوفا على الأوثان لا يتركونا * وقد أم دين الله أهل البصائر

فمضيت لوجهي وفي ما سمعت فأصبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله سلم في بني عبدالأشهل يتحدث وقد أخبرهم عن كل ما اتفق وقال سيطلع عليكم الآن فلا تهيجوه وكنت لا اعرفه فقلت لصبي أين هو محمد القرشي الذي قدم عليكم فنظر إلى متكرها وقال ويلك ثكلتك أمك لولا انك غريب جاهل لأمرت بقتلك الا تقول أين رسول الله هو ذاك عند النخلة العوجاء عند اصحابه فائته فإنك إذا رأيته اكبرته وشهدت بتصديقه وعلمت انك لم تر قبله مثله قال فنزلت عن راحلتي ثم اتيته فأخبرني بما اتفق لي مع أبي سفيان ومع الهاتف ثم دعاني إلى الإسلام فأسلمت وهو القائل:

الا ابلغا صخر بن حرب رسالة * بأني رأيت الحق عند بن هاشم

رأيت امرأ يدعو إلى البر والتقي * عليما بأحكام الهدي غير ظالم

فأخبرني بالغيب عما رأيتـــه * واسررته من معشر في مكاتـــــــم‏



القصة الثانية والعشرون " هاتف بأبي جعفر "

وذكر عن محمد بن عبدالله مولى بنى هاشم قال أخبرنى رجل من العلماء وأهل الادب قال هتف بأبى جعفر هاتف من قصره بالمدينة فسمعه يقول :

أما ورب الســـــــــــكون والحـــرك إن المنايا كثيرة الشـــــــــرك

عليك يا نفس إن أســـــــــــأت وإن أحسنت بالقصـــــد كل ذاك لك

ما اختلف الليل والنهـــــــــــار ولا دارت نجوم السماء في الفلك

إلا بنقل السلطان عـــن مـــــــــلك إذا انقضى ملكــــــه إلى ملك

حتى يصيرانــــه إلى مــــــــــــــلك ما عز سلطانه بمشتــــــــرك

ذاك بديع السماء والارض والمر سى الجبال المسخر الفــــلك



فقال أبوجعفر هذا والله أو ان أجلى - وذكر عبدالله بن عبيدالله أن عبدالعزيز بن مسلم حدثه أنه قال دخلت على المنصور يوما أسلم عليه فإذا هو باهت لا يحير جوابا فوثبت لما أرى منه أريد الانصراف عنه فقال لى بعد ساعة إنى رأيت فيما يرى النائم كأن رجلا ينشدنى هذه الابيات :



أأخى أخفض من مناكا فكأن يومك قد أتاكـــــا

ولقد أراك الدهر مــــن تصريفه ما قد أراكــــا

فإذا أردت الناقــص ال عبد الذليل فأنت ذاكـــا

ملكت ماملكـــــــــــــــته والامر فيه إلى سواكا

فهذا الذى ترى من قلقى وغمى لما سمعت ورأيت فقلت خيرا رأيت يا أمير المؤمنين

فلم يلبث إلى أن خرج إلى الحج فمات لوجهه ذاك .



القصة الثالثة والعشرون " نعي أهل الحر "

وقد روى ابن عساكر فى ترجمة أحمد بن عبد الصمد من تاريخه من كتاب المجالسة لأحمد بن مروان المالكى ثنا الحسين بن الحسن اليشكرى ثنا الزيادى عن الأصمعى ح وحدثنى محمد ابن لحارث عن المدائنى قال لما قتل أهل الحرة هتف هاتف بمكة على أبى قبيس مساء تلك الليلة وابن الزبير جالس يسمع

والصائمون القانتون * أولوا العبادة والصلاح

المهـتدون المحسـنون * السابقون إلى الفلاح

ماذا بواقـم والبقيـــع * من الجحاجحة الصباح

وبقاع يثرب ويحهنــن * من النوادب والصياح

قتل الخيار بنوا الخيار* ذوى المهابة والسماح

فقال ابن الزبير يا هؤلاء قتل أصحابكم فانا لله وإنا إليه راجعون



القصة الرابعة والعشرون " اسلام زمل بن عمرو "

عن زمل بن عمرو العذرى قال: كان لبني عذرة صنم يقال له حمام، وكان سادنه رجلا يقال له طارق، فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم سمعنا صوتا: يا بني هند بن حرام! ظهر الحق وأودى حمام، ودفع الشرك الإسلام؛ ففزعنا لذلك وهالنا، فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا وهو يقول: يا طارق، يا طارق! بعث النبي الصادق، بوحي ناطق، صدع صادع بأرض تهامة، لناصريه السلامة، ولخاذليه الندامة، هذا الوداع مني إلى يوم القيامة، فوقع الصنم لوجهه. قال زمل: فابتعت راحلة ورحلت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع نفر من قومي وأنشدته شعرا قلته:

إليك يا رســـول الله أعملت نصها * أكلفها حزنا وقوزا من الرمل

لأنصر خير النـاس نصرا مؤزرا * وأعقد حبلا من حبالك في حبلي

وأشــهد أن الـلـــه لا شيء غيره * أدين له ما أثقلت قــدمي نعلي

قال: فأسلمت وبايعت وأخبرناه بما سمعنا، فقال: ذلك من كلام الجن، ثم قال: يا معشر العرب! إني رسول الله إلى الأنام كافة، أدعوهم إلى عبادة الله وحده وأني رسوله وعبده، وأن تحجوا البيت، وتصوموا شهرا من اثني عشر شهرا وهو شهر رمضان، فمن أجابني فله الجنة نزلا وثوابا، ومن عصاني كانت النار منقلبا. قال: فأسلمنا وعقد لنا لواء وكتب لنا كتابا نسخته:

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد رسول الله لزمل بن عمرو ومن أسلم معه خاصة إني بعثته إلى قومه عامة، فمن أسلم ففي حزب الله ورسوله، ومن أبى فله أمان شهرين. شهد علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري.



القصة الخامسة والعشرون " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن "

قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن}.

عن كردوس أبي السائب قال: خرجت مع أبي أريد مكة وذاك أول ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فآوينا إلى صاحب غنم فلما انتصف الليل جاء الذئب فأخذ حملاً من غنمه فوثب الراعي فقال: يا عامر الوادي جارك. فسمعنا صوتاً لا نرى صاحبه: يا سرحان أرسله. قال: فأتى الحمل يشتد ما به كدمة حتى دخل في الغنم قال: وأنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن} الآية.

مجموع الفتاوى

شيخ الإسلام ابن تيمية

أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني

661-728

ايضاح الدلالة في عموم الرســالة

الفصل الأول

وقال شيخ الإسلام رحمه الله: يجب على الإنسان أن يعلم ان الله عز وجل أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم الى جميع الثقلين الإنس والجن وأوجب عليهم الايمان به وبما جاء به وطاعته وان يحللوا ما حلل الله ورسوله ويحرموا ما حرم الله ورسوله وأن يوجبوا ما أوجبه الله ورسوله ويحبوا ما احبه الله ورسوله ويكرهوا ما كرهه الله ورسوله وأن كل من قامت عليه الحجة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم من الانس والجن فلم يؤمن به استحق عقاب الله تعالى كما يستحقه أمثاله من الكافرين الذين بعث اليهم الرسول وهذا أصل متفق عليه بين الصحابة والتابعين لهم باحسان وأئمة المسلمين وسائر طوائف المسلمين أهل السنة والجماعة وغيرهم رضى الله عنهم اجمعين لم يخالف أحد من طوائف المسلمين فى وجود الجن ولا فى ان الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم اليهم وجمهور طوائف الكفار على اثبات الجن أما أهل الكتاب من اليهود والنصارى فهم مقرون بهم كاقرار المسلمين وان وجد فيهم من ينكر ذلك وكما يوجد فى المسلمين من ينكر ذلك كما يوجد فى طوائف المسلمين كالجهمية والمعتزلة من ينكر ذلك وان كان جمهور الطائفة وأئمتها مقرين بذلك وهذا لأن وجود الجن تواترت به اخبار الأنبياء تواترا معلوما بالإضطرار ومعلوم بالإضطرار انهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة بل مأمورون منهيون ليسوا صفات واعراضا قائمة بالانسان او غيره كما يزعمه بعض الملاحدة فلما كان أمر الجن متواترا عن الأنبياء تواترا ظاهرا تعرفه العامة والخاصة لم يمكن طائفة كبيرة من الطوائف المؤمنين بالرسل أن تنكرهم كما لم يمكن لطائفة كبيرة من الطوائف المؤمنين بالرسل انكار الملائكة ولا انكار معاد الأبدان ولا انكار عبادة اله وحده لا شريك له ولا انكار أن يرسل الله رسولا من الانس الى خلقه ونحو ذلك مما تواترت به الأخبار عن الأنبياء تواترا تعرفه العامة والخاصة كما تواتر عند العامة والخاصة مجىء موسى الى فرعون وغرق فرعون ومجىء المسيح الى اليهود وعداوتهم له وظهور محمد صلى الله عليه وسلم بمكة وهجرته الى المدينة ومجيئه بالقرآن والشرائع الظاهرة وجنس الآيات الخارقة التى ظهرت على يديه كتكثير الطعام والشراب والاخبار بالغيوب الماضية والمستقبلة التى لا يعلمها بشر إلا باعلام الله وغير ذلك ، ولهذا أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بسؤال أهل الكتاب عما تواتر عندهم كقولـه: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى اليهم فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ، فان من الكفار من أنكر أن يكون لله رسول بشر فأخبر الله ان الذين أرسلهم قبل محمد كانوا بشرا وامر بسؤال أهل الكتاب عن ذلك لمن لا يعلم وكذلك سؤالهم عن التوحيد وغيره مما جاءت به الأنبياء وكفر به الكافرون ،قال تعالى: قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب ، وقال تعالى : فان كنت فى شك مما أنزلنا اليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك وقال تعالى: قل أرأيتم ان كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ، وكذلك شهادة أهل الكتاب بتصديق ما أخبر به من أنباء الغيب التى لا يعلمها إلا نبى أو من أخبره نبى وقد علموا أن محمدا لم يتعلم من أهل الكتاب شيئا وهذا غير شهادة أهل الكتاب له نفسه بما يجدونه من نعته فى كتبهم كقوله تعالى: أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بنى اسرائيل وقوله تعالى: والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق وأمثال ذلك ، وهذا بخلاف ما تواتر عند الخاصة من أهل العلم كأحاديث الرؤية وعذاب القبر وفتنته وأحاديث الشفاعة والصراط والحوض فهذا قد ينكره بعض من لم يعرفه من اهل الجهل والضلال.



ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائى وأبى بكر الرازى وغيرهما دخول الجن فى بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن إذ لم يكن ظهور هذا فى المنقول عن الرسول كظهور هذا وان كانوا مخطئين فى ذلك ولهذا ذكر الأشعرى فى مقالات اهل السنة والجماعة أنهم يقولون ان الجنى يدخل فى بدن المصروع كما قال تعالى الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبى ان قوما يزعمون أن الجنى لا يدخل فى بدن الانسى فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه وهذا مبسوط فى موضعه والمقصود هنا أن جميع طوائف المسلمين يقرون بوجود الجن وكذلك جمهور الكفار كعامة أهل الكتاب وكذلك عامة مشركى العرب وغيرهم من أولاد سام والهند وغيرهم من أولاد حام وكذلك جمهور الكنعانيين واليونانيين وغيرهم من أولاد يافث فجماهير الطوائف تقر بوجود الجن بل يقرون بما يستجلبون به معاونة الجن من العزائم والطلاسم سواء أكان ذلك سائغا عند أهل الايمان او كان شركا فان المشركين يقرأون من العزائم والطلاسم والرقى ما فيه عبادة للجن وتعظيم لهم وعامة ما بأيدى الناس من العزائم والطلاسم والرقى التى لا تفقه بالعربية فيها ما هو شرك بالجن ولهذا نهى علماء المسلمين عن الرقى التى لا يفقه معناه لأنها مظنة الشرك وان لم يعرف الراقى انها شرك وفى صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعى قال كنا نرقى فى الجاهلية فقلنا يارسول الله كيف ترى فى ذلك فقال اعرضوا على رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك وفى صحيح مسلم أيضا عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى فجاء آل عمرو بن حزم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انه كانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب وانك نهيت عن الرقى قال فعرضوها عليه فقال ما أرى بأسا من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه.



وقد كان للعرب ولسائر الامم من ذلك امور يطول وصفها واخبار العرب فى ذلك متواترة عند من يعرف اخبارهم من علماء المسلمين وكذلك عند غيرهم ولكن المسلمين اخبر بجاهلية العرب منهم بجاهلية سائر الأمم إذ كان خير القرون كانوا عربا وكانوا قد عاينوا وسمعوا ما كانوا عليه فى الجاهلية وكان ذلك من أسباب نزول القرآن فذكروا فى كتب التفسير والحديث والسير والمغازى والفقه فتواترت ايام جاهلية العرب فى المسلمين وإلا فسائر الأمم المشركين هم من جنس العرب المشركين فى هذا وبعضهم كان أشد كفرا وضلالا من مشركى العرب وبعضهم أخف والآيات التى أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وسلم فيها خطاب لجميع الخلق من الانس والجن إذ كانت رسالته عامة للثقلين وان كان من أسباب نزول الايات ما كان موجودا فى العرب فليس شىء من الآيات مختصا بالسبب المعين الذى نزل فيه باتفاق المسلمين وانما تنازعوا هل يختص بنوع السبب المسؤول عنه وأما بعين السبب فلم يقل احد من المسلمين ان آيات الطلاق أو الظهار او اللعان أو حد السرقة والمحاربين وغير ذلك يختص بالشخص المعين الذى كان سبب نزول الآية وهذا الذى يسميه بعض الناس تنقيح المناط وهو أن يكون الرسول صلىالله عليه وسلم حكم فى معين وقد علم ان الحكم لا يختص به فيريد أن ينقح مناط الحكم ليعلم النوع الذى حكم فيه كما أنه لما أمر الاعرابى الذى واقع امرأته فى رمضان بالكفارة وقد علم ان الحكم لا يختص به وعلم أن كونه أعرابيا أو عربيا أو الموطوءة زوجته لا أثر له فلو وطىء المسلم العجمى سريته كان الحكم كذلك ولكن هل المؤثر فى الكفارة كونه مجامعا فى رمضان أو كونه مفطرا فالأول مذهب الشافعى وأحمد فى المشهور عنه والثانى مذهب مالك وأبى حنيفة وهو رواية منصوصة عن أحمد فى الحجامة فغيرها أولى ثم مالك يجعل المؤثر جنس المفطر وأبو حنيفة يجعلها المفطر كتنوع جنسه فلا يوجبه فى ابتلاع الحصاة والنواة وتنازعوا هل يشترط أن يكون أفسد صوما صحيحا وأحمد لا يشترط ذلك بل كل امساك وجب فى شهر رمضان أوجب فيه الكفارة كما يوجب الأربعة مثل ذلك فى الاحرام الفاسد فالصيام الفاسد عنده كالاحرام الفاسد كلاهما يجب اتمامه والمضى فيه والشافعى وغيره لا يوجبونها إلا فى صوم صحيح والنزاع فيمن أكل ثم جامع او لم ينو الصوم ثم جامع ومن جامع وكفر ثم جامع ومثل قوله لمن أحرم بالعمرة فى جبة متضخما بالخلوق انزع عنك الجبة واغسل أثر الصفرة هل أمره بالغسل لكون المحرم لا يستديم الطيب كما يقوله مالك أو لكونه نهى أن يتزعفر الرجل فلا يمنع من استدامة الطيب كقول الثلاثة وعلى الأول فهل هذا الحديث منسوخ بتطييب عائشة له فى حجة الوداع ومثل قوله لما سئل عن فأرة وقعت فى سمن القوها وما حولها وكلوا سمنكم هل المؤثر عدم التغير بالنجاسة او بكونه جامدا أو كونها فأرة وقعت فى سمن فلا يتعدى الى سائر المائعات ومثل هذا كثير وهذا لابد منه فى الشرائع ولا يسمى قياسا عند كثير من العلماء كأبى حنيفة ونفاة القياس لاتفاق الناس علىالعمل به كما اتفقوا على تحقيق المناط وهو أن يعلق الشارع الحكم بمعنى كلى فينظر فى ثبوته فى بعض الأنواع أو بعض الأعيان كأمره باستقبال الكعبة وكأمره بإستشهاد شهيدين من رجالنا ممن نرضى من الشهداء وكتحريمه الخمر والميسر وكفرضه تحليل اليمين بالكفارة وكتفريقه بين الفدية والطلاق وغير ذلك فيبقى النظر فى بعض الأنواع هل هى خمر ويمين وميسر وفدية أو طلاق وفى بعض الأعيان هل هى من هذا النوع وهل هذا المصلى مستقبل القبلة وهذا الشخص عدل مرضى ونحو ذلك فان هذا النوع من الاجتهاد متفق عليه بين المسلمين بل بين العقلاء فيما يتبعونه من شرائع دينهم وطاعة ولاة أمورهم ومصالح دنياهم وآخرتهم وحقيقة ذلك يرجع الى تمثيل الشىء بنظيره وادراج الجزئى تحت الكلى وذاك يسمى قياس التمثيل وهذا يسمى قياس الشمول وهما متلازمان فان القدر المشترك بين الافراد فى قياس الشمول الذى يسميه المنطقيون الحد الأوسط هو القدر المشترك فى قياس التمثيل الذى يسميه الأصوليون الجامع والمناط والعلة والامارة والداعى والباعث والمقتضى والموجب والمشترك وغير ذلك من العبارات وأما تخريج المناط وهو القياس المحض وهو أن ينص على حكم فى امور قد يظن أنه يختص الحكم بها فيستدل على أن غيرها مثلها إما لانتفاء الفارق أو للإشتراك فى الوصف الذى قام الدليل على أن الشارع علق الحكم به فى الأصل فهذا هو القياس الذى تقر به جماهير العلماء وينكره نفاة القياس وإنما يكثر الغلط فيه لعدم العلم بالجامع المشترك الذى علق الشارع الحكم به وهو الذى يسمى سؤال المطالبة وهو مطالبة المعترض للمستدل بأن الوصف المشترك بين الأصل والفرع هو علة الحكم أو دليل العلة فأكثر غلط القائسين من ظنهم علة فى الأصل ما ليس بعلة ولهذا كثرت شناعاتهم على أهل القياس الفاسد فأما إذا قام دليل على الغاء الفارق وانه ليس بين الأصل والفرع فرق يفرق الشارع لأجله بين الصورتين أو قام الدليل على ان المعنى الفلانى هو الذى لأجله حكم الشارع بهذا الحكم فى الأصل وهو موجود فى صورة أخرى فهذا القياس لا ينازع فيه الا من لم يعرف هاتين المقدمتين وبسط هذا له موضع آخر والمقصود هنا أن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم شاملة للثقلين الإنس والجن على إختلاف أجناسهم فلا يظن أنه خص العرب بحكم من الأحكام أصلا بل إنما علق الأحكام بإسم مسلم وكافر ومؤمن ومنافق وبر وفاجر ومحسن وظالم وغير ذلك من الأسماء المذكورة فى القرآن والحديث وليس فى القرآن ولا الحديث تخصيص العرب بحكم من أحكام الشريعة ولكن بعض العلماء ظن في بعض الأحكام وخالفه الجمهور كما ظن طائفة منهم أبو يوسف أنه خص العرب بأن لا يسترقوا وجمهور المسلمين على أنهم يسترقون كما صحت بذلك الأحاديث الصحيحة حيث إسترق بنى المصطلق وفيه جويرية بنت الحارث ثم أعتقها وتزوجها وأعتق بسببها من إسترق من قومها وقال فى حديث هوزان اختاروا احدى الطائفتين اما السبى واما المال وفى الصحيحين عن أبي أيوب الأنصارى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل وفى الصحيحين أيضا عن أبي هريرة أنه كانت سبية من سبى هوازن عند عائشة فقال أعتقيها فإنها من ولد اسماعيل وعامة من استرقه الرسول صلى الله عليه وسلم من النساء والصبيان كانوا عربا وذكر هذا يطول ولكن عمر بن الخطاب لما رأى كثرة السبى من العجم وإستغناء الناس عن إسترقاق العرب رأى أن يعتقوا العرب من باب مشورة الإمام وأمره بالمصلحة لا من باب الحكم الشرعى الذى يلزم الخلق كلهم فأخذ من أخذ بما ظنه من قول عمر وكذلك ظن من ظن أن الجزية لا تؤخذ من مشركى العرب مع كونها تؤخذ من سائر المشركين وجمهور العلماء على أنه لا يفرق بين العرب وغيرهم ثم منهم من يجوز أخذها من كل مشرك ومنهم من لا يأخذها الا من أهل الكتاب والمجوس وذلك أن النبى صلى الله عليه لم يأخذ الجزية من مشركي العرب وأخذها من المجوس وأهل الكتاب فمن قال تؤخذ من كل كافر قال ان آية الجزية لما نزلت أسلم مشركوا العرب فإنها نزلت عام تبوك ولم يبق عربى مشرك محاربا ولم يكن النبى صلى الله عليه وسلم ليغزو النصارى عام تبوك بجميع المسلمين الا من عذر الله ويدع الحجاز وفيه من يحاربه ويبعث أبا بكر عام تسع فنادى فى الموسم أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ونبذ العهود المطلقة وأبقى المؤقته مادام أهلها موفين بالعهد كما أمر الله بذلك فى أول سورة التوبة وأنظر الذين نبذ إليهم أربعة أشهر وأمر عند إنسلاخها بغزو المشركين كافة قالوا فدان المشركون كلهم كافة بالاسلام ولم يرض بذل أداء الجزية لأنه لم يكن لمشركي العرب من الدين بعد ظهور دين الإسلام ما يصبرون لأجله على أداء الجزية عن يد وهم صاغرون إذ كان عامة العرب قد أسلموا فلم يبق لمشركى العرب عز يعتزون به فدانوا بالإسلام حيث أظهره الله فى العرب بالحجة والبيان والسيف والسنان وقول النبى صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة مراده قتال المحاربين الذين أذن الله فى قتالهم لم يرد قتال المعاهدين الذين أمر الله بوفاة عهدهم وكان النبى صلى الله عليه وسلم قبل نزول براءة يعاهد من عاهده من الكفار من غير أن يعطى الجزية عن يد فلما أنزل الله براءة وأمره بنبذ العهود المطلقة لم يكن له أن يعاهدهم كما كان يعاهدهم بل كان عليه أن يجاهد الجميع كما قال فإذا إنسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم وكان دين أهل الكتاب خيرا من دين المشركين ومع هذا فأمروا بقتالهم حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون فإذا كان أهل الكتاب لا تجوز معاهدتهم كما كان ذلك قبل نزول براءة فالمشركون أولى بذلك أن لا تجوز معاهدتهم بدون ذلك قالوا فكان فى تخصيص أهل الكتاب بالذكر تنبيها بطريق الأولى على ترك معاهدة المشركين بدون الصغار والجزية كما كان يعاهدهم فى مثل هدنة الحديبية وغير ذلك من المعاهدات قالوا وقد ثبت فى الصحيح من حديث بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه فى خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله أعزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم الى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ادعهم الى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم الى التحول من دارهم الى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم ان فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فان أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجرى عليهم حكم الله الذى يجرى على المؤمنين ولا يكون لهم فى الغنيمة والفىء شىء الا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فاسألهم الجزية فان هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فإستعن بالله عليهم وقاتلهم وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك فانكم أن تخفروا ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله واذا حاصرت اهل حصن فأرادوك ان تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدرى أتصيب حكم الله فيهم أم لا قالوا ففى الحديث أمره لمن أرسله أن يدعو الكفار الى الإسلام ثم الى الهجرة الى الأمصار والا فالى أداء الجزية وإن لم يهاجروا كانوا كأعراب المسلمين والأعراب عامتهم كانوا مشركين فدل على أنه دعا الى أداء الجزية من حاصره من المشركين وأهل الكتاب والحصون كانت باليمن كثيرة بعد نزول آية الجزية وأهل اليمن كان فيهم مشركون وأهل كتاب وأمر معاذا أن يأخذ من كل حالم دينارا أو عد له معافريا ولم يميز بين المشركين وأهل الكتاب فدل ذلك على أن المشركين من العرب آمنوا كما آمن من آمن من أهل الكتاب ومن لم يؤمن من أهل الكتاب أدى الجزية وقد أخذ النبى صلى الله عليه وسلم الجزية من أهل البحرين وكانوا مجوسا وأسلمت عبد القيس وغيرهم من أهل البحرين طوعا ولم يكن النبى صلى الله عليه وسلم ضرب الجزية على أحد من اليهود بالمدينة ولا بخيبر بل حاربهم قبل نزول آية الجزية وأقر اليهود بخيبر فلاحين بلا جزية الى أن أجلاهم عمر لأنهم كانوا مهادنين له وكانوا فلاحين فى الأرض فأقرهم لحاجة المسلمين إليهم ثم أمر بإجلائهم قبل موته وأمر بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب فقيل هذا الحكم مخصوص بجزيرة العرب وقيل بل هو عام فى جميع أهل الذمة إذا إستغنى المسلمون عنهم أجلوهم من ديار الإسلام وهذا قول ابن جرير وغيره ومن قال أن الجزية لا تؤخذ من مشرك قال ان آية الجزية نزلت والمشركون موجودون فلم يأخذها منهم والمقصود أنه لم يخص العرب بحكم وان قيل أنه خص جزيرة العرب التى هى حول المسجد الحرام كما خص المسجد الحرام بقوله انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وكذلك من قال من العلماء أنه حرم على جميع المسلمين ما تستخبثه العرب وأحل لهم ما تستطيبه فجمهور العلماء على خلاف هذا القول كمالك وأبى حنيفة وأحمد وقدماء أصحابه ولكن الخرقى وطائفة منهم وافقوا الشافعى على هذا القول وأما أحمد نفسه فعامة نصوصه موافقة لقول جمهور العلماء وما كان عليه الصحابة والتابعون أن التحليل والتحريم لا يتعلق بإستطابة العرب ولا بإستخباثهم بل كانوا يستطيبون أشياء حرمها الله كالدم والميتة والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وأكيلة السبع وما أهل به لغير الله وكانوا بل خيارهم يكرهون أشياء لم يحرمها الله حتى لحم الضب كان النبى صلى الله عليه وسلم يكرهه وقال لم يكن بأرض قومي فأجدنى أعافه وقال مع هذا أنه ليس بمحرم وأكل على مائدته وهو ينظر وقال فيه لا آكله ولا أحرمه وقال جمهور العلماء الطيبات التى أحلها الله ما كان نافعا لآكلة فى دينه والخبيث ما كان ضارا له فى دينه وأصل الدين العدل الذى بعث الله الرسل بإقامته فما أورث الآكل بغيا وظلما حرمه كما حرم كل ذى ناب من السباع لأنها باغية عادية والغاذى شبيه بالمغتذى فإذا تولد اللحم منها صار فى الإنسان خلق البغى والعدوان وكذلك الدم يجمع قوى النفس من الشهوة والغضب فإذا إغتذى منه زادت شهوته وغضبه على المعتدل ولهذا لم يحرم منه الا المسفوح بخلاف القليل فانه لا يضر ولحم الخنزير يورث عامة الأخلاق الخبيثة إذ كان أعظم الحيوان فى أكل كل شىء لا يعاف شيئا والله لم يحرم على أمة محمد شيئا من الطيبات وإنما حرم ذلك على أهل الكتاب كما قال تعالى فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وقال تعالى وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذى ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما إختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون وأما المسلمون فلم يحرم عليهم الا الخبائث كالدم المسفوح فاما غير المسفوح كالذى يكون فى العروق فلم يحرمه بل ذكرت عائشة أنهم كانوا يضعون اللحم فى القدر فيرون آثار الدم فى القدر ولهذا عفى جمهور الفقهاء عن الدم اليسير فى البدن والثياب إذا كان غير مسفوح وإذا عفى عنه فى الأكل ففى اللباس والحمل أولى أن يعفى عنه وكذلك ريق الكلب يعفى عنه عند جمهور العلماء فى الصيد كما هو مذهب مالك وأبى حنيفة وأحمد فى أظهر القولين فى مذهبه وهو أحد الوجهين فى مذهب الشافعى وان وجب غسل الإناء من ولوغه عند جمهورهم إذ كان الريق فى الولوغ كثيرا ساريا فى المائع لا يشق الإحتراز منه بخلاف ما يصيب الصيد فإنه قليل ناشف فى حامد يشق الإحتراز منه وكذلك التقديم فى إمامة الصلاة بالنسب لا يقول به أكثر العلماء وليس فيه نص عن النبى صلى الله عليه وسلم بل الذي ثبت فى الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فان كانوا فى القراة سواء فأعلمهم بالسنة فان كانوا فى السنة سواء فأقدمهم هجرة فان كانوا فى الهجرة سواء فأقدمهم سنا فقدمه صلى الله عليه وسلم بالفضيلة العلمية ثم بالفضيلة العملية وقدم العالم بالقرآن على العالم بالسنة ثم الأسبق الى الدين بإختياره ثم الأسبق الى الدين بسنه ولم يذكر النسب وبهذا أخذ أحمد وغيره فرتب الأئمة كما رتبهم النبى صلى الله عليه وسلم ولم يذكر النسب وكذلك أكثر العلماء كمالك وأبى حنيفة لم يرجحوا بالنسب ولكن رجح به الشافعى وطائفة من أصحاب أحمد كالخرقى وابن حامد والقاضى وغيرهم وإحتجوا بقول سلمان الفارسى أن لكم علينا معشر العرب ألا نؤمكم فى صلاتكم ولا تنكح نساءكم والأولون يقولون إنما قال سلمان هذا تقديما منه للعرب على الفرس كما يقول الرجل لمن هو أشرف منه حقك على كذا وليس قول سلمان حكما شرعيا يلزم جميع الخلق اتباعه كما يحب عليهم اتباع أحكام الله ورسوله ولكن من تأسى من الفرس بسلمان فله به أسوة حسنة فإن سلمان سابق الفرس وكذلك إعتبار النسب فى أهل الكتاب ليس هو قول أحد من الصحابة ولا يقول به جمهور العلماء كمالك وأبى حنيفة وأحمد بن حنبل وقدماء أصحابه ولكن طائفة منهم ذكرت عنه روايتين واختار بعضهم إعتبار النسب موافقة للشافعى والشافعى أخذ ذلك عن عطاء وبسط هذا له موضع آخر والمقصود هنا أن النبى صلى الله عليه وسلم أنما علق الأحكام بالصفات المؤثرة فيما يحبه الله وفيما يبغض فامر بما يحبه الله ودعا اليه بحسب الإمكان ونهى عما يبغضه الله وحسم مادته بحسب الإمكان لم يخص العرب بنوع من أنواع الأحكام الشرعية إذ كانت دعوته لجميع البرية لكن نزل القرآن بلسانهم بل نزل بلسان قريش كما ثبت عن عمر بن الخطاب أنه قال لإبن مسعود أقرىء الناس بلغة قريش فإن القرآن نزل بلسانهم وكما قال عثمان للذين يكتبون المصحف من قريش والأنصار إذا إختلفتم فى شىء فإكتبوه بلغة هذا الحى من قريش فإن القرآن نزل بلسانهم وهذا لأجل التبليغ لأنه بلغ قومه أولا ثم بواسطتهم بلغ سائر الأمم وأمره الله بتبليغ قومه أولا ثم بتبليغ الأقرب فالأقرب اليه كما أمر بجهاد الأقرب فالأقرب وما ذكره كثير من العلماء من أن غير العرب ليسوا أكفاء للعرب فى النكاح فهذه مسألة نزاع بين العلماء فمنهم من لا يرى الكفاءة إلا فى الدين ومن رآها فى النسب أيضا فإنه يحتج بقول عمر لأمنعن ذوات الإحساب الا من الأكفاء لأن النكاح مقصوده حسن الألفة فإذا كانت المرأة أعلى منصبا إشتغلت عن الرجل فلا يتم به المقصود وهذه حجة من جعل ذلك حقا لله حتى أبطل النكاح إذا زوجت المرأة بمن لا يكافئها فى الدين أو المنصب ومن جعلها حقا لآدمى قال ان فى ذلك غضاضة على أولياء المرأة وعليها الأمر اليهم فى ذلك ثم هؤلاء لا يخصون الكفاءة بالنسب بل يقولون هى من الصفات التى تتفاضل بها النفوس كالصناعة واليسار والحرية وغير ذلك وهذه مسائل إجتهادية ترد الى الله والرسول فان جاء عن الله ورسوله ما يوافق أحد القولين فما جاء عن الله لا يختلف والا فلا يكون قول أحد حجة على الله ورسوله وليس عن النبى صلى الله عليه وسلم نص صحيح صريح فى هذه الأمور بل قد قال صلى الله عليه وسلم إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء الناس رجلان مؤمن تقى وفاجر شقى وفى صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال أربع فى أمتى من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالأحساب والطعن فى الأنساب والنياحة والإستسقاء بالنجوم وقد ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال إن الله إصطفى كنانة من بنى إسماعيل وإصطفى قريشا من كنانة وإصطفى بني هاشم من قريش وإصطفانى من بنى هاشم فأنا خيركم نفسا وخيركم نسبا وجمهور العلماء على أن جنس العرب خير من غيرهم كما أن جنس قريش خير من غيرهم وجنس بنى هاشم خير من غيرهم وقد ثبت فى الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا لكن تفضيل الجملة على الجملة لا يستلزم أن يكون كل فرد أفضل من كل فرد فان فى غير العرب خلق كثير خير من أكثر العرب وفى غير قريش من المهاجرين والأنصار من هو خير من أكثر قريش وفى غير بنى هاشم من قريش وغير قريش من هو خير من أكثر بنى هاشم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن خير القرون القرن الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وفى القرون المتأخرة من هو خير من كثير من القرن الثانى والثالث ومع هذا فلم يخص النبى صلى الله عليه وسلم القرن الثانى والثالث بحكم شرعى كذلك لم يخص العرب بحكم شرعى بل ولا خص بعض أصحابه بحكم دون سائر أمته ولكن الصحابة لما كان لهم من الفضل أخبر بفضلهم وكذلك السابقون الأولون لم يخصهم بحكم ولكن أخبر بما لهم من الفضل لما إختصوا به من العمل وذلك لا يتعلق بالنسب والمقصود هنا أنه أرسل الى جميع الثقلين الإنس والجن فلم يخص العرب دون غيرهم من الأمم بأحكام شرعية ولكن خص قريشا بأن الأمامة فيهم وخص بنى هاشم بتحريم الزكاة عليهم وذلك لأن جنس قريش لما كانوا أفضل وجب أن تكون الإمامة فى أفضل الأجناس مع الامكان وليست الإمامة أمرا شاملا لكل أحد منهم وإنما يتولاها واحد من الناس وأما تحريم الصدقة فحرمها عليه وعلى أهل بيته تكميلا لتطهيرهم ودفعا للتهمة عنه كما لم يورث فلا يأخذ ورثته درهما ولا دينارا بل لا يكون له ولمن يمونه من مال الله الا نفقتهم وسائر مال الله يصرف فيما يحبه الله ورسوله وذوو قرباه يعطون بمعروف من مال الخمس والفيء الذى يعطى منه فى سائر مصالح المسلمين لا يختص بأصناف معينة كالصدقات ثم ما جعل لذوى القربى قد قيل أنه سقط بموته كما يقوله أبو حنيفة وقيل هو لقربى من يلى الأمر بعده كما روى عنه ما أطعم الله نبيا طعمة إلا كانت لمن يلى الأمر بعده وهذا قول أبى ثور وغيره وقيل أن هذا كان مأخذ عثمان فى إعطاء بنى أمية وقيل هو لذوي قربى الرسول صلى الله عليه وسلم دائما ثم من هؤلاء من يقول هو مقدر بالشرع وهو خمس الخمس كما يقوله الشافعى وأحمد فى المشهور عنه وقيل بل الخمس والفىء يصرف فى مصالح المسلمين بإجتهاد الإمام ولا يقسم على أجزاء مقدرة متساوية وهذا قول مالك وغيره وعن أحمد أنه جعل خمس الزكاة فيئا وعلى هذا القول يدل الكتاب والسنة وسيرة الخلفاء الراشدين وبسط هذه الأمور له موضع آخر والمقصود هنا أن بعض آيات القرآن وان كان سببه أمورا كانت فى العرب فحكم الآيات عام يتناول ما تقتضيه الآيات لفظا .



ومعنى في أي نوع كان محمد صلى الله عليه وسلم بعث الى الإنس والجن ، وجماهير الأمم يقر بالجن ولهم معهم وقائع يطول وصفها ولم ينكر الجن الا شرذمة قليلة من جهال المتفلسفة والأطباء ونحوهم وأما أكابر القوم فالمأثور عنهم اما الإقرار بها وأما أن لا يحكى عنهم فى ذلك قول ومن المعروف عن أبقراط أنه قال فى بعض المياه انه ينفع من الصرع لست أعني الذى يعالجه أصحاب الهياكل وإنما أعنى الصرع الذى يعالجه الأطباء وأنه قال طبنا مع طب أهل الهياكل كطب العجائز مع طبنا وليس لمن أنكر ذلك حجة يعتمد عليها تدل على النفي وإنما معه عدم العلم إذ كانت صناعته ليس فيها ما يدل على ذلك كالطبيب الذى ينظر فى البدن من جهة صحته ومرضه الذى يتعلق بمزاجه وليس فى هذا تعرض لما يحصل من جهة النفس ولا من جهة الجن وان كان قد علم من غير طبه أن للنفس تأثيرا عظيما فى البدن أعظم من تأثير الأسباب الطبية ، وكذلك للجن تأثير فى ذلك كما قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وفى الدم الذى هو البخار الذى تسميه الأطباء الروح الحيواني المنبعث من القلب الساري فى البدن الذي به حياة البدن كما قد بسط هذا فى موضع آخر.



والمراد هنا أن محمدا صلى الله عليه وسلم أرسل الى الثقلين الإنس والجن وقد أخبر الله فى القرآن أن الجن استمعوا القرآن وأنهم آمنوا به كما قال تعالى: وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا إلى قوله أولئك فى ضلال مبين ثم أمره أن يخبر الناس بذلك فقال تعالى: قل أوحي الى أنه اسمتع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا الخ ، فأمره أن يقول ذلك ليعلم الإنس بأحوال الجن وأنه مبعوث إلى الإنس والجن لما فى ذلك من هدى الإنس والجن ما يجب عليهم من الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر وما يحب من طاعة رسله ومن تحريم الشرك بالجن وغيرهم كما قال فى السورة وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ، كان الرجل من الإنس ينزل بالوادي والأودية مظان الجن فإنهم يكونون بالأودية أكثر مما يكونون بأعالي الأرض فكان الإنسي يقول أعوذ بعظيم هذا الوادي من سفهائه فلما رأت الجن أن الإنس تستعيذ بها زاد طغيانهم وغيرهم وبهذا يجيبون المعزم والراقى بأسمائهم وأسماء ملوكهم فإنه يقسم عليهم بأسماء من يعظمونه فيحصل لهم بذلك من الرئاسة والشرف على الإنس ما يحملهم على أن يعطوهم بعض سؤلهم لا سيما وهم يعلمون أن الإنس أشرف منهم وأعظم قدرا فإذا خضعت الإنس لهم وإستعاذت بهم كان بمنزلة أكابر الناس إذا خضع لأصاغرهم ليقضى له حاجته ثم الشياطين منهم من يختار الكفر والشرك ومعاصي الرب وإبليس وجنوده من الشياطين يشتهون الشر ويلتذون به ويطلبونه ويحرصون عليه بمقتضى خبث أنفسهم وان كان موجبا لعذابهم وعذاب من يغوونه كما قال ابليس فبعزتك لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين وقال تعالى قال أرأيتك هذا الذى كرمت على لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا وقال تعالى ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فإتبعوه إلا فريقا من المؤمنين والإنسان إذا فسدت نفسه أو مزاجه يشتهي ما يضره ويلتذ به بل يعشق ذلك عشقا يفسد عقله ودينه وخلقه وبدنه وماله والشيطان هو نفسه خبيث فإذا تقرب صاحب العزائم والأقسام وكتب الروحانيات السحرية وأمثال ذلك اليهم بما يحبونه من الكفر والشرك صار ذلك كالرشوة والبرطيل لهم فيقضون بعض أغراضه كمن يعطى غيره مالا ليقتل له من يريد قتله أو يعينه على فاحشة أو ينال معه فاحشة ولهذا كثير من هذه الأمور يكتبون فيها كلام الله بالنجاسة وقد يقلبون حروف كلام الله عز وجل إما حروف الفاتحة وإما حروف قل هو الله أحد وأما غيرهما إما دم واما غيره واما بغير نجاسة أو يكتبون غير ذلك مما يرضاه الشيطان أو يتكلمون بذلك فإذا قالوا أو كتبوا ما ترضاه الشياطين أعانتهم على بعض أغراضهم أما تغوير ماء من المياة واما أن يحمل فى الهواء الى بعض الأمكنة واما أن يأتيه بمال من أموال بعض الناس كما تسرقه الشياطين من أموال الخائنين ومن لم يذكر إسم الله عليه وتأتى به وإما غير ذلك وأعرف فى كل نوع من هذه الأنواع من الأمور المعينة ومن وقعت له ممن أعرفه ما يطول حكايته فإنهم كثيرون جدا .



والمقصود أن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث الى الثقلين واستمع الجن لقراءته وولوا الى قومهم منذرين كما اخبر الله عز وجل وهذا متفق عليه بين المسلمين ثم اكثر المسلمين من الصحابة والتابعين وغيرهم يقولون انهم جاؤوه بعد هذا وانه قرأ عليهم القرآن وبايعوه وسألوه الزاد لهم ولدوابهم فقال لهم لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يعود اوفر ما يكون لحما ولكم كل بعرة علف لدوابكم ، قال النبى صلى الله عليه وسلم فلا تستنجوا بهما فانهما زاد اخوانكم من الجن وهذا ثابت فى صحيح مسلم وغيره من حديث ابن مسعود وقد ثبت فى صحيح البخاري وغيره من حديث أبى هريرة نهيه صلى الله عليه وسلم عن الإستنجاء بالعظم والروث فى أحاديث متعدة وفى صحيح مسلم وغيره عن سلمان قال قيل له قد علمكم نبيكم كل شىء حتى الخراءة قال فقال أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول وان نستنجي باليمين وأن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار وأن نستنجي برجيع أو عظم وفى صحيح مسلم وغيره أيضا عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتمسح بعظم أو ببعر وكذلك النهى عن ذلك فى حديث خزيمة بن ثابت وغيره وقد بين علة ذلك فى حديث ابن مسعود ففي صحيح مسلم وغيره عن إبن مسعود أن النبى صلى الله عليه وسلم قال أتانى داعى الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر إسم الله عليه يقع في أيديكم لحما وكل بعرة علف لدوابكم فقال النبى صلى الله عليه وسلم فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد أخوانكم وفى صحيح البخاري وغيره عن أبى هريرة أنه كان يحمل مع النبى صلى الله عليه وسلم أداوة لوضوئه وحاجته فبينما هو يتبعه بها قال من هذا قلت أبا هريرة قال ابغنى أحجارا أستنفض بها ولا تأتني بعظم ولا بروثة فأتيته بأحجار أحملها فى طرف ثوبى حتى وضعتها الى جنبه ثم إنصرفت حتى إذا فرغ مشيت فقلت ما بال العظم والروثة قال هما من طعام الجن وأنه أتانى وفد جن نصيبين ونعم الجن فسألونى الزاد فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا روثة الا وجدوا عليها طعاما ولما نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن الإستنجاء بما يفسد طعام الجن وطعام دوابهم كان هذا تنبيها على النهي عما يفسد طعام الإنس وطعام دوابهم بطريق الأولى لكن كراهة هذا والنفور عنه ظاهر فى فطر الناس بخلاف العظم والروثة فإنه لا يعرف نجاسة طعام الجن ، فلهذا جاءت الأحاديث الصحيحة المتعددة بالنهي عنه وقد ثبت بهذه الأحاديث الصحيحة انه خاطب الجن وخاطبوه وقرأ عليهم القرآن وأنهم سألوه الزاد وقد ثبت فى الصحيحين عن ابن عباس أنه كان يقول ان النبى صلى الله عليه وسلم لم ير الجن ولا خاطبهم ولكن أخبره أنهم سمعوا القرآن وابن عباس قد علم ما دل عليه القرآن من ذلك ولم يعلم ما علمه ابن مسعود وأبو هريرة وغيرهما من إتيان الجن اليه ومخاطبته إياهم وأنه أخبره بذلك فى القرآن وأمره أن يخبر به وكان ذلك فى أول الأمر لما حرست السماء وحيل بينهم وبين خبر السماء وملئت حرسا شديدا وكان فى ذلك من دلائل النبوة ما فيه عبرة كما قد بسط فى موضع آ خر وبعد هذا أتوه وقرأ عليهم القرآن وروى أنه قرأ عليهم سورة الرحمن وصار كلما قال فبأي آلاء ربكما تكذبان قالوا ولا بشىء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد ، وقد ذكر الله فى القرآن من خطاب الثقلين ما بين هذا الأصل كقوله تعالى يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وقد أخبر الله عن الجن أنهم قالوا وانا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا أي مذاهب شتى مسلمون وكفار وأهل سنة وأهل بدعة وقالوا وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا والقاسط الجائر يقال قسط إذا جار وأقسط إذا عدل وكافرهم معذب فى الآخرة بإتفاق العلماء وأما مؤمنهم فجمهور العلماء على أنه فى الجنة وقد روى أنهم يكونون فى ربض الجنة تراهم الإنس من حيث لا يرونهم وهذا القول مأثور عن مالك والشافعى وأحمد وأبى يوسف ومحمد وقيل إن ثوابهم النجاة من النار وهو مأثور عن أبى حنيفة وقد إحتج الجمهور بقوله لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان قالوا فدل ذلك على تأتى الطمث منهم لأن طمث الحور العين إنما يكون فى الجنة .



الفصل الثاني

وإذا كان الجن أحياء عقلاء مأمورين منهيين لهم ثواب وعقاب وقد أرسل اليهم النبى صلى الله عليه وسلم فالواجب على المسلم أن يستعمل فيهم ما يستعمله فى الإنس من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والدعوة الى الله كما شرع الله ورسوله وكما دعاهم النبى صلى الله عليه وسلم ويعاملهم إذا إعتدوا بما يعامل به المعتدون فيدفع صولهم بما يدفع صول الإنس وصرعهم للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للإنس مع الإنس وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه وكره العلماء مناكحة الجن وقد يكون وهو كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة مثل أن يؤذيهم بعض الإنس أو يظنوا أنهم يتعمدو أذاهم إما ببول على بعضهم وإما بصب ماء حار وإما بقتل بعضهم وإن كان الإنسي لا يعرف ذلك وفى الجن جهل وظلم فيعاقبونه بأكثر مما يستحقه وقد يكون عن عبث منهم وشر بمثل سفهاء الإنس وحينئذ فما كان من الباب الأول فهو من الفواحش التى حرمها الله تعالى كما حرم ذلك على الإنس وإن كان برضىالآخر فكيف إذا كان مع كراهته فإنه فاحشة وظلم فيخاطب الجن بذلك ويعرفون أن هذا فاحشة محرمة أو فاحشة وعدوان لتقوم الحجة عليهم بذلك ويعلموا أنه يحكم فيهم بحكم الله ورسوله الذى أرسله إلى جميع الثقلين الإنس والجن وما كان من القسم الثانى فان كان الإنسي لم يعلم فيخاطبون بأن هذا لم يعلم ومن لم يتعمد الأذى لا يستحق العقوبة وإن كان قد فعل ذلك فى داره وملكه عرفوا بأن الدار ملكه فله أن يتصرف فيها بما يجوز وأنتم ليس لكم أن تمكثوا فى ملك الإنس بغير أذنهم بل لكم ما ليس من مساكن الإنس كالخراب والفلوات ولهذا يوجدون كثيرا فى الخراب والفلوات ويوجودون فى مواضع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والقمامين والمقابر والشيوخ الذين تقترن بهم الشياطين وتكون أحوالهم شيطانية لا رحمانية يأوون كثيرا الى هذه الأماكن التى هى مأوى الشياطين وقد جاءت الآثار بالنهي عن الصلاة فيها لأنها مأوى الشياطين والفقهاء منهم من علل النهى بكونها مظنة النجاسات ومنهم من قال أنه تعبد لا يعقل معناه والصحيح أن العلة في الحمام وأعطان الإبل ونحو ذلك أنها مأوى الشياطين وفى المقبرة أن ذلك ذريعة إلى الشرك مع أن المقابر تكون أيضا مأوى للشياطين .



والمقصود أن أهل الضلال والبدع الذين فيهم زهد وعبادة على غير الوجه الشرعى ولهم أحيانا مكاشفات ولهم تأثيرات يأوون كثيرا إلى مواضع الشياطين التى نهى عن الصلاة فيها لأن الشياطين تتنزل عليهم بها وتخاطبهم الشياطين ببعض الأمور كما تخاطب الكهان وكما كانت تدخل فى الأصنام وتكلم عابدي الأصنام وتعينهم فى بعض المطالب كما تعين السحرة وكما تعين عباد الأصنام وعباد الشمس والقمر والكواكب إذا عبدوها بالعبادات التى يظنون أنها تناسبها من تسبيح لها ولباس وبخور وغير ذلك فإنه قد تنزل عليهم شياطين يسمونها روحانية الكواكب وقد تقضي بعض حوائجهم أما قتل بعض أعدائهم أو إمراضه وإما جلب بعض من يهوونه وإما إحضار بعض المال و لكن الضرر الذي يحصل لهم بذلك أعظم من النفع بل قد يكون أضعاف أضعاف النفع والذين يستخدمون الجن بهذه الأمور يزعم كثير منهم أن سليمان كان يستخدم الجن بها فإنه قد ذكر غير واحد من علماء السلف أن سليمان لما مات كتبت الشياطين كتب سحر وكفر وجعلتها تحت كرسيه وقالوا كان سليمان يستخدم الجن بهذه فطعن طائفة من أهل الكتاب فى سليمان بهذا وآخرون قالوا لولا أن هذا حق جائز لما فعله سليمان فضل الفريقان هؤلاء بقدحهم فى سليمان وهؤلاء باتباعهم السحر فأنزل الله تعالى في ذلك قوله تعالى ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم الى قوله تعالى ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون بين سبحانه أن هذا لا يضر ولا ينفع إذ كان النفع هو الخير الخالص أو الراجح والضرر هو الشر الخالص أو الراجح وشر هذا إما خالص وإما راجح والمقصود أن الجن إذا إعتدوا على الإنس أخبروا بحكم الله ورسوله وأقيمت عليهم الحجة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر كما يفعل بالإنس لأن الله يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقال تعالى يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا ولهذا نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن قتل حيات البيوت حتى تؤذن ثلاثا كما فى صحيح مسلم وغيره عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة نفرا من الجن قد أسلموا فمن رأى شيئا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثا فان بدا له بعد فليقتله فإنه شيطان وفى صحيح مسلم أيضا عن أبى السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبى سعيد الخدري فى بيته قال فوجدته يصلى فجلست أنتظره حتى يقضى صلاته فسمعت تحريكا فى عراجين فى ناحية البيت فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها فأشار الى أن أجلس فجلست فلما إنصرف أشار الى بيت فى الدار فقال أترى هذا البيت فقلت نعم فقال كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس قال فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار ويرجع الى أهله فإستأذنه يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ عليك سلاحك فإنى أخشى عليك قريظة فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها بالرمح ليطعنها به وأصابته غيرة فقالت أكفف عليك رمحك وإدخل البيت حتى تنظر ما الذى أخرجنى فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى اليها بالرمح فإنتظمها به ثم خرج فركزه فى الدار فاضطربت عليه فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى قال فجئنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ذلك وقلنا ادع الله يحييه لنا قال إستغفروا لصاحبكم ثم قال إن بالمدينة جنا قد أسلموا فاذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام فان بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فانما هو شيطان وفى لفظ آخر لمسلم أيضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليه ثلاثا فان ذهب والا فاقتلوه فانه كافر وقال لهم اذهبوا فادفنوا صاحبكم وذلك ان قتل الجن بغير حق لا يجوز كما لا يجوز قتل الإنس بلا حق والظلم محرم فى كل حال فلا يحل لأحد أن يظلم أحدا ولو كان كافرا بل قال تعالى ولا يجر منكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى .



والجن يتصورون فى صور الإنس والبهائم فيتصورون فى صور الحيات والعقارب وغيرها وفي صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير وفى صور الطير وفى صور بنى آدم كما أتى الشيطان قريشا فى صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج إلى بدر قال تعالى وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وانى جار لكم الى قوله والله شديد العقاب وكما روى أنه تصور فى صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة هل يقتلوا الرسول أو يحبسوه أو يخرجوه كما قال تبارك وتعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فإذا كان حيات البيوت قد تكون جنا فتؤذن ثلاثا فان ذهبت والا قتلت فانها ان كانت حية قتلت وإن كانت جنية فقد أصرت على العدوان بظهورها للإنس فى صورة حية تفزعهم بذلك والعادي هو الصائل الذي يجوز دفعه بما يدفع ضرره ولو كان قتلا وأما قتلهم بدون سبب يبيح ذلك فلا يجوز وأهل العزائم والأقسام يقسمون على بعضهم ليعينهم على بعض تارة يبرون قسمه وكثيرا لا يفعلون ذلك بان يكون ذلك الجني معظما عندهم وليس للمعزم وعزيمته من الحرمة ما يقتضى إعانتهم على ذلك إذ كان المعزم قد يكون بمنزلة الذى يحلف غيره ويقسم عليه بمن يعظمه وهذا تختلف أحواله فمن أقسم على الناس ليؤذوا من هو عظيم عندهم لم يلتفتوا إليه وقد يكون ذاك منيعا فأحوالهم شبيهة بأحوال الإنس لكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد والجن أجهل وأكذب وأظلم وأغدر والمقصود أن أرباب العزائم مع كون عزائمهم تشتمل على شرك وكفر لا تجوز العزيمة والقسم به فهم كثيرا ما يعجزون عن دفع الجني وكثيرا ما تسخر منهم الجن إذا طلبوا منهم قتل الجنى الصارع للأنس أو حبسه فيخيلوا اليهم أنهم قتلوه أو حبسوه ويكون ذلك تخييلا وكذبا هذا إذا كان الذي يرى ما يخيلونه صادقا فى الرؤية فان عامة ما يعرفونه لمن يريدون تعريفه إما بالمكاشفة والمخاطبة أن كان من جنس عباد المشركين وأهل الكتاب ومبتدعة المسلمين الذين تضلهم الجن والشياطين وأما ما يظهرونه لأهل العزائم والأقسام أنهم يمثلون ما يريدون تعريفه فإذا رأى المثال أخبر عن ذلك وقد يعرف أنه مثال وقد يوهمونه أنه نفس المرئى وإذا أرادوا سماع كلام من يناديه من مكان بعيد مثل من يستغيث ببعض العباد الضالين من المشركين وأهل الكتاب وأهل الجهل من عباد المسلمين إذا إستغاث به بعض محببه فقال يا سيدي فلان فان الجني يخاطبه بمثل صوت ذلك الإنسي فإذا رد الشيخ عليه الخطاب أجاب ذلك الإنسي بمثل ذلك الصوت وهذا وقع لعدد كثير أعرف منهم طائفة.



الفصل الثالث

وكثيرا ما يتصور الشيطان بصورة المدعو المنادى المستغاث به إذا كان ميتا وكذلك قد يكون حيا ولا يشعر بالذى ناداه بل يتصور الشيطان بصورته فيظن المشرك الضال المستغيث بذلك الشخص أن الشخص نفسه أجابه وانما هو الشيطان وهذا يقع للكفار المستغيثين بمن يحسنون به الظن من الأموات والأحياء كالنصارى المستغيثين بجرجس وغيره من قداد بسهم ويقع لأهل الشرك والضلال من المنتسبين الى الإسلام الذين يستغيثون بالموتى والغائبين يتصور لهم الشيطان فى صورة ذلك المستغاث به وهو لا يشعر واعرف عددا كثيرا وقع لهم فى عدة أشخاص يقول لى كل من الأشخاص انى لم أعرف ان هذا استغاث بى والمستغيث قد رأى ذلك الذى هو على صورة هذا وما اعتقد انه الا هذا وذكر لى غير واحد انهم استغاثوا بى كل يذكر قصة غير قصة صاحبه فاخبرت كلا منهم انى لم أجب أحدا منهم ولا علمت باستغاثته فقيل هذا يكون ملكا فقلت الملك لا يغيث المشرك انما هو شيطان أراد ان يضله وكذلك يتصور بصورته ويقف بعرفات فيظن من يحسن به الظن انه وقف بعرفات وكثير منهم حمله الشيطان الى عرفات او غيرها من الحرم فيتجاوز الميقات بلا احرام ولا تلبية ولا يطوف بالبيت ولا بالصفا والمروة وفيهم من لا يعبر مكة وفيهم من يقف بعرفات ويرجع ولا يرمى الجمار الى أمثال ذلك من الأمور التى يضلهم بها الشيطان حيث فعلوا ما هو منهى عنه فى الشرع اما محرم وأما مكروه ليس بواجب ولا مستحب وقد زين لهم الشيطان أن هذا من كرامات الصالحين وهو من تلبيس الشيطان فان الله لا يعبد إلا بما هو واجب أو مستحب وكل من عبد عبادة ليست واجبة ولا مستحبة وظنها واجبة أو مستحبة فانما زين ذلك له الشيطان وان قدر أنه عفى عنه لحسن قصده واجتهاده لكن ليس هذا مما يكرم الله به أولياءه المتقين إذ ليس فى فعل المحرمات والمكروهات اكرام بل الإكرام حفظه من ذلك ومنعه منه فان ذلك ينقصه لا يزيده وان لم يعاقب عليه بالعذاب فلا بد ان يحفظه عما كان ويخفض اتباعه الذين يمدحون هذه الحال ويعظمون صاحبها فان مدح المحرمات والمكروهات وتعظيم صاحبها هو من الضلال عن سبيل الله وكلما ازداد العبد فى البدع اجتهادا ازداد من الله بعدا لأنها تخرجه عن سبيل الله سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الى بعض سبيل المغضوب عليهم والضالين



الفصل الرابع

إذا عرف الأصل فى هذا الباب فنقول يجوز بل يستحب وقد يجب ان يذب عن المظلوم وأن ينصر فان نصر المظلوم مأمور به بحسب الامكان وفى الصحيحين حديث البرآء بن عازب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع امرنا بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس وابرار القسم أو المقسم ونصر المظلوم واجابة الداعى وافشاء السلام ونهانا عن خواتيم أو تختم الذهب وعن شرب بالفضة وعن المياثر وعن القسي ولبس الحرير والاستبرق والديباج وفى الصحيح عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انصر أخاك ظالما أو مظلموما قلت يارسول الله انصره مظلموما فكيف انصره ظالما قال تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه وايضا ففيه تفريج كربة هذا المظلوم وفى صحيح مسلم عن ابى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه وفى صحيح مسلم أيضا عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الرقى قال من استطاع منكم أن ينفع اخاه فليفعل لكن ومثل امر الجنى ونهيه كما يؤمر الانسي وينهى ويجوز من ذلك ما يجوز مثله فى حق الإنسى مثل أن يحتاج الى انتهار الجنى وتهديده ولعنه وسبه كما ثبث فى صحيح مسلم عن ابى الدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول اعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يارسول الله قد سمعناك تقول فى الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال ان عدو الله ابليس جاء بشهاب من نار ليجعله فى وجهى فقلت اعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم اردت أخذه ووالله لولا دعوة اخينا سليمان لا صبح موثقا يلعب به ولدان اهل المدينة ففى هذا الحديث الإستعاذة منه ولعنته بلعنة الله ولم يستأخر بذلك فمد يده اليه وفى الصحيحين عن ابى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان عرض لى فشد على ليقطع الصلاة على فامكننى الله منه فذعته ولقد هممت أن أوثقه الى سارية حتى تصبحوا فتنظروا اليه فذكرت قول اخى سليمان رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى فرده الله خاسئا فهذا الحديث يوافق الأول ويفسره وقوله ذعته أى خنقته فبين أن مد اليد كان لخنقه وهذا دفع لعدوانه بالفعل وهو الخنق وبه اندفع عدوانه فرده الله خاسئا واما الزيادة وهو ربطه الى السارية فهو من باب التصرف الملكى الذى تركه لسليمان فان نبينا صلى الله عليه وسلم كان يتصرف فى الجن كتصرفه فى الانس تصرف عبد رسول يأمرهم بعبادة الله وطاعته لا يتصرف لأمر يرجع اليه وهو التصرف الملكى فانه كان عبدا رسولا وسليمان نبى ملك والعبد الرسول افضل من النبى الملك كما أن السابقين المقربين افضل من عموم الأبرار اصحاب اليمين وقد روى النسائى على شرط البخارى عن عائشة ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يصلى فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وجدت برد لسانه على يدى ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس ورواه احمد وابو داود من حديث ابى سعيد وفيه فأهويت بيدى فما زلت اخنقه حتى وجدت برد لعابه بين اصبعى هاتين الابهام والتى يليها وهذا فعله فى الصلاة وهذا مما احتج به العلماء على جواز مثل هذا فى الصلاة وهو كدفع المار وقتل الاسودين والصلاة حال المسايفة وقد تنازع العلماء فى شيطان الجن اذا مر بين يدى المصلي هل يقطع على قولين هما قولان فى مذهب أحمد كما ذكرهما ابن حامد وغيره أحدهما يقطع لهذا الحديث ولقوله لما أخبر ان مرور الكلب الأسود يقطع للصلاة الكلب الأسود شيطان فعلل بأنه شيطان وهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا وكذلك بصورة القط الأسود لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة ومما يتقرب به الى الجن الذبائح فان من الناس من يذبح للجن وهو من الشرك الذى حرمه الله ورسوله وروى أنه نهى عن ذبائح الجن واذا برىء المصاب بالدعاء والذكر وأمر الجن ونهيهم وانتهارهم وسبهم ولعنهم ونحو ذلك من الكلام حصل المقصود وان كان ذلك يتضمن مرض طائفة من الجن أو موتهم فهم الظالمون لأنفسهم اذا كان الراقى الداعى المعالج لم يتعد عليهم كما يتعدى عليهم كثير من أهل العزائم فيأمرون بقتل من لا يجوز قتله وقد يحبسون من لا يحتاج الى حبسه ولهذا قد تقاتلهم الجن على ذلك ففيهم من تقتله الجن أو تمرضه وفيهم من يفعل ذلك باهله وأولاده أو دوابه وأما من سلك فى دفع عداوتهم مسلك العدل الذى أمر الله به ورسوله فإنه لم يظلمهم بل هو مطيع لله ورسوله فى نصر المظلوم وإغاثه الملهوف والتنفيس عن المكروب بالطريق الشرعى التى ليس فيها شرك بالخالق ولا ظلم للمخلوق ومثل هذا لا تؤذيه الجن أما لمعرفتهم بأنه عادل وإما لعجزهم عنه وإن كان الجن من العفاريت وهو ضعيف فقد تؤذيه فينبغى لمثل هذا أن يحترز بقراءة العوذ مثل آية الكرسى والمعوذات والصلاة والدعاء ونحو ذلك مما يقوى الإيمان ويجنب الذنوب التى بها يسلطون عليه فانه مجاهد فى سبيل الله وهذا من أعظم الجهاد فليحذر أن ينصر العدو عليه بذنوبه وإن كان الأمر فوق قدرته فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها فلا يتعرض من البلاء لما لا يطيق ومن أعظم ما ينتصر به عل يهم آية الكرسى ، فقد ثبت فى صحيح البخارى حديث أبى هريرة قال وكلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتانى آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت لأرفعنك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنى محتاج وعلى عيال ولي حاجة شديدة قال فحليت عنه فأصبحت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يارسول الله شكى حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله قال إما أنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعنى فإنى محتاج وعلى عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك قلت يارسول الله شكى حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال اما إنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود قال دعنى أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هن قال إذا أويت الى فراشك فإقرأ آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحى القيوم حتى تختم الآية فانك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك البارحة قلت يارسول الله زعم أنه يعلمنى كلمات ينفعنى الله بها فخليت سبيله قال ما هى قلت قال لى إذا أويت الى فراشك فإقرأ آية الكرسى من أولها حتى تختم الآية الله لا إله إلا هو الحى القيوم وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شىء على الخير فقال النبى صلى الله عليه وسلم أما أنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة قلت لا قال ذاك شيطان ومع هذا فقد جرب المجربون الذين لا يحصون كثرة أن لها من التأثير فى دفع الشياطين وإبطال أحوالهم مالا ينضبط من كثرته وقوته فان لها تأثيرا عظيما فى دفع الشيطان عن نفس الإنسان وعن المصروع وعن من تعينه الشياطين مثل أهل الظلم والغضب وأهل الشهوة والطرب وأرباب السماع المكاء والتصدية إذا قرئت عليهم بصدق دفعت الشياطين وبطلت الأمور التى يخيلها الشيطان ويبطل ما عند إخوان الشياطين من مكاشفة شيطانية وتصرف شيطاني، إذ كانت الشياطين يوحون الى أوليائهم بأمور يظنها الجهال من كرامات أولياء الله المتقين وإنما هى من تلبيسات الشياطين على أوليائهم المغضوب عليهم والضالين والصائل المعتدى يستحق دفعه سواء كان مسلما أو كافرا وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد فإذا كان المظلوم له أن يدفع عن مال المظلوم ولو بقتل الصائل العادى فكيف لا يدفع عن عقله وبدنه وحرمته فان الشيطان يفسد عقله ويعاقبه فى بدنه وقد يفعل معه فاحشة إنسي بإنسي وان لم يندفع الا بالقتل جاز قتله وأما إسلام صاحبه والتخلى عنه فهو مثل إسلام أمثاله من المظلومين وهذا فرض على الكفاية مع القدرة ففى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه فإن كان عاجزا عن ذلك أو هو مشغول بما هو أوجب منه أو قام به غيره لم يجب وإن كان قادرا وقد تعين عليه ولا يشغله عما هو أوجب منه وجب عليه وأما قول السائل هل هذا مشروع فهذا من أفضل الأعمال وهو من أعمال الأنبياء والصالحين فإنه ما زال الأنبياء والصالحون يدفعون الشياطين عن بنى آدم بما أمر الله به ورسوله كما كان المسيح يفعل ذلك وكما كان نبينا صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك فقد روى أحمد فى مسنده وأبو داود فى سننه من حديث مطر بن عبد الرحمن الأعنق قال حدثتنى أم أبان بنت الوازع بن زارع بن عامر العبدي عن أبيها أن جدها الزارع إنطلق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنطلق معه بإبن له مجنون أو إبن أخت له قال جدي فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت إن معي إبنا لي أو إبن أخت لي مجنون أتيتك به تدعو الله له قال إئتنى به قال فانطلقت به إليه وهو فى الركاب فأطلقت عنه وألقيت عنه ثياب السفر وألبسته ثوبين حسنين وأخذت بيده حتى إنتهيت به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ادنه منى إجعل ظهره مما يلينى قال بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ويقول أخرج عدو الله أخرج عدو الله فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له فلم يكن فى الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل عليه وقال أحمد فى المسند ثنا عبد الله بن نمير عن عثمان بن حكيم انا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة قال لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي لقد خرجت معه فى سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بإمرأة جالسة معها صبى لها فقالت يارسول الله هذا صبى أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء يؤخذ فى اليوم ما أدرى كم مرة قال ناولينيه فرفعته إليه فجعله بينه وبين واسطة الرحل ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثا وقال بسم الله أنا عبد الله اخسأ عدو الله ثم ناولها إياه فقال إلقينا فى الرجعة فى هذا المكان فأخبرينا ما فعل قال فذهبنا ورجعنا فوجدناها فى ذلك المكان معها شياه ثلاث فقال ما فعل صبيك فقالت والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة فإجترر هذه الغنم قال أنزل خذ منها واحدة ورد البقية وذكر الحديث بتمامه ثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن يعلى بن مرة عن أبيه قال وكيع مرة يعنى الثقفي ولم يقل مرة عن أبيه أن إمرأة جاءت الى النبى صلى الله عليه وسلم معها صبى لها به لمم فقال النبى صلى الله عليه وسلم اخرج عدو الله أنا رسول الله قال فبرأ قال فاهدت إليه كبشين وشيئا من أقط وشيئا من سمن قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ الأقط والسمن وخذ أحد الكبشين ورد عليها الآخر ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عطاء بن السائب عن عبد الله إبن حفص عن يعلى بن مرة الثقفي قال ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث وفيه قال ثم سرنا فمررنا بماء فأتته إمرأة بإبن لها به جنة فأخذ النبى صلى الله عليه وسلم بمنخره فقال اخرج انى محمد رسول الله قال ثم سرنا فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء فأتته المرأة بجزر ولبن فأمرها أن ترد الجزر وأمر أصحابه فشربوا من اللبن فسألها عن الصبى فقالت والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك ولو قدر أنه لم ينقل ذلك لكون مثله لم يقع عند الأنبياء لكون الشياطين لم تكن تقدر تفعل ذلك عند الأنبياء وفعلت ذلك عندنا فقد أمرنا الله ورسوله من نصر المظلوم والتنفيس عن المكروب ونفع المسلم بما يتناول ذلك وقد ثبت فى الصحيحين حديث الذين رقوا بالفاتحة وقال النبى صلى الله عليه وسلم وما أدراك إنها رقية وأذن لهم فى أخذ الجعل على شفاء اللديغ بالرقية وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم للشيطان الذى أراد قطع صلاته اعوذ بالله منك ألعنك بلعنة الله التامة ثلاث مرات وهذا كدفع ظالمي الإنس من الكفار والفجار فإن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإن كانوا لم يروا الترك ولم يكونوا يرمون بالقسى الفارسية ونحوها مما يحتاج إليه فى قتال فقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه أمر بقتالهم وأخبر أن أمته ستقاتلهم ومعلوم أن قتالهم النافع إنما هو بالقسى الفارسية ولو قوتلوا بالقسى العربية التى تشبه قوس القطن لم تغن شيئا بل إستطالوا على المسلمين بقوة رميهم فلابد من قتالهم بما يقهرهم وقد قال بعض المسلمين لعمر بن الخطاب أن العدو إذا رأيناهم قد لبسوا الحرير وجدنا فى قلوبنا روعة فقال أنتم فالبسوا كما لبسوا وقد أمر النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه فى عمرة القضية بالرمل والإضطباع ليرى المشركين قوتهم وان لم يكن هذا مشروعا قبل هذا ففعل لأجل الجهاد ما لم يكن مشروعا بدون ذلك ولهذا قد يحتاج فى إبراء المصروع ودفع الجن عنه الى الضرب فيضرب ضربا كثيرا جدا والضرب إنما يقع على الجنى ولا يحس به المصروع حتى يفيق االمصروع ويخبر أنه لم يحس بشىء من ذلك ولا يؤثر فى بدنه ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل بحيث لو كان على الإنسى لقتله وإنما هو على الجنى والجنى يصيح ويصرخ ويحدث الحاضرين بأمور متعددة كما قد فعلنا نحن هذا وجربناه مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين .



وأما الإستعانة عليهم بما يقال ويكتب مما لا يعرف معناه فلا يشرع لا سيما إن كان فيه شرك فإن ذلك محرم وعامة ما يقوله أهل العزائم فيه شرك وقد يقرأون مع ذلك شيئا من القرآن ويظهرونه ويكتمون ما يقولونه من الشرك ، وفى الإستشفاء بما شرعه الله ورسوله ما يغني عن الشرك وأهله والمسلمون وإن تنازعوا فى جواز التداوي بالمحرمات كالميتة والخنزير فلا يتنازعون فى أن الكفر والشرك لا يجوز التداوي به بحال لأن ذلك محرم فى كل حال وليس هذا كالتكلم به عند الإكراه فإن ذلك إنما يجوز إذا كان قلبه مطمئنا بالإيمان والتكلم به إنما يؤثر إذا كان بقلب صاحبه ولو تكلم به مع طمأنينة قلبه بالإيمان لم يؤثر والشيطان إذا عرف أن صاحبه مستخف بالعزائم لم يساعده وأيضا فإن المكره مضطر الى التكلم به ولا ضرورة الى إبراء المصاب به لوجهين أحدهما أنه قد لا يؤثر أكثر مما يؤثر من يعالج بالعزائم فلا يؤثر بل يزيده شرا والثانى أن فى الحق ما يغنى عن الباطل والناس فى هذا الباب ثلاثة أصناف قوم يكذبون بدخول الجنى فى الإنس وقوم يدفعون ذلك بالعزائم المذمومة فهؤلاء يكذبون بالموجود وهؤلاء يعصون بل يكفرون بالمعبود والأمة الوسط تصدق بالحق الموجود وتؤمن بالإله الواحد المعبود وبعبادته ودعائه وذكره واسمائه وكلامه فتدفع شياطين الإنس والجن وأما سؤال الجن وسؤال من يسألهم فهذا إن كان على وجه التصديق لهم فى كل ما يخبرون به والتعظيم للمسئول فهو حرام كما ثبت فى صحيح مسلم وغيره عن معاوية بن الحكم السلمي قال قلت يا رسول الله أمورا كنا نصنعها فى الجاهلية كنا نأتى الكهان قال فلا تأتوا الكهان وفى صحيح مسلم أيضا عن عبيد الله عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبى صلى الله عليه وسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافا فسأله عن شىء لم تقبل له صلاة أربعين يوما وأما إن كان يسأل المسئول ليمتحن حاله ويختبر باطن أمره وعنده ما يميز به صدقه من كذبه فهذا جائز كما ثبت فى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه وسلم سأل إبن صياد فقال ما يأتيك فقال يأتينى صادق وكاذب قال ما ترى قال أرى عرشا على الماء قال فإنى قد خبأت لك خبيئا قال الدخ الدخ قال اخسأ فلن تعدوا قدرك فإنما أنت من إخوان الكهان وكذلك إذا كان يسمع ما يقولونه ويخبرون به عن الجن كما يسمع المسلمون ما يقول الكفار والفجار ليعرفوا ما عندهم فيعتبروا به وكما يسمع خبر الفاسق ويتبين ويتثبت فلا يجزم بصدقه ولا كذبه إلا ببينة كما قال تعالى إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وقد ثبت فى صحيح البخارى عن أبى هريرة أن أهل الكتاب كانوا يقرأون التوارة ويفسرونها بالعربية فقال النبى صلى الله عليه وسلم إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فأما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون فقد جاز للمسلمين سماع ما يقولونه ولم يصدقوه ولم يكذبوه وقد روى عن أبى موسى الأشعرى أنه أبطأ عليه خبر عمر وكان هناك إمرأة لها قرين من الجن فسأله عنه فأخبره أنه ترك عمر يسم إبل الصدقة وفي خبر آخر أن عمر أرسل جيشا فقدم شخص إلى المدينة فأخبر أنهم إنتصروا على عدوهم وشاع الخبر فسأل عمر عن ذلك فذكر له فقال هذا أبو الهيثم بريد المسلمين من الجن وسيأتى بريد الإنس بعد ذلك فجاء بعد ذلك بعدة أيام .



الفصل الخامس

ويجوز أن يكتب للمصاب وغيره من المرضى شيئا من كتاب الله وذكره بالمداد المباح ويغسل ويسقى كما نص على ذلك أحمد وغيره قال عبد الله بن أحمد قرأت على أبى ثنا يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن محمد إبن أبى ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن إبن عباس قال إذا عسر على المرأة ولادتها فليكتب بسم الله لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيه أو ضحاها كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون قال أبى ثنا أسود بن عامر بإسناده بمعناه وقال يكتب فى إناء نظيف فيسقى قال أبى وزاد فيه وكيع فتسقى وينضح ما دون سرتها قال عبدالله رأيت أبى يكتب للمرأة فى جام أو شيء نظيف وقال أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيرى أنا الحسن بن سفيان النسوي حدثنى عبد الله بن أحمد بن شبويه ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن إبن أبى ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن إبن عباس قال إذا عسر على المرأة ولادها فليكتب بسم الله لا إله إلا الله العلى العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله وتعالى رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيه أو ضحاها كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعه من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون قال علي يكتب فى كاغدة فيعلق علىعضد المرأة قال علي وقد جربناه فلم نر شيئا أعجب منه فإذا وضعت تحله سريعا ثم تجعله فى خرقه أو تحرقه.



ماء زمزم


سيد المياه وأشرفها وأجلها قدرا ، جاء في صحيح مسلم في حديث طويل عَنْ أبي ذَر جاء فيه أنه قال :أَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَعَّفْتُ رَجُلا مِنْهُمْ فَقُلْتُ أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ فَأَشَارَ إِلَيَّ فَقَالَ الصَّابِئَ فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ قَالَ فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ قَالَ فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ قَالَ فَبَيْنَا أَهْلِ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانَ إِذْ ضُرِبَ عَلَى أَسْمِخَتِهِمْ فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ وَامْرَأَتَيْنِ مِنْهُمْ تَدْعُوَانِ إِسَافًا وَنَائِلَةَ قَالَ فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا فَقُلْتُ أَنْكِحَا أَحَدَهُمَا الأُخْرَى قَالَ فَمَا تَنَاهَتَا عَنْ قَوْلِهِمَا قَالَ فَأَتَتَا عَلَيَّ فَقُلْتُ هَنٌ مِثْلُ الْخَشَبَةِ غَيْرَ أَنِّي لا أَكْنِي فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلانِ وَتَقُولانِ لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا قَالَ فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَانِ قَالَ مَا لَكُمَا قَالَتَا الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا قَالَ مَا قَالَ لَكُمَا قَالَتَا إِنَّهُ قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلأُ الْفَمَ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ وَطَافَ بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبُهُ ثُمَّ صَلَّى فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ قَالَ أَبُو ذَرٍّ فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ قَالَ فَقُلْتُ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ قُلْتُ مِنْ غِفَارٍ قَالَ فَأَهْوَى بِيَدِهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي كَرِهَ أَنِ انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ فَقَدَعَنِي صَاحِبُهُ وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا قَالَ قُلْتُ قَدْ كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ قَالَ فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ قَالَ قُلْتُ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ قَالَ إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا.



وفي سنن ابن ماجة ومسند أحمد عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول:" مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ". وعند البخاري في التاريخ الكبير عن عائشة رضي الله عنها أنها حملت ماء زمزم في القوارير وقالت : حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاداوي والقرب، فكان يصب على المرضى ويسقيهم .



يقول الإمام ابن القيم في كتابه الطب النبوي : وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم واستشفيت به من عدة أمراض ، ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه ، وفقدت الطبيب والدواء ، فكنت أتعالج بالفاتحة آخذ شربة من ماء زمزم ، وأقرؤها عليها مرارا ثم أشربه ، فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع ، فأنتفع بها غاية الانتفاع .



للمزيد راجع ما ذكر عن ماء زمزم في كتب الطب النبوي " اضغط هنا "



علاج السرطان بماء زمزم


هذه القصة مشهورة بين الناس نجدها في بعض الكتب والمنشورات وأيضا على شريط مسجل بصوتها .

وقد نقلت هذه القصة من موقع رسالة الإسلام " http://www.islammessage.com/Arabic/letter1A.htm "

ليلى الحلو امرأة مغربية ، أصيبت بالمرض الخبيث ( السرطان ) فعجز الأطباء عن علاجها ، ففقدت الأمل إلا بالله الذي لم تكن تعرفه من قبل ، فتوجهت إليه في البيت الحرام ، فماذا حصل

نترككم مع الأخت ليلى لتروى تفاصيل قصتها بنفسها ، فتقول :



منذ تسع سنوات أصبت بمرض خطير جدا ، وهو مرض السرطان ، والجميع يعرف أن هذا الاسم مخيف جدا ، وهناك في المغرب لا نسميه السرطان ، وإنما نسميه ( الغول ) أو المرض الخبيث .



أصبت بالتاج الأيسر ، وكان إيماني بالله ضعيفا جدا ، كنت غافلة عن الله تعالى ، وكنت أظن أن جمال الإنسان يدوم طوال حياته ، وأن شبابه وصحته كذلك ، وما كنت أظن أبدا أنني سأصاب بمرض خطير كالسرطان . فلما أصبت بهذا المرض زلزلني زلزالا شديدا ، وفكرت في الهروب ، ولكن إلى أين ؟ ومرضي معي أينما كنت ، فكرت في الانتحار ، ولكني كنت أحب زوجي وأولادي ، وما فكرت أن الله سيعاقبني إذا انتحرت لأني كنت غافلة عن الله كما أسلفت . وأراد الله سبحانه أن يهديني بهذا المرض وأن يهدي بي كثيرا من الناس فبدأت الأمور تتطور .



لما أصبت بهذا المرض رحلت إلى بلجيكا وزرت عددا من الأطباء هناك ، وقالوا لزوجي لا بد من إزالة الثدي ، وبعد ذلك استعمال أدوية حادة تسقط الشعر وتزيل الرموش والحاجبين وتعطي لحية على الوجه كما تسقط الأظافر والأسنان . فرفضت رفضا كليا وقلت أني أفضل أن أموت بثديي وشعري وكل ما خلق الله بي ولا أشوه . وطلبت من الأطباء أن يكتبوا لي علاجا خفيفا ففعلوا . فرجعت إلى المغرب واستعملت الدواء فلم يؤثر علي ، ففرحت بذلك وقلت في نفسي لعل الأطباء قد أخطأوا وأني لم أصب بمرض السرطان ، ولكن بعد ستة أشهر تقريبا بدأت أشعر بنقص في الوزن ، لوني تغير كثيرا وكنت أحس بالآلام كانت معي دائما ، فنصحني طبيبي في المغرب أن أتوجه إلى بلجيكا فتوجهت إلى هناك ، وهناك كانت المصيبة فقد قال الأطباء لزوجي إن المرض قد عم وأصيبت الرئتان وأنهم الآن ليس لديهم دواء لهذه الحالة ، ثم قالوا لزوجي من الأحسن أن تأخذ زوجتك إلى بلدها حتى تموت هناك.



فجع زوجي بما سمع ، وبدلا من الذهاب إلى المغرب ذهبنا إلى فرنسا ، حيث ظننا أننا سنجد العلاج هناك ، ولكنا لم نجد شيئا ، وأخيرا حرصنا على أن نستعين بأحد هناك لأدخل المستشفى وأقطع ثديي وأستعمل العلاج الحاد ، لكن زوجي تذكر شيئا كنا قد نسيناه وغفلنا عنه طوال حياتنا ، لقد ألهم الله زوجي أن نقوم بزيارة إلى بيت الله الحرام لنقف بين يديه سبحانه ونسأله أن يكشف ما بنا من ضر ، وذلك ما فعلناه .



خرجنا من باريس ونحن نهلل ونكبر ، فرحت كثيرا لأنني لأول مرة سأدخل بيت الله الحرام وأرى الكعبة المشرفة ، واشتريت مصحفا من مدينة باريس وتوجهنا إلى مكة المكرمة .



وصلنا إلى بيت الله الحرام فلما دخلنا ورأيت الكعبة بكيت كثيرا لأنني ندمت على ما فاتني من فرائض وصلاة وخشوع وتضرع إلى الله ، وقلت يا رب لقد استعصى علاجي على الأطباء وأنت منك الداء ومنك الدواء وقد أغلقت في وجهي جميع الأبواب وليس لي إلا بابك فلا تغلقه في وجهي ، وطفت حول بيت الله وكنت أسأل الله كثيرا بأن لا يخيبني وأن لا يخذلني وأن لا يحير الأطباء في أمري ، وكما ذكرت آنفا فقد كنت غافلة عن الله جاهلة بدين الله ، فكنت أطوف على العلماء والمشايخ الذين كانوا هناك وأسألهم أن يدلوني على كتب وأدعية سهلة وبسيطة حتى أستفيد منها فنصحوني كثيرا بتلاوة كتاب الله والتضلع من ماء زمزم ( والتضلع هو أن يشرب الإنسان حتى يشعر أن الماء قد وصل إلى أضلاعه ) كما نصحوني بالإكثار من ذكر الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم .



شعرت براحة نفسية واطمئنان في حرم الله ، فطلبت من زوجي أن يسمح لي بالبقاء في الحرم وعدم الرجوع إلى الفندق فأذن لي .



وفي الحرم كان بجواري بعض الأخوات المصريات ، والتركيات ، كن يريني أبكي كثيرا ، فسألنني عن سبب بكائي ، فقلت :لأنني وصلت بيت الله ، وما كنت أظن أني سأحبه هذا الحب . وثانيا . لأنني مصابة بالسرطان . فلازمنني ولم يفارقنني . فأخبرتهن أنني معتكفة في بيت الله ، فأخبرن أزواجهن ومكثن معي ، فكنا لا ننام أبدا ، ولا نأكل من الطعام إلا القليل ، لكنا نشرب كثيرا من ماء زمزم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ماء زمزم لما شرب له " . إن شربته لتشفى شفاك الله وإن شربته لظمأك قطعه الله ، وإن شربته مستعيذا أعاذك الله ، فقطع الله جوعنا ، وكنا نطوف دون انقطاع حيث نصلي ركعتين ونعاود الطواف ، ونشرب من ماء زمزم ونكثر من تلاوة القرآن ، وهكذا كنا في الليل والنها لا ننام إلا قليلا .

عندما وصلت إلى بيت الله كنت هزيلة جدا ، وكان في نصفي الأعلى كويرات وأورام التي تؤكد أن السرطان قد عم جسمي الأعلى ، فكن ينصحنني بأن أغسل نصفي الأعلى بماء زمزم ، ولكني كنت أخاف أن ألمس تلك الأورام والكويرات فأتذكر ذلك المرض فيشغلني عن ذكر الله وعبادته . فغسلته دون أن ألمس جسدي .



وفي اليوم الخامس ألححن علي رفيقاتي أن أمسح جسدي بشئ من ماء زمزم ، فرفضت في بداية الأمر ، لكني أحسست بقوة تدفعني إلى أن آخذ شيئا من ماء زمزم وأمسح بيدي على جسدي ، فخفت في المرة الأولى ثم أحسست بهذه القوة مرة ثانية ، فترددت ، ولكن في المرة الثالثة ودون أن أشعر أخذت يدي ومسحت بها على جسدي وثديي الذي كان مملوءا كله دما وصديدا وكويرات ، وحدث ما لم يكن في الحسبان ، كل الكويرات ذهبت ولم أجد شيئا في جسدي ، لا ألما ولا دما ولا صديد .



فاندهشت في أول الأمر فأدخلت يدي في قميصي لأبحث عما في جسدي فلم أجد شيئا من تلك الأورام ، فارتعشت ، ولكني تذكرت أن الله على كل شئ قدير ، فطلبت من إحدى رفيقاتي أن تلمس جسدي وأن تبحث عن هذه الكويرات ، فصحن كلهن دون شعور الله أكبر ، الله أكبر .



فانطلقت لأخبر زوجي ، ودخلت الفندق ، فلما وقفت أمامه مزقت قميصي وأنا أقول ، أنظر رحمة الله ، وأخبرته بما حدث فلم يصدق ذلك ، وأخذ يبكي ويصيح بصوت عال ويقول : هل علمت أن الأطباء قد أقسموا على موتك بعد ثلاثة أسابيع فقط ؟ فقلت له : إن الآجال بيد الله سبحانه وتعالى ، ولا يعلم الغيب إلا الله .

مكثنا في بيت الله أسبوعا كاملا ، فكنت أحمد الله وأشكره على نعمه التي لا تحصى ، ثم زرنا المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، ورجعنا إلى فرنسا .



وهناك ، حار الأطباء في أملاري واندهشوا وكادوا يجنون ، وصاروا يسألونني ، هل أنت فلانة ؟ فأقول لهم نعم بافتخار وزوجي فلان ، وقد رجعت إلى ربي ، وما عدت أخاف من شئ إلا من الله سبحانه وتعالى ، فالقضاء قضاء الله والأمر أمره .



فقالوا لي إن حالتك غريبة جدا ، وأن الأورام قد زالت ، فلا بد من إعادة الفحص .

أعادوا فحصي مرة ثانية فلم يجدوا شيئا ، وكنت من قبل لا أستطيع التنفس من تلك الأورام ، ولكن عندما وصلت إلى بيت الله الحرام وطلبت الشفاء من الله ذهب ذلك عني .



بعد ذلك كنت أبحث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وعن سيرة أصحابه رضي الله عنهم وأبكي كثيرا ، كنت أبكي ندما على ما فاتني من حب لله ورسوله ، وعلى تلك الأيام التي قضيتها بعيدة عن الله عز وجل ، وأسأل الله أن يقبلني وأن يتوب علي وعلى زوجي وعلى جميع المسلمين





وهذه مقالة من الساحة العربية : الساحات - الساحة الإسلامية - هل تريد علاجا للسرطان بإذن الله تعالى .

الكاتب ابن الوردي- 01-8-2001 08:01



أردت طرح هذا الموضوع من فترة لكني نسيت ثم ذكرني إياه سائل للدعاء لأخته التي أصيبت بالسرطان نعوذ بالله من السرطان ومن كل مرض خبيث . العلاج هو : يصوم المريض عن الطعام تماما ولا يشرب سوى ماء زمزم ، وإذا أحس في بداية الصيام بضعف ودوار فليجلس في البانيو أو طست كبير ويملؤه بالماء البارد نوعا ما، ويكون مستوى الماء إلى بداية صدره من جهة البطن ويبقى فيه لمدة نصف ساعة ليساعده ذلك على التخلص من الدوخة والدوار بعد عدة ايام قد تصل إلى شهر أو أقل أو أكثر سيخرج من المريض براز أسود قاس ، فإذا خرج هذا البراز فهو السرطان قد انتهى وخرج هذه الوصفة سمعتها من الدكتور عبدالمالك الجزائري وهو فرنسي الجنسية " وهو طبيب مشهور في الطب البديل " يأتي إلى مكة كل سنة من رمضان إلى الحج ، وسمعت هذه الوصفة منه ومن بعض زوارها الذين أكد إثنان منهم أنهم جربوا هذه الوصفة في بعض أقربائهم وأكدوا نجاحها وأن المريض فعلا انتهى منه السرطان وينصح الدكتور عبدالمالك بعمل خليط مقوي يقي من كثير من الأمراض وخاصة بعد الانتهاء من السرطان لكي لا يعود مرة أخرى وهذه الوصفة هي : كيلو عسل جيد ، نصف كيلو ثوم مفروم ، نصف كيلو بصل مفروم ، ربع كيلو حبة سوداء مطحونة وقارورتين زيت كبد الحوت ، تخلط ويؤخذ من الخليط ملعقتين بعد الغداء وبعد العشاء وهذه الوصفة جربها زميل لي وقال أنه وجد فرقا بينا في مقاومة جسمه للأمراض وخاصة البرد ، وأكد لي ثلاثة من الأشخاص أنهم طبقوا هذا العلاج على ثلاثة من أقربائهم ونجح فعلا ، آمل أن أجد من القراء من جرب أو يعرف من جرب شيئا مما ذكر ليفيدنا به والله يكتب الأجر لمحبي الخير.



بالنسبة لمرض الشيخ الألباني ليس السرطان وإنما هو في القلب أو ما يتعلق به على ماأذكر .. وقد حكى الشيخ تجربته في العلاج في مجلسين متفرقين( مسجلين) أحدهما قديم وذكر الشيخ قصصا أخرى لبعض من يعرفهم نصحهم بهذا العلاج واستفادوا منه على تنوع في أمراضهم .. ولاأذكر أنه حدد ماء زمزم على أي حال العهد بالشريط بعيد وهو شيق لمن أراد التعرف على جوانب من شخصية الشيخ وجلده وصبره في تفاصيل طريفه لا أستحضر دقائقها الآن .. إنما هذه الواقعة حصلت للشيخ قديما في سوريا .. ومما أذكر أن الشيخ استفاد هذا العلاج من كتاب مترجم لطبيب غربي عنوانه (الصوم الطبي ) و كان قد أجرى فحوصات طبية عند طبيب وشخص له الداء و لما عاد إليه بعد هذا العلاج وجد أن غالب الداء قد زال مما أثار استغراب الطبيب .. وذكر الشيخ كم المدة التي مكث فيها صائما وو.. أشياء كثيرة سماعها من الشريط أجمل وأضبط رحمه الله رحمة واسعه ونفعنا بعلمه الذي خلف والله الموفق ,,

وقد سمعت شريط الشيخ الألباني قديما ، وذكر الشيخ أنه بقي صائما لمدة تسعة وثلاثين يوما ، وكان نشيطا يتجول بين القرى لإلقاء المحاضرات والدروس ، واستفاد من هذا الصيام استفادة بليغة . ونظرية الدكتور عبد المالك الجزائري عن علاج السرطان بالصيام على زمزم فقط أن الخلايا السرطانية تتغذى على ما يأكله الإنسان ، والصيام على زمزم أو ماء عادي لمن لم يجد زمزم يقتل الخلايا السرطانية لانعدام الغذاء حتى تخرج بعد فترة من الزمن مع المخلفات مع أن الإنسان قد يكون صائما لمدة شهر أو أكثر والعادة أنه لا يبقى في جسمه ما يخرج مع المخلفات . وهناك طريقة أخرى شبيه بهذه الطريقة في علاج بعض الأمراض الأخرى وهي الصيام عن الأكل والاقتصار فقط على العنب وعصيره والماء ، وطبع كتاب في هذا الصدد طبعه عمر نصيف فيما أذكر على حسابه ويوزع مجانا _ مما صعب الحصول عليه - واستفاد كثير ممن جرب هذه الطريقة أيضا في علاج بعض الأمراض المستعصية ولا ينكر فوائد الصيام العلاجية إلا جاهل أو مكابر



تنبيه أحيانا يكون السرطان ليس سرطانا حقيقيا وإنما هو عين أو مس ، وهذا يميزه المتقنون من الرقاة وليس كل قاريء يعرف ذلك ، والمتقنون من الرقاة يميزون فعلا بين السرطان الطبيعي وسرطان العين أو المس حدثني أحد الرقاة - لولا خشيتي أنه يكره ذكر اسمه لذكرته - أن امرأة قيل لها إن بك سرطان وقبل العميلة لاستئصاله بيوم أرشدهم أحد الأشخاص لزيارة هذا الراقي للتأكد وبعد القراءة على المرأة تبين أن بها مساً ، وخرج الجان منها ، وعندما عادت إلى المستشفى تفاجأ الأطباء باختفاء السرطان أعرف أن من الناس من لا يصدق هذه الأمور ولكن أشهد الله على صدق هذه القصة وحدثني بها القاريء على المرأة مباشرة .



علاج الكلى بماء زمزم
وهذه مقالة من المنتدى العربي

المنتدى العربي > منتدى تــــأويــــل الــــرؤى

07-14-2001 03:03 PM



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فضيلة الشيخ عبدالله العنزي حفظك الله ورعاك آمين

نعم فضيلة الشيخ لدي مشكلة في الكلى وهي ترسب أجهزه مناعية فئة ( أ )
وتعرف طبيا باسم ( IGA) ولدي فشل بسببها إلى 50% من وضائف الكلى وأنا على هذه الحال منذ 3 سنوات .



كثيرا ما تاتينا أسئلة من مرضى الكلى خصوصا الفشل الكلوي و كلهم نَصِفُ العلاج لهم، فمن سار عليه مؤمنا بقدرة الله على الشفاء شفي منه بفضل الله و من أعرض أعرض الله عنه ، إن التليفات الكلوية بشكل عام لا شفاء منها إلا بمعجزة من الله أو باستبدالها، فهي كالوردة التي يقطع عنها الماء فتيبس و تتلف لا تعالج إلا بزراعة وردة جديدة و لما نبحث عن سبب التليف نجده تمام كسبب تليف الوردة أو الثمرة قلة الماء أو فيروس أو سوء الجو الخارجي أو كثرة الضرب على الكلى الأدوية الكميائية لا أراها تفيد فلم أعرف أن شخصا استخدمها و نجح و إنما هي تؤخر و تهديء التلف الكامل كبدك الآن بحاجة إلى روح جديدة تحركها و و تغسلها من درنها .


علاجك هو :

تشرب ما يزيد عن 16 كأس ماء زمزم يوميا، ولا تشرب غيره.

و يجب أن تتضلعه مرة واحدة عند صلاة الفجر 4 أكواب متتالية.

بين الظهر و الصباح كوبين قبل الغداء كوب و بعده 3 أكواب.

بعد العصر كوبين .
بعد المغرب كوبين .
قبل النوم كوبين .
و عليك أن تتبول كل ساعة .

امتنع عن الدهنيات الزائدة، والموالح ، والمشروبات الغازية، والحلويات، والشاي و القهوة.
استخدم العسل المقري عليه بالقرآن الكريم
كلْ 11 ملعقة ، بعد كل صلاة ملعقتين و يجب أن يكون طبيعيا

قم بعمل حجامة في الظهر و الرأس مرة واحدة .

إذا تابعت هذا العلاج لمدة 3 أسابيع متتالية ستحس بتحسن عجيب إن شاء الله مع ذلك داوم القراءة و الورد و خلال فترة وجيزة بإذن الله يشفيك الله
"و تذكر أن الإيمان القوي سبب في العلاج"





الحبوب النفسية
تنفع من به مس من الجن
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الزّبَيْرِيّ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَبِيَدِهِ سَفَرْجَلَةٌ. فَقَالَ: دُونَكَهَا يَا طَلْحَةُ فَإِنّهَا تُجِمّ الْفُؤَاد ( أي تفرحه ) رواه النسائي في سننه ، وعن عائشةَ رضيَ الله عنها أنها كانت تأمرُ بالتلبين للمريضِ ، وللمحزونِ على الهالك ، وكانت تقول: إني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ التلبينةَ تجمّ فؤادَ المريض ، وتَذهبُ ببعض الحزن .رواه البخاري في صحيحه ، ونجد في كتب الطب بالأعشاب تركيبات تسمى بالمفرحات ، والحبوب التي تصرف من قبل الأطباء النفسانيين لها تأثير أكيد من بعد إذن الله تعالى على نفسية متعاطيها حيث أنها عملت بطريقة علمية فنية حديثة ، وعلى الرغم من أن علم النفس مبني على دراسات ونظريات وأبحاث لعلماء الغرب من اليهود والنصارى وأخذ عنهم بعض زنادقة أطباء المسلمين هذه البحوث وجعلوها من المُسَلمات وكأنها جاءت من طريق الوحي وأنكروا تأثير العين والسحر والمس ، وإننا نعتقد بما قاله الله ورسوله وعامة علماء المسلمين ولا نقول أن هذه خرافات واساطير الأولين ، ولا نسلم بما قاله علماء الكفر والإلحاد عموما ، ولقد جاءتنا الأدلة من الكتاب والسنة عن حقيقة السحر والجن والعين وجاءتنا الأخبار المتواترة عن تأثيرها على النفس والبدن ، وهذا لا يعني أبداً أنه علم ونظريات خاطئة ، فنحن المسلمين لا نردها بجملتها ولا نقبلها بجملتها ؛ والمرض الذي يكون بسبب والجن السحر لا يستجيب لعلاج الأطباء إلا من قبيل المخادعة الشيطانية وذلك بان يتجاوب الشيطان مع علاج الأطباء لفترة من الزمن حتى يظن المريض بأنه مصاب بمرض عضوي وبعد شهر أو نحوه يعاود الشيطان نشاطه وهذه الخديعة يقع فيها كثير من المرضى ، ومن المحتمل أن يتعاطى المريض أدوية منشطة تجعل أعصابه وعضلاته قوية جدا ويكون الشيطان ضعيفا أو العكس تكون الأدوية مخدرة للأعصاب أو أن مكونات العلاج تؤثر على الجني بان تجعله ضعيفا فلا يستطيع مزاولة نشاطه حتى يزول أثر العلاج من الدم ، ويزعم كثير من الجن على أن الحبوب المهدئة تجعل من جسد المصاب سكناً هادئاً ومريحاً للشياطين .



وربما تؤثر بعض الأدوية النفسية على مادة السحر الداخلي " المأكول والمشروب " كما هو حاصل مع الحبة السوداء مثلاً ، ولكن لا يعني أنها تبطل السحر عموماً ، فهي لا تجعل المسحورة تحب زوجها إذا كانت مصروفة عنه بالسحر ولا تجعل المرأة تحمل إذا كانت مصابة بعقم بسبب عين أو سحر أو قرين ، ومن المجرب أن لبعض الحبوب التي تصرف من قبل الأطباء تأثير في تهدئة الأمور ، ومن المعلوم بالمتابعة أن المريض قد تنهار قواه النفسية والعقلية بسبب المس أو العين أو السحر ، بسبب التفكير المضني بالمرض والوسوسة الشيطانية وشدة المرض ، حتى يتضاعف عليه البلاء ويتحول المرض إلى صدمات نفسية ربما بلغت بهذا المريض إلى التصرف بشكل عدواني لا يطاق ، وبعد ذهابه إلى الطبيب المختص واستخدام العلاجات المهدئة وابتعاده عن جو الرقية لفترة من الزمن ، قد تتحسن حاله وينشرح صدره ويرجع أحسن مما كان عليه ، بل إن بعض حالات المس والسحر تحتاج إلى استخدام مثل هذه العلاجات حتى تريح نفسية المريض وبعدها يكون من السهل التعامل معه ورقيته ، ولا أعني كل حالات المس بل أعني تلك الحالات التي بلغت بها الوسوسة الشيطانية إلى الشك والظن بأن كل أمر يحصل لها هو بسبب الجن والسحر والأعداء ، وتلك الحالات التي أنهكها الوسواس القهري الشيطاني ، وتلك الحالات التي بلغت بها عصبية المزاج إلى حد لا يمكن التحدث إليها ولا رقيتها .



ومثل هذه الحالات انتفعت من العلاج عند الأطباء العقلاء كثيراً ، حتى أصبح الجمع بين العلاج بالرقية والعلاج عند الأطباء من الأمور الضرورية في بعض الحالات ، وإن كل مرض سببه العين أو المس أو السحر ويمكن علاجه أو تخفيفه أو إيقافه بالأسباب الحسـية عند الأطباء ينبغي الأخذ به ، ولكل داء دواء ، مع مواصلة الرقية الشرعية .



وفي المقابل نعرف أناس كانوا يتعالجون عند الأطباء ولم يستفيدوا من الأدوية على الرغم من مرور عدة سنوات حتى استرقوا بالرقية الشرعية فزال عنهم البلاء ، قال لي احدهم اني استخدم الحبوب النفسية منذ اثنى عشرة سنة !!! وكان به مس من الجن وهو لا يعلم .



والذي أراه هو أن يجمع المريض بين الرقية والطب النفسي اذا دعت الحاجة وليس هناك أي تعارض بين العلاجين . أما إذا تجلت الأمور وتبين أن المريض مصابا بالعين او السحر والمس وشعر المريض بالتحسن وأراد أن يتوقف عن تلك الحبوب التي كانت تصرف له من قبل أطباء النفس فيجب عليه استشارة الطبيب خشية المضاعفات عند التوقف عنها بصور مفاجئه ، مع العلم أنه ليس كل الأدوية التي تصرف من قبل أطباء النفس تسبب الإدمان ، فعلى المريض أن يراجع الطبيب المختص ويخبره بأنه عازم على التوقف عن العلاج ، فإن الطبيب سوف يشير بالطريقة الصحيحة التي ينبغي أن يتبعها المريض ليتوقف عن تناول ما صرف له من أدوية ، والله اعلم.



يؤمن بعض الأطباء بإصابة الناس بالعين " الحسد " والسحر وتلبس الجان ، ولكن بعضهم يستميتون في صرف الناس عن الإستشفاء بالرقية ، وانا اسأل هذا الصنف من الأطباء اذا كان الإنسان يصاب بالعين والسحر ومس الجان فما هي الأعراض التي نفرق بها بين المرض العضوي والنفسي والمرض الذي بسبب العين أو السحر أو الجن ، وما هو الدليل على أن أمراض العين أو السحر أو مس الجان لا تتسبب في أمراض عضوية أو عصبية أو نفسية .



هذه جزء من مقالة للدكتور طارق الحبيب وهو من الأطباء الذي يجتهدون في التقريب بين المريض والطبيب النفسي من خلال المحاضرات والمقالات والأشرطة ، ويجتهد أيضاً في صرف المرضى عن الرقية الشرعية بكلام فصيح واسلوب جذاب ، وهذا الكلام لا يعني أني أطعن بالدكتور طارق ولكني أظن أنه ينتصر للطب النفسي أكثر من الرقية الشرعية وأكثر محاضراته مسجله وموجودة في التسجيلات الإسلامية والذي يظهر لي أنه من الملتزمين أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله .
اضغط هنا لقراءة المقالة كاملة



يقول الدكتور طارق : إذا ما حاور طبيب نفساني بعض الرقاة فإن أول سؤال يواجهونه به هو : هل تنكر وجود الجن والسحر والعين وتأثيرها. ولذلك يضطر ذلك الطبيب إلى توضيح ،،، أنه مؤمن بتلك الأمور الغيبية وتأثيرها ، ولكنه يسأل عن دليل شرعي أو علمي يربط تلك الأعراض التي يعاني منها مريض ما بأنها حدثت بسبب أحد تلك الأمور الغيبية . ورغم عدم وجود دليل واضح يربط تلك الأعراض بسببها الغيبي الذي يفترضه بعض الرقاة فإن العقلاء من الأطباء النفسانيين لا ينكرون احتمالية ذلك ، كما أنهم يتوقفون عن قبوله في آن واحد "انتهى كلام الدكتور طارق الحبيب "



تعليق:

أقول لماذا يتوقفون عن قبوله إن كانوا من العقلاء وهو أمر مشاهد ملموس ولماذا لا يبحثون عن الشواهد والقرائن والأدلة الشرعية التي سوف تقرب بين وجهة نظر الطرفين وتخرجهم من حرج التوقف عن قبوله ؟.



أما القول بإن العقلاء من الأطباء النفسانيين لا ينكرون احتمالية ذلك ، كما أنهم يتوقفون عن قبوله في آن واحد ، فهذا يعني أنهم مترددون ويعني أن بعض الحالات التي تأتيهم محتمل أنها تكون بسبب المس أو العين أو السحر ، وبسبب توقفهم عن القبول فهم يصرون على العلاج النفسي لجميع الحالات أعني النفسية والتي بسبب العين والسحر والمس .



وأخيراً أنا اسأل الدكتور بنفس السؤال الذي طرحه هو عن دليل شرعي أو علمي يربط تلك الأعراض التي يعاني منها مريض ما بأنها حدثت بسبب أحد تلك الأمراض النفسية . وهل الإستشهاد بعشرات الحالات النفسية دليل على أن عموم الحالات المرضية ينطبق عليها ذلك التعليل .



شــواهــد
يقول الله تعالى:

} وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين {

يقول ابن كثير : قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما "ليزلقونك" لينفذونك "بأبصارهم" أي يعينونك بأبصارهم بمعنى يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم . وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة.



يقول صلى الله عليه وسلم :

أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله و قدره بالعين .

تحقيق الألباني – حديث حسن انظر رقم: 1206 في صحيح الجامع?

هذا حديث واحد لو تمعن به الطبيب لفتح له آفاق التفكر والبحث في تأثير العين .

أكثر من يموت يعني أكثر من النصف يعني الملايين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم تموت بسبب العين .

كلمة يموت مطلقة وتعني بكل سبب يفضي الى الموت سواء بالإمراض النفسية والعضوية أو بالحوادث المختلفة . وفي الحديث الصحيح " إن العين لتولع بالرجل بإذن الله تعالى حتى يصعد حالقا ثم يتردى منه " .

وفي حديث الصحابيان عامر وسهل "فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدَ عَذْرَاءَ قَالَ فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ" ، وفي رواية "فَلُبِطَ سَهْلٌ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ e فَقيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ" ، ... فقال e " علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة" .

وَقَال صلى الله عليه وسلم لأَسمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ قَالَتْ لا وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ ارْقِيهِمْ قَالَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ ارْقِيهِمْ.

وفي الحديث أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ يَبْكِي فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ بِهِ الْعَيْنَ قَالَ عُرْوَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e أَلا تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ ... الخ .



ختاما أرجو مراجعة باب العين والسحر وقراءة الآيات والأحاديث الواردة فيها والتمعن في معانيها ، وما يستنبط منها والتي تدل على تأثير هذه الأمور الغيبة على النفس البشرية وهي من قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم وليست من قول الرقاة والأطباء.